خطبه جمعه بعنوان
المولد النبوي الشريف
إعداد وتعديل وإلقاء
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 1ديسمبر 2017م
الموافق 13 ربيع اول 1439هـ
ثم اما بعد ايها المسلمون الكرام :-
يا خـير من دُفِنَتْ بالقاعِ أعظُمُهُ,
فطـاب من طيبِهِنَّ القاعُ والأكَمُ
نـفسي الفداء لقبٍر أنت سـاكِنُهُ,
فيه الـعفافُ وفيه الجودُ والـكرمُ
أنت الشفيعُ الذي تُرجى شفاعَتُهُ,
عِندَ الـصراطِ إذا ما زلَّت القـدمُ
وصـاحِباك لا أنسـاهـُما أبدا,
مني السـلامُ عليكُم ما جرى القلمُ
يا زارعًا حُبَّ النبيِّ بـــقلبــهِ
أسقيتَ زرعكَ بالصلاةِ عليهِ
هـذا محمدٌ ما تشـوَّق عاشـقٌ
أحدًا كشوقِ العاشقينَ إليـهِ .
ايها الاحباب روّاد مسجد بلال :
كما عودتكم دائماً ان لكل مقام مقال ولكل حادثه حديث .. وحدث اليوم
( حدثٌ جليل عظيم غير مجرى الانسانيه
والتاريخ برمته ))..
فكما تعلمون ان لكل أمَّةٍ عظماء:
سطر التَّاريخُ مآثرَهم..
وأظهرَ أعمالهم ..
وخلَّد سِيرَهم وحياتَهم..
ليكونوا نبراسًا لِمن بعدَهم في عِلمهم وعملِهم، وجهادهم وأخلاقهم..
ولقدِ اعتاد كثيرٌ من الأمم والمِلل إحياء ذكرى عظمائِها..
فيخصِّصون يومًا يوافق يومَ مولِدِهم أو يوم وفاتِهم لتذكير شعوبهم وأتباعهم بسير هؤلاء العظماء؛ أملاً ألا يَموت ذكرهم ولا تُنسى أسماؤهم.
ولذلكم /
في مثل هذا الشَّهر تمرُّ ذِكْرَى مولِد النَّبيِّ -
صلَّى الله عليه وسلَّم -
هذا المولد الشريف الَّذي بدَّد الله به جَميع الظُّلمات..
فهدى به من الضَّلالة، وعلَّم به من الجهالة، وأرْشد به من الغَواية...
نُورٌ مِنَ الرَّحْمَنِ أَرْسَلَهُ هُدًى
لِلنَّاسِ فَازْدَهَرَ الزَّمَانُ وَأَيْنَعَا
دَعْ عَنْكَ إِيوَانًا لِكِسْرَى عِنْدَمَا
هَتَفُوا بِمَوْلِدِهِ هَوَى وَتَصَدَّعَا
وَاذْكُرْهُ كَيْفَ أَتَى شُعُوبًا فُرِّقَتْ
أَهْوَاؤُهَا كُلٌّ يُصَحِّحُ مَا ادَّعى
فَهَدَاهُمُ لِلحَقِّ حَتَّى أَصْبَحُوا
فِي اللَّهِ إِخْوَانًا تَرَاهُمْ رُكَّعَا
نعم إيها الاحباب الكرام:
في مثل اليوم المبارك الثاني عشر من ربيع الأول من كل عام هجري تَهلُ علينا الذكرى العطرة ذكرى مولِد فخرِ الكائنات وسيدُ البشرِ محمد صلى الله عليه وسلم وهي ذكرى حية في قلوبنا ..
تتجدد كل عام ...وكل يوم .. وكل ساعة في عقولنا وارواحنا وسلوكنا وحواسنا وافكارنا ..
لأنها تعيش في أرواحنا ..
وتسري في دمائنا وأجسادنا ..
وتتركز في عقولنا..
لتصبح دروسها وعبرها وعظاتها ودلائلها
منهج حياتنا .. وبرنامج عملنا ..
ومثلما كانت منهجاً للمسلمين والبشرية من قبلنا
ستكون كذلك هذه الذكرى ودروسها الحقيقيه وعبرها المستخلصه منهجاً للمسلمين والبشرية من بعدنا حتى قيام الساعة ..
فعندما ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم تكنِ الأرضُ تعرفُ العدل والمساواة ..
- وكان الأفراد والجماعات والدول يذبحون بعضهم.
- والجلادون يصنعون بالعبيد ما طاب لهم من التلذذِ والمتعةِ والقتلِ والسحلِ والاستعبادِ والذل والمهانة .
- وكان الظلم والظلام هو اللون السائد على وجه البسيطة يوم ولد رسول المحبة والسلام والعدل والمساواة والإنسانية ..
نعم لقد كان العالم يومئِذْ يضطربُ في رقِ المادية وعبودية الشهوةِ وسلطان القوة الغاشمة ..
ولم يكن للمثل الأعلى وجودٌ في ذهنه ..
ولا للغرض النبيل اثرٌ في سعيه ..
ولا للشعور الإنساني مجرىً في حسه..
ولا للسمو الإلهي معنىً في نفسه ..
إنما كان حيواناً شهوته الغلبة ..
مادياً غايته اللذة ..
أنانيا شريعته الهوى ..
ثم أسرف في البهيمية حتى جعل كل أنثى مباحة لكل ذكر ..
وأسرف في المادية حتى اتخذ إلهه من خشبٍ وحجر ...
وفي الأنانية قتل أولاده خشية الإملاق ..
فلما بعث الله الرسول محمد صلى الله عليه وسلم منقذاً للبشرية ..
تجلتِ المعاني السامية لغارِ حراء وتفتحت أبوابُ السماءِ لتمنحَ البشرية أعظم منحة وهبة :
إلا وهي الإيمان بوحدانية الله ومعرفة سر الحياة والوجود ..
فتنزلتِ الملائكةُ والروحُ على هذا (الهيكل) المنحل و(الجسد) المعتل..
فنفخت فيه هذا السر وتجسد معنى الخلود في حقيقة الله الواحد الأحد ..
نعم أحباب المصطفى صلى الله عليه وسلم:
لقد كان العالم قبل يوم مولد محمد صلى الله عليه وسلم يَغطُ في :
قصورٍ عقلي يقتلُ التفكيرُ السليم..
وقصورٍ جسدي يقتل التصرف الحكيم ..
فلم يكن للأسرة نظام..
ولا للقبيلة قانون...
ولا للأمة دستور...
ولا للعقيدة شريعة ..
وإنما طغيانٌ عاصف يتحكم في الفرد ويسيطرُ على الجماعة..
- فالأب يهبُ الموتَ والحياة لأبنائه بحكم الطبيعة.
- والشيخ يَفرضُ على عشيرته الأمر والنهي بمقتضى العرف ..
- والملكُ يُخضعُ نفوس الشــــعب باسم الدين.
- والكاهنُ يَنسخُ العقول بقوةِ الجهل ..
أما عامة الناس فهم أتباع من سقط المتاع ..
فلما ولد صلى الله عليه وسلم :
- تهاوت أركان الظلم من عليائها ....
- وتساوت حقوق الإنسان مع أخيه الإنسان،
لا فرق لعربي على عجمي إلا بالتقوى..
- واصبح الناس سواسية كأسنان المشط لايفرقهم إلا العمل الصالح والصادق ..
- وانتشر العدل في نفوس الناس قبل أن تُدق به أعناق الظالمين في المحاكم ..
- ولد الرسول الأعظم فأصبح الإنسان يستمتع بحواسه الخمس: فلا يرى إلا نوراً ..
ولا يسمع إلا عدلاً.. ولا يشم أو يتذوق إلا أطيب حياة، ولا يلمس إلا حناناً ومحبة ..
بمولده استنار الكون بطلعته البهية .
وتهاوت عروش الظلم والعدوان ..
وأشرقت الأرض بهذا النور الوهاج حتى انقشع الظلام الذي كان يلف الأرض منذ عصور الجاهلية الموغلة في القدم ..
نعم /
كان بمولده عليه الصلاه والسلام.
بعثٌ للحرية من مرقدها ..
وأطلقَ العقولَ من أسرها ..
وجعل التنافس في الخير والتعاون على البر والتفاضل في التقوى ..
ثم وصل القلوب بالمؤاخاة والمحبة ..
وأقام العدل والمساواة في الحقوق والواجبات .
- حتى شعر الضعيف أن جند الله قوته ..
- وأدرك الفقيرُ أن بيت المال ثروته ..
- وأيقن الوحيد أن المؤمنين جميعاً إخوته ..
ثم محا الفروق بين أجناس الناس وأزال الحدود بين الأركان ..
فأصبحت الأرض وطناً واحداً ...
والعالم أسرةً متحدة ..
لا يُهيمنُ على علاقاتها إلا الحب ..
ولا يقوم على شؤونها سوى الإنصاف والعدل..
وليس بين المرء وحاكمه أو خليفته حجاب ولا بين العبد وربه وساطة ..
بأبي وأمي أنت يا خيرَ الوَرى
وصلاةُ ربي والسلامُ مُعطرَا
يا خاتمَ الرسلِ الكِرامِ محمدٍ
بالوحي والقرآنِ كنتَ مُطهرَا
لك يا رسولَ اللهِ صدقُ محبةٍ ٍ
وبفيضها شهِد اللسانُ وعبَّراَ
لك يا رسولَ اللهِ صِدقُ محبةٍ
فاقت محبة من على وجه الثَّرى لك يا رسولَ اللهِ صدقُ محبة ٍ
لا تنتهي أبدًا ولن تتغيَّرا
(( محمدٌ رسولٌ اللهِ والذين معهُ اشداءُ على الكفارِ رحماءُ بينهم تراهم رُكعاً سُجداً يبتغونَ فضلاً من اللهِ ورضواناً سيماهم في وجوههم من اثرِ السجود .....))
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم .........
الخطبه الثانيه.
ثم امابعد ايها المسلمون :
احتفالنا بمولده عليه الصلاه والسلام
ليست بالهتافات ولا بالأصوات أو بالكلمات..
ولا بالشعارات او بالخطابات..
ولا بالرايات او بالشارات..
ولا باليافطات او بالملصقات ..
ولا بالقصائد التى تتلى ولا بالدفوف التى تضرب..
= انما الاحتفال الحقيقي بالمولد يكون:
بالسير في الطريقه الذي رسمه لنا وخط لنا معالمه عليه الصلاه والسلام ..
= الاحتفال يكون بالاهتداء بهديه ومحبته ومحبه أصحابه عليه الصلاه والسلام..
= الاحتفال يكون بالاقتداء به وباتباعه..
= الاحتفال يكون بتوقيره وبتعظيمه ..
= الاحتفال يكون بالوقوف عند حدوده وأوامره ونواهيه ..
فليس المولد النبوي تعصباً ولامناسبهً لإظهار القوه والهيلمان ..
- انما المولد النبوي ( رحمه ) لرحمه خلق الله والشفقه والرأفه لحالهم..
- المولد النبوي ( هدايه ) لهدايه البشريه الى طريق صاحب المولد محمدصلى الله عليه وسلم.
- المولد النبوي ( مخرج ) لنخرج العباد من عباده العباد الى عباده رب العباد ومن جور الأديان الى عدل الاسلام ومن ضيق الدنيا الى سعه الدنيا والاخره ..
- المولد النبوي ( فتح ) لنفتح القلوب لتسير نحو خالقها وبارئها صادقه مطيعه خاضعه ..
- المولد النبوي ( نصر ) لننصر دين الله وننتصر على ذواتنا ونفوسنا الأماره بالسوء لنرتقي بها الى معارج الكمال وسمو العزه والكرامه .
- المولد النبوي قيامه الروح وولاده الحريه ونشور الخلق .
- المولد النبوي انطلاق الانسانيه من اسر الأوهام وطغيان الحكام وسلطان الجاهليه.
- المولد النبوي مولد لامه المليار ونصف المليار مسلم فاين هذه الأمه لتولد من جديد ..
واينّ هذه الامه التى ماكانت لتعز ولا لترفع رأسها لولا ان الله أعزها وشرفها وكرمها واقامها
بمحمد صلى الله عليه وسلم.
وحيا الله من قال:
بك يارسولَ الله قامت امهٌ
كانت باذيال العمى تتلفعُ
فمحوتَ عنها كل شينٍ فأنبرت
جبارهً منها الأعادي تفزعُ
ولذلكم ايها الاحباب الكرام :
في مثل هذا الشهر _ شهر ربيع الأول _
أشرق النور وبزغ الفجر ووُلدَ خير البشر
رسولنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .
محمدٌ أشرفُ الأعرابِ والعجمِ
محمدٌ خيرُ من يمشي على قدمِ
محمدٌ باسطُ المعروفِ جامِعُهُ
محمدٌ صاحبُ الإحسانِ والكرمِ
محمدٌ تاجُ رُسْلِ اللهِ قاطبةً
محمدٌ صادقُ الأقوالِ والكِلم ِ
محمدٌ ثابتُ الميثاقِ حافظُهُ
محمدٌ طيبُ الأخلاقِ والشِيمَ ِ
محمدٌ مُزجتْ بالنورِ طينتُهُ.
محمدٌ لم يزلْ نوراً من القِدَمِ
محمدٌ حاكمٌ بالعدلِ ذو شرفٍ
محمدٌ معدنُ الأنغامِ والحِكم
محمدٌ دينُهُ حقٌ نُدينُ به
محمدٌ مُجملاً حقاً على علم ِ
محمدٌ ذكرُهُ َروْحٌ لأنفسنا
محمدٌ شُكرُهُ فرضٌ على الأمم ِ
محمدٌ سيدٌ طابت مناقبُهُ
محمدٌ صاغه الرحمنُ بالنعمِ
- إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الرحمةُ المهداة والنعمةُ المسداة يقول الله تعالى:
{لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} .
- إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي زكى الله به نفوس المؤمنين وطّهرَ به قلوب المسلمين وجعله رحمةً للعالمين وحجةً على الخلائق أجمعين صلوات الله وسلامه عليه دائماً أبداً إلى يوم الدين.
- لقد كانت ولادته فتحاً وبعثته فجراً..
هدى الله به من الضلالة وعلمَ به من الجهالة وأرشد به من الغواية وفتح الله به أعيناً عمياً وآذاناً صماً وقلوباً غلفا وكّثر به بعد القلة وأعزّ به بعد الذلة .
- إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
خليل الرحمن وصفوة الأنام لا طاعة لله
إلا بطاعته:
{مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ }..
ولا يتم الإيمان إلا بتحقيق محبته
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :
( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) .
- كان صلى الله عليه وسلم :-
أعلى الخلقِ أخلاقاً
وأعظمهم أمانةً
وأصدقهم حديثاً
وأجودهم نفساً
وأسخاهم يداً
وأشدهم صبراً
وأعظمهم عفوا .
- إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي شرح الله صدره ..
ورفع ذكره ..
ووضع وزره ..
وأتم أمره ..
وأكمل دينه ..
وأبّر يمينه ..
ما ودعه ربه وما قلاه ...
بل وجده ضالاً فهداه ...
وفقيراً فأغناه...
ويتيماً فآواه ..
وخيّره بين الخلد في الدنيا وبين أن يختار
ما عند الله فأختار لقاء الله .
-إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم
خير من وطئ الثرى ..
وأول من تفتح له الفردوس الأعلى ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم :
( أنا سيد ولد آدم وأول من تنشق عنه الأرض
وأول شافع وأول مشفع )
فصيحُ اللسان ..
واضحُ البيان ..
مُوجزُ العبارة ..
موضحُ الإشارة ..
آتاه الله جوامع الكلم ...
وأعطاه بدائع الحكم ...
يقول أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه:
( ما رأيت شيئا أحسن من رسول الله صلى الله عليه وسلم كأن الشمس تجري في وجهه )..
ويقول شاعر الإسلام حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدح النبي صلى الله عليه وسلم :
وأفضلُ منَك لن ترَ قطُ عيني *
وأحسنُ منك لم تلدِ النساءُ
خُلقت مُبرأ ً من كلِ عيبٍ *
كأنك قد خلقتَ كما تشاءُ
- إنه الحبيب المصطفى والرسول المجتبى
الذي بعثه الله جل علا ليخرج الأمة
من الوثنية والظلام إلى التوحيد والإسلام
وينقذ الناس من التناحر والتفرق والآثام
إلى العدل والمحبة والوئام .
بلغَ العلى بكماله ..
وكشفَ الدجى بجماله ...
وحسنت جميع خصاله ..
فصلوا وسلموا عليه وعلى آله ..
﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين الأئمة المهديين الذين قضوا بالحق وبه كانوا يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين.
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق