الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان اهلاً رمضان استقبال رمضان - غداً رمضان

خطبه جمعه بعنوان
           اهلاً رمضان
 استقبال رمضان - غداً رمضان


 إلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في2017/5/26
الموافق 30شعبان 1438هـ
ثم اما بعد

مااقصر لحظات العمر !!
وما أسرع جريان الايام !!
وكأن الانسان ينام ليستيقظ حين يؤذن له بالرحيل والانقضاء من هذه الدنيا ..
وهو وراء الدنيا راكض ..
وعلى الشهوات رابض
نائمٌ راقد .. آكلٌ شارب ..

الايام تمضى منه ، والشهور والأعوام تتقلب عاماً بعد عام وهو مع ذلك طبعه طبعه.. حاله حاله .. عمله عمله.. خلقه خلقه..
ماتغير وما تبدل
ما تأثر وما اعتبر
ما رقَّ وما لان
ما استرجع وما ندم
ما تاب وما أناب .

نعم ايها الأحباب الكرام:-
ما أشبه الليله بالبارحة !
لقد مرّ بنا رمضان الماضي ، ثم مرت بعده الايام والأسابيع والشهور وكأنها ساعات .
واذا بنا نستقبل رمضانَ اخر .

ومن يدري ربما يكون رمضان هذا لبعضنا هو آخر رمضان يصومه ...
فكم من نفوسٍ تمنت..
وكم من قلوبٍ حنّت ان تدرك معنا هذا الشهر الكريم لكن الله تعالى يقضي في العباد مايشاء ويختار ...
وكم عرفنا اقواماً...
وكم عرفنا اخواناً..
وكم عرفنا احباباً..
وكم عرفنا جيراناً صاموا معنا رمضان اعواماً
لكنهم اليوم من سكان القبور ينتظرون البعث والنشور ..
ما كأنهم الان فرحوا مع من فرح
ولا كأنهم ضحكوا مع من ضحك
ولا كأنهم تمتعوا مع من تمتع قد حيل بينهم وبين ما يشتهون ....

ايها الأحباب الكرام
إنّ إدراكنا لرمضان هو نعمهٌ ربانيه ومنحهٌ إلهيه .
فهو بشرى تساقطت لها الدمعات وانسكبت لها العبرات ..
(( شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ .))
(( يا ايها الذين امنّوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون )).

ذكر الله سبحانه وتعالى ان هذه العباده كنا انها فرضت علينا وأُوجبت لمحبه الله عزوجل لها
فإنها كانت واجبه على الامم السابقه:
- فأمر بها إبراهيم قومه.
- وأمر بها شعيبٌ قومه.
- وأمر بها هودٌ قومه.
- وأمر بها لوطٌ قومه .
- وأمر بها عيسى وموسى اقوامهما.
(( كما كتب على الذين من قبلكم )).
ففرض على أمتنا كما فُرض عليهم..

ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستبشر بقدوم هذا الشهر الكريم فقال عليه الصلاه والسلام كما روى النسائي:
(( أتاكم شهر رمضان..(( شهر مبارك ))..
ويالها من كلمه وجيزه وعباره بليغه( شهرمبارك)

ذكر العلماء لهذه الشهر الكريم اكثر من اربعين بركه..
بركه في الدعاء، بركه في الرزق، بركه في الصلاه. بركه في الإنفاق ، بركه في قراءه القرآن، بركه في الوقت ، بركه في الليل ، بركه في النهار، بركه في الطعام ، بركه في الأخلاق ووغيرها من البركات.

ولذا قال(( أتاكم شهرُ رمضان شهرٌ مبارك ، فيه تفتح ابواب الجنه وتغلق ابواب الجحيم وتعب الشياطين ، فيه ليله خير من الف شهر من حُرم خيرها فقد حُرم ..))

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستبشر بالصوم عموماً ويبشر أصحابه به ويأمرهم بأستغلاله واستثماره فقال عليه الصلاه والسلام فيما يرويه عن ربه:
(( كل عمل ابن آدم له الا الصوم فأنه لي وانا الذي أجزي به..))
يقول الله تعالى:-
(( يدع طعامه وشرابه وشهوته من اجلي ، للصائم فرحااان يفرحهما ، فرحهٌ عند فطره وفرحهٌ عند لقاء ربه ، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ..))

هذا يا مسلمين في الصوم عموماً فيمن صام الاثنين والخميس والأيام البيض وغيرها من النوافل .
فما بالك بمن يصوم هذا الشهر الذي افترضه الله عليه ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:يقول الله تعالى:
(( من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب ... ثم قال بعدها..(( وما تقرب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليّ مما افترضته عليه ....))
فالصوم في رمضان لانه فريضه أحبُ الى الله تعالى واعظمُ أجراً من الصوم في غيره ..

فهو أفضل من الصوم في يوم عرفه.
وهو أفضل من الصوم في عاشوراء.
مع مافي عرفه وعاشوراء من تكفيرٍ للذنوب ورفعهٍ للدرجات إلاّ ان صوم يوم واحد من رمضان أفضل عند الله تعالى من الصوم في غيره ....

وهذا ابراهيم النخعي رحمه الله يقول:
( سجده في رمضان أفضل من الف سجده في غيره.، وركعه في رمضان أفضل من الف ركعه في رمضان ، وتسبيحه في رمضان أفضل من الف تسبيحه في غيره ...).

فأهلاً بشهر التقى والجود والكرم ِ
            شهر الصيامِ رفيعِ القدرِ في الاممِ
أقبلتَ في حلّهٍ حفّ البهاءُ بها
              ومن ضياءكَ غابت بصمهُ الظِّلَمِ
اهلا بصومعه العبّاد مُذ بزغت
             شمس ومجمعِ اهل الفضلِ والقيمِ
هذي المآذن دوّى صوتها طرباً
                تلك الجوامع في أثوابِ مبتسمِ
نفوسُ اهل التقى في حبكم غرقت
               وهزها الشوقُ شوقَ المصلحِ العَلَمِ

ايها المسلمون والمسلمات رواد مسجد بلال:
ساعات قليله تعدها الأنفاس واللحظات ويحل علينا صاحب الأيادي البيضاء .
الذي اذا أعطى لم ينتظر الجزاء.
وليس كمثله زائر يأتي بالعطايا والهدايا والهبات
وينادي في الناس :
هل من مقبلٍ على العطاء؟؟
وهل من مستجيب للنداء؟؟

هذه الروح علينا ان نبثها في نفوس الناس وبين أولادنا واهلينا وبين كل من نحب..
إنّها روح استقبال رمضان ، والاستعداد لايامه ولياليه ، وإعداد العده للاستفاده القصوى
لابطعام الأمعاء وشرابها..
وإنما بغذاء الأرواح والقلوب ..
بالقرآن تلاوهً / وبالطعام والشراب صياماً/
وبالصلاه قياماً / وبالمال تصدقاً /
وبالطاعات تعبداً وتنسكاً ...

نعم ايها الأحباب :
بعد ساعات وجيزه ومع غروب شمس هذا اليوم سيُقص على شريط المنافسه والمسابقة والمبادره والسرعه والانطلاق على مضمار الطاعات والقربات في شهر العباده.

مع غروب شمس هذا اليوم ستنزل ملائكه الرحمن بسجلات بيضاء جديده وستدون فيها كل ما ستخطوه وتعلموه في الثلاثين يوماً
فاستعدوا من الان على ان يكتب لكم فيها ما سيفرحكم ويبيض وجوهكم غداً بين يدي الله..

نعم /
ساعات يسيره وسيتقاطر فيها مئات بل عشرات بل ألآف بل اقول ملايين من البشر المتدفقه كالموج الهائج الى طاعه الخالق سبحانه..
انها امه تعود بمجموعها..
أمه بأكملها تتوب الى مولاها وتؤوب الى باريها
وترجع الى خالقها سبحانه.

ملايين مملينه سترفع أكف الضراعه الى الله
فلا وساوس ولا أفكار ولا إملاءات ولا نزغات فقد صفدت الشياطين والمرده المتعاونين ...

أفواج من هذه الامه من شبابها وشاباتها ونساءها ورجالها ومثقفيها وأدبآئها ومعلميها ومهندسيها ودكاترها ووووو
كلهم سيدخلون في وقت واحد هذه الجامعه الرمضانية وسيعلنون بوقت واحد الصيام للخالق جل في علاه ..

ليس هناك أمهٌ على وجه الارض من يسجد اكثر منها، ويركع اكثر منها ، ويقرأ اكثر منها ،
ويسبح اكثر منها ، ويدعو اكثر منها ،
ويتصدق اكثر منها ..

ما أجملها من صوره رائعه تشرح الصدر
وتغذى القلوب وتروي الأفئدة بالسعاده والانشراح وانت ترى مع بدأ الساعات الاولى من شهر الصيام المسلمين يملؤون مساجدهم ويتقاطرون إليها من كل حدبٍ وصوب .

كيف . كيف لو ظللنا وبقينا واستمرينا على هذا الإقبال على الطاعات وهذه المسارعة على القربات وهذا الانطلاق للطاعات بكل شوق ولذه وخشوع .

كيف لو كانت حياتنا كلها على هذه الحاله من الإقبال والسرعه والانطلاق والشوق والرحمه والحب والحنان والشفقه والتواضع والاخلاص والطمأنينة .
هل كنا سنفرط بدمائنا.؟
وهل كنا سنتقاتل فيما بيننا ؟؟
وهل كنا سنحقد على بعضنا ؟؟


فرمضان يعلمنا ورمضان يربينا ورمضان يغرس في نفوسنا قيم رقراقه ومباديء ساميه فهو ميدان الانتصار الحقيقي على النفس والهوى .
واذا انتصرنا في هذا الميدان انتصرنا في سائر ميادين حياتنا..
فأمامنا ميادين الحياه المختلفة بشتى أنواعها وأشكالها وألوانها ..
فمن هنا المنطلق ومن هنا نقطه البدايه ميدان الطاعه ومغالبه النفس والهوى اذا تغلبنا فيها وارتقينا فيها تغلبنا على صعوبات الميادين الاخرى ..
واذا تخاذلنا وتراجعنا وهزمنا وضعفنا امام نفوسنا الإمارة وهواها لن نجني بعدها الا الخساره والندم والألم ..
(( قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم وأهليهم يوم القيامه الا ذلك هو الخسران المبين ))

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ...

الخطبه الثانيه

ثم اما بعد
ايها الأحباب الكرام:

هانحن الان على ابواب شهر رمضان لاتفصلنا عنه الا ساعات معدودات وستمر مر البرق وتنقضي انقضاء الحلم ..

أتدرون ماهي مشكلتنا يا كرام؟؟
مشكلتنا اننا في كل عام يأتينا رمضان ونحن غافلون ، فنبدأ في الطاعه والعباده من الصفر ثم نرقى شيئاً فشيئا ، فلا نكاد نجد طعم العباده وحلاوه الطاعه إلاّ وقد انقضى رمضان وانطوت صحائفه بمافيها من احسان المحسن وإساءه المسيء..
فنندم ونتحسر ونتألم ونقول:
( نعوض العام القادم )
ويأتي العام القادم فلا نكون احسن حالاً من سابقه وهكذا نظل الى ان نغادر الدنيا ونحن على حالنا فالى المشتكى..!

ولذلكم مجيء رمضان فرصه ..!
فرصه للمؤمنين
فرصه للمقصرين
فرصه للصالحين
فرصه للعقلاء ...!
ولا يعرف معنى فرصه الا من يعرف معنى الموت وان هذه الحياه لا امان لها :
كم احزنت !! وكم أبكت !! وكم أفسدت من اسر !! وكم كانت سبباً في كل بلوى ومصيبه ...

ولذلك ونحن نداعب هلال رمضان ونتهيىء لوضع الأقدام على بساط شهر الصيام والقيام
شهر البركات والخيرات
شهر الطاعات والعبادات
شهر الصلوات والدعوات
شهر النفحات و إقاله العثرات
شهر اعتاق الرقاب الموبقات
شهر الغنائم وشهر الكنوز
شهر الدعاء والسخاء
شهر الكرم والجود والعطاء
شهر الرحمه والشفقه
شهر الإحسان وزياده الايمان
شهر البر والصله
شهر التقوى والصبر
شهر الجهاد ومجاهده النفس
شهر مضاعفه الحسنات :
الحسنه فيه بألف حسنه والفريضه تعدل سبعين فريضه ، من تقدم فيه بخصلهٍ من خصال الخير كمن قدم فريضهً فيما سواه ...

نعم /
في الوقت الذي يطالعنا شهرٌ وموسمٌ من الخير جديد...
هذه العبادة القولية والفعلية والحركية والجهرية والسرية هناك سؤال يطرح نفسه ..!!

أيُ رمضانٍ يكونُ رمضانُك هذه المرة؟!

هل هو رمضانُ المسوفين الكسلانين؟!
أم رمضان المسارعين المجدين؟!

هل هو رمضان التوبة .؟؟!
أم رمضان الشِقِوة ؟؟!

هل هو شهرُ النعمةِ ؟؟!
ام شهرُ النقمة؟!

هل هو شهر الصيام والقيام؟!
 أم  شهرالأفلام والهيام؟!!

هل هو شهر الذكر وتلاوه القرآن ؟!
ام شهر الموائد والسهرات ؟؟!


شهرٌ يفوقُ على الشهور بليلهٍ
                  من ألف شهرٍ فُضلت تفضيلا
طوبى لعبدٍ صحّ فيه صيامه
                      ودعا المهيمن بكرهً وأصيلا
وبليلهٍ قد قام يختمُ ورده
                           متبتلاً  لإلهه تبتيلاً

اللهم بلغنا رمضان وأعنا على صيامه وقيامه واجعلنا من عبادك المخلصين..
اللهم ارزقنا صدق الصائمين ، وإقبال القائمين وخصال المتقين ، واحشرنا يوم النشور في زمره المنعمين ، وبلغنا بفضلك ورحمتك درجات المقربين.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه ..
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...