الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان شعبان شهرٌ يغفُلُ عنه الناس

خطبه جمعه بعنوان
شعبان شهرٌ يغفُلُ عنه الناس

 إعداد وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 2017/5/5
الموافق 8 شعبان 1438هـ


ثم اما بعد
ايها الأحباب الكرام:

يتحدث الأطباء والعارفون عن حكمة خلق الإنسان بهذه الطريقة..
لماذا خلق الله يده هكذا؟!
 وأصابعه هكذا؟!!
وأذنيه هكذا ؟!!!
ويُرجعون كل شيء من خلقه لحكمة عظيمة تُبين حكمة الله في خلقه..

ولكن, صاحب هذه الجوارح كلها,
والذي خلقه الله فأبدع في خلقه ..
لماذا أوجده الله وخلقه ؟.
بل وتقرأ في القرآن آيات متتابعة:
 ( هو الذي خلق لكم..) (هو الذي ذرأ لكم)
 (هو الذي سخر لكم)..
 كل هذا لكم, فلأي شيء أنتم خلقتم؟
يا من خُلق الكونُ لكم...
يا من خُلقت الأشجار والزروع لكم...
يا من سخر الله الطير والحيوانات والريحَ لكم..
 يا من أرسى الأرض ونصب الجبال لكم..

            لأي شيء أنتم خُلقتم؟
سؤال عرفناه صغاراً وتذاكرناه كباراً.،

       لعبادة الله خُلقنا ولطاعته أوجدنا.

                   أجل؛
وهل خُلق الإنسان وتوالت عليه نعم المنان إلا ليعبد الرحيم الرحمن..
- وما أعظم خسارة المرء يوم أن ينسى ما خُلق لأجله..
- وما أجهله يوم أن ينشغل بكل شيء إلا بعبادة ربه.
معشر الكرام:
وإذا كان الإقبال على الله يُطلب في كل آن فإنه حين الغفلة عنه يتأكد.
 وفي زمن انشغال الناس عن العبادة يعظُم ويُطلب.
وإن من أجلى صور المحب لله :-
أن تراه يُقبل عليه والناس منشغلون...
وعن طاعته لاهون..
وعن القُرب اليه بعيدون...
وعن التلذذ بمناجاته ضائعون ..

فبينما الناس في دنياهم:
في غُدوهم ورواحهم..
وفي صباحهم ومساءهم..
وفي خلواتهم وجلواتهم..
(( بينما الناس في هذه الأوقات عن ربهم منشغلون وفي المعاصي غارقون وفي شهوات الدنيا يسبحون ويمرحون ويلهون ويضحكون وعن الطاعه لربهم متمردون ))
هو يقبل على الطاعة, لأن ربه أغلى عنده من كل شيء.
وليس ثمة شكٌ أن الطاعة في زمن الغفلة أشق على النفس منها في مواسم الطاعات الجماعية كرمضان,
 فليس سواءً صوم في رمضان, وصومٌ في غيره, لأن الأول يجد المجتمع المعين..
 والثاني يتعبد لوحده, وبلا إيجاب.
 فالدافع أقل, والمعين مفقود, ولذا فهو عسير,
ولا يوفق له إلا الموفقون..

وقد ورد في الأحاديث أيها الكرام :
(حالتان ) ينشغل الناس فيهما عن الطاعة ويغفلون:-
ففي (زمن الفتن ) ينشغل الناس عن طاعة الله,
ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم
 "العبادة في الهرج-
والهرج / أيام الفتن واختلاط الأمور، وحال القتل والحرب، وحال الخوف والذعر
 "العبادة في الهرج كهجرة إلي".
 أي للنبي صلى الله عليه وسلم في فضلها.

نعم/
حينما تدلهم الفتن ..
وتتوالى المحن ..
وتضطرب الأحوال يبقى الإنسان :-
- متلهفًا للخبر..
- متابعًا للحدث..
- باحثًا عن الحقيقة..
يقلب القنوات ويتتبع الإذاعات..
-  ويلهث خلف الصحف..
 ولكنه قد ينسى أمرًا عظيمًا،
وسياجًا واقيًا، ودرعًا حصينًا..
أرشد إليه المصطفى صلى الله عليه وسلم، إذا اشتدت الكروب، وعظمت الفتن،
((إنها العبادة على اختلاف أنواعها وأوقاتها، وتفاوت أفضالها وأزمانها.))

كم أشغلتنا الأخبار,
وكم فتكت بالمسلمين الفتن,
ومهم أن تعتني بحال المسلمين ولكن ذلك لا يكون على حساب حق الله في العبادة,
وربنا بيده كشف الفتن وتغيير الحال إذا توجه له الناس.
لن تغير الحالَ حين ترى الأخبار والتحليلات, وتتابع المستجداتِ الساعات..
وإنما قد تكون سبباً في التغيير حين تُغيرُ حالك وتقبلُ على ربك وترفعُ له الدعوات, وتتقلبُ في العبادات..
{ إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا
مَا بِأَنْفُسِهِم }

ايها الأحباب  الكرام:
إنه لا ملاذ من الفتن..
ولا مخرج من البلايا والمحن..
ولا نجاة من العقوبات..
 ولا مفرّج للكربة عند حلول المصائب والمثُلات..
إلا القرب من رب الأرض والسماوات..
والتعبد والتذلل له, ولا فرار من الله إلا إلى الله.

- ولذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر لا يفزع للمحللين, ولا يُذهب وقته في تلقي الأخبار, وإنما يتصل بخالق الكون -سبحانه :
يستمد منه العون، والمعافاة..
يقول عنه بلال بن رباح:-
 " كان إذا حزبه شيء فزع إلى الصلاة".

- وحين رأى عليه الصلاه والسلام كثرة عدوه يوم بدر فزع إلى ربه..
وألح في دعاءه ومناشدته, فنصره الله وأتمّ له الظفر.
اخوتي الكرام:
 أما والله لا يعجزُ اللهَ تغيير الحال في كل مكان وبلد من بلاد المسلمين في لحظة, ولكنه يتابع المحن ..
لعل العباد يرجعون..
لعلهم ينيبون اليه..
لعلهم يطرقوا بابه..
يريد منا ان نرفع أكفنا اليه..
يريد ان يسمع دعائنا.

 الله يرى ويسمع, فأقبلوا عليه, ووكِلوا الأمر له, وأبشروا:-
- فكم من شدّةٍ رفعها.
- وكم من محنةٍ كشفها.
- وكم من قلاقل وحروب ومصائب دفعها..
- وكم مرّت على المسلمين من شدائد وبلايا, ومحنٍ ورزايا, أشد مما ترونه اليوم..
 وحين غيّرَ الناسُ حالهم وأقبلوا على عبادة مولاهم:-
- تحول البؤسُ عِزاً..
- والذلُّ تمكيناً...
- والعسر يسراً..
- والهوانُ فخراً ومجداً...

فإذا أردنا ان يكشف الله عنا مانحن فيه الآن ؟؟

فلنقبل بصدق - بصدق على صنوف القربات, قولِيها وعمليها:-
 ذكرٌ ودعاء, توبةٌ ورجاء..
صلاةٌ وصيام, قرآنٌ وأخلاق..
 قياماً وصدق ..
براً وإحسان ..
صلهً ورحمه ..

وزد ثم زد ..فما عند الله أعظم..
(( وماعند الله خيرٌ وأبقى للذين آمنوا وعلى
ربهم يتوكلون ..))


اذاً اخوتي الكرام اول حاله ينشغل الناس فيها عن الطاعه ويغفُلون هي في (( زمن الفتن )).

أما الحاله الثانيه التى ينشغل الناس فيها عن الطاعه فهي في (( زمن غفله الناس )).

وهل تعرفون ماهو الزمن الذي يغفُلُ الناس عن الطاعه بنص قول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
إنّه في شهر شعبان المعظّم.
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم من حديث اسامه بن زيد...الذي رواه النسائي
(ذلك شهر يغفل الناس عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين؛ فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) ..

كأنَّه أرادَ أن يقولَ لكلِّ مسلمٍ:
 يا مسلم، لا ينبغي لك أن تغفُلَ عن الله حينَ يغفُل الناس.
 بل لا بُدَّ أن تكونَ مُتيقظًا لربِّك سبحانه وتعالى غيْر غافلٍ،
- فأنت المقبلُ حالَ فِرارِ الناس..
- وأنت المتصدِّقُ حال بُخْلِهم وحِرْصهم..
- وأنت القائمُ حالَ نومِهم..
- وأنت الذاكرُ لله حالَ بُعْدِهم وغَفْلَتِهم..
- وانت صاحب الأخلاق الفاضله والسجايا الحميده والكلمات الطيبه حال ساءت أخلاقهم وتغيرت طباعهم واختلفت ألفاظهم وتعكرّت امزجتهم..
-  وأنت المحافظُ على صلاتك حالَ إضاعتهم لها.

نعم/
إن نبيُّنا الكريم صلى الله عليه وسلم يريد من خلال كلامِه:
 أن ينبِّهَ الناسَ جميعًا إلى أهميَّة عِمارة أوقات غفلة الناس بالطاعة..

وهذا ما كان يفعلُه سلفُنا الصالح:
فلقد كانوا يستحبون إحياءَ ما بيْن العِشَاءَين بالصلاة، ويقولون:
(هي ساعة يغفُل الناسُ عن طاعة الله.)

- وفي الثلث الاخر من الليل والناس على الاسرّه نائمون وعلى الراحه مضطجعون وهم بين يدي ربهم راكعون ساجدون .
(( تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون )).

- بل إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بيَّنَ الثوابَ العظيم الذي جعلَه الله لمن يذكره في مواطنِ غفلة الناس، ومن المواطن التي يغفُل الناسُ فيها عن ذِكْر الله    ( موطن السوق)..

واسْمعْ إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
وهو يقول: فيما رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين:-
«مَنْ دَخَلَ السُّوقَ فقال: لا إله إلاَّ الله وَحْدَه
لا شَريكَ له، له المُلْكُ وله الحمْد، يُحْيِي ويُمِيت وهو حَيٌّ لا يَمُوتُ، بِيَدِه الخَيْرُ وهو على كلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ - كَتبَ الله له ألفَ ألْف حسنَةٍ، ومَحَا عنْه ألْفَ ألْف سيِّئةٍ، ورَفَعَ له ألْفَ ألْف درَجَة».
وفي رواية:
«وبَنَى له بَيْتًا في الجنةِ».

اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم...


الخطبة الثانية:

ثم امابعد
أيها الكرام:-
  
وقفتنا اليوم حول
(( شعبان شهرٌ يغفُلُ الناس عنه ))
وهو شعبان ايضاً شهرٌ ترفع فيه الاعمال الى الله بنص حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم..
وهذا الشهر الفضيل فضّل لأمران مهمان فيه:-
اولاً انه شهر يغفُلُ الناس عنه..
ثانياً انه شهر ترفع فيه الاعمال..

ووقفتنا اليوم كانت حول الشطر الاول
(( شهر شعبان يغفُلُ الناس عنه.))

وليكون حديث الجمعه القادمه حول الشطر الثاني
( شهر شعبان ترفع فيه الاعمال الى الله).

ولذلكم
شعبان شهرٌ يغفُلُ الناس عنه وسبب الغفله كماقيل:-
انه يأتي بعد شهر رجب والناس ينشغلون برجب وبفضائله وصيامها وقيامه ووبعض الطقوس التى لم يثبت اي نص صريح من حديث او غيره يثبت افضليه هذا الشهر ومع ذلك ينشغل الناس به في اول حلوله..
واذا ما أتى شعبان انشغل الناس عنه لرمضان والأعداد له وقد يؤخرون مايريدوا ان يجتهدوا به الى رمضان..

ولذا انشغل الناس واهتموا برجب ورمضان وغفلوا عن شعبان وفضائله وميزاته ..

ولذلك عظّم رسولنا صلى الله عليه وسلم هذا الشهر ووعد بالجزاء الوافر الكثير لمن يستغل هذا الشهر بطاعه ربه وذكر مولاه كونه وقت وشهر يغفُلُ الناس عنه ...

ولذلكم
العبادة تستحب وقت الغفلة لأمور:
أولها:
   (( الانفراد بعبادة الله ))
- فيصوم المرء حين يفطر الناس.
- ويقوم حين ينام الناس.
- ويذكر حين يغفل الناس.
- ويتقدم حين يحجم الناس.
- ويتصدق حين يبخل الناس..

ثانياً
       (( انها أعظمُ اجراً))
وقد دلت على ذلك احاديث كثيره منها حديث الثلاثة الذي رواه أبو الدرداء عن نبينا عليه الصلاة والسلام قال:
 [ثلاثَةٌ يحبُّهُمُ اللهُ عزَّ وجلَّ، ويَضْحَكُ إليهِمْ، ويَسْتَبْشِرُ بِهمْ:
- الذي إذا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ؛ قاتَلَ ورَاءَها بِنفسِهِ للهِ عزَّ وجلَّ، فَإِمَّا أنْ يُقتلَ، وإِمَّا أنْ يَنْصُرَهُ اللهُ ويَكْفيهِ، فيقولُ اللهُ: انظُروا إلى عَبدي كَيْفَ صَبَّرَ لي نفسَهُ؟!
- والذي لهُ امرأةٌ حَسْناءُ، وفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ مِنَ الليلِ، فيقولُ: يَذَرُ شَهْوَتَهُ، فَيَذْكُرُنِي ويُناجِينِي، ولَوْ شاءَ رَقَدَ!
- والذي يكونُ في سفرٍ، وكان مَعَهُ رَكْبٌ؛ فَسَهَرُوا ونَصَبُوا، ثُمَّ هَجَعُوا، فقامَ مِنَ السحر في سَرَّاءٍ أوْ ضَرَّاءٍ](حسنه الألباني والمنذري والهيثمي).

ثالثاً
(( أنه أخفى ))
فيكون أبعد عن الرياء، وأقرب للإخلاص، وأدعى للقبول، وأعظم للأجر.
قال عليه الصلاة والسلام في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: [ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه.... ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه](متفق عليه)

وقد كان السلف يحبون إخفاء العمل:
 حتى قال بعضهم:
 "لا أعد ما ظهر من عملي شيئا".
 وذكر ابن الجوزي:
 "أن بعضهم صام أربعين سنة لا يعلم به أحد، كان يعمل في السوق فإذا خرج من بيته أخذ رغيفين فتصدق بهما في طريقه، ثم يطوي اليوم حتى يعود في المساء..
 فيظن أهله أنه أكل في السوق،
 ويظن أهل السوق أنه أكل في بيته".

وكان الرجل يأوي إلى وسادته فيبكي حتى يبل وسادته من البكاء، وأهله بجانبه لا يشعرون به.

- وكانوا يستحبون لمن صام أن يُظهر ما يُخفي به صيامه، فعن ابن مسعود- رضي الله عنه- أنه قال:
(( إذا أصبحتم صياما فأصبحوا مدهنين))

 وقال قتادة:
(( يستحب للصائم أن يدهن حتى تذهب عنه غبرة الصيام))
وقال أبو التياح:
(( أدركت أبي ومشيخة الحي إذا صام أحدهم أدهن ولبس صالح ثيابه.))

رابعاً
(( أنه أشق على النفس ))

لأنه ليس هناك من تتأسى به، فالتأسي يسهل العمل ويعين عليه، ويسلي صاحبه.
 وأصعب ما يكون العمل عند عدم المعين:
قال عليه الصلاة والسلام:
 [بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء]. (رواه مسلم)
وفي رواية عند الطبراني "
قيل: من هم يارسول الله؟ قال:
 الذين يصلحون إذا فسد الناس].
وفي الحديث :
[إنَّ مِن ورائِكم أيامَ الصَّبرِ، لِلمُتَمَسِّكِ فيهنَّ يومئذٍ بما أنتم عليه أجرُ خمسين منكم، قالوا: يا نبيَّ اللهِ أو منهم؟ قال: بل منْكم] (حسنه ابن حجر وصححه الألباني)

خامساً
(( أنه يُدفع به البلاء ))

ففي عبادة الله عند الغفلة ملاذ من الفتن..
ومخرج من البلايا والمحن..
ونجاة من العقوبات..
قال بعض السلف:
لولا من يذكر الله في غفلة الناس لهلك الناس.

وقد روى البزار بسند ضعيف عن أبي هريرة يرفعه:
 "مهلا عن الله مهلا.. فلولا عباد ركع،
وأطفال رضع، وبهائم رتع، لصب عليكم العذاب صبا".


وقد أخذ بعض الشعراء هذا المعنى فقال:
لولا الــذين لهــم ورد يقـــومــونـا
                          وآخرون لهم سرد يصومونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سحرا
                        فإنكم قــوم ســوء لا تطيعونا

وفي بعض الآثار:
إن الله ليدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله.

وأنشد بعضهم:
وقال بعضهم:

لولا عِبـاد للإله رُكَّـع
                      وصِبيةٌ من اليتـامى رُضَّع
ومهملات من الفلاةِ رُتَّع
                     لصب عليكم العذابُ الموجَّع

فلعل دفع البلايا عنا هو بسبب صالحينا..
بسبب الذاكرون لله منا..
بسبب الطائعون لربنا..
الذين لله يركعون وبالليل يقومون ولورد القرآن يقرآون ..

ويشهد لهذا المعنى أحاديث صحيحة منها:-
 ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" لقد هممت أن آمر رجلاً يُصلي بالناس، ثم أخالف إلى رجال يتخلفون عنها(أي عن الصلاة)، فآمر بهم فيحرقوا عليهم بيوتهم "
زاد الإمام أحمد:
" لولا ما في البيوت من النساء والذرية "
فالنساء والأطفال كانوا سبباً في دفع العذاب عن هؤلاء الرجال.
- وفي صحيح مسلم من حديث جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ:
" أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخطب قائماً فجاءت عير من الشام، فانتقل الناس إليها حتى لم يبق معه إلا اثنى عشر رجلاً، فنزلت هذه الآية التي في سورة الجمعة:
{وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِماً} (الجمعة:11)"
وقال النبي صلى الله عليه وسلم عندما بقي معه اثنا عشر رجلاً منهم أبو بكر وعمر، فقال فيما معناه:
" والله لو خرجتم جميعاً لصبَّ الله عليكم هذا الوادي ناراً"
ـ فدفع الله العذاب بهؤلاء الذين جلسوا مع النبي صلى الله عليه وسلم...
وحيا من قال:
لولا الــذين لهــم ورد يقـــومــونـا
                           وآخرون لهم سرد يصومونا
لدكدكت أرضكم من تحتكم سحرا
                         فإنكم قــوم ســوء لا تطيعونا

وفي بعض الآثار:
إن الله ليدفع بالرجل الصالح عن أهله وولده وذريته ومن حوله.

والله سبحانه يقول
(( ولولا دفعُ اللَّهِ الناس بعضهم ببعضٍ
لفسدت الارض ))
قال ابن عباس:
يدفع الله من لايصلي بمن يصلي..

- "وفي بعض الآثار يقول الله عز وجل :
أحب العباد إليَّ المتحابون بجلالي،
المشَّاءون في الأرض بالنصيحة،
 الماشون على أقدامهم للجُمُعات،
المتعلقة قلوبهم بالمساجد، والمستغفرون بالأسحار، فإذا أردت إنزال عذاب بأهل الأرض، فنظرت إليهم صرفت العذاب عن الناس"

- وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي بسند فيه مقال عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ذاكر الله في الغافلين كالذي يُقاتل عن الفارِّين، ومَن يحج عمن لا يحج، وبمَن يُزكِّي عمَّن لا يُزكِّي "

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه..
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...