الاثنين، 16 أبريل 2018

خطبــة جمعـــة بعنـــوان النعم الخفية

خطبــة جمعـــة بعنـــوان
النعم الخفية
 (( ضمن سلسله نعم الله التى لاتحصى))

إعداد وتعديل وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في  5 مارس 2017م
الموافق 11رجب 1437هـ

أما بعد أيها الأخوه الكرام :
 كثيرة هي النعم التي وهبنا إياها ربنا بلا حول منا ولا قوة، ولا يمكن للعبد إحصاؤها؛ كما قال جل في علاه: (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا)[النحل: 18].

ولكن هناك نعم عظيمة جدا، لا يعرفها العبد ولم تمر له بخيال ...
ففي جسده أعضاء لا يعرف قدر نعمة الله عليه فيها، والعبد مأمور بالتفكر في نفسه لينقلب بالإيمان الصافي والشكر الخالص لله وحده؛
كما قال سبحانه: (وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات: 21].
  ومن هذا المنطلق سنمر على بعض النعم الخفية التي لم يفطن لها العبد، ولن يفطن لها الكثير حتى يفقدها عافانا الله وإياكم ...

أيها الاحبابُ الكرام :
 نسمع كثيرا المقولة السائرة:
 "الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يعرفها
إلا المرضى".
ومتى نتحقق من هذه المقوله ؟؟؟
نتحقق منها عندما نصاب بالأمراض ونعرف بعدها اننا كنا في غفله من نعمه الصحه التى كانت تسري في عضو من أعضاء جسدنا ..

ولذكم أيها المؤمنون :
التفكر عبادة منسية عند كثير من الخلق،
 وقد عدها الله جل وعلا من صفات أولي الألباب: (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ) [آل عمران: 190].

والتفكر عام في كل شيء إلا في ذات الله..
حيث لا يستطيع العبد أن يتفكر إلا في خلق الله فقط وهذا هو المباح له، وهو الذي يعود عليه بالنفع.
واليوم سيكون تفكرنا في خلقنا،
وما أودع الله فينا من نعم خفية
 لا يزال العلم يكتشفها شيئا بعد شيء،
 ليتبين للعالم عظيم قدرة الله، وضعف ابن آدم وجهله.
والمسلم إذا اطلع على فوائد تلك الأعضاء والأجهزة التي توجد في جسمه، زاد حبه لربه المنعم بتلك النعم، وإذا اطلع على فوائد عضو واحد رأى أنه أهم عضو في الجسم؛ فمثلاً  إن في أجسامنا :
= غدةً هي أكبر غدة في الجسم قد تزِن كيلو ونصف تقريبا، وهي مستودع السكر والدهون والفيتامينات، وهي تحتجز السموم وتحولها إلى مواد غير ضارة.
 لذا فالإنسان لا يحيا بدونه أكثر من ثلاث ساعات فقط، وخلاياه هي أسرع خلايا الجسم نموًا، وهو يتجدد تجددًا كاملًا كل أربع أشهُر ولو أن طبيبًا استأصل أربع أخماسه بِ المشرط ثم فتح بعد 16 أسبوع لوجده أعاد بناء نفسه كاملًا كما كان.

هل عرفتم ذلك العضو:  (( إنه الكبد ))
 ومن عجائب الكبد:
 أن خلاياه لا تتخصص ولا تُوزِع الوظائف بل كل خلية في الكبد تقوم بـ500 عملية حيوية لازمة لحياة الإنسان فتبارك الله أحسن الخالقين.
 ومن عجائب الكبد :
ان في الكبدِ (ثلاثُمئةِ مليارِ خليةٍ) يمكن أن تُجَدَّدَ كلياً خلالَ (أربعةِ أشهرٍ) ووظائفُ الكبدِ كثيرةٌ، وخطيرةٌ، ومدهشةٌ، حيث لا يستطيعُ الإنسانُ أنْ يعيشَ بلا كبدٍ أكثرَ من (ثلاثِ ساعاتٍ)

ولكي تعرف قيمة ذلك العضو انظر إلى من أصيب بتليف في الكبد عافانا الله وإياكم،
كيف يتغير لونه ويضطرب نظام جسمه، حتى يتبين لكل من لقيه أنه مريض..
ثم إن تقرر زراعة الكبد له، كم سيكلفه ذلك من أموال طائلة، ومخاطر عظيمة، وقد وهبك الله إياها بالمجان ... بلا مقابل ..!!
سوى شكره وطاعته.. فهلا شكرنا ربنا؟!

= ومن الأعضاء المهمة في الجسم ولا يستغني عنه العبد:  (( الرئة ))
في الرئتين (سبعمائة مليون)سنخٍ رئويٍّ، كعنقود العنب، وهذه الأسناخ لو نُشِرتْ لاحتلَّتْ مساحةَ (مئتيْ متر مربّعٍ) وإن هاتين الرئتين تخفقان في اليومِ (خمسةً وعشرينَ ألف مرة) وتستنشقان :
(مئةً وثمانين متراً مكعباًمن الهواء)!

بل تأمل كيف حاطها الله بغلاف رقيق،
 فإذا تمددت مع كل شهيق لا تحتك بالقفص الصدري، ولو حدث هذا لأُصِيبت بالقروح والالتهابات التي تجعل النَّفَس أصعب ما يكون، وتَنَفُس الإنسان يستمر وإن كان نائمًا أو مُغمي عليه أو مُخدرًا، وهي تحتوي على حوالي 300 مليون فقاعة تساعد على التنفس.
فاحمد الله جل وعلا يا من وهبك الله رئتين سليمتين ...
لأن أدنى تغير بسيط فيهما يسبب لك المتاعب،
ويضاعف لك المعاناه ...
واسأل من أصيب بالربو والالتهابات الرئوية،
 كيف حالهم مع العلاجات والمهدئات.!؟؟
وكيف حالهم مع تغير الطقس ووجود الأتربة؟!

والعجب كل العجب ممن يجحد هذه النعمة،
فيتلفها بإرادته واختياره ..
ويتلفها بيده وماله...
 إنهم متعاطو التدخين والشيشة وأشباهها مما يفتك بالرئتين ...
فلنتق الله عباد الله، فالنعمة إذا كفرت سلبت.

ومن النعم العظيمة التي لا يمكن للعبد شكرها:

= (( الكُليتان )) :
لتعرف فائدة الكلى وأهميتها..!!!؟
 سل من ابتلي بالفشل الكلوي ..؟؟!
وكيف هي معاناته ..؟!!
وكيف يقضي الليل والنهار ..؟!
 كيف يأكل ويشرب.!!؟
وهل يقضي حاجته أم لا؟!

إن حجم الكُلية التي خلقها الله لك في حجم البيضة تقريبًا بها "مليون وحدة تصفية"..
 وتَغْسِل دمك 12 مرة يوميًا بالمجان، وبلا ألم،
 ولا جهد منك ..!!
مريض الفشل يغسلون كليته 20 مرة خلال شهرين ويكاد يجن من الألم...
والمعافى تُغسل كليته طبيعياً 36 مرة يومياً دون أن يشعر بشيء....
شركه ومؤسسه ربانيه داخل جسدك فيها آلآف الموظفين يعملون ليل نهار لغسل دمك وتصفيه كليتيك وانت مستلقي ..! وانت نائم .. وانت تأكل وانت تمشي ...وانت تلعب .. وانت في العمل .. وانت في أي مكان ..
عمل دؤب وخدمه متواصله وحركه مستمره بلا كلل او توقف وبلا مال وبدون طاقه او جهد منك ...

 وقارن بينها وبين جهاز غسل الكلى الذي في حجم المنضدة، ويُكَلِف مئات الريالات مقابل ثلاث غسلات فقط أسبوعيًا.
 والكلية تشبه حبة الفاصوليا طولها من 13: 10 سم، وزنها حوالي 150 جراما فقط.
 ومن نعم الله على الإنسان:
 أنه إذا استُئْصِلت إحدى كُليته، فإن الأخرى تتضخم ويزداد حجمها وتُؤدي عمل الكُليتين بل يُمكن للإنسان أن يَحيا بثمن كُلية وهي حقًا آية من آيات الله.

ومن النعم العظيمة:
= (( المثانة )) :
تقطر الكليتان قطرة بول كل 20 ثانية، وتتجمع تلك القطرات في المثانة حتى إذا امتلأت قام الإنسان لقضاء حاجته.
 يا لها من نعمة!
 فلو حبس بولك لعرفت قيمة هذه النعمة ..!!
فلولا هذه المثانة لما استطاع إنسان أن يَبْقَى في مكان واحد لعدة ساعات مُتتالية ولاضطر للتَرَدد على الخلاء كل "20 ثانية".

ها هو أحد المرضى أُصيب بسرطان المثانة فاستُئْصِلت، وجعلوا مكانها كيسًا من الأمعاء،
قال له الطبيب:
 "لما كانت لك مثانة طبيعية مِنْ خَلقِ الله كُنتَ تَشعر بامتلائها فتقوم للخلاء،
 أما الآن فلن تشعر هذه المثانة الصناعية بالامتلاء، فيلزمُك أن تقوم للخلاء كل ساعة من ليل أو نهار، وإلا انفجرت فيك، وحدثت الوفاة".

وحادثة أخرى:
أدخل شيخ بلغ السبعين المشفى لعدم استطاعته التبول، وبعد الفحص، جاءه الطبيب وبيده فاتورة تكلفة العملية بمبلغ كبيرة، فلما رآها المسن بكى، فقال له الطبيب:
"بإمكانك أخذ خصم على المبلغ، فقال:
لست أبكي على المبلغ، ولكن أبكي أن ربي
متعني بهذه النعمة سبعين سنة بالمجان".

فهل شعرت أخي بنعمة الله عليك؟
ألم تر أن الله جعل لمثانتك عضلات تنقبض فيسهل تفريغها من البول في ثوان، ولولا هذه العضلات لاحتجت إلى "ربع ساعة" لتفريغها في كل مرة؟!

ولهذا يعرف العبد السر في كون ذكر الخروج من الخلاء قولك: "غفرانك"
فالمعنى مهما شكرتك وعبدتك، فلن أشكر هذه النعمة فاغفر لي.

اللهم ارزقنا شكر نعمك،
 واجعلنا من عبادك الشاكرين ...
اللهمَّ ارزقنا حُسنَ الاعتِقادِ والقَولِ والعَمَلِ
واجعلنا من عبادِكَ المُحسِنِينَ يَارَبَّ العَالِمينَ.
أقولُ ما سمعتم وأستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكم ولِسائِرِ المُسلمينَ من كلِّ ذَنْبِّ فاستغفروهُ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.


الخطبة الثانية:

أما بعد أيها الاحباب الكرام :
 ومن النعم العظيمة، بل هي الحياة نفسها:
= نعمة  (( الدم )) :
خَلَقَ الله الإنسان من عَلَق، ولو تَفَرغ الإنسان من دمه لمات، والدم بحرٌ زاخر، ففيه الإمداد والمؤن "بالكرات الحمراء".
وكرياتِ الدمِ الحمراءَ لو صُفَّ بعضُها إلى جانبِ بعضٍ لزاد طولُها على محيطِ الأرضِ
(ستةَ أضعافٍ) وإنّ في كلِّ (ميليمتر) مكعبٍ من الدمِ (خمسةَ ملايين) كريةٍ حمراء، وإنّ كلَّ كريةٍ حمراءَ تجولُ في الدمِ في اليومِ الواحدِ (ألفاً وخمسمائة) جولةٍ، تقطع فيه (ألفاً ومئةً وخمسين) كيلو متراً.
 وهناك المدافعات والحاميات للجسم
 "الكرات البيضاء" ..
وهناك معوضات للتالف من الجسم
"الصفائح الدموية"...
 يُقَدر عددها بـ"700 ألف صفيحة"
 في كل مليمتر مكعب من الدم،
فإن جُرِحَ الإنسان تسارعت تلك الصفائح إلى مكان الجرح فتلاحمت بطريقة عجيبة لتمنع النزيف، وكرات الدم الحمراء إذا ماتت يُذهب بها إلى مقبرة جماعية وتُسمى "الطحال".

وهناك تُحَلَل إلى عناصر مفيدة،
والطحال مخزن للدماء يعوض الإنسان في حالات النزيف إلى أن يُنقذ بالتبرع، والدم لو زادت سيولته لتسرب من أبسط الجروح، وهلك الإنسان، ولو قلت سيولته لتعرض الإنسان للجلطات القاتلة فنسأل الله العافية والسلامة ..
 ومن لطف الله بنا:
 أنه جعل الشرايين غائرة بعيدة في أجسامنا بخلاف الأوردة السطحية ..
 يُقْسِم أحد الأطباء الجراحين بالله أنه انقطع معه شريان بمريض فَوَصَلَ الدم إلى سقف غرفة العمليات!  فلك الحمد ربنا...

ومن النعم العظيمة:
= (( جلد الإنسان ))(( ونعمة الإحساس)) :
 الجلد مركز الإحساس، حقيقة علمية سَبَقَ القرآن إليها؛ كما قال سبحانه:
(كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ)[النساء: 56].
 تحتَ سطحِ الجلدِ (خمسةَ عشرَ مليونَ) مكيّفٍ لحرارةِ البدنِ!
ولكل إنسان رمز نسيجي خاص، مَيَّزَهُ الله به عن سائر الناس، ولما نَزَعَ بعض المجرمين جلود بصماتهم، ورَقَّعُوا أصابعهم بِجُلود من أَرجلهم ظهرت بصمات الأصابع بعد فترة على الجلد الجديد!.
 ولكل إنسان رائحة تُميز جلده، ولولا هذا الانفراد لما كانت ثم فائدة للكلاب البوليسية،
 وبهذه الرائحة تعرف الأم ولدها في الحيوانات، وقد وهَبك الله سبحانه تحت سطح جلدك من
5: 15 مليون جهاز تكييف لحرارة البدن؛
إنها الغُدَد العَرَقِية.
 وأنت بنعمة اللمس تُميز بين الناعم والخَشن والحَار والبارد، وتميز الثقيل من الخفيف، أما لو خُدِّر الإنسان فلا يحس، زَوَّدَ الله كل بُوصة مُربعة من جلد الإنسان بـ"650 مليون خلية عصبية" لنقل الإحساس.

والإنسان لو وضع يَده على حديد ساخن فلربما كانت حركة ذرة الحديد تصل إلى مليون ذبذبة/ثانية، فتنقل تلك الحركة الشديدة إلى الأصابع في صورة ألم نُسمِيه الحُروق، وينتقل الإحساس بين الخلايا بسرعة خَارِقة تصل إلى "150 ميل/ثانية".

فتأمل عجيب خلق الله ..!!
بل إن مجرد تقليبك لورقات هذا الكتاب بمجرد اللمس والضغط الرقيق نعمة عُظمى، وعملية في غاية التعقيد ..
وقد يُصاب الإنسان بمرض فقد الإحساس، فلو لمس أشد الأشياء سخونة ما وجد لها حرًا ولو دُق مسمار في يده ما شَعَر.

ومعلوم أن جسم الإنسان يُفرز كمية من المخدرات جعلها الله سببًا في أن لا نشعر بحركة أمعائنا واضطراب المعدة وما إلى ذلك أما لو تعاطي الإنسان مُخدرًا من خارج الجسد، فإن إفراز بدنه يختل ويحتاج إلى المخدر الخارجي، وإلا شَعَرَ المدمن بخَفَقات قلبه، وجريان دمه في عروقه، ووجد آلامًا رهيبة فنسأل الله السلامة..

وها هو ابن أبي دؤاد الإيادي المعتزلي قاضى المعتصم الذي جَرَّ البلاد إلى محنة خَلقِ القرآن، فكم من عالم أُهين وأُوذي وسُجن وقُتل بسببه،

لقد ابتلاه الله بمرض، فجعل نصف جسده لو سقطت عليه ذبابة فكأنما نهشته السباع، والنصف الآخر لو نهشته السباع أو قُرِّضَ بالمقاريض ما أحسَّ ..
 وقد دخل عليه عبد العزيز الكناني، فقال:
 "والله ما جِئْتُكَ عائدًا، وإنما جِئْتُكَ لأُعزِيكَ في نفسك، وأَحْمَدُ الله الذي سَجَنَكَ في جسدك الذي هو أشد عليك من كل سجن".

أيها الاخ الحبيب :
إن جِسمَك الذي تعيشُ معه، والذي هو أقربُ شيءٍ إليك أقسم إن شاء الله أنه مليء بالمعجزات وإليك لمحة سريعه عنها !:-

=  فهذه (( العين )) :
في شبكيةِ العينِ عشرُ طبقاتٍ، فيها :
(مئةٌ وأربعون مليون)َ مستقبِلٍ للضوءِ، ما بينَ مخروطٍ وعُصَيّةٍ!
ويخرجُ من العينِ إلى الدماغِ عصبٌ بصريٌّ، يحوي (خمسمائة آلاف)ِ ليفٍ عصبيٍّ.

 = وهذه  (( الاُذن )) :
وفي الأذنِ ما يشبهُ شبكةَ العينِ، فيها:
(ثلاثونَ ألف)َ خليةٍ سمعيةٍ لنقلِ أدقِّ الأصواتِ، وفي الدماغِ جهازٌ يقيسُ التفاضلَ الزمنيَّ لوصولِ الصوتِ إلى كلٍّ مِن الأذنينِ، وهذا التفاضلُ يقلُّ عن جزءٍ مِن (ألفٍ وستمائة) جزءٍ من الثانيةِ، وهو يكشفُ للإنسانِ جهةَ الصوتِ.

= وهذه  (( اللسان )) :
على سطحِ اللسانِ (تسعةُ آلاف)ِ نتوءٍ ذوقيٍّ، لمعرفةِ الطعمِ الحلوِ، والحامضِ، والمُرِّ، والمالِح، ثم تنقلُ هذا الطعم إلى الدماغِ.
وإنّ كلَّ حرفٍ ينطقُه اللسانُ يسهمُ في تكوينِه (سبع عشرَةَ) عضلةً.

= وهذا (( الفم )) :
في الغشاءَ الداخلي للفمِ (خمسمائةِ ألف) خلية؟! يموتُ في كلِّ (خمسِ دقائقَ) (نصفُ مليون)ِ خليةٍ في الجدارِ الداخلي، ليحلّ محلَّها (نصفُ مليونِ) خليةٍ جديدةٍ.

= وهذا (( القلب )) :
يضخُّ القلبُ مِنَ الدمِ في عمرٍ متوسّطٍ ما يملأ أكبرَ ناطحاتِ سحابٍ في العالَمِ، وينبض في الدقيقةِ الواحدةِ مِن (ستين)َ إلى (ثمانينَ) خفقةً، وينبض يومياً (مئةَ ألف مرة) يضخُّ مِن خلالِها
 (ثمانيةَ آلاف لتر) والمئتا لتر تعادلُ (برميلاً)!
وقد أجرى بعضُ العلماءِ حساباً عن ضخِّ القلب للدم في العمرِ فوجده :
(ستةً وخمسين مليون جالون) والجالونُ يعادلُ (خمسة لِترات)
يستهلكُ الإنسانُ في الثانية الواحدةِ :
(مئةً وعشرين مليونَ خليةٍ) ..

= وهذا (( الدماغ )) :
في دماغِ الإنسانِ (أربعةَ عشرَ مليارَ) خليةٍ قشريةٍ، و(مئةٌ وأربعون مليار) خليةٍ استناديةٍ لم تُعرفْ وظيفتُها بعدُ!
وهو أعقدُ ما فيه، ومع ذلك فهو عاجزٌ عن فهمِ ذاتِه.

= وهذه (( المعدة )) :
إنّ في جدارِ المعدةِ (مليارَ خليةٍ)
تفرزُ من حمضِ كلورِ الماءِ ما يزيدُ على عدةِ لِتراتٍ في اليوم الواحِد، وقد جهدَ العلماءُ في حلِّ هذا اللغزِ!
لمَ لا تَهضمُ المعدةُ نفسَها؟!
أليستِ المعدةُ معجزةً؟!

= وهذه (( الأمعاء )) :
في الأمعاءِ (ثلاثُ آلافٍ وستمائة) زغابةٍ معويةٍ للامتصاصِ في كل (سنتمترٍ  مربعٍ) وهذه الزغاباتُ تتجدّدُ كلياً كلَّ (ثمانٍ وأربعين ساعةً)!
وصدق الله القائل :---
(( وفي أَنفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ ))

وفي الاخير أيها الاحباب الكرام :
كلما تأملنا وتفكرنا في أجسامنا كلما تبين لنا المعنى الحقيقي لقوله تعالى:
 (وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا) [إبراهيم: 34].
 ونحن في هذا العرض السريع، لم نتكلم عن نعمة السمع ولا البصر ولا الكلام، وغيرها من النعم فلنحمد الله على تلك النعم الخفية، ولنستخدمها في طاعة الله -تعالى؛ ليبارك الله لنا فيها.

هذا وصلوا وسلموا عليه وعلى آله ..
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين.                             
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...