الاثنين، 16 أبريل 2018

خطبــة جمعـــة بعنـــوان أحبُ الاعمال إلى الله

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
 أحبُ الاعمال إلى الله
السلسله الثانيه - الخطبه {{ 1 }}

إعداد وتعديل وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 5 يناير 2018م
الموافق 17ربيع ثاني 1438هـ

ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام :
لازال الطريق طويلاً لئن ننتهى من احب
الاعمال الى الله جل وعلا ...
ولازال في الوقت متسع لنخوض من جديد أعمالاً جديدهً يُحبها الله ويحب صانعيها ..
فبعد ان أكملنا وانهينا في الجمعه الماضيه السلسله الاولى لاحب الاعمال الى الله التى ورد ذكرها في حديث عبدالله بن عمر رضى الله عنهما:
(( - سرورٌ تُدخِله إلى مسلمٍ.            
- أو تكشِف عنه كربةً
- أو تقضِي عنه دينًا
- أو تطرُد عنه جوعًا
 ولأن أمشيَ مع أخٍ في حاجةٍ أحبَّ إليّ مِن أن أعتكِفَ في هذا المسجد شهرا))..

ولا يعنى ان الاعمال إنتهت أو ان الاعمال التى يُحبها الله تنحصر في هذا الحديث فحسب..
وانما الاعمال التى يحبها الله كثيره وردت في  آيات كريمه وأحاديث نبويه عده  ...

ولذلكم اليوم :                       
سأفتتح معكم مجدداً السلسله الثانيه من سلسله احب الاعمال الى الله ...
سأقف اليوم للحديث عنها جميعاً بشكل مجمل مع شرح بسيط وموجز ومختصر...
لنترك الحديث عن كل واحده بالتفصيل وبشكل منفرد من الجمعه القادمه إذا احيانا الله إن شاء الله ..
 سأضع في كل واحده الرسائل المهمه وسأرسل البرقيات وسأحدد الرموز والدلالات والإشارات ..
كما سبق ذلك معكم في السلسله الاولى..

فالله جل جلاله يا ايها الكرام يُحِب ويُحَب،
ومحبته سبحانه كما يليق بجلاله،
 يُوصف بمحبة لا تُشبهُ محبةَ المخلوقين،
بل هي محبة تليق بالله كإله -جل في علاه-
والله سبحانه لا يُشبَّهْ بخلقه؛ لأنه سبحانه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
                                         
والله سبحان يحب أعمالاً ويجزي عليها الأجر العظيم ..
وهو سبحانه نوّع الأعمال التي يحبها؛ وعلى المسلم أن يتتبع تلك الأعمال ويحافظ على أدائها، لينال الأجر الكبير في العمل اليسير.

ولهذا سأعرض عليكم اليوم هذه الاعمال لكي ينتبه لها كل مسلم، فيحرص على المحافظة عليها لينال بركة أجرها،..
 فمن تلك الأعمال التى يحبها الله :
 = أنّ الله سبحانه ( يُحب المحسنين )
كما قال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).
 الإحسان من علامات أهل الإيمان.
الإحسان أعلى مراتب الدين.
 والمحسن في التعريف الدقيق :
هو الذي يُتقنُ كلَ عملٍ يقوم به في حياته..
سواء أكانت أعمال دينية، أو دنيوية،..

والإحسان رحب الدائرة، يُنظم عمل الإنسان كله، من المهد إلى اللحد..
فمن يقيمون الصلاه محسنون ومن يؤتون الزكاه محسنون ومن يؤمنون بالغيب  واليوم الآخر محسنون .
(( الم (1) تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ (  2 )
هُدًى وَرَحْمَةً لِّلْمُحْسِنِينَ (  3)
 ماهي صفاتهم يا ربنا ؟؟
وماهي أعمالهم ؟؟
(( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَهُم بِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ( 4) ))
وقوّام الليل محسنون والمستغفرين بالأسحار محسنون والمنفقين على المحرومين والسائلين محسنون ..
(( إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ () آَخِذِينَ مَا آَتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ ()
 كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ () وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ () وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ للِسَائِلِ وَاْلمَحْرُوم ))

فالإحسان باب عظيم وواسع لا يفي المقام لعرضه ولا يسع الوقت لسرده..
فما استطعت إليه سبيلاً من الإحسان فأحسن، بدءًا بمعاملتك مع ربك، وانتهاءً بمعاملة البهائم ..

= ومن الأعمال التي يُحبها الله سبحانه:
( الصبر )  قال تعالى:
(  وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) آل عمران:146
المسلم عند ورود البأساء، والضراء، والنعماء،
فهو يصبر عند الطاعة لأجلها وعليها،
ويصبر عند نزول المصيبة، ويصبر عن الحرام
فلا يأتيه...
وفي الحديث :
( عجباً لأمر المؤمن ان امره كله له خير إن إصابته سراء شكر فكان خيراً له وان إصابته ضراء صبر فكان خيراً له ولايكون ذلك إلا للمؤمن ..))
فالصبر عباده وعمل يحبه الله وجزاءُ أهله
النعيم والفوز والفلاح ..
(( وبشر الصابرين الذين اذا إصابتهم مصيبه قالوا إنّا لله وانا إليه راجعون اولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون ))..

= ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه:
( التوكل )  قال تعالى:
 ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ) آل عمران :159.
وهو الاعتماد على الله عز وجل دون غيره في استجلاب المصالح ودفعِ المضار من أمور الدنيا والآخرة...
 مع الإيمان بأنه لا يعطي ولا يمنع ولا ينفع ولايضر ولا يعز ولايذل سوى الله تعالى..
ومن اعتقد ان غير الله هو الذي ينفع وهو الذي يخفض ويرفع وهو الذي يضر وهو الذي بيده الرزق والموت والحياه والعز والذل فليس متوكلاً وعليه ان يراجع إيمانه قبل الندم ولاساعه مندم ..

  = ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه:
( القسط ) كما قال سبحانه:
 (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ).
والقسط هو العدل، والعدل باب واسع،
وهو يشمل جميع التصرفات، والمعاملات،
مع النفس والآخرين..
 فإن أردت أن يحبك الله ويأجرك الأجر العظيم، فكن عادلاً في نفسك عادلاً مع أهلك..
عادلاً مع بني جنسك عادلاً مع الآخرين..
تعدل بين الموظفين، تعدل بين الزوجات ..
وتعدل بين كل من ولِّيت عليهم ..
حتى العدل بين الأولاد مطلوب منك في المعاملة والعطاء، كما أخرج الطبراني من حديث النعمان بن بشير قال -صلى الله عليه وسلم-:
"إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم".
 بل العدل بين الأولاد واجب حتى في الشيء اليسير الذي ربما لا تلقي له بالاً من التقبيل.
فقد أخرج ابن النجار عن النعمان بن بشير -رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-:
 "إن الله يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القُبَلِ".
ومن عَدِلَ في ذلك فإن العدل حليفه، ويُيسر الله له من يعدل معه، ويُبعد عنه ظلم الآخرين،
 فضلاً عن الأجر العظيم جزاء عدله مع نفسه والآخرين ..
والمقسطون على منابر من نور يوم القيامة كما اخبر بذلك سيدنا عليه الصلاه والسلام ..

= ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه:
( التقوى ) كما قال تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ) ..
والتقوى :
• أن تجعل بينك وبين عذاب الله وقاية،
بفعل الطاعة واجتناب المعصية..
فالمتقي لا يذنب لأنه يتقي الذنوب،
ولكنه إن غفل فأذنب سارع بالتوبة.
فليس متقياً لله من يشهد الزور ويأكل الحرام والرشوه ويتعامل بالربا ويسلب ويسرق وينهب ..
 ولا يُعد تقياً من ينتهك حرمات الله ويتجاوز حدود الله ويتعدى اوامر الله ويزهق النفس البريئة التى كرمها الله ...
التقوى ترك الذنوب والمعاصي كبيرها وصغيرها
وحيا الله من قال :
خلِ الذنوب صغيرها 
                                  وكبيرها ذاك التقى
                            
واصنع كماشٍ فوق ارض 
                                 الشوك يحذرُ مايرى
                           
لاتحقرنّ صغيرهً ان
                                 الجبال من الحصى

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( التوبة من الذنوب ) والله يقول :
( إنّ اللّهَ يُحبُ التوّابِين ))..
التوبه عملٌ يحبه الله والله يحب من عباده التائبين
 من ذنوبهم ويبادرون بها، ولو كثرت ذنوبهم
ولو رجعوا إليها بعد توبتهم .
 كما روى عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ فِي زَوَائِدِهِ عَلَى الْمُسْنَدِ من حديث مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ، عَنْ أَبِيهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- عَنِ النَّبِيِّ -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُؤْمِنَ الْمُفَتَّنَ التَّوَّابَ".
 فالمحبة هنا واقعة على التوبة لا على الفتنة، فالمؤمن الذي يُفتن فيقع في الذنوب، ثم يراجع ربه ويتوب، كلما أذنب رجع لربه وتاب، فهذا من أحباب الله؛ لأنه علم أن له ربًا يغفر الذنب ويعاقب عليه، فعمل بمقتضى ذلك.

= ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه:
( فعل الرخص التي رخّصَ الله لعباده )
وذلك أن بعض الناس يظن أن مخالفة الرخص أفضل من الترخص..
 كمن يُتِمُّ إذا سافر ويترك الفطر مع الحاجة إليه، ويشق على نفسه بترك رخص كثيرة ظانًا أنه أعظم لأجره ..
وما علم المسكين أنه قد شق على نفسه وفوت عليها أجرًا عظيمًا لعدم اتباعه الرخصة..
كما أخرج الطبراني وغيره من حديث ابن مسعود قال: قال -صلى الله عليه وسلم-:
 "إن الله يحب أن تقبل رخصه، كما يحب أن تؤتى عزائمه". وإسناده رجاله ثقات، وله شاهد من حديث أبي هريرة رواه ابن أبي شَيْبَة وغيره.

= ومن الأعمال التي يحبها الله :
( أن يرى أثر النعمة التي أنعم الله بها عبده )
 كما أخرج البيهقي في الشعب من حديث زهير بن أبي علقمة رأى النبي -صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم- رجلاً سيئ الهيئة فقال: "ألك مال؟!"
قال: نعم  .. من أنواع المال .
قال: "فليُرَ أثره عليك، فإن الله يُحب أن يرى نعمته على عبده، ويكره البؤس والتباؤس".
 ومعنى الحديث:
أن يحسن الإنسان هيئته ولباسه من غير إسراف
 ولا خُيلاء، ولا تبذير، والسبب في ذلك كما
قال العلماء:
 ليأتيه أهل الحاجة، فإذا رأوه على شيء مما أنعم الله به عليه عرفوا أنه صاحب غنى، فقصدوه لحاجاتهم، فلذلك يُظهر أثر النعمة ليعرفه المحتاجون.

 = ومن الأعمال التي يحبها الله:         
( إِخفاءُ العمل الصالح )
 وذلك أن العمل الصالح كلما أخفاه العبد عَظُمَ أجره وكان أدعى للقبول ..
 وأولئك هم الأتقياء الاخفياء الذين اذا ظهروا لم يُعرفوا واذا غابوا لم يفتقدوا ..
كما أخرج مسلم في صحيحه
من حديث سعد بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رضي الله عنه- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اَللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ:
"إِنَّ اَللَّهَ يُحِبُّ اَلْعَبْدَ اَلتَّقِيَّ, اَلْغَنِيَّ, اَلْخَفِيَّ".
- فالتقي الذي يجعل بينه وبين عذاب الله وقاية بفعل ما أمر، واجتناب ما نهى عنه وزجر،
- والغني ليس المقصود غنى المال، وإنما غنى النفس، يقول  عليه الصلاة والسلام قال:
 (ليس الغنى عن كثرة العرض)، أي:
كثرة الأموال والمتاع، (ولكن الغنى غنى النفس)
- والخفي هو: البعيد عن الشهرة، والبعيد عن الأضواء والبعيد عن العيون والبعيد عن الظهور .

 = ومن الأعمال التي يحبها الله:    
( الإكثار من ذكره )
الذكر عمل وعباده يحبها الله ..
الذكر دواءٌ للنفوس وحياه للقلوب وعلاج للأرواح
وبلسم للأفئدة وشفاءٌ للصدور..
الذكر اسهل مايقال ، وأيسر مايُحمل .
وأجمل ما يُفعل ، وأخف ما يُعْمِل .
الذكر البلسم المجرب ، والدواء النافع .
والطعام الطيب ، والغذاء المبارك .
وهاهو معاذ يسأل النبي عليه الصلاة والسلام،
"أي الأعمال أحب إلى الله تعالى" فقال:
 (أن تموت ولسانك رَطبٌ من ذكر الله) ..
- وقال عليه الصلاه  :أحب الكلام إلى الله أربع:
( سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله،
والله أكبر، لا يضرك بأيهنّ بدأت).
وقال عليه الصلاه والسلام :
 ( كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان :
سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم )
 فهذه هي أحب الكلمات إلى الله، وينبغي على المؤمن أن يحرص عليها وان يواظب على ترديدها في كل وقتٍ وحين ..

= ومن الأعمال التي يحبها الله سبحانه:
( إتقان العمل سواءً مع الله أم مع الخلق )
 وأن يراقب العبد ربه في عمله، فتدعوه تلك المراقبة إلى الإخلاص وإخراجِ العمل في أحسن صورة.
 كما أخرج البيهقي من حديث عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).
 وبعض الناس يستدل فقط بهذا الحديث على إتقان الأعمال الدنيوية، بإتقان صناعة، أو إتقان صفقة، أو إتقان وظيفة..
 وينسى إتقان الصلاة، وإتقان الصيام، وإتقان الحج، وإتقان الطواف، وإتقان السعي، وإتقان تلاوة القرآن، والحديث يشمل الأمرين جميعاً.

اللهم اجعلنا لك شكّارين لك ذكاّرين إليك منيبين توّابين وللصلاه محافظين وللقرآن تالين ولاوامرك ونواهيك خاضعين ولطاعتك مخبتين مقبلين..

اللهم وفقنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال يا رب العالمين..اقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم انه هو الغفور الرحيم ...

الخطبة الثانية:                     
 أما بعد:
 ايها الاخوه الاحباب :
 كل شيء يُفعل لغير الله فهو ضائع..
 وكلُ عمل وشخص يُحب لغير الله فسيندم صاحب ذلك عليه..
 والله سبحانه وتعالى يقول
      ( وَإنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى )النجم:42،
أي:
 نهاية الأشياء إلى الله، ومرجعها إليه
وينبغي أن تكون محبوباتنا لأجله،
وأعمالنا له سبحانه،
وإذا أحب العبد ربه صدقاً سعى إلى تحقيق ما يُحبه الرب،
 ونظر في الأعمال التي يحبها سبحانه ما هي فقام بفعلها ...
نعم ايها الأحباب الكرام.            
الحياة الحقيقية هي التي يكون المرءُ فيها على الدرب الذي يحبه الله...
فكل ما في الوجود ينقلب له محبًا بحب الله له، كما أخرج البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة قال صلى الله عليه وسلم-:
 "إذا أحب الله عبدًا نادى جبريل:
 إن الله يُحبُ فلانًا فأحبه، فيُحبه جبريل،
فينادي جبريل في أهل السماء:
إن الله يحب فلانًا فأحبوه، فيحبه أهل السماء،
ثم يوضع له القبول في الأرض".

وإن من أهم الأمور الجالبة لمحبة الله، أن نتلمس الأعمال التي يحبها الله فنعمل بها ونحافظ عليها، ومن تلك الأعمال التي يحبها الله:
( الفرائض، وتليها النوافل )
وفي الحديث القدسي :
(وما تقرب إليَّ عبدي بشيء أحب إليَّ مما افترضت عليه)
 أي: فرائض الصلاة، وفرائض الزكاة، وفرائض الصدقات، وفرائض الصيام، وهكذا
 (وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه) .
- وهاهو صحابيٌ يسأل النبي عليه الصلاة والسلام: أي العمل أحب إلى الله ؟؟
لأنهم كانوا حريصين على ما يحبه الله..
 فقال عليه الصلاة والسلام:
(الصلاة على وقتها) أي: في أول الوقت،
قال: ثم أي؟ قال: (بر الوالدين)،
قال: ثم أي؟ قال: (الجهاد في سبيل الله) ، فالصلاة على وقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله من أحب الأعمال إلى الله.

=  ومن الأعمال التي يحبها الله:
( العمل الذي يداوم عليه صاحبه وإن قل )
أي: من النوافل؛ لأن الفرائض لابد من الإتيان بها،
- استغفار دائم وان كان قليلاً..
- دعاء مستمر وان كان قصيراً..
- تلاوهً للقرآن يوميه وان كانت صفحات..
- ركعات بالليل دائمه وان كانت قليله..
- صدقات متواصله وان كانت بسيطه..
- صيام اثنين وخميس باستمرار وان كانت يومين.
نعم قليل دائم ولا كثير منقطع....
 قال عليه الصلاة والسلام:
 (إن أحبَ الأعمال إلى الله ما دام وإن قل )..
فالديمومة على الأعمال الصالحة وعدم الانقطاع عنها صفة يحبها الله، ويحب أهلها ..

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( الإلحاح في الدعاء )
وذلك بكثرة الطلب وتكراره كل حين،
بدون يأس او ملل او احباط ..
فكلما أكثرت والححت طرق الباب يوشك ان يفتح لك .. كما أخرج البيهقي من حديث عائشة قال -
صلى الله عليه وسلم-:
"إن الله يحب المُلحِّين في الدعاء".
 قال الشاعر:
 والله يغضب إن تركت سؤاله
                        وبنيّ آدم حين يُسأل يغضب
 فالله سبحانه وتعالى كلما سألته كنت أقرب إليه، وأحب إليه، وكلما ألححت عليه في الدعاء أحبك، ومن لم يسأله يغضب عليه .
 وهذا هو غاية الكرم والجود.

= ومن الأعمال التي يحبها الله:    
( الحلف به عند الحاجة والوفاء بذلك )
 كما أخرج أبو نعيم في الحلية من حديث عمر قال -صلى الله عليه وسلم-:
 "احْلِفُوا باللهِ وبَرُّوا واصْدُقُوا، فإن اللَّهَ يُحبُّ أن يُحْلَفَ به".
فأين اولئك الذين أدمنوا الحلف بالامانه وبالولد والزوجه والجاه والسلطان والطلاق وأصبحت زوجاتهم محرمات عليهم في اليوم اكثر من٢٠ مره.. في كل تافه حرام وطلاق في كل هين طلاق
 فالحلف بالله عبادة لا تجوز إلا بالله..
فمن صرف تلك العبادة لغير الله فحلف بغير الله فقد أشرك مع الله..
ومن حلف بالله، فقد أدى عبادة على وجهها
وهو مأجور.ولكن ينهى عن كثرة الحلف، وذلك عند البيع وبدون حاجة.

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( أن يحرص المسلم على معالي الأمور )
 وأن يبتعد عن سفسافها..
كما أخرج الحاكم من حديث سهل بن سعد قال -صلى الله عليه وسلم-:
"إن الله يُحب معالي الأخلاق ويكره سفسافها".
 وما أكثر من يتصف اليوم بسفساف الأخلاق، أي:
 الأخلاق الوضيعة، والحالات التي فيها خرم للمروءة، فيتلبسون بألبسة وقصات شعر، وحلق معدنية، ويوجدون في أماكن معينة، ليست من معالي الأخلاق أبداً.

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( يحب الله الذي يزور شخصاً من أجله )
(زار رجل أخاً له في الله في قرية فأرصد الله له على مدرجته) أي: على طريقه،
(ملكاً فلما أتى عليه، قال: أين تريد؟
قال: أريد أخاً لي في هذه القرية..
 قال: هل لك عليه من نعمة تربها)؟
 أي: تنهض بسببها، وتقوم بإصلاحها، وتأتيه من أجلها..
(قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)...
وفي الحديث القدسي:
(حقت محبتي للمتحابين فيَّ، والمتباذلين فيَّ، والمتجالسين فيَّ، والمتصادقين فيَّ، والمتواصلين فيَّ، والمتزاورين فيَّ) ...

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( السهولة في المعاملة،وطلاقة الوجه،وعدم التشدد)
 كما أخرج الحاكم في مستدركه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
 "إن الله يُحب سمح البيع سمح الشراء سمح القضاء".
 وأخرجه البخاري من حديث جابر رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم-:
 "رحم الله عبدًا سمحًا إذا باع، سمحًا إذا اشترى، سمحًا إذا قضى، سمحًا إذا اقتضى".
فالسمح في المعاملة بأن يترك له الباقي
ولا يستقصي في طلب حقه، يؤجل المعسر، وينظره، ويسامحه، وعنده سهولة في البيع والشراء والاقتضاء في أخذ الحق ..

= ومن الأعمال التي يحبها الله:      
( الرفق في جميع الأمور )
 كما أخرج البخاري في صحيحه من حديث عائشة قال -صلى الله عليه وسلم-:
 "إن الله تعالى يحب الرفق في الأمر كله".
 وأخرجه ابن حبان وغيره بلفظ:
 "إنّ الله يُحبُ الرفقَ، ويُعطي على الرفق ما لا يُعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه".

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( الايمان به وصله الأرحام )
من حب الصحابه للأعمال وحرصهم على معرفه ما يحبه الله ورسوله من الطاعات والعبادات كانوا يحرصون دوماً على سؤال رسول الله عن الاعمال التى تقربهم من الله ومن حبه ...
فهاهو رجل من خثعم يسأل الرسول فيقول :
يا رسول الله أي الأعمال أحب إلى الله؟
فقال: (إيمان بالله)...
قال :  يا رسول الله ثم مه؟؟
قال: (ثم صلة الرحم)....

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
(  الجود والكرم )
فقد أخرج البيهقي من حديث طلحة بن عبيد الله قال -صلى الله عليه وسلم-:
 "إن الله تعالى جوادٌ يُحبُ الجود"
وفي رواية: "كريم يحب الكرم".

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( الحلم والأناة )
كما قال عليه الصلاة والسلام لأشج عبد القيس: (إن فيك خلصتين يحبهما الله: الحلم والأناة) .
فالحلم العقل، والأناة التثبت وترك العجلة ..
 قيل:
 عاشت بنو تميم بحلم الأحنف بن قيس أربعين سنة، خاصمه رجل مرة فقال له:
 لئن قلت واحدة لتسمعن عشرة، أي:
أرد عليك، فقال له الأحنف:
لكنك إن قلت عشرة لم تسمع مني واحدة..

= ومن الأعمال التي يحبها الله:
( المؤمن القوي )
كما في الحديث:
(( المؤمن القوي خيرٌ واحب الى الله من المؤمن الضعيف وفي كلٌ خير ......))
فالله يحب المؤمن القوي..
 القوي بإيمانه، القوي بجسده، القوي بتدبيره، القوي بعمله، القوي بإتقانه، القوي في أمره بالمعروف وفي نهييه عن المنكر، وفي الصدع بالحق..

ايها الاحباب الكرام :
قدمت لكم على عجل بعضاً من الاعمال التى يحبها الله ويحب من عمل بها وغيرها كثير من الأعمال التي وردت في القران وصحيح السنة النبوبه المطهرة  ...
وسوف اقف معكم من الجمعه القادمه باذن الله مع كل عمل على حده ..
وماعلى كل واحد منا إلا أن يستحضر النية،
 وأن يجدّ ويجتهد في تتبع الأعمال التي يحبها الله، ويُقدمها على غيرها، ويحرص على الالتزام بها.
اللهم وفقنا لهداك...
اللهم أغننا ولا تطغنا.. واعطنا ولاتحرمنا
واكرمنا ولاتهنا .. وارفعنا ولا تخفضنا ..
اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا..
وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا..
 وأصلح لنا آخرتنا التي إليها معادنا..
-  اللهم أغننا بحلالك عن حرامك..
 واكفنا بفضلك عمن سواك يا رب العالمين..
- استر عوراتنا، آمن روعاتنا، اقض ديوننا،
ارحم موتانا، اشف مرضانا، أبرئ جرحانا،
فك أسرانا، يا رب العالمين..
-  اللهم اجعل بلدك هذا آمناً مطمئناً، رخاء سخاء رغداً، وسائر بلاد المسلمين..
-  اللهم أنعم علينا بالخيرات، وأنزل علينا البركات، وكفر عنا السيئات، وارفع لنا الدرجات
يا سميع الدعوات..
- آمنا في الأوطان والدور، واغفر لنا يا عزيز يا غفور..
- أصلح نياتنا وذرياتنا، وبارك لنا فيما آتيتنا، واجعله عوناً على طاعتك...

هذا وصلوا وسلموا عليه وعلى آله ..
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين.                             
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...