الجمعة، 22 يونيو 2018

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان        
       وانقضى رمضان فماذا بعد ؟؟؟

إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 22يونيو 2018م
الموافق 8شوال 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :                      
انتهى رمضان. وانقضت اياامه .. فهل تصدقون؟!

أم أنكم مثلي ومثل غيري وغيري تتعجبون
ولا تصدقون ...!!!
في لمح البصر وفي غمضه عين غادرنا ضيفنا الكريم..

ولكن هذه طبيعةُ الأيام، وهذه طبيعة الدنيا
وهذه سنةُ اللهِ في كونه التى لا تتبدل ولاتتغير...
                 (  الكل راحل )
      وها هو رمضان يؤكد ويرحل عنا ..

وحينما نتدبر يا ايها الكرام.              
 نجد أن الدقائق هي التي تذهب من أعمارنا ببعض أعمارنا ..
حتى يحين الأجل الذي لا يتأجل،
        ويبقى الله ذو الجلال والإكرام.
نعم/
- تذهب الساعات والأيام من حياتنا..
 ويبقى الله خالق الزمان والمكان.

- وتذهب الشهور والسنون والاعواام.
ويبقى الله رب الشهور والسنين والأعوام.

- يذهب رمضان بعدد لياليه وأيامه..
وتبقى بركته ..!
ويبقى الرصيد من الحسنات التي حصلّها الصالحون المجدون من أهل الصبر والصلاة والصيام والقيام...

- يذهب الجاه والمنصب والمال..      
ويبقى ما عند الله.
"ما عندكم ينفد وما عند الله باق "

- يذهب الولد والوالد والأحبة.
ويبقى الله رب الناس ورب العالمين.
كل شيء يفنى
(ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام).

نعم /                                        
رمضان سوقٌ انتصب ثم انفض ..
ربح فيه الرابحون الصائمون القائمون الذاكرون السابقون بالخيرات..
 وخسر فيه الغافلون والساهون اللاهون.

وها قد عدنا إلى حياتنا كما كانت قبل رمضان،      
      فكيف سيكون حالنا بعد رمضان؟
   هل سنواظب على عبادتنا الرمضانية !!؟
           أم على بعضٍ منها؟

أم سنحيل أيامنا الى صحراء مجدبة..
 وأرضاً قاحلة من العبادة والصلة الوثيقة
 بالله تعالى؟

هي حقيقه انه كثيراً ما يشعر الناس بكسلٍ وفتور بعد انقضاء الطاعات ولاسيما بعد شهر رمضان المبارك...
فما إن يُلملم رمضان رحاله إلا :-
- وُأغلقتِ المصاحف....
- وطويت سجاجيدُ الصلاة....
- وجفتِ العيون التى طالما بكت من خشية الله.
- وسكتتِ الألسنُ التي طالما لهجت بذكر الله..
- وبَشمتِ البطونُ التي طالما جاعت حسبة لله..
 - وابتلتِ العروقُ التي طالما تشققت تطلعاً لما عند الله.
- وفرغت الصفوف التى طالما كانت تمتليء لتقف بين يديّ الله  ..!

وهذا ربما يكون من النفس التي تميل إلى الراحة والدعة أو من الشيطان.
                                         
ولذلكم.                                        
عندما نُحدث الناس ان من تمام شكر الله على إتمام الصيام هو اتباع الحسنه بالحسنه
من خلال صيام ستة أيام من شوال التى اخبر بذلك سيدنا وقدوتنا صلى الله عليه وسلم
في حديث أَبِى أَيُّوبَ الأَنْصَارِىِّ رضى الله عنه - أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ". رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.

عندما نُحدث الناس عن صيام هذه الايام الست من شوال ..!
 بعض الناس يقول وهو يمُنُّ في عبادته
( كفاية أننا صمنا رمضان )
 وتسمع كلاماً يدل على أنهم يمتنّون على الله بصيامهم  ويظن الواحد منهم :
+ وكأنة كان في غزوة غزاها مع رسول الله
 او كان في معركهٍ خاضها مع خالد بن الوليد ..
+ اوكأنه قد أنفق مثلُ جبلِ أُحدٍ ذهباً..
+ اوكأنه قد حصلَ على صكِ الغفران..
+ أو كأنه طاف حول البيت وصلى خلف المقام ركعتين ...
+ أو كأنه سمع بكلتا أذنيه هاتفاً يقول له:
اعمل ما شئت فقد غُفر لك،
 ولا تضرك بعد اليوم معصية.
     فلقد صام ثلاثين يوماً وقام ثلاثين ليلة
      وتصدق وعبد، وفعل، وفعل.

ونسي هذا المسكين وأمثاله انه لو عبدالله جل وعلا طيله عمره أربعون او ستون او سبعون سنه راكعاً ساجداً ما أدى بذلك حق نعمهٍ واحده فقط من نعم المولى جل وعلا عليه ...
نعمه واحده فضلاً عن نعم الله عليه التى لاتعد
ولا تحصى ..!!

فإلى هؤلاء، وإلى من صام وقام ودعا وخشع وبكي وتذلل وتصدق وفعل الخير إيماناً واحتساباً
 إلى هؤلاء جمعاً هذه الكلمات.

أصناف الناس بعد رمضان ثلاثه
وكل واحد يرى اينّ هو ؟؟  يرى موقعه ؟؟
يرى الى اي الأصناف ينتمي..:-
١- الصنف الأول:
(( قوم كانوا على خيرٍ وطاعة قبل رمضان ))
فلما جاء رمضان كانوا على نشاطٍ وجدٍ
 واجتهادٍ في العبادة:-
(( قراءة قرآن،صيام، قيام، ذكر، صلة الأرحام، صلاة في المسجد، صلاة الفجر، تحري للحلال ولكل ما يرضي الله عزوجل.))
فإذا ذهب رمضان يتألمون على فراقه ..
= لأنهم ذاقوا فيه حلاوة العافية فهانت عليهم مرارة الصبر.
= لأنهم عرفوا فيه حقيقة ذواتهم وضعفها وفقرها إلى مولاها وطاعته.
= لأنهم صاموا حقاً وقاموا شوقاً.

ولهذا لوداع رمضان دموعهم تتدفق..
وقلوبهم تتألم وتتوجع ..

1/ وحالهم بعد الصيام والقيام والطاعات في شهر الصوم بين الخوف وبين الرجاء ..
حالهم كما قال الله عز وجل:
 ﴿ إِنَّ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَشْيَةِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ *
وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آَتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ *
 أُولَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ ﴾ [المؤمنون: 57-1).
أي: هم مع إحسانهم وإيمانهم وعملهم الصالح، مشفقون من الله خائفون منه، وجلون من مكره بهم.
يقول  ابن كثير رضي الله عنه في تفسير
 هذه الايه : أي:
يعطون العطاء وهم خائفون ألا يتقبل منهم، لخوفهم أن يكونوا قد قصروا في القيام بشروط الإعطاء...
وفي الحديث الذي رواه الترمذي وابن ماجة وأحمد
 أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ هَذِهِ الآيَةِ ﴿ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ ﴾
 قَالَتْ عَائِشَةُ أَهُمُ الَّذِينَ يَشْرَبُونَ الْخَمْرَ وَيَسْرِقُونَ قَالَ "لاَ يَا بِنْتَ الصِّدِّيقِ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ يَصُومُونَ وَيُصَلُّونَ وَيَتَصَدَّقُونَ وَهُمْ يَخَافُونَ أَنْ لاَ يُقْبَلَ مِنْهُمْ أُولَئِكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِى الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ".

2/ وحالهم حال إبراهيم وإسماعيل عليهما
السلام فقد أُمر بترك رضيعه الوحيد مع أمه في صحراء.
وأُمرَ ببناءِ البيت فبناه على أكمل وجه حتى أتي بحجرٍ فصعد عليه ليعلو البناء ويكون أليق في تقديمه لله شكراً وعرفانا.
 بعد كل هذا لم يخطر في خلده أنه فعلاً عظيماً
أو كبيراً من الأمور.فيَمُنّ به فيقول أنا فعلت وفعلت
- بل بعد الفراغ من بناء البيت على أكمل وجه وأتمه يتمنى على الله القبول :
 ﴿ وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ ((رَبَّنَا تَقَبَّلْ)) مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَآ إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾
 هما في عمل صالح، وهما يسألان الله تعالى
أن يتقبل منهما.

ولوتأملنا أحوال الصحابة لوجدناهم في قمة العمل مع قمة الخوف من عدم القبول..
ونحن جمعنا بين التقصير بل التفريط والأمن.

- فهذا أبى بكر الصديق رضى الله تعالى عنه يقول:
وددت أنى شعرة فى جنب عبد مؤمن..
 (أحمد فى الزهد)

- وكان يبكي رضى الله عنه كثيراً ويقول :
ابكوا وإن لم تبكوا فتباكوا ولما احتضر قال لعائشة:
 يا بنية إني أصبت من مال المسلمين هذه العباءة وهذه الحلاب وهذا العبد فأسرعي به إلى ابن الخطاب.

- وأخرج أحمد في الزهد والنسائي والبيهقي ومَالِكٌ وَابْنُ أَبِي الدُّنْيَا عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّ عُمَرَ اطَّلَعَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، وَهُوَ يَمُدُّ لِسَانَهُ، فَقَالَ: مَا صَنَعَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللهِ؟ فَقَالَ:إِنَّ هَذَا أَوْرَدَنِي الْمَوَرِادَ:
 إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى الله عَلَيه وسَلَّم قَالَ:
لَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الْجَسَدِ إِلاَّ وَهُوَ يَشْكُو ذَرَبَ اللِّسَانِ. وصححه الألباني.

- وهذا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
قرأ سورة الطور إلى أن بلغ قوله
 ﴿ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الطور: 7]
فبكى، واشتد بكاؤه، حتى مرض وعادوه.

- وقال لابنه وهو في سياق الموت:
ويحك! ضع خدي على الأرض؛
عساه ربي أن يرحمني. ثم قال:
ويلي  وويل أمي إن لم يغفر لي ربي...

- وهذا عثمان بن عفان رضي الله عنه -
 كان إذا وقف على القبر؛ يبكى حتى تبتل لحيته .
وهو القائل:
 لو أنني بين الجنة والنار، ولا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رماداً قبل أن أعلم إلى أيتهما أصير ..

- وهذا علي بن أبي طالب  رضي الله عنه - وبكاؤه وخوفه، وكان يشتد خوفه من اثنتين:
 طول الأمل، واتباع الهوى. ..
قال: فأما طول الأمل فينسي الآخرة،
وأما اتباع الهوى فيصد عن الحق،..
 ألا وإن الدنيا قد ولت مدبرة، والآخرة قد أسرعت مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون،
فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل.
أخرجه: أحمد في الزهد.

- وقال أبو عبيدة عامرُ بن الجراح:
وددت أني كنت كبشاً، فذبحني أهلي،
وأكلوا لحمي وحسوا مرقي ..
أخرجه: أحمد في الزهد.

-  وذهب بعض الصالحين لزيارة شيخ لهم وهو مريض مرض الموت فوجدوه يبكي، فقالوا له:
لم تبكي؟ وقد وفقك الله للصالحات,
كم صليتَ وكم صمتَ وكم تصدقتَ وكم حججتَ وكم اعتمرتَ؟
فقال لهم:
 وما يدريني أن شيئاً من هذا قد قُبل والله تعالى يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27] وما يدريني أنِّي منهم.

(( هذا هو الصنف الاول الذي صام رمضان واطاع خالقه ومع ذلك يخاف عدم القبول ))

٢- أما الصنف الثاني
فهو صنف كان قبل رمضان في غفلة وسهو ولعب وشرود وضياع وقسوه ..
ولما جاء رمضان كان فيه مجتهداً في الطاعة .
فلا تقع عيناك عليه:
 إلا ساجداً أو قائماً أو تالياً للقرآن أو باكياً
حتى ليكاد يُذكرك ببعض عبّاد السلف، حتى إنك لتشفق عليه من شدة اجتهاده ونشاطه.

وما أن ينقضي الشهر الفضيل حتى يعود إلى التفريط والمعاصي..
 كأنه كان سجيناً بالطاعات فينكب على الشهوات والغفلات والهفوات يظن أنها تبدد همومه وغمومه..

متناسياً هذا المسكين أن المعاصي سبب الهلاك.

لأن الذنوب جراحات وربّ جرح وقع في مقتل،
فكم من معصية حرمت عبداً من كلمة لا إله إلا الله في سكرات الموت.
فبعد أن عاش هذا شهراً كاملاً مع الإيمان والقرآن وسائر القربات..
 يعود إلى الوراء منتكساً،ولا حول ولا قوة إلا بالله،
وهؤلاء هم عبّاد المواسم .
هؤلاء كما قيل عنهم عبّاد رمضان .!
وبئس القوم هؤلاء الذين لا يعرفون الله تعالى
إلا في المواسم أوفي النقمة أو في الضائقة

 انهم أشبه بأؤلئك الذين قال الله عنهم :
( واذا غشيهم موجٌ كالظلل دَعُوُا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلا البر فمنهم مقتصد ...))
وفي ايه اخرى :
{فَإِذا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ () لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ ... }

فبئس هؤلاء الذين لايعرفون الله إلاّ في الشده والكرب  فإذا ما ذهبت ذهبت الطاعة مولية ..
ويا ترى ما الفائدة إذن من عبادة شهر كامل
إن أتبعتها بعودة إلى السلوك الشائن؟

فلهؤلاء وأمثالهم واشباههم نقول لهم :
من كان يعبد رمضان فإن رمضان قد ولي وانقضي ..
ومن كان يعبد الله فإن الله باق دائم لا يتغير ..

﴿ وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللّهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ [النحل: 92] قال عبدالله بن كثير، والسدّي:
هذه امرأة خرقاء كانت بمكة، كلما غزلت شيئا نقضته بعد إبرامه.
وقال مجاهد، وقتادة، وابن زيد:
هذا مثل لمن نقض عهده بعد توكيده.
 وهذا القول أرجح وأظهر.

- فالذي كان يتلو القرآن ثم هجره بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله ..

- ومن وصل رحمه في رمضان ثم قطعها بعد رمضان فقد نقض غزله وخان عهده مع الله..

/ فهذه الوجوه التي سجدت لله في رمضان
تنتبه ان تتجه لغير الله بعد رمضان.

/ وهذه العيون التي بكت من خشية الله في رمضان ..
يجب أن تمتنع عن النظر إلى الحرام بعد رمضان.

/ وهذه البطون التي صامت عن الحلال في رمضان..
 يجب أن تصوم عن أكل الحرام بعد رمضان.

/ هذه الأيادي التى ممراً لعطاء الله في رمضان
ينبغي أن لا تبطش وتسرق وتختلس وترتشي
بعد رمضان.

/ هذه الأقدام التي سعت إلى المساجد..
يجب ألا تسعى في الفساد والإفساد في الأرض بعد رمضان.

وإن كان رمضان قد مضي طيف خيال .
فالله حي لا يدركه زوال..

 فلِمَ ننقطع عن العبادة ونهجر المساجد
ونهجر القرآن بعد رمضان ..

وخذوها مني واضحه ساطعه كالشمس:
(( الانقطاع دليل على عدم القبول ))
- يقول كعب رضى الله عنه -:
مَن صام رمضان وهو يحدِّث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود.

- ولمَّا سُئِل بشر الحافي رحمه الله -
عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون،
فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال:
 بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!

فليس معني انقضاء رمضان هو انقضاء الطاعة وانتهاء الصوم والصلاة وأعمال البر..
 وليس معناه فك القيود وتقطيع السلاسل.
والله يقول ( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين...... )

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الايات والذكر الحكيم واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم ..

الخطبه الثانيه:                
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :                          
صُنفَ الناس بعد رمضان الى ثلاثه أصناف:

ذكرنا لكم الصنف الاول الذي كان قبل رمضان على خير وعباده وطاعه ولما دخل عليه رمضان اجتهد وجد وكان اكثر نشاطاً وإقبالاً..
وما ان رحل رمضان خاف عدم القبول
وهذا هو حال المؤمنين الصادقين ..

والصنف الثاني :
كان قبل رمضان في غفله وقسوه وبُعد عن الله وشرود وذنوب ومعاصي..
ولما دخل عليه رمضان اجتهد وصلى وصام وقام وركع وسجد وسبح وقرأ وتلى واستغفر..
ولما رحل رمضان عاد الى طريقه السابق في البعد والغي والتقصير...

اما الصنف الثالث
فهم قومٌ دخل عليهم رمضان وخرج
وحالهم حالهم . وخُلقُهم خلقهم .
وطبعهم طبعهم . وعملهم عملهم .

ماتأثروا وماتبدلوا .!
 ومارقوا وما لانوا !!
وما اتعظوا وما اعتبروا .!
 وماتابوا وما آنابوا !!
وما ندموا وما استرجعوا ...!
لم يتغير منهم شيء..
ولم يتجدد فيهم شيء..
 بل ربما زادت آثامهم..
 وعظُمت ذنوبهم ..
وكَثُرت معاصيهم ..
واسودت صحائفهم ..
وهؤلاء يصدق فيهم قول النبي صلي الله عليه وسلم فيما رواه الترمذي وأحمد وأخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وصححه الألباني..
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :
 "رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ ..
وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ ..
وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ أَدْرَكَ عِنْدَهُ أَبَوَاهُ الْكِبَرَ فَلَمْ يُدْخِلاَهُ الْجَنَّةَ".
فهؤلاء خسروا رمضان وخسرهم..
 وهو حجةٌ عليهم..
 وشاهد عليهم...
 صومهم مردود ، وسعيهم مردود.
                                       
      فهل عرفت اينّ موقعك ..؟
  ومن اي الأصناف والأقسام انت ..!؟

أنت ادرى بنفسك وانت اعرف بصيامك
وانت اعلم من غيرك كيف تعاملت مع رمضان ..؟

هل كنت من الفائزين ام من الخاسرين .!
" قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ "

ومع ذلك أوصيك بنفحه صيام ست من شوال
التى يعدل صيامها مع صيام رمضان كصيام الدهر كما اخبر بذلك رسولنا عليه الصلاة والسلام

بل إليك يامن لم تبدأ بصيام ست من شوال
أسوقُ وأزفُ لك هذه البشارة :
إذا بدأت بالصيام من يوم الاحد القادم ..
الموافق  10 شوال حتى يوم الجمعه 15 شوال بمشيئة الله تعالى ستوفق على امور عظيمه وهي:
1) انك وفقت لصيام الدهر..
2) ووفقت لصيام ست ايام من شوال..
3) كماوفقت لصيام الايام البيض..١٣ - ١٤ - ١٥
4) كما وفقت لصيام يومي الاثنين والخميس..
فأجور عظيمة تنتظرك في الاسبوع القادم .!
وجوائز وهبات وعطايا ربانيه تستقبلك ..!
فلاتفوت هذه الفرصه وكن من قافله الصائمين .!
والله العظيم الجليل الكريم أسأل أن يجعلنا ممن يحبهم الله ويرضى عنهم ..!
وأن يجعلنا من أوليائه ومن حزبه.
وان يجعلنا من عباده المتقين الذين قُبل منهم صيامهم وقيامهم وصدقاتهم وقرآءاتهم.
كما اسأله سبحانه ان يرزقنا الاستقامة والطاعه والعباده في كل الأزمان في رمضان وفي غير رمضان ..
وان يُعيد علينا رمضان اعواماً عديده وازمنهً مديده ونحن في صحهٍ وعافيه...

 هذا واعلموا ان الله قد أمركم بأمرٍ بدأ نفسه،
وثَنى به ملائكته المسبحة بقُدسه،
 وثَلّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنّه وإنسه، فقال
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

الجمعة، 1 يونيو 2018

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
غزوة بدر وانتصاراتنا في رمضان

إعداد وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب .
ألقيت في  1يونيو 2018 م
الموافق 16 رمضان 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
 إذا كان رمضان شهرُ التقوى والصيام ..!
وشهرُ الصبر وتلاوة القرآن .!!
وشهر الجود والعطاء والإحسان .!!
وإلى غير ذلك من مزايا وفضائل هذا الشهر .!!
     فإن رمضان كذلك شهرُ الانتصار.
 ولنا انتصاراتٌ عسكريةٌ في رمضان، هلل الكون لها، واستبشر لها جندُ الله وكبر، وأُرغمت أنوفُ الكافرين، وخمدت شوكةُ الباطل والمبطلين .!

نعم  أحبتي الكرام :
في ثنايا هذا الشهر المبارك :
كانت ملحمةٌ من ملاحم الإسلام ...!
 ويومٌ من أيامه الجليلة العظام ..!
وحادثة فرق الله بها بين الحق والباطل ..!
كانت هذه الملحمة قبلَ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمائةِ سنة ، وفي شهر رمضان ، شهرِ الجهاد والفتوحات والانتصارات والبطولات..!!!

انه يومُ الفرقان يومَ التقى الجمعان ..!
 يومٌ أعز الله فيه جنده، ونصر فيه عبده،
وأذل فيه من عاداه، ورفع المنار لمن والاه .!

ففي مثل يوم غد السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، كانت غزوة بدر
بدر الايمان ، بدر العزه ، بدر الكرامه
بدر البطوله ، بدر الشجاعه ، بدر الإقدام
بدر الشموخ ، بدر الإباء ، بدر الصدق

هذه الغزوه المباركه التي تمت على غير ميعاد,لحكمة أراد الله جل وتعالى كما قال تعالى:
{ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا}.

 يومُ الفرقان، يومَ التقى الجمعان :
يومٌ خاضه رسول الله بالثبات !!
خاضة بالصبر .! خاضه بالإيمان واليقين  .!

 خاضه عليه الصلاة والسلام مع الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم،  بعدد ثلاثمائه واربعة عشر رجلاً  .!

- ثلاثمائة وأربعةَ عشر رجلاً ما على وجهِ  الأَرْضِ يومها أحبَ إلى الله منهم.

- ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً كُتبت لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم.

-  ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً نادى عليهم منادي الله يا أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"

- ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً أقدامهم حافية وثيابهم مرقعة بالية، وأحشاؤهم ظامئة خاوية، ولكن قلوبهم بالإيمان عامره ونفوسهم نقية زاكية، وهممهم تناطح السحاب شريفةٌ ساميةٌ عالية .!

- ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً كانوا على قلةٍ من العددِ والعُدَّة، تواجه سلاح العدوٍ بالإيمان ،
وكثرة عدده بالصبر، وتنوع استعداده بالثبات .!

ولم تكن مهمة هذه الفئة محدودة بتحقيق أغراض قريبة تحدَها أرض أو يحكمها مكان .!!
 بل كانت أوسع من الحدود والقيود ..!

لقد كان على رجال بدر أن يُزيحوا من طريق الإنسانية رُكامَ الوثنية، وحطامَ الظلم الاجتماعي، وأن يرفعوا كلمةَ الله لتكونَ هي العليا.!!
وأن يحرروا الناس من كُلِ عبودية .!!
إلا العبودية لله، وأن يُقلدوا أمتهم وسام القيادة لركب الإنسانية تحت راية الدين الجديد .!!

 وكم تكونُ المقارنة يا كرام فريدةً في نوعها حين نوازن جيش المسلمين في عددِ رجالهِ، بجيش المشركين، فنرى الثاني يبلغُ أكثر من ثلاثةِ أمثال وأضعاف الأول .!!

 ولو انتقلنا إلى مقارنة السلاح الحاسم في المعارك حينئذٍ وهو سلاح الفرسان لأذهلتنا نتيجة المقارنة، بين فارسين اثنين مسلِمَين، وبين مائةٍ من فرسان المشركين على خيلٍ عددها مائة...

وإذا مضينا في مقارنتنا هذه، وانتقلنا إلى تسليح الجيش، وجدنا أن تسليح رجال قريش أتم وأثقل بكثيرٍ  ..!!!
فقد سُلِّح الجيش كله بالدروع والسيوف والنِّبال...

ولو أُخذت الأمور بالمقاييس العادية، وبالمنطقِ المألوف لكانت الهزيمة على المسلمين أمراً محققاً

لكن متى كان النصر في ميادين البطوله
مرهونٌ بالقوه والعدد والعده والهيلمان .!!

وإنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله   وبالإيمان الذي يُعد أقوى من السلاح والكثرة، وأكثر أهمية من العتاد والرجال .!
وبالعقيدهِ الصلبهِ الراسخه .!
فتعرف يا اخي على العقيده
                  يا أخا الاسلام في الارض المجيده
ماحياة المرء بدون عقيده
                  وجهادٍ وصراعاتٍ عنيده
فهي طوبى واختبارات مجيده
فمشي وسر بإيمانٍ وثيقِ
                ولئن مسك الضرُ صديقي
           فلأنا قد مشينا في الطريق
 ولذلكم
هؤلاء الرجال الذين عرفوا بدراً، وصنعوا  بدراً .. !

هم انفسهم الذين انتصروا على الأحزاب، وثبتوا في حنين، وصمدوا في القادسية، ودخلوا المدائن، وفتحوا فارس، والهند والأندلس، وأداروا معركة اليرموك وتسوروا دمشق، وطهروا القدس، وكبروا باسم الله فوق صخرتها، بعد طرد الصليبيين منها.
بمعابد الإفرنج كان أذاننا
                         قبل الكتائب يفتح الامصارا
لم تنسى افريقيا ولا صحراؤها
                         سجداتنا والارض تقذف نارا
كنا نقدم للسيوف صدورنا
                        لم نخشى يوماً غاشماً جبارا
وكأنّ ضل السيف ضل حديقه
                         خضراء تنبت حولها الازهارا

ايها الأحباب الكرام :
بالمختصر المفيد وبدون إطاله او إسهاب  :
إلتقى الجيشان واصطدمت الفئتان واشتد القتال ، وحمي النزال ، وأزهقت النفوس ، وسالت الدماء  وتطايرت الرؤوس ، وسقطت الجماجم ،
وثبّتَ الله المؤمنين ، وأمدّهم بالملائكة مُنزَلين ومسوِّمين ومردِفين .
( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف .....)
بألف من ماذا ؟
ليس من المارينز !!  ولا من الكوميندوز !!
وليس من الحرس !! ولا من الصاعقة !!
وليس من المشاه .!! وليس من الطيران !!
وانما (( ممدكم بألفٍ من الملائكه ..))
ملائكه / لا تستطيع اي أسلحه ان تؤثر في أجسامهم او تؤثر في أبدانهم .!
ولا تستطيع اي أسلحه اتوماتيكيه مهما كانت ان تصوب إليهم ...
خاضت هذه الجنود الإلهيه المعركة على نحو أراده الله جل وعلا  ..
فكانت رؤوس المشركين تتطاير في جو السماء  كالشرر وكالعهن المنفوش دون ان يرون احداً أمامهم يُنازلهم ..
( فلم تقتلوهم ولكنّ الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكنّ الله رمى ...)

( إذ يوحي ربك الى الملائكه انى معكم ...)
معكم بالتأييد ، معكم بالحفظ ، معكم بالرعاية
- ومن كان الله معه فإن معه الناصر والمعين .
- من كان الله معه فإنّ معه القوه التى لا تُغلب .
- من كان الله معه فإن معه القوه القاهره التى
لا تغالب ولا تمانع ولا تخالف اقدارها ..

وتنجلي هذه المعركة بنصرٍ عظيمٍ ومؤزر للمسلمين  على جموع الكفر وجحافل الشرك التي خرجت تجر أثواب الكبر والخُيلاء بطرًا ورئاءَ الناس ويصدون عن سبيل الله، والله بما يعملون محيط..!
وما هي إلا لحظات حتى تطامنت تلك الكبرياء، وأرغمت أنوفُ الملأ من قريش  التى ولت الدبر ، مصداقاً لقول الله:  (سيهزم الجمع ويولون الدبر)

= قُتِل من جيش الكفر والشرك سبعون ، معظمهم من صناديدِهم وأشرافِهم، وكبارهم وعلى رأسهم أبو جهل، وأُسِر منهم سبعون ، وفرّ الباقون يجرون أذيال الهزيمة إلى مكة ..
= اما المسلمون فقد استشهد منهم أربعة عشر رجلاً رضي الله عنهم  ، منهم حارثة بن سُراقة ، كان قد رُمي بسهم وهو يشرب من الحوض، فأصاب نحره فمات ..
((من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا..))

= إنّ معركة بدر تُعَلِّمُنا يا ايها الأحبه :      
أن القوة المادية ليست وحدها ميزان المعركة،
كيف لا والمؤمنون يقرؤون في كتاب ربهم أنهم إذا صدقوا وأخلصوا وأعدوا ما استطاعوا من قوة نصرهم الله على عدوهم، وعذب الله الكافرين بأيديهم، وتأملوا دقة التعبير في قوله تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14].

= كما تُعلمنا غزوة بدر أن من أسباب النصر العظيمة هو ب { تآلف القلوب وتراحمها }
صحيحٌ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في قلة من العدد والعدة .!!!
ولكن كانت بينهم المحبة ..! كانت بينهم الموده ..!
كان بينهم صفاء القلوب ونقاءها من الأحقاد والضغائن التى تهلك الاعمال الصالحه وتجعلها هباءً منثوراً وكسراب بقيعه وكرماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصف .!
نعم /
كانوا متراحمين متعاطفين متآلفين متكاتفين متناصرين متآزرين، شعارهم: لا إله إلا الله، فسبحان من أعزهم وهم أذلاء .!!
وسبحان من أغناهم وهم فقراء .!!
وسبحان من رفعهم وهم وضعاء .!!

فالتآلف والتعاطف والتكاتف والتناصر والتآزر سبيلٌ إلى نصرِ المؤمنين، وطريقٌ لعزة الأخيار والصالحين ..!
فإذا وجدت أهل الإسلام متعاطفين متراحمين فاعلم أن النصر حليفهم ..!
 وإن وجدتهم متقاطعين متباعدين متناحرين، ومزقتهم الجماعات والحزبيات والرايات والشعارات، فادمع على الإسلام بين أهله.

= كما تُعَلِّمُنا غزوة بدرٍ الرمضانية  :      
إنّ شهر رمضان لم يَشْرَعْه الله عزوجل للقعود والتخلف عن ركب الجهاد والحركة والدعوة إلى الله
 ولم يَشْرَعْه كذلك للتحجج به عن التفلت من الإلتزامات الوظيفية أو الاجتماعية .!
فليس هو شهر قعودٍ وكسلٍ وخمول وراحه ..!
وليس هو شهرُ نومٍ وعوائد وموائد .!!
وليس هو شهرُ مسلسلات ولا تمثيليات .!!
ولا مسابقات ولا حكايات ..!
 إنّما هو شهرُ نشاطٍ وحركة .!
شهرُ بطولاتٍ وفتوحاتٍ وانتصارات!

فغالبية الهزائم التي لحقت بالشرك وأهله على أيدي المسلمين كانت في شهر رمضان المعظم، وهذا كافٍ لأن ينفض عنا غبار الكسل والدعة والخمول.

ومع ذلك للأسف اننا نلحظ في المسلمين حالة غريبة عليهم من تضييع الحقوق في رمضان،
والتملص من أداء الواجبات، والهروب من المسؤوليات، بحجة الصيام .!

ومقولة: "إني امرؤ صائم"
صارت فزَّاعة يُشهرها كل طالب أو موظف أو ربُّ أسرة أو داعية متكاسل يود الهروب مما هو مكلف بأدائه من حق دراسته أو وظيفته أو أسرته
 أو دعوته .!!
 وتحوّلَ شهرُ الصيام في حسِّ الكثيرين من شهر انتصارات إلى شهر انتكاسات ..!
ينام نهاره دفعًا للشعور بالجوع والعطش .!
 ويسهر ليله على المعاصي استعدادًا للنوم في النهار.!

هذه بعضُ المعالم المختصره من بدر والتى تدلنا على أن المسألة ليست مجرد معركة .!
وليست مجرد وقفة في السيرة .!
 بل هي خلاصة حقيقة الإيمان ..!
وخلاصة مواقف المسلمين ..!
وخلاصة المواجهة بين الحق والباطل .!
 وفرقان ما بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 [وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ(124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ(125) وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ(126) ]. {آل عمران}..

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم ..
واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ويا فوز المستغفرين ...

الخطبه الثانية
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
ضيوف مسجد بلال بن رباح :
في مثل هذه الأيام المباركه من شهر رمضان المبارك كانت معركه بدر ..!
بدر التي كانت فرقانًا كما سماها الله بين الحق والباطل .! وبين التوحيد والشرك .!
وبين عهد الضعف والأمر بالصبر والانتظار وكف الأيدي، وبين عهد القوة والجهاد في سبيل الله .!
إنّها /
بدرُ الإيمان، بدرُ القوة، بدرُ الإسلام، بدرُ النصر،
التى تكللت بالنصر المؤزر والكبير للإسلام واهله !

ونحن اذ نتحدث عن الانتصارات ..!
فإن انتصاراتنا في رمضان في أكثر من مجال
لا تحدُ بزمان  ولا يُخص بها أجيال دون أجيال !

وليست قَصرًا على الانتصارات العسكرية .!
    بل ثمةَ انتصاراتٍ من نوعٍ آخر؛
إنّها الانتصاراتُ السلميه في شهرِ رمضان

+ ففي شهر رمضان ينتصرُ الصائم على دواعي الشهوة وإن كانت مباحة ..!
إذ تصوم البطون عن الأكل والشراب، وإن كانت حلالاً..!

+ وتصوم الفروجُ عن الشهوة وإن كانت غير ملومةٍ مع الأزواج أو ما ملكت الأيمان، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .!

+ وينتصر الصائم على الشهوة المحرمة التي تورثُ الذلّة والمهانة كشرب الدخان، أو ما يدخل في بابه بل وأعظم كالمسكرات ونحوها.!

+ كما ينتصر الصائم الموفق والحافظ لصيامه على شهوة النظر المحرمة، وشهوة السمع الآثمة .!

+ وفي اللسانِ ينتصرُ الصائمُ الحافظ لصيامه على آفات اللسان من الغيبة والنميمة، واللغو وقول الزور، والفحش والآثام ورديء الكلام .!

كذلك اخواني الكرام :
+ ينتصرُ الصائمون الموفّقون على دواعي الشهوة الخفية من حبِّ الرياء والسمعة.!

+ وينتصر جماهيرٌ من المسلمين في رمضان على مكرِ الشيطان وتوهينه وإغوائه في التكاسل عن الصلاة جماعةً مع المسلمين، وفي شهود صلاة الفجر التي طالما أضاعوها أو أخروها عن وقتها.

+ كما ينتصر الصائمون على الشح والأثرة والبخل والأنانية،ففي رمضان تَكثرُ الصدقاتُ والإحسانُ للفقراء والمحتاجين، ويحسّ المسلمون في رمضان أكثر من غيره بحوائج إخوانهم المسلمين هنا وهناك، فيصلونهم ويحسنون إليهم..!

+ كما ينتصر الصائم الحقيقي على دواعي الحقد والغل الذي يتأججُ في الصدور والقلوب
فيتعالى من ان يحقد على اخيه ..!
ويتعالى من ان يحقد  على جاره .!
ويتعالى من ان يحقد على قريبه او على احدٍ
من زملائه وأقرانه .!
فلا يخاصم !! ولا يقاطع !! ولا يعادي !!
ولا يُصارم !! ولا يهجر ..!

انما يجعل من رمضان شهراً للعفو والصفح .!
ومنطلقاً للألفة والمحبه والاخوه الصادقه ....

وماصام ابداً من جعل يوم صومه في الضغائن
والاحقاد والكراهيه والانانيه والمشاكل والاشكالات والايذاء للإنسان والحيوان..

وحين نَعدُّ انتصاراتنا المعنوية في رمضان اخوتي الكرام :-
فإن كلَّ طاعةٍ يُتقرب بها إلى الله في رمضان
هي انتصارٌ للحق وانتصارٌ لأصحاب الحق.!

وإنّ كلَّ تائبٍ يعودُ إلى رشده في رمضان،
ويلتزم صراط الله المستقيم، هو انتصارٌ للحق،
وهو معدودٌ في انتصاراتنا في رمضان.!

وإن كلَّ كسبٍ يتحقق للإسلام ودعوةٍ مثمرةٍ لغير المسلمين للدخول في الإسلام تنشط في رمضان هي انتصارٌ للحق وهي في دائرة انتصاراتنا في رمضان.!

وفوق هذا وذاك فنحن قادرون على تحقيق مزيد من الانتصارات في رمضان حين نتحرك ونجتهد ونُخلص ولا نكلّ ولا نمل.

اللهم اهدنا بالهدى وزينا بالتقوى واغفرنا في الاخره والأولى ..

اللهم اهدنا بهداك ولا تولي علينا مولىً سواك.

اللهم اجعلنا هداةً مهديين غير ضالين ولا مضلين سلماً لاوليائك ، حربا على أعدائك ، نحب بحبك من احبك ونعادي بعداوتك من عاداك ..

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا الى حبك ..

ارزقنا عيناً دامعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً
وعملاً متقبلا وجسداً على البلاء صابرا وتوبهً قبل الموت ورأفةً عند الموت ومغفرةً ورحمةً بعد الموت.

اللهم اجمع كلمتنا ووحد صفنا ولمّ شتاتنا وألفّ بين قلوبنا ..!

اللهم اجعلنا في هذا الشهر الكريم من المقبولين وفي اعلى جنانك من السابقين وخفف ظهورنا من كل وزرٍ ثقيل وتقبل يسير اعمالنا فإنك تقبل العمل القليل..

اللهم ارزقنا الاستقامة في كل الأزمان ، في رمضان وفي غير رمضان ..

اللهم اجعل شهر رمضان شاهداً لنا لاعلينا
اجعله شاهداً لنا بالخيرات والطاعات لا بالمعاصي والسيئات ....
هذا وقد أمركم ربكم فقال قولًا كريمًا:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
 اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين..
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين:
 أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...