🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
تقوى الله
{{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }}.
السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
الخطبه {{ 4 }}
إعداد وتعديل وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 26 يناير 2018 م
الموافق 9 جماد اول 1438هـ
ثم امابعد
ايها الاحباب الكرام :
ومع عملٍ جديد يحبه الخالق سبحانه وتعالى
ضمن سلسله احب الاعمال الى الله ...
وعمل اليوم يعد سبباً من اسباب تيسيرِ العسيرِ
وتفريجِ الكروبِ ..
وسببٌ لإيجادِ المخارجِ والحلولِ عند نزولِ الخطوبِ.
كما يُعدُ سبباً لفتحِ سبلِ الرزقِ، ونجاةِ العبدِ من الهلاكِ والعذابِ والسوء ...
كما انه سببٌ لتكفيرِ السيئاتِِ ورفعِ الدرجاتِ والفوزِ بالغرفِ والجناتِ..
انه التقوى.
[ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ]
انه خيرُ زادٍ،
﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾
ولا نجاة لنا إلاّ بهذا الزاد
إذا أنت لم ترحلْ بِزَادٍ من التُّقى
ولاقيتَ يومَ الحشرِ من قد تزوَّدا
ندِمتَ على أن لا تكونَ كمِثلِه
وأنَّك لم تُرصدْ كما كان أرصدَا
التقوى من الاعمال القلبيه التى يحبها الله
ويحب أصحابها ...
ولا تتصور يا اخي الكريم أن التقوى موعظة،
او أن التقوى مجرد كلمات يرددها
عالم أو داعي او واعظ او متحدث ...
بل التقوى (( غاية الغايات ))..
إذا كانت الغاية من خلق السموات
والأرض هي العبادة،
[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )]الذاريات.
وإذا كانت الغاية من خلق الجنة والنار وإنزال الكتب وإرسال الأنبياء والرسل.هي "العبادة"
فإن الغاية من العبادة هي التقوى،
فهي غايةُ كلِ غاية، قال جل وعلا:
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)]البقرة.
الغاية من العبادة..
أن نحقق التقوى،
الغاية من صلاتنا.. أن نحقق التقوى...
الغاية من الصيام.. أن نحقق التقوى...
الغاية من الحج.. أن نحقق التقوى...
الغاية من كل عبادة أن نتق الله سبحانه وتعالى.
فما هي التقوى إذن؟
التقوى:
هي اسم من التق، والمصدر الالتقاء وكلاها مأخوذ من مادة وقى...
والوقاية حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره،
فتقوى العبد لربه :
أن يجعل بينه وبين سخط الله، وغضبه، وعذابه، وعقابه، وقاية.
ما هذه الوقاية؟.
إنّها فعل الطاعات واجتناب المعاصي،
انها امتثال الأمر واجتناب النهي والوقوف عند الحد؟.
وهاهو سائل يسأل أبو هريرة رضي الله عنه :
"يا أبا هريرة ما التقوى؟.
فقال له: هل مشيت على طريق فيه شوك؟.
قال: نعم. قال: وماذا صنعت؟.
قال: كنت إذا رأيت الشوك اتقيته -
أي ابتعدت عنه-
فقال أبو هريرة: ذاك التقوى".
فأخذ ابن المعتز هذا الجواب البليغ،
وصاغه صياغة معبره فقال :
خل الذنوب-اترك ابتعد-.
خل الذنوب صغيرها
وكبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أرض
الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى
ومهما تعددت تعاريف التقوى يبقى ان التقوى:
ان تجعل بينك وبين عذاب الله وسخطه وقايه..
ولذلكم / - ما اتقى الله عز وجل..
من صوب السلاح في وجه أخيه...
- ما اتقى الله عز وجل من قطع الطُرق..
- ما اتقى الله عز وجل من جلس على كرسي
أو في منصبٍ، فما راع الخالق والخلق..
- ما اتقى الله عز وجل من انتقل كل ليله من فضائية إلى أخرى لينتهك الأعراض، وليستبيح الحُرمات...
- ما اتقى الله عز وجل من كذب في الليل والنهار..
- ما اتقى الله من عاث في الارض فساداً ودمر وخرب وحطم وأساء كل الإساءه ..
- ما اتقى الله عز وجل من يستغل وضع الناس وماهم عليه من الشده والضيق فيرفع الأسعار ويحتكر طعامهم وأقواتهم ..
- ما اتقى الله عز وجل من أطلق للسانه العنان يفري في أعراض الأحياء والأموات..
- ما اتقى الله عز وجل من ظلمَ خلق الله
وعباد الله.
- ما اتقى الله عز وجل من يستطيع أن يأتي للمظلوم بحقه ولم يفعل..
- ما اتقى الله عز وجل من قدم مصلحته الشخصية والحزبية والجماعية على مصلحة هذا البلد وعلى مصلحة هذا الشعب الطيب المقهور المظلوم ...
فهؤلاء وغيرهم ما اتقوا الله ابداً
لان المتقون يخافون الله الذي لاتخفى عليه خافية،.
- المتقون يعملون بكتاب الله فيحرمون حرامه ويحلون حلاله...
- المتقون يَصلون من قطعهم ويُعطون من حرمهم ويعفونَ عمن ظلمهم ...
- المتقون لايغتابون ولايكذبون ولا ينافقون ....
- المتقون لايحسدون ولا يراؤون ولا يرابون
ولا يرشون ولايقذفون ولا يأمرون بمنكر ولاينهون عن معروف ... بل يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..
- المتقون لا يخونون في أمانة ولايرضون بالذل والإهانة ...
لايؤذون جيرانهم ولايضربون إخوانهم..
اخذوا من تقوى اللهِ تعالى أعظمُ جُنَّةٍ يحتمِي بها العبدُ في ذلك اليومِ، قال ابن القيم رحمه الله:
وخُذْ من تقى الرحمنِ أعظمَ جُنَّةٍ
ليومٍ به تبدو عيـاناً جهنَّـمُ
ويأتي إلهُ العـــالمين لوعدِه
فيفصلُ ما بين العبادِ ويحكُمُ
انهم أهل الفضائل ... منطقهم الصواب..
وملبسهم الإقتصاد ومشيهم التواضع ..
غضو أبصارهم عما حرم الله عليهم ...
ولذلكم القرآن الكريم يحفل بالتوصيه بالتقوى
في اغلب آياته ويدعوا المؤمنين للتقوى ..
وكم هي الايات التى لايسع المقام لذكرها في هذه الدقائق المعدوده ...
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ]
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ]
[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ]
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ]
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ.] .
قال ابن عباس:"[ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ]
أي : جاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم وقوموا لله بالقسط، ولو على أنفسكم، وأبنائكم".
قال عبد الله ابن مسعود: "حق التقوى " :
أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى،
وأن يُشكر فلا يُكفر".
• أن يُطاع فلا يُعصى :
والمعصية.. شؤم في الدنيا والآخرة،
المعصية ضنك، وشقاء، وضيق، وهم،
وقلق وصراع وتكالب على الدنيا.
المعصية.. بلاء ووباء،
المعصية ضنك في الدنيا، وعمى في الآخرة.
[وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)]طه.
فحق التقوى
"أن يُطاع الله فلا يُعصى ..
• وأن يُذكر فلا يُنسى"..
وهل نذكر الله؟
هل تلهج ألسنتنا بذكره ؟
أم ان ألسنتنا صارت لا تلهج في الليل والنهار
إلا بذكر السياسة.
قتلتنا السياسه ..! وأهلكتنا السياسه..!
وفرقت بين الاخوه السياسه..!!
ومزقت روابط المجتمعات السياسه ..!!
وازهقت الأرواح السياسه...!!
سياسه في الشارع .. سياسه في السوق ..
سياسه في المجالس .. سياسه في البيوت ..
سياسه عند الأكل .. سياسه في الأفراح ...
سياسه في الأتراح ...
وأنا لا أقول ان السياسة حرام ..
ولا أقول لا تتكلم في السياسة ..
لكن أرجوا منك أن تذكر الله عُشر ما تذكر السياسة. .... اذكر ربك.
أنا لا أغالي ولا أبالغ،
فالذي صار سياسي والذي صار ناشطاً سياسياً والذي اصبح محلل استراتيجي ..
لا حرج في ذلك ....
لكن صلي ..! لا تنسى ذكر الله.!
فالذكر حياة للقلب، وللروح، بل وحياة للحياة.
بل أقولها لك بوضوح إن ذكرت الله فأنت حي ، وإن غفلت عن ذكر الله فأنت ميت ولو ملئت الدنيا والإعلام ضجيج...
أنت ميت وإن كنت من عداد الأحياء إن غفلت عن ذكر رب الأرض والسماء.
تريد الدليل على هذا الحكم الخطير؟.
خذ قول البشير النذير في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي
لا يذكر ربه كمثل الحي والميت".
الذاكر لله حي.. والغافل عن ذكر الله ميت..
الذاكر لله حي وإن حُبست منه الأعضاء ..
وإن لم يملأ الفضائيات، والإعلام ضجيجاً، وصراخاً، وعويلاً .. هذا حي ...
والغافل عن ذكر الله ميت وإن ملأ الإعلام ضجيجاً، وعويلاً، وصراخاً، وكذباً، وافتراء، وانتهاكاً للأعراض وتعدياً على الحرمات.
هذا ميت..
ميت القلب، ميت الضمير، ميت المشاعر،
ميت الأخلاق ..ميت الأحاسيس ...
قال جل جلاله في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة عن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه إذا ذكرني".
دع عنك ما قد فاتَ في زمنِ الصِبا
واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنبِ
لم ينسهُ الملكانِ حينَ نسيتَهُ
بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعبِ
والروحُ منكَ وديعةٌ أودعتها
سترُدها بالرغمِ منك وتُسلبِ
وغرورُ دنياكَ التي تسعى لها
دارٌ حقيقتها متاعٍ يذهبِ
الليلُ فاعلمِ والنهارَ كلاهما
أنفاسنا فيهما تُعدُ وتُحسبِ
فحق التقوى يا كرام :
ان يطاع الله فلا يعصى
وأن يذكر فلا يُنسى
ايضاً وأن يشكر فلا يُكفر
[وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..(7)]إبراهيم. وهل شكرنا؟.
أنا أقول .. لا والله ما شكر البعض ربه سبحانه، نعم.. لا والله ما شكروا،
إذ لو شكروا لزادهم ..
فوعد ربي لا يتأخر:
[وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ..]إبراهيم. ما شكرنا الله على نعمه..!!!
ما شكرنا الله على فضله..!!!
بل تأزمنا وتنمرنا، وتجرأنا وتبجحنا..!!!
وقال كثير منا أنا فعلت..!!
والآخر قال أنا صنعت..!!
والثالث قال أنا الذي قلت..!!!
والرابع قال أنا الذي قمت..!!!
ونسينا أن الفضل ابتداء وانتهاءً للملك.
والله لا أملك شيئاً، والله لا تملك شيئاً..
والله لا أقدر أن أذكر كلمة واحدة مما أذكره
الآن إلا بفضله، وكرمه، وحكمته، وحلمه، ورحمته.
والله ما أتيت إليكم إلا بفضله..؟
وما تكلمت إلا بفضلة..!
وما حفظت آية وحديث إلا بفضله..!
وما نطق لساني إلا بفضله..!
وما حفظ جناني إلا بفضله..!
وما قامت أركاني إلا بفضله..؟
وما وحدته إلا بفضله..!!
وما أتيت إلى بيته إلا بفضله..!!
فأي فضل لك وأي فضل لي؟.
الفضل ابتداء وانتهاءاً له.
فهل شكرناه؟
وهل اتقيناه ليزيدنا من فضله جل علاه؟.
أم أننا تجرأنا عليه، وانتهكنا حرماته،
وتعدينا على حدوده، ولم نطبق كتابه، ولا شريعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم..
[..وإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (37)]إبراهيم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبه الثانيه :
ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام :
ومع عمل جديد يحبه الله ضمن سلسله :
احب الاعمال الى الله نقفُ اليوم ..
انه تقوى الله ... [ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ]
وتقوى الله يا اخوتي الكرام يحتاجها كلُّ أحدٍ ..
احتاجها المرسلون في تبليغِ رسالةِ ربِّهم،
وهي من أوَّلِ ما صاحَ به المرسلون في أقوامِهم، كما حكى اللهُ عن رسلِه فقال:
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) ..
وقال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ).
وقال: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ) ..
وقال: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ)..
وقد أمرَ اللهُ سبحانه وتعالى بها نبيَه صلى الله عليه وسلم خاصةً فقال سبحانه:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ)..
وكان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يوصي بها أصحابَه في خُطبِه ومواعظِه، فيقولُ لهم:
عليكم بتقوى اللهِ :-
- وقال لمعاذ:"يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن].
- وقال الصديق لعمر:"اتق الله يا عمر".
- وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله:
"من عمرَ بنِ الخطابِ إلى عبدِ الله بنِ عمرَ،
أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عزوجل،
فإنه من اتَّقاه وَقاه، ومن أقرضَه جزاه، ومن شكَرَه زادَه، واجعل التقوى نُصبَ عينيك وجلاءَ قلبِك"
- وأوصى بها عمر ابن عبد العزيز أحد إخوانه فقال:
"أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها،
ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل".
- وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجلٍ من أصحابِه: "أوصيك بتقوى اللهِ، فإنها أكرمُ ما أسررْتَ، وأزينُ ما أظهرْتَ، وأفضلُ ما ادَّخَرْتَ، أعاننا اللهُ وإياك عليها وأوجب لنا ولك ثوابها".
- وقال ابن السماك أحد الزهاد العباد، لأحد إخوانه يوصيه بتقوى الله، يقول:
"اوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ورقيبك في علانيتك".
فيا ايها الحبيب :
ايها الموحد لله :
- إذا أردت أن تكون في معية الحفظ والمدد والعون والتأييد والبركة والرحمة فعليك بتقوى الله
قال جل وعلا:
[..وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )]البقرة.
- إذا أردت أن يرفع الله عنا الخوف والحزن
فعليك بتقوى الله ... قال تعالى:
[..فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (35)]الأعراف.
- إن أردت أن يجعل الله لك فرقاناً لتفرق به بين الحق والباطل والهدى والضلال والخير والشر، والسنة والبدعة فعليك بالتقوى:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)]الأنفال.
-إن أردت سعة الرزق، وبركة المال
فعليك بالتقوى قال جل وعلا:
[..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.. (2)]الطلاق.
- إن أردت البركة وتيسير الأمور وصلاح الأحوال فعليك بالتقوى قال جل جلاله :
[..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)]الطلاق.
- إن أردت القبول لكل عمل فعليك بالتقوى
قال تعالى:
[..إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )]المائدة.
- بل يا طالب العلم.. يا من تنسى القرآن..
ويا من تنسى الحديث.. ويا من تنسى الأدلة .! فتش عن ذنوبك، وحقق التقوى.
فما ضاعت منك آية إلا بذنب ...!
وما نسيت حديث إلا بمعصية،"..!!
وما تفلت منك دليل إلا بذنب ومعصية..!!!
فحقق التوبة لتكون أهل لهذا النور الذي يقذفه الله في القلب.
قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأوصاني بأن العلم نور
ونور الله لا يُهدى لعاصي
- وبالجملة إن أردت الآخرة كلها فعليك
بالتقوى قال جل وعلا:
[..وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ..]الزخرف.
فمن أول لحظة تتزلزل فيها الأرض تتخلص من حملها الثقيل ليخرج الناس للقيام بين يدي الملك الجليل، تظهر كرامة المتقين..
ربما كانوا في الدنيا من المعدمين ..!
وربما كانوا من الفقراء الذين لا يلتقطون بعض الأطعمة إلا من صناديق القمامة ولا حول ولا قوة الا بالله ...
أو ربما يبيتون الليلة تلو الليلة بلا عشاء.
لكنه يتقى رب الأرض والسماء ...
لا يأكل حراماً.. ولا ينتهك لله حرمة..
ولا يقع في معصية...
لا يشهد الزور .. ولا يأكل الرشوه ..
ولا يتعامل بالربا .. ولا يأخذ الحرام ..
ولا ينافق ولا يداهن ولايروغ كالثعلب ...
وإن زل جدد التوبة والأوبة لبشريته..
= هذا إذا خرج من قبره يوم القيامة لا يمشى على قدميه خطوة واحدة في أرض المحشر..
وإنما يجد الملائكة عند قبره تنتظره وتستقبله..
= إذا خرج من قبره عارياً وجد ملائكة الله
أمام عينيه تحيط به من كل ناحية بالبشر والأنوار والفرح والسرور وقد أعدت له ركوباً من ركائب الجنة لتقول له اركب يا ولي الله، قال جل علاه:
[يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا )]مريم.
أي ركباناً في عز وعزة ومهابة وكرامة ..
= فإذا ما وصل إلى أرض المحشر ودنت الشمس من الرؤوس وفزع الخلق ودب الرعب والقلق فالمتقون لا يفزعون ولا يخافون قال جل جلاله :
[إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ]الدخان.
= فإذا نصب الصراط على جهنم بعد ما اسودت الوجوه ... أشرقت وجوه أهل التقوى.
[وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)]الزمر.
= يُنصب الصراط على متن جهنم ويسقط أهل الذنوب والمعاصي، وينجي الله أهل التقوى
[وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا(71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)]مريم.
= فإذا ما دخلوا إلى بيوتهم في الجنة عرفّها ربهم لهم لا يسألون عن منازلهم ملك مقرب ولا نبي مرسل بل دلهم على بيوتهم في الجنة ربهم
جل وعلا ...
فإذا ما دخل أحدهم قصره في الجنة وجد الملائكة في استقباله وانتظاره لتسلم عليه ولترحب به:[وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)]الزمر.
= لتتجلى كرامتهم بعد ذلك بالجائزة العظمى والفوز الكبير والسعاده الابديه بالجوار عند العزيز الغفار:
[إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)].
- اللهم ارزقنا التقوى..
- اللهم اجعلنا من المتقين..
- اللهم اجعلنا من عبادك المتقين...
- اللهم أعنا على مراقبتك في السر والعلانية والليل والنهار.
- اللهم ارزقنا التقى والهدى والعفاف والغنى برحمتك يا أرحم الراحمين.
- يا رب لا تردنا اليوم من هذا المكان الطيب
إلا بذنب مغفور وسعي مشكور، وتجارة لن تبور .
- يا رب اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقيا
ولا محروما.
اللهم انزل على اليمن من رحماتك، واستخرج لليمن من بركاتك.
اللهم نج اليمن من شر الأشرار وكيد المنافقين والفجار وشر طوارق الليل والنهار ..
- اللهم ارزق بلادنا المتقين يا أرحم الراحمين.
- اللهم آمنا في اوطاننا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً مستقراً وسائر بلاد المسلمين ..
- اللهم إني أسألك يا أرحم الراحمين :
أن تغفر لنا جميع ذنوبنا ..
وأن تستر عيوبنا ، وأن تفرج كربنا ..
وأن تكشف همومنا، وأن تذهب غمنا ..
وأن تحسن خلاصنا، وأن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
- يا رب لا تفضحنا بخفي ما اطلعت عليه من أسرارنا ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك في خلواتنا.
يا رب اغفر لنا الذنوب التي تهتك العصم..
واغفر لنا الذنوب التي تُنزل النقم..
واغفر لنا الذنوب التي تُنزل البلاء..
واغفر لنا الذنوب التي تقطع الرجاء..
واغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء..
واغفر لنا الذنوب التي تمنع قبول الدعاء..
يا من ذكره دواء، وطاعته غناء ...
ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد،..
وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
تقوى الله
{{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ }}.
السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
الخطبه {{ 4 }}
إعداد وتعديل وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 26 يناير 2018 م
الموافق 9 جماد اول 1438هـ
ثم امابعد
ايها الاحباب الكرام :
ومع عملٍ جديد يحبه الخالق سبحانه وتعالى
ضمن سلسله احب الاعمال الى الله ...
وعمل اليوم يعد سبباً من اسباب تيسيرِ العسيرِ
وتفريجِ الكروبِ ..
وسببٌ لإيجادِ المخارجِ والحلولِ عند نزولِ الخطوبِ.
كما يُعدُ سبباً لفتحِ سبلِ الرزقِ، ونجاةِ العبدِ من الهلاكِ والعذابِ والسوء ...
كما انه سببٌ لتكفيرِ السيئاتِِ ورفعِ الدرجاتِ والفوزِ بالغرفِ والجناتِ..
انه التقوى.
[ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ]
انه خيرُ زادٍ،
﴿وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾
ولا نجاة لنا إلاّ بهذا الزاد
إذا أنت لم ترحلْ بِزَادٍ من التُّقى
ولاقيتَ يومَ الحشرِ من قد تزوَّدا
ندِمتَ على أن لا تكونَ كمِثلِه
وأنَّك لم تُرصدْ كما كان أرصدَا
التقوى من الاعمال القلبيه التى يحبها الله
ويحب أصحابها ...
ولا تتصور يا اخي الكريم أن التقوى موعظة،
او أن التقوى مجرد كلمات يرددها
عالم أو داعي او واعظ او متحدث ...
بل التقوى (( غاية الغايات ))..
إذا كانت الغاية من خلق السموات
والأرض هي العبادة،
[وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ )]الذاريات.
وإذا كانت الغاية من خلق الجنة والنار وإنزال الكتب وإرسال الأنبياء والرسل.هي "العبادة"
فإن الغاية من العبادة هي التقوى،
فهي غايةُ كلِ غاية، قال جل وعلا:
[يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (21)]البقرة.
الغاية من العبادة..
أن نحقق التقوى،
الغاية من صلاتنا.. أن نحقق التقوى...
الغاية من الصيام.. أن نحقق التقوى...
الغاية من الحج.. أن نحقق التقوى...
الغاية من كل عبادة أن نتق الله سبحانه وتعالى.
فما هي التقوى إذن؟
التقوى:
هي اسم من التق، والمصدر الالتقاء وكلاها مأخوذ من مادة وقى...
والوقاية حفظ الشيء مما يؤذيه ويضره،
فتقوى العبد لربه :
أن يجعل بينه وبين سخط الله، وغضبه، وعذابه، وعقابه، وقاية.
ما هذه الوقاية؟.
إنّها فعل الطاعات واجتناب المعاصي،
انها امتثال الأمر واجتناب النهي والوقوف عند الحد؟.
وهاهو سائل يسأل أبو هريرة رضي الله عنه :
"يا أبا هريرة ما التقوى؟.
فقال له: هل مشيت على طريق فيه شوك؟.
قال: نعم. قال: وماذا صنعت؟.
قال: كنت إذا رأيت الشوك اتقيته -
أي ابتعدت عنه-
فقال أبو هريرة: ذاك التقوى".
فأخذ ابن المعتز هذا الجواب البليغ،
وصاغه صياغة معبره فقال :
خل الذنوب-اترك ابتعد-.
خل الذنوب صغيرها
وكبيرها فهو التقى
واصنع كماش فوق أرض
الشوك يحذر ما يرى
لا تحقرن صغيرة
إن الجبال من الحصى
ومهما تعددت تعاريف التقوى يبقى ان التقوى:
ان تجعل بينك وبين عذاب الله وسخطه وقايه..
ولذلكم / - ما اتقى الله عز وجل..
من صوب السلاح في وجه أخيه...
- ما اتقى الله عز وجل من قطع الطُرق..
- ما اتقى الله عز وجل من جلس على كرسي
أو في منصبٍ، فما راع الخالق والخلق..
- ما اتقى الله عز وجل من انتقل كل ليله من فضائية إلى أخرى لينتهك الأعراض، وليستبيح الحُرمات...
- ما اتقى الله عز وجل من كذب في الليل والنهار..
- ما اتقى الله من عاث في الارض فساداً ودمر وخرب وحطم وأساء كل الإساءه ..
- ما اتقى الله عز وجل من يستغل وضع الناس وماهم عليه من الشده والضيق فيرفع الأسعار ويحتكر طعامهم وأقواتهم ..
- ما اتقى الله عز وجل من أطلق للسانه العنان يفري في أعراض الأحياء والأموات..
- ما اتقى الله عز وجل من ظلمَ خلق الله
وعباد الله.
- ما اتقى الله عز وجل من يستطيع أن يأتي للمظلوم بحقه ولم يفعل..
- ما اتقى الله عز وجل من قدم مصلحته الشخصية والحزبية والجماعية على مصلحة هذا البلد وعلى مصلحة هذا الشعب الطيب المقهور المظلوم ...
فهؤلاء وغيرهم ما اتقوا الله ابداً
لان المتقون يخافون الله الذي لاتخفى عليه خافية،.
- المتقون يعملون بكتاب الله فيحرمون حرامه ويحلون حلاله...
- المتقون يَصلون من قطعهم ويُعطون من حرمهم ويعفونَ عمن ظلمهم ...
- المتقون لايغتابون ولايكذبون ولا ينافقون ....
- المتقون لايحسدون ولا يراؤون ولا يرابون
ولا يرشون ولايقذفون ولا يأمرون بمنكر ولاينهون عن معروف ... بل يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ..
- المتقون لا يخونون في أمانة ولايرضون بالذل والإهانة ...
لايؤذون جيرانهم ولايضربون إخوانهم..
اخذوا من تقوى اللهِ تعالى أعظمُ جُنَّةٍ يحتمِي بها العبدُ في ذلك اليومِ، قال ابن القيم رحمه الله:
وخُذْ من تقى الرحمنِ أعظمَ جُنَّةٍ
ليومٍ به تبدو عيـاناً جهنَّـمُ
ويأتي إلهُ العـــالمين لوعدِه
فيفصلُ ما بين العبادِ ويحكُمُ
انهم أهل الفضائل ... منطقهم الصواب..
وملبسهم الإقتصاد ومشيهم التواضع ..
غضو أبصارهم عما حرم الله عليهم ...
ولذلكم القرآن الكريم يحفل بالتوصيه بالتقوى
في اغلب آياته ويدعوا المؤمنين للتقوى ..
وكم هي الايات التى لايسع المقام لذكرها في هذه الدقائق المعدوده ...
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ]
[ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ ]
[ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ]
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ]
[ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ.] .
قال ابن عباس:"[ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ]
أي : جاهدوا في الله حق جهاده ولا تأخذكم في الله لومة لائم وقوموا لله بالقسط، ولو على أنفسكم، وأبنائكم".
قال عبد الله ابن مسعود: "حق التقوى " :
أن يُطاع فلا يُعصى، وأن يُذكر فلا يُنسى،
وأن يُشكر فلا يُكفر".
• أن يُطاع فلا يُعصى :
والمعصية.. شؤم في الدنيا والآخرة،
المعصية ضنك، وشقاء، وضيق، وهم،
وقلق وصراع وتكالب على الدنيا.
المعصية.. بلاء ووباء،
المعصية ضنك في الدنيا، وعمى في الآخرة.
[وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)]طه.
فحق التقوى
"أن يُطاع الله فلا يُعصى ..
• وأن يُذكر فلا يُنسى"..
وهل نذكر الله؟
هل تلهج ألسنتنا بذكره ؟
أم ان ألسنتنا صارت لا تلهج في الليل والنهار
إلا بذكر السياسة.
قتلتنا السياسه ..! وأهلكتنا السياسه..!
وفرقت بين الاخوه السياسه..!!
ومزقت روابط المجتمعات السياسه ..!!
وازهقت الأرواح السياسه...!!
سياسه في الشارع .. سياسه في السوق ..
سياسه في المجالس .. سياسه في البيوت ..
سياسه عند الأكل .. سياسه في الأفراح ...
سياسه في الأتراح ...
وأنا لا أقول ان السياسة حرام ..
ولا أقول لا تتكلم في السياسة ..
لكن أرجوا منك أن تذكر الله عُشر ما تذكر السياسة. .... اذكر ربك.
أنا لا أغالي ولا أبالغ،
فالذي صار سياسي والذي صار ناشطاً سياسياً والذي اصبح محلل استراتيجي ..
لا حرج في ذلك ....
لكن صلي ..! لا تنسى ذكر الله.!
فالذكر حياة للقلب، وللروح، بل وحياة للحياة.
بل أقولها لك بوضوح إن ذكرت الله فأنت حي ، وإن غفلت عن ذكر الله فأنت ميت ولو ملئت الدنيا والإعلام ضجيج...
أنت ميت وإن كنت من عداد الأحياء إن غفلت عن ذكر رب الأرض والسماء.
تريد الدليل على هذا الحكم الخطير؟.
خذ قول البشير النذير في الصحيحين من حديث أبي موسى الأشعري أن الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم قال: "مثل الذي يذكر ربه والذي
لا يذكر ربه كمثل الحي والميت".
الذاكر لله حي.. والغافل عن ذكر الله ميت..
الذاكر لله حي وإن حُبست منه الأعضاء ..
وإن لم يملأ الفضائيات، والإعلام ضجيجاً، وصراخاً، وعويلاً .. هذا حي ...
والغافل عن ذكر الله ميت وإن ملأ الإعلام ضجيجاً، وعويلاً، وصراخاً، وكذباً، وافتراء، وانتهاكاً للأعراض وتعدياً على الحرمات.
هذا ميت..
ميت القلب، ميت الضمير، ميت المشاعر،
ميت الأخلاق ..ميت الأحاسيس ...
قال جل جلاله في الحديث القدسي الذي رواه البخاري ومسلم من حديث أبو هريرة عن سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله تعالى: أنا عند ظن عبدي بي
وأنا معه إذا ذكرني".
دع عنك ما قد فاتَ في زمنِ الصِبا
واذكر ذنوبكَ وابكها يا مذنبِ
لم ينسهُ الملكانِ حينَ نسيتَهُ
بل أثبتاه وأنت لاهٍ تلعبِ
والروحُ منكَ وديعةٌ أودعتها
سترُدها بالرغمِ منك وتُسلبِ
وغرورُ دنياكَ التي تسعى لها
دارٌ حقيقتها متاعٍ يذهبِ
الليلُ فاعلمِ والنهارَ كلاهما
أنفاسنا فيهما تُعدُ وتُحسبِ
فحق التقوى يا كرام :
ان يطاع الله فلا يعصى
وأن يذكر فلا يُنسى
ايضاً وأن يشكر فلا يُكفر
[وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ..(7)]إبراهيم. وهل شكرنا؟.
أنا أقول .. لا والله ما شكر البعض ربه سبحانه، نعم.. لا والله ما شكروا،
إذ لو شكروا لزادهم ..
فوعد ربي لا يتأخر:
[وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُمْ ..]إبراهيم. ما شكرنا الله على نعمه..!!!
ما شكرنا الله على فضله..!!!
بل تأزمنا وتنمرنا، وتجرأنا وتبجحنا..!!!
وقال كثير منا أنا فعلت..!!
والآخر قال أنا صنعت..!!
والثالث قال أنا الذي قلت..!!!
والرابع قال أنا الذي قمت..!!!
ونسينا أن الفضل ابتداء وانتهاءً للملك.
والله لا أملك شيئاً، والله لا تملك شيئاً..
والله لا أقدر أن أذكر كلمة واحدة مما أذكره
الآن إلا بفضله، وكرمه، وحكمته، وحلمه، ورحمته.
والله ما أتيت إليكم إلا بفضله..؟
وما تكلمت إلا بفضلة..!
وما حفظت آية وحديث إلا بفضله..!
وما نطق لساني إلا بفضله..!
وما حفظ جناني إلا بفضله..!
وما قامت أركاني إلا بفضله..؟
وما وحدته إلا بفضله..!!
وما أتيت إلى بيته إلا بفضله..!!
فأي فضل لك وأي فضل لي؟.
الفضل ابتداء وانتهاءاً له.
فهل شكرناه؟
وهل اتقيناه ليزيدنا من فضله جل علاه؟.
أم أننا تجرأنا عليه، وانتهكنا حرماته،
وتعدينا على حدوده، ولم نطبق كتابه، ولا شريعة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم..
[..وإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (37)]إبراهيم.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبه الثانيه :
ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام :
ومع عمل جديد يحبه الله ضمن سلسله :
احب الاعمال الى الله نقفُ اليوم ..
انه تقوى الله ... [ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ]
وتقوى الله يا اخوتي الكرام يحتاجها كلُّ أحدٍ ..
احتاجها المرسلون في تبليغِ رسالةِ ربِّهم،
وهي من أوَّلِ ما صاحَ به المرسلون في أقوامِهم، كما حكى اللهُ عن رسلِه فقال:
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ نُوحٌ أَلا تَتَّقُونَ) ..
وقال تعالى: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ هُودٌ أَلا تَتَّقُونَ).
وقال: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ لُوطٌ أَلا تَتَّقُونَ) ..
وقال: ﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ أَلا تَتَّقُونَ)..
وقد أمرَ اللهُ سبحانه وتعالى بها نبيَه صلى الله عليه وسلم خاصةً فقال سبحانه:
﴿يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللهَ وَلا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ)..
وكان نبيُّنا صلى الله عليه وسلم يوصي بها أصحابَه في خُطبِه ومواعظِه، فيقولُ لهم:
عليكم بتقوى اللهِ :-
- وقال لمعاذ:"يا معاذ اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن].
- وقال الصديق لعمر:"اتق الله يا عمر".
- وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى ابنه عبد الله:
"من عمرَ بنِ الخطابِ إلى عبدِ الله بنِ عمرَ،
أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله عزوجل،
فإنه من اتَّقاه وَقاه، ومن أقرضَه جزاه، ومن شكَرَه زادَه، واجعل التقوى نُصبَ عينيك وجلاءَ قلبِك"
- وأوصى بها عمر ابن عبد العزيز أحد إخوانه فقال:
"أوصيك بتقوى الله الذي لا يقبل غيرها،
ولا يرحم إلا أهلها، ولا يثيب إلا عليها فإن الواعظين بها كثير والعاملين بها قليل".
- وكتب عمر بن عبد العزيز إلى رجلٍ من أصحابِه: "أوصيك بتقوى اللهِ، فإنها أكرمُ ما أسررْتَ، وأزينُ ما أظهرْتَ، وأفضلُ ما ادَّخَرْتَ، أعاننا اللهُ وإياك عليها وأوجب لنا ولك ثوابها".
- وقال ابن السماك أحد الزهاد العباد، لأحد إخوانه يوصيه بتقوى الله، يقول:
"اوصيك بتقوى الله الذي هو نجيك في سريرتك ورقيبك في علانيتك".
فيا ايها الحبيب :
ايها الموحد لله :
- إذا أردت أن تكون في معية الحفظ والمدد والعون والتأييد والبركة والرحمة فعليك بتقوى الله
قال جل وعلا:
[..وَاتَّقُواْ اللَّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )]البقرة.
- إذا أردت أن يرفع الله عنا الخوف والحزن
فعليك بتقوى الله ... قال تعالى:
[..فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (35)]الأعراف.
- إن أردت أن يجعل الله لك فرقاناً لتفرق به بين الحق والباطل والهدى والضلال والخير والشر، والسنة والبدعة فعليك بالتقوى:
[يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِن تَتَّقُواْ اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)]الأنفال.
-إن أردت سعة الرزق، وبركة المال
فعليك بالتقوى قال جل وعلا:
[..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ.. (2)]الطلاق.
- إن أردت البركة وتيسير الأمور وصلاح الأحوال فعليك بالتقوى قال جل جلاله :
[..وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا (4) ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)]الطلاق.
- إن أردت القبول لكل عمل فعليك بالتقوى
قال تعالى:
[..إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ )]المائدة.
- بل يا طالب العلم.. يا من تنسى القرآن..
ويا من تنسى الحديث.. ويا من تنسى الأدلة .! فتش عن ذنوبك، وحقق التقوى.
فما ضاعت منك آية إلا بذنب ...!
وما نسيت حديث إلا بمعصية،"..!!
وما تفلت منك دليل إلا بذنب ومعصية..!!!
فحقق التوبة لتكون أهل لهذا النور الذي يقذفه الله في القلب.
قال الشافعي:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي
فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأوصاني بأن العلم نور
ونور الله لا يُهدى لعاصي
- وبالجملة إن أردت الآخرة كلها فعليك
بالتقوى قال جل وعلا:
[..وَالآخِرَةُ عِندَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ..]الزخرف.
فمن أول لحظة تتزلزل فيها الأرض تتخلص من حملها الثقيل ليخرج الناس للقيام بين يدي الملك الجليل، تظهر كرامة المتقين..
ربما كانوا في الدنيا من المعدمين ..!
وربما كانوا من الفقراء الذين لا يلتقطون بعض الأطعمة إلا من صناديق القمامة ولا حول ولا قوة الا بالله ...
أو ربما يبيتون الليلة تلو الليلة بلا عشاء.
لكنه يتقى رب الأرض والسماء ...
لا يأكل حراماً.. ولا ينتهك لله حرمة..
ولا يقع في معصية...
لا يشهد الزور .. ولا يأكل الرشوه ..
ولا يتعامل بالربا .. ولا يأخذ الحرام ..
ولا ينافق ولا يداهن ولايروغ كالثعلب ...
وإن زل جدد التوبة والأوبة لبشريته..
= هذا إذا خرج من قبره يوم القيامة لا يمشى على قدميه خطوة واحدة في أرض المحشر..
وإنما يجد الملائكة عند قبره تنتظره وتستقبله..
= إذا خرج من قبره عارياً وجد ملائكة الله
أمام عينيه تحيط به من كل ناحية بالبشر والأنوار والفرح والسرور وقد أعدت له ركوباً من ركائب الجنة لتقول له اركب يا ولي الله، قال جل علاه:
[يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا )]مريم.
أي ركباناً في عز وعزة ومهابة وكرامة ..
= فإذا ما وصل إلى أرض المحشر ودنت الشمس من الرؤوس وفزع الخلق ودب الرعب والقلق فالمتقون لا يفزعون ولا يخافون قال جل جلاله :
[إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ ]الدخان.
= فإذا نصب الصراط على جهنم بعد ما اسودت الوجوه ... أشرقت وجوه أهل التقوى.
[وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُم مُّسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِّلْمُتَكَبِّرِينَ (60) وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوا بِمَفَازَتِهِمْ لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (61)]الزمر.
= يُنصب الصراط على متن جهنم ويسقط أهل الذنوب والمعاصي، وينجي الله أهل التقوى
[وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا(71) ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا (72)]مريم.
= فإذا ما دخلوا إلى بيوتهم في الجنة عرفّها ربهم لهم لا يسألون عن منازلهم ملك مقرب ولا نبي مرسل بل دلهم على بيوتهم في الجنة ربهم
جل وعلا ...
فإذا ما دخل أحدهم قصره في الجنة وجد الملائكة في استقباله وانتظاره لتسلم عليه ولترحب به:[وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثْنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (74)]الزمر.
= لتتجلى كرامتهم بعد ذلك بالجائزة العظمى والفوز الكبير والسعاده الابديه بالجوار عند العزيز الغفار:
[إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ (54) فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ (55)].
- اللهم ارزقنا التقوى..
- اللهم اجعلنا من المتقين..
- اللهم اجعلنا من عبادك المتقين...
- اللهم أعنا على مراقبتك في السر والعلانية والليل والنهار.
- اللهم ارزقنا التقى والهدى والعفاف والغنى برحمتك يا أرحم الراحمين.
- يا رب لا تردنا اليوم من هذا المكان الطيب
إلا بذنب مغفور وسعي مشكور، وتجارة لن تبور .
- يا رب اجعل جمعنا هذا مرحوما وتفرقنا من بعده معصوما ولا تجعل فينا ولا منا شقيا
ولا محروما.
اللهم انزل على اليمن من رحماتك، واستخرج لليمن من بركاتك.
اللهم نج اليمن من شر الأشرار وكيد المنافقين والفجار وشر طوارق الليل والنهار ..
- اللهم ارزق بلادنا المتقين يا أرحم الراحمين.
- اللهم آمنا في اوطاننا واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاءً مستقراً وسائر بلاد المسلمين ..
- اللهم إني أسألك يا أرحم الراحمين :
أن تغفر لنا جميع ذنوبنا ..
وأن تستر عيوبنا ، وأن تفرج كربنا ..
وأن تكشف همومنا، وأن تذهب غمنا ..
وأن تحسن خلاصنا، وأن تختم بالباقيات الصالحات أعمالنا.
- يا رب لا تفضحنا بخفي ما اطلعت عليه من أسرارنا ولا بقبيح ما تجرأنا به عليك في خلواتنا.
يا رب اغفر لنا الذنوب التي تهتك العصم..
واغفر لنا الذنوب التي تُنزل النقم..
واغفر لنا الذنوب التي تُنزل البلاء..
واغفر لنا الذنوب التي تقطع الرجاء..
واغفر لنا الذنوب التي تحبس الدعاء..
واغفر لنا الذنوب التي تمنع قبول الدعاء..
يا من ذكره دواء، وطاعته غناء ...
ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد،..
وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق