الاثنين، 16 أبريل 2018

خطبــة جمعـــة بعنـــوان { الصبر } ( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْصَابِرِيْن)

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
        { الصبر }
(  إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْصَابِرِيْن)
السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
                      الخطبه {{ 3 }}
إعداد وتعديل وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 19 يناير 2018 م
الموافق 2 جماد اول 1438هـ

ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام :
فحيَّا الله هذه الوجوه الطيبة المشرقة ..
وذكى الله هذه الأنفس ..
وشرح الله هذه الصدور.
طبتم جميعاً وطاب ممشاكم وتبوأتم من الجنة منزلاً.
وأسأل الله سبحانه وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجمعنى وإياكم في الدنيا دائماً وأبداً على طاعته وفي الآخرة مع سيد الدعاة وإمام النبيين في جنته ودار كرامته.
إنه ولى ذلك ومولاه وهو على كل شىء قدير..

استمراراً مع سلسله احب الاعمال الى الله
فإن عملُ اليوم الذي يحبه الله
جوادٌ لا يكبو .. وصارمٌ لا ينبو ..
وجندٌ لا يهزم.. وحصنٌ لا يُهدم.
الفرج نهايته  والنصر معه..
 بل هو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدة
ولا عدد ..
ومحله من الظفر كمحل الرأس من الجسد .
انه الصبر
 (( واللّهُ يُحِبُّ الصّابِرِيِنَ ))..

الصبر لغة : المنع والحبس .
والصبر شرعاً : حبسُ النفسِ عن الجزع ..
وحبسُ اللسانِ عن التشكي ..
وحبسُ الجوارحِ عن  المعاصي  ..

وعرف الإمام ابن القيم رحمه الله الصبر فقال: الصبرُ حبسُ النفسِ عن التسخط بالمقدور..
وحبسُ اللسانِ عن الشكوى ..
وحبسُ الجوارحِ عن المعصية كاللطمِ وشقُ الثياب ونتفُ الشعر ونحوه ...
 فمدار الصبر على هذه الأركان الثلاثة :
فإذا قام به العبد كما ينبغي انقلبت المحنة في حقه منحة، واستحالت البليةُ عطية،
وصار المكروه محبوباً ...

والصبر ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
صبرٌ على المأمور : أي صبر على الطاعة .
وصبرٌ على المحظور : أي صبر عن المعصية .
وصبرٌ على المقدور : أي ما قدره الله عليك من المصائب والمحن والبلايا .

والصبر الجميل :
 هو الذي يبتغي به العبدُ وجه الله الجليل
لا تحرجاً من أجلِ ألا يقول للناس جَزِع .!
 ولا أملاً في أن يقول الناس صَبر .!
وإنما يصبر يبتغي بصبره وجه الله جل وعلا ، يصبر واثقاً في الله ، مطمئناً بقضاء الله وقدر الله مستعلياً على الألم ، مترفعاً على الشكوى .

ولذلكم
- الصبر عملٌ يحبه الله  وأمر به فقال سبحانه :
 (( يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ )
وقال : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ))..
- وأخبر عن مضاعفة أجره فقال :
((أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرهمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا))
- والصابرين في معية الله ويالها من كرامة .
قال جل وعلا :
((وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ))الأنفال :46

- والصابرين جعل الله الملائكة تسلم عليهم في الجنة  ففي الحديث الذي في مسند أحمد، وصححه الألباني] عن عبدالله بن عمرو بن العاص،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
أنه قال:
 (هل تدرون أول من يدخل الجنة من خلق الله؟). قالوا: الله ورسوله أعلم، قال:
 (أول من يدخل الجنة من خلق الله:
 الفقراء والمهاجرون، الذين تسد بهم الثغور، ويتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً، فيقول الله عز وجل لمن يشاء من ملائكته:
 ائتوهم فحيُّوهم، فتقول الملائكة :
نحن سكان سمائك وخِيرتك من خلقك،
 أفتأمرنا أن نأتي هؤلاء فنسلم عليهم؟ قال:
إنهم كانوا عبادًا يعبدوني لا يشركون بي شيئًا، وتُسدُ بهم الثغور، ويُتقى بهم المكاره، ويموت أحدهم وحاجته في صدره لا يستطيع لها قضاءً، قال: فتأتيهم الملائكة عند ذلك، فيدخلون عليهم من كل بابٍ:
﴿ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 24]

  فالصبر عبادةُ الضراء،
 وعدةُ المسلم حين نزول البلاء،
وزاد المؤمن حين وقوع الابتلاء ..

الصبر هو الطاقة المدخرة في السراء..
 والحبلُ المتين في الضراء ..

الصبر تبدو مرارته ظاهراً..
ويصعب الاستشفاء به عند الضعفاء ..
لكن مرارته تغدو حلاوته مستقبلاً،
 ويأنس به رفيقاً الأقوياء النبلاء ..
قال صلى الله عليه وسلم :
((عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ؛ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ؛ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لِأَحْدٍ غَيْرِ الْمُؤْمِنِ )) رواه مسلم .

وحيا الله من قال :
فاصبـر لِكـلِ مصيبـةٍ وتَجـَلْـدِ
                            واعلـم بـأنّ المرءَ غيرُ مخلدِ

واصبر كما صبــرَ الكرامُ فإنهـا
                            نوبُ اليـومِ تُكشَفُ فـي غدِ

مـن لم يُصبْ ممـن ترى بمصيبةٍ؟
                           هذا سبيلٌ لستَ عنه بأوحـدِ

فإذا ذكـرتَ مصيبـةً ومُصـابَهـا
                        فاذكـرْ مصابـكَ بالنبيِ محمـدِ

صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ..
اي والله فلقد كان امام الصابرين عليه الصلاه والسلام ولقد ضرب  أروع الأمثلة في الصبر وتحمل الأذى من أجل الدعوة إلى الله..
ودعاه ربه ان يصبر فقال له :
( وَاْصْبِر كَمَا صَبَرَ أُولُوا العَزمِ مِنَ الرُسل )
فصبر صبرًا لم يصبره نبي قبله، حتى رماه المعادون له عن قوس واحدة، وقاموا جميعًا بصده عن الدعوة إلى الله، وفعلوا ما يمكنهم من المعاداة والمحاربة، وتحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم المشاق في سبيل نشر الإسلام، وكان أهل قريش يرفضون دعوته للإسلام ويسبونه، ولا يستجيبون له، وكان جيرانه من المشركين يؤذونه ويلقون الأذى أمام بيته، فلا يقابل ذلك إلا بالصبر الجميل.

- يقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
عن صبر الرسول صلى الله عليه وسلم وتحمله للأذى:
(كأني أنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي (يُشْبِه) نبيًّا من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم- ضربه قومه فأدموه (أصابوه وجرحوه)،
 وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول:
اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) [متفق عليه].

- بل إذا ذكر الصبر ذُكِرَ نبيُ الله أيوب على نبينا وعليه السلام .
فلقدً ابتلى اللهُ أيوبَ في ماله وولده وبدنه .
فقد المال كله !! مات جميع أبنائه جملة واحدة !!
وابتلاه الله بمرض في جسده أقعده في الأرض وألزمه الفراش ولم يسلم له من بدنه كله إلا قلبه ولسانه !!
أما قلبه فقد امتلأ بالحب لله والرضا عن الله ..
 وأما لسانه فلم يفتر عن ذكر الله !!!
 وهذه والله هى الحياة ...
ففي الصحيحين عن أبي موسى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
 " مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه كمثل الحي والميت " ..
فالذاكر لله حي وإن ماتت منه الأعضاء !!
والغافل عن ذكر الله ميت وإن تحرك بين الأحياء !!

- وحكي أن ذات يوم مر رجل من الصالحين علي رجل اصابة شلل نصفي وكان الدود يتناثر من جنبيه، وكان هذا الرجل اعمي واصم، ووجده يقول:
الحمد لله الذي عافاني مما ابتلى به كثيراً من خلقه . فتعجب الرجل ثم قال له :
 يا أخي ماالذي عافاك الله منه لقد رأيتُ جميع المصائب وقد تزاحمت عليك .
فقال له : إليك عني يا بطال فإنه عافاني إذ أطلق لي لساناً يوحده وقلباً يعرفه وفي كل وقت يذكره .

ولذلكم :
فزعت زوجه نبي الله ايوب الصابرة الوفية حينما قالت له : ادعوا الله ليفرج كربك ..
فقال نبي الله أيوب :
( لقد عشت سبعين سنة وأنا صحيح ولله عَلَيَ أن أصبر سبعين سنة وأنا سقيم !! )..

واختلفت الآراء في المدة التي مكثها نبي الله
في البلاء .
وأًصح ما ورد في هذه الأقوال مارواه الإمام الطبري وابن حبان وابن حاتم
عن أنس بن مالك رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 " إن نبي الله أيوب مكث في بلائه ثلاث عشرة سنة فرفضه القريب والبعيد ، إلا رجلين من خواص أصحابه ، كانا يغدوان عليه ويروحان "

ولما اشتد البلاء بنبي الله ايوب عليه السلام
لجأ إلى الله جل وعلا بهذا الدعاء الحنون الذي سجله الله في قرآنه فقال جل وعلا :
( وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ) الأنبياء : 83
وانظر إلى الجواب:                     
(  َفاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ) الأنبياء : 84
ما الذي حدث ؟!!
أمر الملك القدير جل وعلا نبيه أيوب أن يضرب الأرض من تحت قدميه ، فضرب أيوب المريض المسكين الأرض ضربة هينة بقدمه ففجر الله عيناً من الماء :
( ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ) ص :

أمر الله أيوب أن يشرب فشرب أيوب من الماء فشفاه الله من جميع أمراضه الباطنة..
وأمره أن يغتسل فاغتسل فشفاه من جميع أمراضه الظاهرة...
 وصدق الله إذ يقول:
( وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ
وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ )

فيا أيها المُبتلى :
كن عن همومك معرضاً
ودع الأمور إلى القضا
وانْعمْ بطولِ سلامةٍ
    تُغنيكَ عما قد مضى
فلربما إتسعَ المضيقُ
وربما ضاقَ الفضا
الله يفعل ما يشاء..
    فلا تكن متعرضا

قل للطبيبِ تخطفته يدُ الردى
يا شافى الأمراضِ من أرداك ؟!!

قل للمريضِ نجا وعُوفي بعدما
عجزت فنونُ الطبِ  من عفاك ؟!!

قل للصحيحِ مات  من غير علةٍ
من يا صحيحُ بالمنايا دهاك ؟!!

بل سائلِ الأعمى خطى وسط الزحام
بلاً أصطدام من يا أعمى يقودُ خطاك؟!!

بل سائلِ البصيرَ كان يحذرُ حفرةً
فهوىَ بها من ذا الذي أهواك ؟!!

وسلِ الجنينََ يعيشُ معزولاً بلا راع ِ
ومرعى من ذا الذي يرعاك ؟!!

وسلِ الوليدَ بكى وأجهش بالبكاء
لدى الولادة ما الذي أبكاك ؟!!

وإذ رأيتَ الثعبانَ ينفثُ سُمه ُ
فسله من يا ثعبان بالسموم حشاك ؟!!
وأسأله كيف تعيشُ يا ثعبان ُ
أو تحيا وهذا السم يملأ فاك ؟!!

وأسأل بطونَ النحلِ كيف تقاطرت
شهداً وقل للشهد من حلاك ؟!!

بل سائلِ اللبنَ المصفى من بين فرث
ودم من ذا الذي صفاك ؟!!

ذاك هو الله الذي انعُمُه منهمره
ذو حكمه بالغه وقُدرهٍ مقتدره

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ...
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم. أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبه الثانيه
ثم اما بعد.                         
ايها الاحباب الكرام :
ونحن مستمرون في الحديث حول سلسله
احب الاعمال الى الله حيث وحديث جمعه اليوم
عن عبادهٍ وعملٍ يحبه الله
(( والله يحب الصابرين؛)
فالله سبحانه يحب الصبر ويحب الصابر والصابرين ولاجل ذلك جعل سبحانه الصبر
جواداً لا يكبو ..
وجنداً لا يُهزم .. وحصناً لا يُهدم...

بل ما من قربةٍ ولا من عنلٍ ولا من عبادهٍ
إلا وأجرها بتقدير وحساب ومعلوم ...!!!
إلاّ  الصبر !!! إلاّ الصبر ..!!!
 فأجره بلا حدود وبلا حساب !!!
كيف وهو القائل سبحانه:
(( إنّما يوفى الصابرون آجرهم بغير حساب ..))

والصبر يُعدُ ضرورة في حياتنا اليومية المتسارعة:
فالازدحام في الشوارع يتطلب الصبر..
ومراجعة الكثير من المؤسسات الحكومية
والخاصة تتطلب الصبر..
والبلاء أيا كان مصدره يتطلب الصبر..
 وظروف العمل غير المناسبة تتطلب الصبر
 وتحكم المدير المتغطرس يتطلب الصبر..
والزوجة النكدية أو المتسلطة ... تتطلب الصبر...
والأولاد المقصرون ... يتطلب الصبر ...
والجار المؤذي ... يتطلب الصبر ..
وكيد الرجل الحسود... يتطلب الصبر ..
وحيا من قال:
فأصبر على كيد الحسود
                               فإن صبرك قاتله
فالنار تأكل نفسها
                             إِنْ لم تجد ما تأكله

= حتى لمن اراد ان يصلَ الى المطلوب
ويحقق المرغوب وينال العلا ويظفر بالمجد ..
عليه ان يتحلى بالصبر ويتجاوز المراحل بالصبر والتحمل... وحيا من قال :
دببت للمجد والساعون قد بلغوا 
جهد النفوس وألقوا دونه الأُزرا
وكابدوا المجد حتى ملّ أكثرهم
وعانق المجد من أوفى ومن صبرا
لاتحسبن المجد تمراً انت آكله
لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا

ولله در القائل:
الصبرُ مثلُ إسمه مرٌّ مذاقتُه
                     لكِنْ عواقبُه أحلى مِن العسلِ

= كما ان الصبر مطلوب كذلك :
لمن أصيب بمرض او ابتلاه الله بداءٍ في بدنه ليكون جزاء ذلك وثوابه من الله ...
فهذه إمرأةٌ سوداء تأتي النبي صلى الله عليه وسلم فتقول: إني أُصرَع، وإني أتكشف، فادع الله لي)، فقال:
(إن شئت صبرت ولكي الجنة، وإن شئتِ
دعوتُ اللّهَ أن يعافيك)
 فقالت: (أصبر، وإني أتكشف، فادع الله ألا أتكشف) (فدعا لها)؛ [متفق عليه].
 فمن أجل جنة عرضها السموات والأرض،
آثرت ان تصبر على مرضها ...

وهي دعوه لكل مبتلى ولكل مريض  ولكل من أقعده البلاء الفراش زمناً من الدهر بأن صبرك على ما أصابك ستنال به رضا الله ورضوانه وغفرانه.

= كذلك الصبر مطلوبٌ لمن ابتلاهم الله بالمصائب
من موتٍ لأحب الناس إليهم او من فلذات اكبادهم
فلا يشقوا جيباً ولا يلطموا خداً كما قال ذلك حبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم صحيح مسلم]:
 (ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب،
ودعا بدعوى الجاهلية) ..
 فاحذروا من النياحة، والندب، والصراخ، وشق الثوب، وضرب الخد؛فإنها من سنة الجاهلية،
 ولا ترد قضاء الله وقدره...
 والدعاء والصبر وحمدُالله والاسترجاع خير لكم
يقول عليه الصلاه والسلام ....
يقول الله الحديث القدسي:
بعد ان يقبض روح ولد عبده ..يقول الله وهو اعلم..
ماذا قال عبدي فيقولون يا رب حمدك واسترجع اي : قال الحمدلله انا لله وانا اليه راجعون ..
فيقول الله :
( ابنوا لعبدي بيتاً في الجنه وسموه بيت الحمد ).
جزاءً لاحتسابه ...!
وجزاءً لصبره .!!
وجزاءً لرضاه بما قدره الله عليه ..!
 وكما جاء في صحيح البخاري
 قال صلى الله عليه وسلم:
  (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ
إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسبه،
 إلا الجنة) ....
(( وبشر الصابرين الذين اذا إصابتهم مصيبهٌ قالوا انّا لله وانّا اليه راجعون اولئك عليهم صلواتٌ من ربهم ورحمه وأولئك هم المهتدون ))

= كذلك الصبر مطلوب ياكرام :
لمن يعيش حياه الهوان والذله والمسكنة..
 لمن يعيش حياه الجوع والفقر ..
لمن يعيش حياه الحرمان والفاقة ..

وليس لصاحب هذا إن صبر جزاءً إلاّ الجنه ..
ولقد رأى رجلٌ الحسن بن حبيب في النوم
بعدما مات، فقال: ما فعل الله بك ياحسن ؟
 قال:  (غفر لي بصبري على الفقر في الدنيا)

فأيها الفقراء!!؟ ويا ايها المحرومون ،،!!
يا ايها المعذبون بلقمه العيش في دنياكم !!

يا من حرمتم لذه العيش وطعم الحياه ..!!
 هنيئًا للصابرين منكم..!!!
وهنيئاً للمحتسبين منكم ..!!

وهنيئاً لمن من كان منكم ينتظر بصبره على حاله وعوزه وقله حيلته الجزاء والعوض من الله ..

 فبصبركم يغفر الله لكم، ومن يغفرِ اللهُ له يدخله الجنة...
اللهم اجعلنا من عبادك الصابرين في الضراء
الشاكرين في السراء ...
جمّلنا بالتقوى وألبسنا الايمان وحبب إلينا طاعتك وحبك وحب من يحبك وحب كل عملٍ يقربنا الى حبك يا عظيم يامنان ....

ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد،..
 وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...