🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
شعبان شهر التوطئة والترويض
إعداد وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 20 إبريل 2018 م
الموافق 4 شعبان 1439هـ
ثــم أمـــا بـــعــــــد أيها الكرام :
قبل ايام ودعنا شهر رجب ودخلنا شهر شعبان .!
وماهي إلاّ أيام معدودات ونستقبل شهرًا مباركًا،
ماهي إلاّ ايام يسيره ونستقبل شهر رمضان.!
ولهذا نحن الأن في أوائل شعبان.!
والنفوس تحتاج إلى استعداد.!
تحتاج تهيئه .! تحتاج الى تمهيد.!
تحتاج الى ترويض.!
تحتاج إلى عُلو همة.! تحتاج إلى شحذٍ للقلوب.!
لكي تستقبل هذه الأيام المباركات.
ايها الأحباب الكرام
روّاد مسجد بلال بن رباح :-
قاعدة يجبُ على كلِّ مسلم أن يُؤصلها في نفسه، حينما يريد أن يَصْدُقَ في سيره إلى الله عزوجل.
وهي كيف أستعد للقاءِ ربِّ البريات جل وعلا ؟.
كيف تكونُ النفسُ قد تواطأت على قبول أمر الله سبحانه؟.
وكيف أقيم هذا الأمر على مراد الله ؟
لا على ما أريد أنا، أو ما يريد الناس.
كيف أحقق هذا الأمر العظيم ؟
وهو {{ أن أكون عبدًا لله سبحانه }}
قال عزوجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}. [الذاريات].
فإن علمت يا عبد الله أنك ما خلقت إلا لتكون عبدًا لله عزوجل، فلا وظيفة لك إلا هذة، وأن هناك معوقات ومعطلات ومثبطات تَحيل بينك وبين السير في هذا الطريق.!
وتأملت حال من نجى كيف نجى ؟
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللهُ :
يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ قَالَ:
أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟!
قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ.
"مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ".
أي هؤلاء بعثُ النار.!
ومعنى هذا أنه لا ينجو إلا واحد من كل ألف الى الجنه من مجموع البشر.!
إذًا هذا الطريق يحتاج إلى توطئة النفس،
وإلى إعداد النفس لأن تتهيأ لأمر الله عزوجل، وأن تستعد .!
وفي الحديث الذي أخرجه الامام مسلم
عن ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ -تصغير الرهط- وَالنَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالنَّبِىَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. "
هذا يبين لك وعورة الطريق.!
وصعوبة الأمر على النفس حينما تَخلد إلى الأرض، وتتبع الشهوات، وتصير مع الشبهات .
"النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ" والله ما قصر، ووالله ما فرط، بل جاء بأمر الله عزوجل على مراد الله،
لأن الله اصطفى رسله، واختارهم من خيرة البشر.
"النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ .!
وَالنَّبِىَّ يأتي في أمة لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ".
اي : ما آمن به واحد.!
فهذه القضية إن لم تشغل قلبك وأنت تضع اقدامك على عتبات شهر التمهيد شعبان لتكن على استعداد للدخول من أبواب الشهرِ العظيم، شهرُ رمضان الذي فيه من الحسنات،
وفيه من علو القدر، وفيه من نفحات الهداية
ما لايتخيله أحد، ولا يتصوره بشر .
ولكن إن هجمت على رمضان بلا استعداد، ستستقبل أيامه بمللِ نفس، وبضيقِ صدر،
وبِقِلَّةٍ في الطاعات، وكسلٍ في العبادات،
ولا تزال تُمني نفسك حتى تخرج من هذا الشهر.
ولذلك كانت توطئة النفس لقبول أمر الله عزوجل من أعظم الأمور.
ايها الأحباب الكرام :
هل جلسنا يومًا لنحاسب النفس كم قدمت وقربت من طاعات؟
وكم فرطت في معاصي وبليات ومنكرات ؟
ما فعلنا هذا ؟؟!
إذ لو فعلنا لتغير الحال..!
لأن كل عاقل لا يبحث إلا عن ما ينفعه،
ولا يفر إلا مما يضره، فرأينا أنفسنا حينها:
كُسَالَى عن العبادات .!
وكُسَالَى عن الطاعات.!
لا نأتي الصلاة إلا دبارًا.!
وقَلَّ من يتفطن للصف الأول.!
وقَلَّ من يأتي عند الأذان.!!
بل نرى في باقي الطاعات وعظيم القربات :
كم أدينا من نوافل؟ وكم قمنا وأدينا من مسنونات؟
لكن في امر الدنيا الفانيه والحياه الزائله نرى العكس من هذا كله :-
- فكم من تاجر يموت كمدًا أو يعيش بحسرةٍ حينما يرى جاره من التجار أعلى منه ربحًا ومكسبًا .!!
- كم نرى من أصحاب الأموال يموت كمدًا إن بارت تجارته أو خسر ماله ..!
لأنه عاقل يحسبها بحسابٍ كما يقال بالقلم والورقة .
عند الربح يفرح، وعند الخسارة يحزن.!
وفي ماذا؟
في أمرٍ تافه، في عرض من الدنيا قليل،
إلى أن يأتيه أمر الخروج :
{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. [ق].
ذهب الحزن كله مع أول سكرةٍ وخروجٍ للروح،
فلا يحزنهم الفزع، بمجرد أن تخرج الروح إلى روح وريحان.
ولذلك العقلاء هم الذين يجمعون القلب،
ويجمعون النفس، ويهيئون الأمر للسير إلى الله عزوجل ليكون عندها قولهم :
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ}..
ولذلكم /
النفوس على وجه العموم :
تحتاج إلى تهيئة، تحتاج إلى تمهيد، تحتاج إلى سياسة، تحتاج إلى ترويض .
نعم /
هذه النفوس في كل ما تقبل عليه من عمل إذا مُهّدَ لها ذلك العمل ، وهيئ لها، وعُبّدَ لها الطريق الذي تسلكه للوصول إلى غايتها :
كان ذلك عوناً على إقبالها، وتيسيراً لها في تحقيق الغرض من العمل الذي كُلِفتْ به.!
بخلاف ما إذا هجم الإنسان على العمل أو على التكليف وجوباً دون مقدمة، ودون تمهيد فإنه لن يكون على نحو من الإتقان واللذه والخشوع الذي يُحقق المطلوب، وأضرب لذلك مثلا:
( الاختبارات ) على سبيل المثال إذا لم يتقدمها استعداد وتهيؤ ومراجعة وجد ونشاط ومذاكره، وتأمل وإعادة نظر في المادة المختبر فيها لن يكون هناك ثمة إتقان، ولا بلوغ الغاية والدرجة المطلوبة في الاجتياز .
ولهذا يُفرقُ الناس بين الاختبار المفاجئ والاختبار المرتب المعد والمعلن مسبقاً ..
فالاختبار المعلن والمرتب والمعد :
يكون الإنسان فيه قد تهيىء واستعد واستبصر
لما يُقبل عليه؛ فيتقن العمل،ويتقن الإجابه ويكون موفقاً في اجتياز ما امتُحنَ به..
اما الاختبار المفاجئ :
غالباً لا يكون الناس فيه على نحو من الإتقان
لان فرصه التهيؤ لم تكن موجوده والاستعداد كان غائباً ونهايته الفشل والسقوط .
بل اضرب لكم مثلاً اخر :
الجندي الذي نريده ان يدافع عن وطنه وبلده .
هل يمكن ان نأخذه مباشره من قارعه الطريق ونعطيه السلاح ونوجهه الى ميدان المواجهه وخط الدفاع .!
ام لابد من ان يخضع لدورات تدريب ومحاضرات في حب الوطن والدفاع عنه والذب عنه .
حتى يكون بعدها على استعداد وتهيؤ لخوض غمار الميدان والشعور بحلاوه الدفاع عن الوطن والعرض والموت في سبيله .!
كذلك العبادات والطاعات وفرائض الاسلام :
تهيئة النفس لها ولأمر الله عزوجل هو امرٌ مهمٌّ للغايه وضروري .
= إليكم مثلاً ( الصلاة )
الله جل وعلا فرض الصلاة وأمر بالمحافظة عليها، وحث عليها، وبين عظيم الأجر الحاصل من هذه الصلاة، ولكي تُحقق الصلاة مقاصدها من نهيها عن الفحشاء والمنكر، وما فيها من ذكر الله عزوجل
ولكى تؤتي ثمارها ولكي تتذوق طعم هذه العباده،
ولكي تُدرك مقاصدها، ولكى تُحقق الخشوع،
ولكي تُحقق الغايات منها فلابد من تهيئه ..
والتهيئه لها تبدأ :
من سماع نداء المؤذن وإجابته .!
ثم احسان الوضوء والطهارة .!
ثم المشي الى المسجد وكل خطوة يرفع الله بها العبد درجة، ويحط عنه خطيئة.!
ثم صلاة النافلة التي تكون بين الأذان والإقامة.
ثم الانتظار للصلاه (وانتظار الصلاة بعد الصلاة رباط، كما قال النبي ﷺ .!
ثم التهيؤ للصلاة .!
حتى إذا جاءت الفريضة كان القلب حينها قد حضر، والفؤاد قد قام على الوجه الذي يمكن أن يستشعر عِظَمَ هذه الفريضة، ويؤديها على الوجه الذي يرضاه الله تعالى عنه..
إذاً كُلُّ هذه المقدمات جعلتها الشريعة سبباً لحضور القلب، والتهيئة للقاء الله عزوجل والوقوف بين يديه .!
وتخيل حالك وأنت في متجرك، او أنت في عملك، او أنت مشغول حتى مع أصحابك، أو مع أولادك وزوجك، ثم هجمت على الفريضة بلا تهيئ لقلبك، أتظن يا مسكين أنك ستقيم الصلاة كاملًا ؟
لا والله ؟؟
بل ربما لا تعقل إلا في الركعة الأخيرة، أو عند التشهد .
بل لا اكون مبالغاً إن قلت انك لن تدرك أنك صليت إلا بعد أن يقول الإمام: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.
= وكذلك ( الحج ) مرة في العمر ..!
ولكن له مقدمات وهي (العمرة) والعمرة نافلة،
وفيها من اليسر والسهولة، أقل بكثير من الحج، فمن ذهب إلى العمرة وذاق لذة الطواف، ورأى البيت الحرام ، وصلي ركعات خلف المقام
عندها يحن حنينه إلى الحج، فإذا ذهب إلى الحج ذهب بشوق وسافر بطعم ووصل بروحانيه .
= كذلك ( الزكاه )
جعلت الشريعه لها توطئة لهذا المال الذي يخرج منك .
بعض الناس تفقأ عينه ولا يُخرج ريالاً من غير الأصول ولا من أصول الزكوات التي توعد الله عزوجل من تركها بأشد الوعيد فقال :
{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}. [التوبة].
ولاجل ذلك جعل الله بابًا عظيمًا يروح عن النفس، ويهيئها لإخراج الأصل بطيب نفس، وهي :
(( الصدقات ))
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق من مما عنده من غير الأصول، لا من أصول الزكوات، حتى ولو لم يملك شيئًا، كان يعطي عطاء من
لا يخشى الفقر، ربما لا يكون في بيته إلا التمرة فتخرج التمرة من بيت النبوة.
فهنا تمرة في بيت النبوة لا يوجد إلا هي،
فتخرجها رضي الله عنها عائشة، وتعطيها وتبذلها
لانها بمثابه تمهيد وتهيئة ومقدمات لإخراج الأصل بطيب نفس، ورضا خاطر ..
= كذلك ( الصوم )
لن تذوق لذة رمضان بما فيه من صيام،وقيام، وصدقه وتسبيح واستغفار ودعاء وربما عمرة، ومافي هذا الشهر من طاعات وعبادات وتلاوات.
لن تذوق لذة القرب،ولذه المناجاه ،ولذه التراويح
إلا اذا هيئت نفسك قبل رمضان.
ولهذا لو تأملنا في الشريعة فإننا سنجد انها قد هيأت النفوس ودربت الأبدان لذلك بالاستعداد بما يعين العبد على استقبال فريضة الصوم .
ومن ذلك ما كان يفعله النبي ﷺ من أنه كان يصوم شعبان؛ تهيئة لرمضان، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها-: « ما رأيت رسول الله ﷺ اكثر صياماً من شعبان».
هكذا كان النبي يُمرّنُ نفسه، ويُهيئُ بدنه للقيام بهذه الطاعة، بهذا الإحسان على أكمل وجه،
فإذا جاء الفرض كانت النفس قد تهيأت لطاعة الله تعالى.
إذا جاءالصوم الواجب تكون النفس قد استعدت لما فرض الله تعالى على وجه يَرضى به الله سبحانه وتعالى .
ولهذا من المهم أن نفرق بين شخص يصوم مثلاً من كل شهر ثلاثة أيام، والاثنين والخميس ويصوم في شعبان ..
وبين شخص اخرعهده بالصيام رمضان الماضي.
فرق بين صيام هذا وصيام هذا؟!
فهذا الذي ماصام إلاّ رمضان سيأتي بعد سنة كاملة من الفطر ليصوم أول يوم من رمضان سيجد التعب، وسيجد المشقه وسيكون أداؤه للفريضة فيه نوع من الاستثقال، والعناء .
بخلاف الآخر الذي هيأ نفسه لصوم رمضان بصيام النافلة، وبصيام التطوع.. وبصيام كثيرٍ من شعبان ..
فهذا لن يجد مشقهً ولا عناءً ولا استثقال .!
بل إقباله على هذه العبادة سيكون بنفسٍ متهيئه وبحضورِ قلب، وبخشوعِ جوارح ولذهٍ يجدها طوال شهره .
أيها الأحباب :
نحن في حاجة أن نصفي النفس حتى تصفى لنا، فهذا محمد بن واسع كان على فراش الموت،
وكان من العلماء الأثبات الكبا.!
دخل عليه أصحابه يهنئونه ويقولون له أبشر بخير يوم سيمر عليك، فبكى وقال :
أين أنتم إذا أخذ بيدي وقدمي وطرحت في النار؟ إني مقبل على ربي إن رحمني أدخلني الجنة، وإن حاسبني بعدله أدخلني النار.!
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم وأقولُ ما سمعتم وأستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكم ولِسائِرِ المُسلمينَ من كلِّ ذَنْبِّ فاستغفروهُ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية :
ثــم أمـــا بـــعــــــد أيها الكرام :
ونحن في الجمعه الاولى من شهر شعبان،
هذا الشهر الفضيل الذي يُعدُ واحداً من الأشهر الثلاثة المباركة؛ ( رجب وشعبان ورمضان )
التي يُفيض الله فيها على عباده بالرّحمة والغفران والعتق والخير والبركه والرزق والأجر الجزيل،
مما لا يُفيض به عليهم في بقيّة الشّهور.
وقد احسن من قال :
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ
وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتَ جَهْلاً
بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَسْرًا
وَيُخْلِي المَوْتُ كُرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيمٍ
ً فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ
إذاً أيها الأحباب :
نحن في حاجة إلى توطئة لهذا الشهر .!
نحن في حاجة إلى استعداد لهذه الأيام القادمة.!
وهذه الأصول، وهذه الواجبات، وهذه الفرائض،
لن تكون منك عن طيب نفس إلا أذا جعلت لها مقدمات. تُهيئ من خلالها القلب، وتُشجع النفس لتُقبل على العبادة على نحو من الإتقان.!
وعلى نحو من الخشوع.!
وعلى نحو من الكمال في الإقبال على الله عزوجل.
وكما اسلفت كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شعبان ليهيئ النفس إلى رمضان، وهكذا كانوا رضي الله عنهم وأرضاهم
على حسابٍ دائم، في ايام دهرهم كلها .
يقول أنس رضي الله عنه:
سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعته وهو يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك الله . .
حساب دائم ! حساب مستمر .!
وعمر من هو عمر ؟؟
انه الذي كانت الدنيا كلها تحت يده، وعلى الرغم من هذا كان خائفًا وجلًا، محاسباً لنفسه وهو القائل :
والله لو عثرت بغلةٌ في العراق لسألني الله عنها:
لمَ لم تمهد لها الطريق ياعمر .؟!
بل ويخرج رضي الله عنه ذات ليله ليتحسس الرعية فيسمعُ بكاء صبي فطرق الباب فسكت،
ثم ذهب وعاد فسمع صراخ صبي،
فأرسل غلامه يسأل عن حال هذا الصبي.
قالت: أمه إن عمر لا يعطي إلا من بلغ الفطام،
أي من فُطم يُعطى عطية من عمر، من بيت مال المسلمين، وإني أُعجلُ له الفطام حتى أنال عطية عمر.
فبكى عمر وقال: كم أهلكت من أطفال المسلمين، ثم قال نادي في الناس :
أن كل مولود له عطية، ورفع ما كان بعد الفطام.
ولذلكم أيها الأحباب :
نحن في حاجة إلى توطئة النفس .!
والقضية الآن أيام ويدخل رمضان،
وكما سبق من رمضان؟ وكم مرّ عليك من رمضان؟وأنت أنت كما أنت؟ انت حالك ذاك حالك ؟
وايامك تلك أيامك مملة، وصومك هو ذاك ماتغير
ولايختلف ابداً عن ايام فطرك.
فنحن في حاجة إلى وقفة جاده .!
في حاجه الى وقفه صادقه .!
لئن نصلح النفس، ونهيئ القلب لقبول أمر الله عزوجل.
حتى يكون رمضان وما بعد رمضان وما قبل رمضان سواء، ثم يأتي رمضان بلذائذ.
فمن قرأ القرآن قبل رمضان عقل القرآن في رمضان وفهم معانيه في رمضان..
لا كمن ينشر المصحف، ويُقلب الصفحات،
ويختم في رمضان خمس ختمات، عشر ختمات، ثلاثين ختمة، في كل يوم القرآن كله،
لا يغني هذا شيء، لأن النفس ما هُيئت،
لان النفس ما زالت فيها ملل، وشهوات تجرها.
أنت تقرأ القرآن وقلبك مع تجارتك،.
انت تقرأ القرآن وقلبك معلق بأموالك
انت تقرأ القرآن وقلبك ملتصق بشهواتك وملذاتك،.
نريد ان تكون هذه الختمات قبل رمضان لتتهيء النفس لرمضان فتقرأ بلذه وخشوع وحضور قلب.
ولذلك نرى أن غالب الناس على المنوال نفسه!.
كيف يتهيئون لرمضان؟
من الآن يبدأون بالتسوق وإعداد الكرتين من أصناف الاطعمه والمشروبات والجبن والحلوى،
وغيرها أشياء كثيره .!
وكأن لهم في رمضان موعداً مع الأكل وسفر المأكولات التى تكفي الفئام من البشر .!
فهذه هي التهيئة لرمضان عند هؤلاء ..!
تهيئه جسديه لإشباع البطون وإملاء الأمعاء
لاتهيئه روحيه وقلبيه لتغذيه الروح والفؤاد .
مصاحفهم مغلقه بعد رمضان.!
وصلواتهم مملة !.
واذا صلوا يصلون وهم نائمون.!
الضيق يملأ نفوسهم .!
حياتهم مزعجه ..! وعيشتهم ضنكه !.
حائرون ، تائهون ، محبطون .!
وفي رمضان ساقطون .!
وما بعد رمضان خاسرون ..!
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾
فيارب ذاك رجب شهرُ بركة قد ذهب
وهذا شعبان بخيره قد وجب
فياربِ كما بلغتنا شعبان ومن قبله رجب
بلغنا رمضان وليلة قدره وجنبنا فيه الصخب
واقبل منا صيامنا وقيامنا واحفظ لنا من نحب
وفيه ارزقنا الرحمة والمغفره والعتق من اللهب .
اللهم يا ودود يا ودود! يا ذا العرش المجيد!
يا فعالاً لما تريد! نسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تفرج عنا وعن شعبنا ما هم فيه يا رب العالمين.
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية.
اللهم أعنا ولا تعن علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وكن لنا ولا تكن علينا..
اللهم أطعم جائعنا، واشف مريضنا، وارحم ميتنا ورد غائبنا، وآوي شريدنا، وأمنّ خائفنا.
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا تعاملنا بسيئاتنا.
اللهم أنزل علينا سكينتك، وانشر علينا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام!
اجعل للمسلمين في كل مكان من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية.
اللهم عليك بأعداء الإسلام فإنهم لا يعجزونك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وخذهم أخذ عزيز مقتدر يا رب العالمين.
اللهم أغفر ذنوبنا، وأصلح أحوالنا.
ومنَّ علينا بالهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرب إليها من قول
أو عمل.
ونعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل.
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان.
اللهم بلغنا رمضان . بلغنا صيامه وقيامه.
بلغنا مع احبتنا قيام ليله القدر يا كريم .
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى
آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
----------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالديّ
كماهي لوالدتي المرحومه..
وأنفعِ اللهم بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
-----------------------------------------
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
شعبان شهر التوطئة والترويض
إعداد وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 20 إبريل 2018 م
الموافق 4 شعبان 1439هـ
ثــم أمـــا بـــعــــــد أيها الكرام :
قبل ايام ودعنا شهر رجب ودخلنا شهر شعبان .!
وماهي إلاّ أيام معدودات ونستقبل شهرًا مباركًا،
ماهي إلاّ ايام يسيره ونستقبل شهر رمضان.!
ولهذا نحن الأن في أوائل شعبان.!
والنفوس تحتاج إلى استعداد.!
تحتاج تهيئه .! تحتاج الى تمهيد.!
تحتاج الى ترويض.!
تحتاج إلى عُلو همة.! تحتاج إلى شحذٍ للقلوب.!
لكي تستقبل هذه الأيام المباركات.
ايها الأحباب الكرام
روّاد مسجد بلال بن رباح :-
قاعدة يجبُ على كلِّ مسلم أن يُؤصلها في نفسه، حينما يريد أن يَصْدُقَ في سيره إلى الله عزوجل.
وهي كيف أستعد للقاءِ ربِّ البريات جل وعلا ؟.
كيف تكونُ النفسُ قد تواطأت على قبول أمر الله سبحانه؟.
وكيف أقيم هذا الأمر على مراد الله ؟
لا على ما أريد أنا، أو ما يريد الناس.
كيف أحقق هذا الأمر العظيم ؟
وهو {{ أن أكون عبدًا لله سبحانه }}
قال عزوجل: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}. [الذاريات].
فإن علمت يا عبد الله أنك ما خلقت إلا لتكون عبدًا لله عزوجل، فلا وظيفة لك إلا هذة، وأن هناك معوقات ومعطلات ومثبطات تَحيل بينك وبين السير في هذا الطريق.!
وتأملت حال من نجى كيف نجى ؟
فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البخاري ومسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ اللهُ :
يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ قَالَ:
أَخْرِجْ بَعْثَ النَّارِ قَالَ: وَمَا بَعْثُ النَّارِ ؟!
قَالَ: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فَذَاكَ حِينَ يَشِيبُ الصَّغِيرُ.
"مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ".
أي هؤلاء بعثُ النار.!
ومعنى هذا أنه لا ينجو إلا واحد من كل ألف الى الجنه من مجموع البشر.!
إذًا هذا الطريق يحتاج إلى توطئة النفس،
وإلى إعداد النفس لأن تتهيأ لأمر الله عزوجل، وأن تستعد .!
وفي الحديث الذي أخرجه الامام مسلم
عن ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ « عُرِضَتْ عَلَىَّ الأُمَمُ فَرَأَيْتُ النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ -تصغير الرهط- وَالنَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ وَالنَّبِىَّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ. "
هذا يبين لك وعورة الطريق.!
وصعوبة الأمر على النفس حينما تَخلد إلى الأرض، وتتبع الشهوات، وتصير مع الشبهات .
"النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ" والله ما قصر، ووالله ما فرط، بل جاء بأمر الله عزوجل على مراد الله،
لأن الله اصطفى رسله، واختارهم من خيرة البشر.
"النَّبِىَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلاَنِ .!
وَالنَّبِىَّ يأتي في أمة لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ".
اي : ما آمن به واحد.!
فهذه القضية إن لم تشغل قلبك وأنت تضع اقدامك على عتبات شهر التمهيد شعبان لتكن على استعداد للدخول من أبواب الشهرِ العظيم، شهرُ رمضان الذي فيه من الحسنات،
وفيه من علو القدر، وفيه من نفحات الهداية
ما لايتخيله أحد، ولا يتصوره بشر .
ولكن إن هجمت على رمضان بلا استعداد، ستستقبل أيامه بمللِ نفس، وبضيقِ صدر،
وبِقِلَّةٍ في الطاعات، وكسلٍ في العبادات،
ولا تزال تُمني نفسك حتى تخرج من هذا الشهر.
ولذلك كانت توطئة النفس لقبول أمر الله عزوجل من أعظم الأمور.
ايها الأحباب الكرام :
هل جلسنا يومًا لنحاسب النفس كم قدمت وقربت من طاعات؟
وكم فرطت في معاصي وبليات ومنكرات ؟
ما فعلنا هذا ؟؟!
إذ لو فعلنا لتغير الحال..!
لأن كل عاقل لا يبحث إلا عن ما ينفعه،
ولا يفر إلا مما يضره، فرأينا أنفسنا حينها:
كُسَالَى عن العبادات .!
وكُسَالَى عن الطاعات.!
لا نأتي الصلاة إلا دبارًا.!
وقَلَّ من يتفطن للصف الأول.!
وقَلَّ من يأتي عند الأذان.!!
بل نرى في باقي الطاعات وعظيم القربات :
كم أدينا من نوافل؟ وكم قمنا وأدينا من مسنونات؟
لكن في امر الدنيا الفانيه والحياه الزائله نرى العكس من هذا كله :-
- فكم من تاجر يموت كمدًا أو يعيش بحسرةٍ حينما يرى جاره من التجار أعلى منه ربحًا ومكسبًا .!!
- كم نرى من أصحاب الأموال يموت كمدًا إن بارت تجارته أو خسر ماله ..!
لأنه عاقل يحسبها بحسابٍ كما يقال بالقلم والورقة .
عند الربح يفرح، وعند الخسارة يحزن.!
وفي ماذا؟
في أمرٍ تافه، في عرض من الدنيا قليل،
إلى أن يأتيه أمر الخروج :
{وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ}. [ق].
ذهب الحزن كله مع أول سكرةٍ وخروجٍ للروح،
فلا يحزنهم الفزع، بمجرد أن تخرج الروح إلى روح وريحان.
ولذلك العقلاء هم الذين يجمعون القلب،
ويجمعون النفس، ويهيئون الأمر للسير إلى الله عزوجل ليكون عندها قولهم :
{وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (34) الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ}..
ولذلكم /
النفوس على وجه العموم :
تحتاج إلى تهيئة، تحتاج إلى تمهيد، تحتاج إلى سياسة، تحتاج إلى ترويض .
نعم /
هذه النفوس في كل ما تقبل عليه من عمل إذا مُهّدَ لها ذلك العمل ، وهيئ لها، وعُبّدَ لها الطريق الذي تسلكه للوصول إلى غايتها :
كان ذلك عوناً على إقبالها، وتيسيراً لها في تحقيق الغرض من العمل الذي كُلِفتْ به.!
بخلاف ما إذا هجم الإنسان على العمل أو على التكليف وجوباً دون مقدمة، ودون تمهيد فإنه لن يكون على نحو من الإتقان واللذه والخشوع الذي يُحقق المطلوب، وأضرب لذلك مثلا:
( الاختبارات ) على سبيل المثال إذا لم يتقدمها استعداد وتهيؤ ومراجعة وجد ونشاط ومذاكره، وتأمل وإعادة نظر في المادة المختبر فيها لن يكون هناك ثمة إتقان، ولا بلوغ الغاية والدرجة المطلوبة في الاجتياز .
ولهذا يُفرقُ الناس بين الاختبار المفاجئ والاختبار المرتب المعد والمعلن مسبقاً ..
فالاختبار المعلن والمرتب والمعد :
يكون الإنسان فيه قد تهيىء واستعد واستبصر
لما يُقبل عليه؛ فيتقن العمل،ويتقن الإجابه ويكون موفقاً في اجتياز ما امتُحنَ به..
اما الاختبار المفاجئ :
غالباً لا يكون الناس فيه على نحو من الإتقان
لان فرصه التهيؤ لم تكن موجوده والاستعداد كان غائباً ونهايته الفشل والسقوط .
بل اضرب لكم مثلاً اخر :
الجندي الذي نريده ان يدافع عن وطنه وبلده .
هل يمكن ان نأخذه مباشره من قارعه الطريق ونعطيه السلاح ونوجهه الى ميدان المواجهه وخط الدفاع .!
ام لابد من ان يخضع لدورات تدريب ومحاضرات في حب الوطن والدفاع عنه والذب عنه .
حتى يكون بعدها على استعداد وتهيؤ لخوض غمار الميدان والشعور بحلاوه الدفاع عن الوطن والعرض والموت في سبيله .!
كذلك العبادات والطاعات وفرائض الاسلام :
تهيئة النفس لها ولأمر الله عزوجل هو امرٌ مهمٌّ للغايه وضروري .
= إليكم مثلاً ( الصلاة )
الله جل وعلا فرض الصلاة وأمر بالمحافظة عليها، وحث عليها، وبين عظيم الأجر الحاصل من هذه الصلاة، ولكي تُحقق الصلاة مقاصدها من نهيها عن الفحشاء والمنكر، وما فيها من ذكر الله عزوجل
ولكى تؤتي ثمارها ولكي تتذوق طعم هذه العباده،
ولكي تُدرك مقاصدها، ولكى تُحقق الخشوع،
ولكي تُحقق الغايات منها فلابد من تهيئه ..
والتهيئه لها تبدأ :
من سماع نداء المؤذن وإجابته .!
ثم احسان الوضوء والطهارة .!
ثم المشي الى المسجد وكل خطوة يرفع الله بها العبد درجة، ويحط عنه خطيئة.!
ثم صلاة النافلة التي تكون بين الأذان والإقامة.
ثم الانتظار للصلاه (وانتظار الصلاة بعد الصلاة رباط، كما قال النبي ﷺ .!
ثم التهيؤ للصلاة .!
حتى إذا جاءت الفريضة كان القلب حينها قد حضر، والفؤاد قد قام على الوجه الذي يمكن أن يستشعر عِظَمَ هذه الفريضة، ويؤديها على الوجه الذي يرضاه الله تعالى عنه..
إذاً كُلُّ هذه المقدمات جعلتها الشريعة سبباً لحضور القلب، والتهيئة للقاء الله عزوجل والوقوف بين يديه .!
وتخيل حالك وأنت في متجرك، او أنت في عملك، او أنت مشغول حتى مع أصحابك، أو مع أولادك وزوجك، ثم هجمت على الفريضة بلا تهيئ لقلبك، أتظن يا مسكين أنك ستقيم الصلاة كاملًا ؟
لا والله ؟؟
بل ربما لا تعقل إلا في الركعة الأخيرة، أو عند التشهد .
بل لا اكون مبالغاً إن قلت انك لن تدرك أنك صليت إلا بعد أن يقول الإمام: السلام عليكم ورحمة الله، السلام عليكم ورحمة الله.
= وكذلك ( الحج ) مرة في العمر ..!
ولكن له مقدمات وهي (العمرة) والعمرة نافلة،
وفيها من اليسر والسهولة، أقل بكثير من الحج، فمن ذهب إلى العمرة وذاق لذة الطواف، ورأى البيت الحرام ، وصلي ركعات خلف المقام
عندها يحن حنينه إلى الحج، فإذا ذهب إلى الحج ذهب بشوق وسافر بطعم ووصل بروحانيه .
= كذلك ( الزكاه )
جعلت الشريعه لها توطئة لهذا المال الذي يخرج منك .
بعض الناس تفقأ عينه ولا يُخرج ريالاً من غير الأصول ولا من أصول الزكوات التي توعد الله عزوجل من تركها بأشد الوعيد فقال :
{يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ (35)}. [التوبة].
ولاجل ذلك جعل الله بابًا عظيمًا يروح عن النفس، ويهيئها لإخراج الأصل بطيب نفس، وهي :
(( الصدقات ))
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم ينفق من مما عنده من غير الأصول، لا من أصول الزكوات، حتى ولو لم يملك شيئًا، كان يعطي عطاء من
لا يخشى الفقر، ربما لا يكون في بيته إلا التمرة فتخرج التمرة من بيت النبوة.
فهنا تمرة في بيت النبوة لا يوجد إلا هي،
فتخرجها رضي الله عنها عائشة، وتعطيها وتبذلها
لانها بمثابه تمهيد وتهيئة ومقدمات لإخراج الأصل بطيب نفس، ورضا خاطر ..
= كذلك ( الصوم )
لن تذوق لذة رمضان بما فيه من صيام،وقيام، وصدقه وتسبيح واستغفار ودعاء وربما عمرة، ومافي هذا الشهر من طاعات وعبادات وتلاوات.
لن تذوق لذة القرب،ولذه المناجاه ،ولذه التراويح
إلا اذا هيئت نفسك قبل رمضان.
ولهذا لو تأملنا في الشريعة فإننا سنجد انها قد هيأت النفوس ودربت الأبدان لذلك بالاستعداد بما يعين العبد على استقبال فريضة الصوم .
ومن ذلك ما كان يفعله النبي ﷺ من أنه كان يصوم شعبان؛ تهيئة لرمضان، قالت عائشة رضي الله تعالى عنها-: « ما رأيت رسول الله ﷺ اكثر صياماً من شعبان».
هكذا كان النبي يُمرّنُ نفسه، ويُهيئُ بدنه للقيام بهذه الطاعة، بهذا الإحسان على أكمل وجه،
فإذا جاء الفرض كانت النفس قد تهيأت لطاعة الله تعالى.
إذا جاءالصوم الواجب تكون النفس قد استعدت لما فرض الله تعالى على وجه يَرضى به الله سبحانه وتعالى .
ولهذا من المهم أن نفرق بين شخص يصوم مثلاً من كل شهر ثلاثة أيام، والاثنين والخميس ويصوم في شعبان ..
وبين شخص اخرعهده بالصيام رمضان الماضي.
فرق بين صيام هذا وصيام هذا؟!
فهذا الذي ماصام إلاّ رمضان سيأتي بعد سنة كاملة من الفطر ليصوم أول يوم من رمضان سيجد التعب، وسيجد المشقه وسيكون أداؤه للفريضة فيه نوع من الاستثقال، والعناء .
بخلاف الآخر الذي هيأ نفسه لصوم رمضان بصيام النافلة، وبصيام التطوع.. وبصيام كثيرٍ من شعبان ..
فهذا لن يجد مشقهً ولا عناءً ولا استثقال .!
بل إقباله على هذه العبادة سيكون بنفسٍ متهيئه وبحضورِ قلب، وبخشوعِ جوارح ولذهٍ يجدها طوال شهره .
أيها الأحباب :
نحن في حاجة أن نصفي النفس حتى تصفى لنا، فهذا محمد بن واسع كان على فراش الموت،
وكان من العلماء الأثبات الكبا.!
دخل عليه أصحابه يهنئونه ويقولون له أبشر بخير يوم سيمر عليك، فبكى وقال :
أين أنتم إذا أخذ بيدي وقدمي وطرحت في النار؟ إني مقبل على ربي إن رحمني أدخلني الجنة، وإن حاسبني بعدله أدخلني النار.!
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم وأقولُ ما سمعتم وأستَغفِرُ اللهَ لِي وَلَكم ولِسائِرِ المُسلمينَ من كلِّ ذَنْبِّ فاستغفروهُ إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية :
ثــم أمـــا بـــعــــــد أيها الكرام :
ونحن في الجمعه الاولى من شهر شعبان،
هذا الشهر الفضيل الذي يُعدُ واحداً من الأشهر الثلاثة المباركة؛ ( رجب وشعبان ورمضان )
التي يُفيض الله فيها على عباده بالرّحمة والغفران والعتق والخير والبركه والرزق والأجر الجزيل،
مما لا يُفيض به عليهم في بقيّة الشّهور.
وقد احسن من قال :
مَضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيهِ
وَهَذَا شَهْرُ شَعْبَانَ المُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتَ جَهْلاً
بِحُرْمَتِهَا أَفِقْ وَاحْذَرْ بَوَارَكْ
فَسَوْفَ تُفَارِقُ اللَّذَّاتِ قَسْرًا
وَيُخْلِي المَوْتُ كُرْهًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الخَطَايَا
بِتَوْبَةِ مُخْلِصٍ وَاجْعَلْ مَدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيمٍ
ً فَخَيْرُ ذَوِي الجَرَائِمِ مَنْ تَدَارَكْ
إذاً أيها الأحباب :
نحن في حاجة إلى توطئة لهذا الشهر .!
نحن في حاجة إلى استعداد لهذه الأيام القادمة.!
وهذه الأصول، وهذه الواجبات، وهذه الفرائض،
لن تكون منك عن طيب نفس إلا أذا جعلت لها مقدمات. تُهيئ من خلالها القلب، وتُشجع النفس لتُقبل على العبادة على نحو من الإتقان.!
وعلى نحو من الخشوع.!
وعلى نحو من الكمال في الإقبال على الله عزوجل.
وكما اسلفت كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من الصيام في شعبان ليهيئ النفس إلى رمضان، وهكذا كانوا رضي الله عنهم وأرضاهم
على حسابٍ دائم، في ايام دهرهم كلها .
يقول أنس رضي الله عنه:
سمعت عمر بن الخطاب وخرجت معه حتى دخل حائطاً فسمعته وهو يقول وبيني وبينه جدار وهو في جوف الحائط عمر بن الخطاب أمير المؤمنين بخ بخ والله لتتقين الله أو ليعذبنك الله . .
حساب دائم ! حساب مستمر .!
وعمر من هو عمر ؟؟
انه الذي كانت الدنيا كلها تحت يده، وعلى الرغم من هذا كان خائفًا وجلًا، محاسباً لنفسه وهو القائل :
والله لو عثرت بغلةٌ في العراق لسألني الله عنها:
لمَ لم تمهد لها الطريق ياعمر .؟!
بل ويخرج رضي الله عنه ذات ليله ليتحسس الرعية فيسمعُ بكاء صبي فطرق الباب فسكت،
ثم ذهب وعاد فسمع صراخ صبي،
فأرسل غلامه يسأل عن حال هذا الصبي.
قالت: أمه إن عمر لا يعطي إلا من بلغ الفطام،
أي من فُطم يُعطى عطية من عمر، من بيت مال المسلمين، وإني أُعجلُ له الفطام حتى أنال عطية عمر.
فبكى عمر وقال: كم أهلكت من أطفال المسلمين، ثم قال نادي في الناس :
أن كل مولود له عطية، ورفع ما كان بعد الفطام.
ولذلكم أيها الأحباب :
نحن في حاجة إلى توطئة النفس .!
والقضية الآن أيام ويدخل رمضان،
وكما سبق من رمضان؟ وكم مرّ عليك من رمضان؟وأنت أنت كما أنت؟ انت حالك ذاك حالك ؟
وايامك تلك أيامك مملة، وصومك هو ذاك ماتغير
ولايختلف ابداً عن ايام فطرك.
فنحن في حاجة إلى وقفة جاده .!
في حاجه الى وقفه صادقه .!
لئن نصلح النفس، ونهيئ القلب لقبول أمر الله عزوجل.
حتى يكون رمضان وما بعد رمضان وما قبل رمضان سواء، ثم يأتي رمضان بلذائذ.
فمن قرأ القرآن قبل رمضان عقل القرآن في رمضان وفهم معانيه في رمضان..
لا كمن ينشر المصحف، ويُقلب الصفحات،
ويختم في رمضان خمس ختمات، عشر ختمات، ثلاثين ختمة، في كل يوم القرآن كله،
لا يغني هذا شيء، لأن النفس ما هُيئت،
لان النفس ما زالت فيها ملل، وشهوات تجرها.
أنت تقرأ القرآن وقلبك مع تجارتك،.
انت تقرأ القرآن وقلبك معلق بأموالك
انت تقرأ القرآن وقلبك ملتصق بشهواتك وملذاتك،.
نريد ان تكون هذه الختمات قبل رمضان لتتهيء النفس لرمضان فتقرأ بلذه وخشوع وحضور قلب.
ولذلك نرى أن غالب الناس على المنوال نفسه!.
كيف يتهيئون لرمضان؟
من الآن يبدأون بالتسوق وإعداد الكرتين من أصناف الاطعمه والمشروبات والجبن والحلوى،
وغيرها أشياء كثيره .!
وكأن لهم في رمضان موعداً مع الأكل وسفر المأكولات التى تكفي الفئام من البشر .!
فهذه هي التهيئة لرمضان عند هؤلاء ..!
تهيئه جسديه لإشباع البطون وإملاء الأمعاء
لاتهيئه روحيه وقلبيه لتغذيه الروح والفؤاد .
مصاحفهم مغلقه بعد رمضان.!
وصلواتهم مملة !.
واذا صلوا يصلون وهم نائمون.!
الضيق يملأ نفوسهم .!
حياتهم مزعجه ..! وعيشتهم ضنكه !.
حائرون ، تائهون ، محبطون .!
وفي رمضان ساقطون .!
وما بعد رمضان خاسرون ..!
( أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا ﴾
فيارب ذاك رجب شهرُ بركة قد ذهب
وهذا شعبان بخيره قد وجب
فياربِ كما بلغتنا شعبان ومن قبله رجب
بلغنا رمضان وليلة قدره وجنبنا فيه الصخب
واقبل منا صيامنا وقيامنا واحفظ لنا من نحب
وفيه ارزقنا الرحمة والمغفره والعتق من اللهب .
اللهم يا ودود يا ودود! يا ذا العرش المجيد!
يا فعالاً لما تريد! نسألك بعزك الذي لا يرام، وبملكك الذي لا يضام، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك أن تفرج عنا وعن شعبنا ما هم فيه يا رب العالمين.
اللهم اجعل لنا من كل هم فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية.
اللهم أعنا ولا تعن علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وكن لنا ولا تكن علينا..
اللهم أطعم جائعنا، واشف مريضنا، وارحم ميتنا ورد غائبنا، وآوي شريدنا، وأمنّ خائفنا.
اللهم لا تؤاخذنا بذنوبنا، ولا تعاملنا بسيئاتنا.
اللهم أنزل علينا سكينتك، وانشر علينا فضلك ورحمتك يا أرحم الراحمين .
اللهم يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام!
اجعل للمسلمين في كل مكان من كل همٍ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً، ومن كل بلاءٍ عافية.
اللهم عليك بأعداء الإسلام فإنهم لا يعجزونك، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، وخذهم أخذ عزيز مقتدر يا رب العالمين.
اللهم أغفر ذنوبنا، وأصلح أحوالنا.
ومنَّ علينا بالهدى والتقى والعفاف والغنى.
اللهم إنا نسألك الجنة وما يقرب إليها من قول
أو عمل.
ونعوذ بك من النار وما يقرب إليها من قول أو عمل.
اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان.
اللهم بلغنا رمضان . بلغنا صيامه وقيامه.
بلغنا مع احبتنا قيام ليله القدر يا كريم .
هَذَا وَصَلُّوْا وَسَلِّمُوْا عَلَى إِمَامِ الْمُرْسَلِيْنَ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِيْنَ، فَقَدْ أَمَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى بِالصَّلاَةِ وَالسَّلاَمِ عَلَيْهِ فِي مُحْكَمِ كِتَابِهِ حَيْثُ قَالَ عَزَّ قَائِلاً عَلِيْماً: ((إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّوْنَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوْا صَلُّوْا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوْا تَسْلِيْمًا ))
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى
آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى سَيِّدِنَا إِبْرَاهِيْمَ وَعَلَى آلِ سَيِّدِنا إِبْرَاهِيْمَ، فِي العَالَمِيْنَ إِنَّكَ حَمِيْدٌ مَجِيْدٌ، وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِيْنَ، وَعَنْ أَزْوَاجِهِ أُمَّهَاتِ المُؤْمِنِيْنَ، وَعَنْ سَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِيْنَ، وَعَنْ المُؤْمِنِيْنَ وَالمُؤْمِنَاتِ إِلَى يَوْمِ الدِّيْنِ، وَعَنَّا مَعَهُمْ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِيْنَ.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
----------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالديّ
كماهي لوالدتي المرحومه..
وأنفعِ اللهم بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
-----------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق