الجمعة، 1 يونيو 2018

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
غزوة بدر وانتصاراتنا في رمضان

إعداد وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب .
ألقيت في  1يونيو 2018 م
الموافق 16 رمضان 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
 إذا كان رمضان شهرُ التقوى والصيام ..!
وشهرُ الصبر وتلاوة القرآن .!!
وشهر الجود والعطاء والإحسان .!!
وإلى غير ذلك من مزايا وفضائل هذا الشهر .!!
     فإن رمضان كذلك شهرُ الانتصار.
 ولنا انتصاراتٌ عسكريةٌ في رمضان، هلل الكون لها، واستبشر لها جندُ الله وكبر، وأُرغمت أنوفُ الكافرين، وخمدت شوكةُ الباطل والمبطلين .!

نعم  أحبتي الكرام :
في ثنايا هذا الشهر المبارك :
كانت ملحمةٌ من ملاحم الإسلام ...!
 ويومٌ من أيامه الجليلة العظام ..!
وحادثة فرق الله بها بين الحق والباطل ..!
كانت هذه الملحمة قبلَ أكثرَ من ألفٍ وأربعِمائةِ سنة ، وفي شهر رمضان ، شهرِ الجهاد والفتوحات والانتصارات والبطولات..!!!

انه يومُ الفرقان يومَ التقى الجمعان ..!
 يومٌ أعز الله فيه جنده، ونصر فيه عبده،
وأذل فيه من عاداه، ورفع المنار لمن والاه .!

ففي مثل يوم غد السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة، كانت غزوة بدر
بدر الايمان ، بدر العزه ، بدر الكرامه
بدر البطوله ، بدر الشجاعه ، بدر الإقدام
بدر الشموخ ، بدر الإباء ، بدر الصدق

هذه الغزوه المباركه التي تمت على غير ميعاد,لحكمة أراد الله جل وتعالى كما قال تعالى:
{ولو تواعدتم لاختلفتم في الميعاد ولكن ليقضي الله أمرا كان مفعولا}.

 يومُ الفرقان، يومَ التقى الجمعان :
يومٌ خاضه رسول الله بالثبات !!
خاضة بالصبر .! خاضه بالإيمان واليقين  .!

 خاضه عليه الصلاة والسلام مع الصحب الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم،  بعدد ثلاثمائه واربعة عشر رجلاً  .!

- ثلاثمائة وأربعةَ عشر رجلاً ما على وجهِ  الأَرْضِ يومها أحبَ إلى الله منهم.

- ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً كُتبت لهم السعادة وهم في بطون أمهاتهم.

-  ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً نادى عليهم منادي الله يا أهل بدر: "اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"

- ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً أقدامهم حافية وثيابهم مرقعة بالية، وأحشاؤهم ظامئة خاوية، ولكن قلوبهم بالإيمان عامره ونفوسهم نقية زاكية، وهممهم تناطح السحاب شريفةٌ ساميةٌ عالية .!

- ثلاثمائة وأربعة عشر رجلاً كانوا على قلةٍ من العددِ والعُدَّة، تواجه سلاح العدوٍ بالإيمان ،
وكثرة عدده بالصبر، وتنوع استعداده بالثبات .!

ولم تكن مهمة هذه الفئة محدودة بتحقيق أغراض قريبة تحدَها أرض أو يحكمها مكان .!!
 بل كانت أوسع من الحدود والقيود ..!

لقد كان على رجال بدر أن يُزيحوا من طريق الإنسانية رُكامَ الوثنية، وحطامَ الظلم الاجتماعي، وأن يرفعوا كلمةَ الله لتكونَ هي العليا.!!
وأن يحرروا الناس من كُلِ عبودية .!!
إلا العبودية لله، وأن يُقلدوا أمتهم وسام القيادة لركب الإنسانية تحت راية الدين الجديد .!!

 وكم تكونُ المقارنة يا كرام فريدةً في نوعها حين نوازن جيش المسلمين في عددِ رجالهِ، بجيش المشركين، فنرى الثاني يبلغُ أكثر من ثلاثةِ أمثال وأضعاف الأول .!!

 ولو انتقلنا إلى مقارنة السلاح الحاسم في المعارك حينئذٍ وهو سلاح الفرسان لأذهلتنا نتيجة المقارنة، بين فارسين اثنين مسلِمَين، وبين مائةٍ من فرسان المشركين على خيلٍ عددها مائة...

وإذا مضينا في مقارنتنا هذه، وانتقلنا إلى تسليح الجيش، وجدنا أن تسليح رجال قريش أتم وأثقل بكثيرٍ  ..!!!
فقد سُلِّح الجيش كله بالدروع والسيوف والنِّبال...

ولو أُخذت الأمور بالمقاييس العادية، وبالمنطقِ المألوف لكانت الهزيمة على المسلمين أمراً محققاً

لكن متى كان النصر في ميادين البطوله
مرهونٌ بالقوه والعدد والعده والهيلمان .!!

وإنما هو بمقدار اتصال القلوب بقوة الله   وبالإيمان الذي يُعد أقوى من السلاح والكثرة، وأكثر أهمية من العتاد والرجال .!
وبالعقيدهِ الصلبهِ الراسخه .!
فتعرف يا اخي على العقيده
                  يا أخا الاسلام في الارض المجيده
ماحياة المرء بدون عقيده
                  وجهادٍ وصراعاتٍ عنيده
فهي طوبى واختبارات مجيده
فمشي وسر بإيمانٍ وثيقِ
                ولئن مسك الضرُ صديقي
           فلأنا قد مشينا في الطريق
 ولذلكم
هؤلاء الرجال الذين عرفوا بدراً، وصنعوا  بدراً .. !

هم انفسهم الذين انتصروا على الأحزاب، وثبتوا في حنين، وصمدوا في القادسية، ودخلوا المدائن، وفتحوا فارس، والهند والأندلس، وأداروا معركة اليرموك وتسوروا دمشق، وطهروا القدس، وكبروا باسم الله فوق صخرتها، بعد طرد الصليبيين منها.
بمعابد الإفرنج كان أذاننا
                         قبل الكتائب يفتح الامصارا
لم تنسى افريقيا ولا صحراؤها
                         سجداتنا والارض تقذف نارا
كنا نقدم للسيوف صدورنا
                        لم نخشى يوماً غاشماً جبارا
وكأنّ ضل السيف ضل حديقه
                         خضراء تنبت حولها الازهارا

ايها الأحباب الكرام :
بالمختصر المفيد وبدون إطاله او إسهاب  :
إلتقى الجيشان واصطدمت الفئتان واشتد القتال ، وحمي النزال ، وأزهقت النفوس ، وسالت الدماء  وتطايرت الرؤوس ، وسقطت الجماجم ،
وثبّتَ الله المؤمنين ، وأمدّهم بالملائكة مُنزَلين ومسوِّمين ومردِفين .
( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف .....)
بألف من ماذا ؟
ليس من المارينز !!  ولا من الكوميندوز !!
وليس من الحرس !! ولا من الصاعقة !!
وليس من المشاه .!! وليس من الطيران !!
وانما (( ممدكم بألفٍ من الملائكه ..))
ملائكه / لا تستطيع اي أسلحه ان تؤثر في أجسامهم او تؤثر في أبدانهم .!
ولا تستطيع اي أسلحه اتوماتيكيه مهما كانت ان تصوب إليهم ...
خاضت هذه الجنود الإلهيه المعركة على نحو أراده الله جل وعلا  ..
فكانت رؤوس المشركين تتطاير في جو السماء  كالشرر وكالعهن المنفوش دون ان يرون احداً أمامهم يُنازلهم ..
( فلم تقتلوهم ولكنّ الله قتلهم وما رميت اذ رميت ولكنّ الله رمى ...)

( إذ يوحي ربك الى الملائكه انى معكم ...)
معكم بالتأييد ، معكم بالحفظ ، معكم بالرعاية
- ومن كان الله معه فإن معه الناصر والمعين .
- من كان الله معه فإنّ معه القوه التى لا تُغلب .
- من كان الله معه فإن معه القوه القاهره التى
لا تغالب ولا تمانع ولا تخالف اقدارها ..

وتنجلي هذه المعركة بنصرٍ عظيمٍ ومؤزر للمسلمين  على جموع الكفر وجحافل الشرك التي خرجت تجر أثواب الكبر والخُيلاء بطرًا ورئاءَ الناس ويصدون عن سبيل الله، والله بما يعملون محيط..!
وما هي إلا لحظات حتى تطامنت تلك الكبرياء، وأرغمت أنوفُ الملأ من قريش  التى ولت الدبر ، مصداقاً لقول الله:  (سيهزم الجمع ويولون الدبر)

= قُتِل من جيش الكفر والشرك سبعون ، معظمهم من صناديدِهم وأشرافِهم، وكبارهم وعلى رأسهم أبو جهل، وأُسِر منهم سبعون ، وفرّ الباقون يجرون أذيال الهزيمة إلى مكة ..
= اما المسلمون فقد استشهد منهم أربعة عشر رجلاً رضي الله عنهم  ، منهم حارثة بن سُراقة ، كان قد رُمي بسهم وهو يشرب من الحوض، فأصاب نحره فمات ..
((من المؤمنين رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله فمن من قضى نحبه ومنهم من ينتظر ومابدلوا تبديلا..))

= إنّ معركة بدر تُعَلِّمُنا يا ايها الأحبه :      
أن القوة المادية ليست وحدها ميزان المعركة،
كيف لا والمؤمنون يقرؤون في كتاب ربهم أنهم إذا صدقوا وأخلصوا وأعدوا ما استطاعوا من قوة نصرهم الله على عدوهم، وعذب الله الكافرين بأيديهم، وتأملوا دقة التعبير في قوله تعالى: (قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ) [التوبة: 14].

= كما تُعلمنا غزوة بدر أن من أسباب النصر العظيمة هو ب { تآلف القلوب وتراحمها }
صحيحٌ أنّ النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا في قلة من العدد والعدة .!!!
ولكن كانت بينهم المحبة ..! كانت بينهم الموده ..!
كان بينهم صفاء القلوب ونقاءها من الأحقاد والضغائن التى تهلك الاعمال الصالحه وتجعلها هباءً منثوراً وكسراب بقيعه وكرماد اشتدت به الريح في يومٍ عاصف .!
نعم /
كانوا متراحمين متعاطفين متآلفين متكاتفين متناصرين متآزرين، شعارهم: لا إله إلا الله، فسبحان من أعزهم وهم أذلاء .!!
وسبحان من أغناهم وهم فقراء .!!
وسبحان من رفعهم وهم وضعاء .!!

فالتآلف والتعاطف والتكاتف والتناصر والتآزر سبيلٌ إلى نصرِ المؤمنين، وطريقٌ لعزة الأخيار والصالحين ..!
فإذا وجدت أهل الإسلام متعاطفين متراحمين فاعلم أن النصر حليفهم ..!
 وإن وجدتهم متقاطعين متباعدين متناحرين، ومزقتهم الجماعات والحزبيات والرايات والشعارات، فادمع على الإسلام بين أهله.

= كما تُعَلِّمُنا غزوة بدرٍ الرمضانية  :      
إنّ شهر رمضان لم يَشْرَعْه الله عزوجل للقعود والتخلف عن ركب الجهاد والحركة والدعوة إلى الله
 ولم يَشْرَعْه كذلك للتحجج به عن التفلت من الإلتزامات الوظيفية أو الاجتماعية .!
فليس هو شهر قعودٍ وكسلٍ وخمول وراحه ..!
وليس هو شهرُ نومٍ وعوائد وموائد .!!
وليس هو شهرُ مسلسلات ولا تمثيليات .!!
ولا مسابقات ولا حكايات ..!
 إنّما هو شهرُ نشاطٍ وحركة .!
شهرُ بطولاتٍ وفتوحاتٍ وانتصارات!

فغالبية الهزائم التي لحقت بالشرك وأهله على أيدي المسلمين كانت في شهر رمضان المعظم، وهذا كافٍ لأن ينفض عنا غبار الكسل والدعة والخمول.

ومع ذلك للأسف اننا نلحظ في المسلمين حالة غريبة عليهم من تضييع الحقوق في رمضان،
والتملص من أداء الواجبات، والهروب من المسؤوليات، بحجة الصيام .!

ومقولة: "إني امرؤ صائم"
صارت فزَّاعة يُشهرها كل طالب أو موظف أو ربُّ أسرة أو داعية متكاسل يود الهروب مما هو مكلف بأدائه من حق دراسته أو وظيفته أو أسرته
 أو دعوته .!!
 وتحوّلَ شهرُ الصيام في حسِّ الكثيرين من شهر انتصارات إلى شهر انتكاسات ..!
ينام نهاره دفعًا للشعور بالجوع والعطش .!
 ويسهر ليله على المعاصي استعدادًا للنوم في النهار.!

هذه بعضُ المعالم المختصره من بدر والتى تدلنا على أن المسألة ليست مجرد معركة .!
وليست مجرد وقفة في السيرة .!
 بل هي خلاصة حقيقة الإيمان ..!
وخلاصة مواقف المسلمين ..!
وخلاصة المواجهة بين الحق والباطل .!
 وفرقان ما بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.!

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

 [وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ(123) إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلَاثَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُنْزَلِينَ(124) بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آَلَافٍ مِنَ المَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ(125) وَمَا جَعَلَهُ اللهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللهِ العَزِيزِ الحَكِيمِ(126) ]. {آل عمران}..

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم ..
واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ويا فوز المستغفرين ...

الخطبه الثانية
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
ضيوف مسجد بلال بن رباح :
في مثل هذه الأيام المباركه من شهر رمضان المبارك كانت معركه بدر ..!
بدر التي كانت فرقانًا كما سماها الله بين الحق والباطل .! وبين التوحيد والشرك .!
وبين عهد الضعف والأمر بالصبر والانتظار وكف الأيدي، وبين عهد القوة والجهاد في سبيل الله .!
إنّها /
بدرُ الإيمان، بدرُ القوة، بدرُ الإسلام، بدرُ النصر،
التى تكللت بالنصر المؤزر والكبير للإسلام واهله !

ونحن اذ نتحدث عن الانتصارات ..!
فإن انتصاراتنا في رمضان في أكثر من مجال
لا تحدُ بزمان  ولا يُخص بها أجيال دون أجيال !

وليست قَصرًا على الانتصارات العسكرية .!
    بل ثمةَ انتصاراتٍ من نوعٍ آخر؛
إنّها الانتصاراتُ السلميه في شهرِ رمضان

+ ففي شهر رمضان ينتصرُ الصائم على دواعي الشهوة وإن كانت مباحة ..!
إذ تصوم البطون عن الأكل والشراب، وإن كانت حلالاً..!

+ وتصوم الفروجُ عن الشهوة وإن كانت غير ملومةٍ مع الأزواج أو ما ملكت الأيمان، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس .!

+ وينتصر الصائم على الشهوة المحرمة التي تورثُ الذلّة والمهانة كشرب الدخان، أو ما يدخل في بابه بل وأعظم كالمسكرات ونحوها.!

+ كما ينتصر الصائم الموفق والحافظ لصيامه على شهوة النظر المحرمة، وشهوة السمع الآثمة .!

+ وفي اللسانِ ينتصرُ الصائمُ الحافظ لصيامه على آفات اللسان من الغيبة والنميمة، واللغو وقول الزور، والفحش والآثام ورديء الكلام .!

كذلك اخواني الكرام :
+ ينتصرُ الصائمون الموفّقون على دواعي الشهوة الخفية من حبِّ الرياء والسمعة.!

+ وينتصر جماهيرٌ من المسلمين في رمضان على مكرِ الشيطان وتوهينه وإغوائه في التكاسل عن الصلاة جماعةً مع المسلمين، وفي شهود صلاة الفجر التي طالما أضاعوها أو أخروها عن وقتها.

+ كما ينتصر الصائمون على الشح والأثرة والبخل والأنانية،ففي رمضان تَكثرُ الصدقاتُ والإحسانُ للفقراء والمحتاجين، ويحسّ المسلمون في رمضان أكثر من غيره بحوائج إخوانهم المسلمين هنا وهناك، فيصلونهم ويحسنون إليهم..!

+ كما ينتصر الصائم الحقيقي على دواعي الحقد والغل الذي يتأججُ في الصدور والقلوب
فيتعالى من ان يحقد على اخيه ..!
ويتعالى من ان يحقد  على جاره .!
ويتعالى من ان يحقد على قريبه او على احدٍ
من زملائه وأقرانه .!
فلا يخاصم !! ولا يقاطع !! ولا يعادي !!
ولا يُصارم !! ولا يهجر ..!

انما يجعل من رمضان شهراً للعفو والصفح .!
ومنطلقاً للألفة والمحبه والاخوه الصادقه ....

وماصام ابداً من جعل يوم صومه في الضغائن
والاحقاد والكراهيه والانانيه والمشاكل والاشكالات والايذاء للإنسان والحيوان..

وحين نَعدُّ انتصاراتنا المعنوية في رمضان اخوتي الكرام :-
فإن كلَّ طاعةٍ يُتقرب بها إلى الله في رمضان
هي انتصارٌ للحق وانتصارٌ لأصحاب الحق.!

وإنّ كلَّ تائبٍ يعودُ إلى رشده في رمضان،
ويلتزم صراط الله المستقيم، هو انتصارٌ للحق،
وهو معدودٌ في انتصاراتنا في رمضان.!

وإن كلَّ كسبٍ يتحقق للإسلام ودعوةٍ مثمرةٍ لغير المسلمين للدخول في الإسلام تنشط في رمضان هي انتصارٌ للحق وهي في دائرة انتصاراتنا في رمضان.!

وفوق هذا وذاك فنحن قادرون على تحقيق مزيد من الانتصارات في رمضان حين نتحرك ونجتهد ونُخلص ولا نكلّ ولا نمل.

اللهم اهدنا بالهدى وزينا بالتقوى واغفرنا في الاخره والأولى ..

اللهم اهدنا بهداك ولا تولي علينا مولىً سواك.

اللهم اجعلنا هداةً مهديين غير ضالين ولا مضلين سلماً لاوليائك ، حربا على أعدائك ، نحب بحبك من احبك ونعادي بعداوتك من عاداك ..

اللهم ارزقنا حبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا الى حبك ..

ارزقنا عيناً دامعاً وقلباً خاشعاً ولساناً ذاكراً
وعملاً متقبلا وجسداً على البلاء صابرا وتوبهً قبل الموت ورأفةً عند الموت ومغفرةً ورحمةً بعد الموت.

اللهم اجمع كلمتنا ووحد صفنا ولمّ شتاتنا وألفّ بين قلوبنا ..!

اللهم اجعلنا في هذا الشهر الكريم من المقبولين وفي اعلى جنانك من السابقين وخفف ظهورنا من كل وزرٍ ثقيل وتقبل يسير اعمالنا فإنك تقبل العمل القليل..

اللهم ارزقنا الاستقامة في كل الأزمان ، في رمضان وفي غير رمضان ..

اللهم اجعل شهر رمضان شاهداً لنا لاعلينا
اجعله شاهداً لنا بالخيرات والطاعات لا بالمعاصي والسيئات ....
هذا وقد أمركم ربكم فقال قولًا كريمًا:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
 اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين..
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين:
 أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...