الثلاثاء، 22 مايو 2018

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
[ اخفياء..!! ولكن ..!! ]
السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
                      الخطبه {{ 10 }}
إعداد وتعديل وإلقاء :
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في  30 مارس 2018 م
الموافق 13رجب 1439هـ

ثــم أمـــا بـــعــــــد أيها الكرام
روّاد مسجد بلال بن رباح :-    
دار حديث الجمعه الماضيه حول شخصيهٍ يحبها الله جل وعلا قال عنها الحبيب صلى الله عليه وسلم في حديثه الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث سَعْدِ بْنِ أَبِى وَقَّاصٍ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
" إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِىَّ الْغَنِىَّ الْخَفِيَّ "

ولئن الأسماع والقلوب لازالت تتذكر حديث :
 اولئك الاخفياء الذين اذا ظهروا لم يعرفوا واذا غابوا لم يفتقدوا..
واولئك الذين شغلوا أنفسهم بالله، فازدادوا له إخباتاً وطاعة..
فاليوم حديثنا هو النقيض لخطبه الجمعه الماضيه
وهو كذلك حديثٌ عن اخفياء ولكنهم أخفياء من نوع آخر، وشكل اخر وصورهٍ اخرى..!!

- أخفياء يختفون عن أعين الناس، ويحرصون كل الحرص ألا يطلع أحدٌ من الناس على أعمالهم.

- اخفياء يحرصون كل الحرص ألا يراهم أحد من الناس وما يفعلون..

- أخفياء مقصرون فاترون، من أهل الخمول والكسل..

- اخفياء عاكفون في الخلوات على المحرمات
ولا حول ولا قوة إلا بالله..

- اخفياء غفلوا عن مراقبة ربهم واطلاعه على كل أعمالهم وأسرارهم . ونسوا أن الله عزوجل يعلم سرهم ونجواهم وأنهم إليه راجعون..

- اخفياء يعبدون الله أمام الناس ولكنهم إذا خلوا بعيداً عن الناس وابتعدوا عن أعين الناظرين
 بارزوا الله بالمعاصي وارتكبوا المحرمات ومارسوا الموبقات والمنكرات ..

وهؤلاء هم الأخفياء الذين أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي صححه الألباني  من حديث ثوبانَ رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:
"لأعلمن أقواماً من أمتي يأتُونَ يَومَ القِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أمثالِ جِبِالِ تِهَامَةَ بَيْضَاء، فيجعلها الله هَبَاءً مَنْثُورَا !!!"
وفي روايه :
«أنَّ أقوامًا يَأْتُونَ يومَ القيامةِ بأعمالٍ بيضاءَ عظيمة كأمثالِ جِبَال تِهَامَةَ مِنْ صلاةٍ وزكاةٍ وصيامٍ وصدقةٍ وحجٍّ وبِرٍّ ووَصْلٍ وغيرِ ذلك مِنْ أمورِ الخير فَيَنْظُرُ اللهُ إليها، فَيَجْعَلُها هَبَاءً منثورًا».
قال ثوبان: يا رسول الله؛ صفهم لنا جَلِّهِم لنَا،
أنْ لاَ نَكُونَ منهم ونحنُ لا نعلم؟
فقال صلى الله عليه وسلم:
 "أما إنهم إخوانكم ومن جِلدتِكُم، ويأخُذُونَ من اللَّيْل كَمَا تَأْخُذُون، ولكنهم قَوْمٌ إذا خَلَوا بمحارِمِ الله انْتَهَكُوهَا".
وفي روايه:
«أمَا إنهم لمِنْكُم ، أمَا إنهم لمِنْكُم، ويقولون بمِثْلِ قولكم، ويعملون بمِثْلِ أعمالكم؛
 ولكنهم قومٌ إذا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انتهكوها»

أيها الإخوة في الله:
هذا الحديثُ العظيمُ يتحدَّثُ عن شخصيَّةٍ عجيبٌ أمرُها، غريبٌ وصفُها،
ليسَ لها صدقٌ ولا وُضوحٌ، تمشي في الظَّاهرِ مَشيَ الرّفاق، ولكنَّها خلفَ السُّتُور والجُدران والليالي تَفْتَحُ الأنفاقَ لتستحلَّ الأخلاق.

هذه الشخصيَّةُ الخاسرةُ
هذه الشخصيه البائسة لا يخلُوا منها زمانٌ
ولا يخلو منها مكان..!!
 تجدُها في الصفوفِ الأولى في الحياة..!
بل أخبرَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّكَ تجدُها في قيامِ الليل مع القائمين .!!
وفي القنوت مع القانتين..!!
وفي الاسحارِ مع المتهجدين..!!!
 وهو مكانٌ وزمانٌ عزيزٌ يغلبُ على الظنِّ أنَّ صاحبَهُ من المُقرَّبين!.

وهيهاتَ أن نجزمَ للنفسِ بالصَّلاحِ والقَبُول والوُصول اعتمادًا على ظاهر الحال فحسب؛
لأنَّ الأمرَ يتعلَّقُ بأمر آخر لا تراه أعيُنُنا،
 ولا تسمعهُ آذانُنا، ولا تدركُهُ حواسُّنا.

الأمرُ يتعلَّقُ بالخلوات، وما تُخفيه السُّتُورُ والجُدرانُ والليالي ..!!
= حين يختلي الإنسانُ، وينفردُ عن النَّاس.!!
= حينَ تغفَلُ عنهُ العيون، ولا يراهُ إلاَّ الذي يعلمُ خائنةَ الأعين وما تُخفي الصُّدُور..!!
= حينَ تقولُ النفسُ الآثمةُ لصاحبها:
افعل ما شئتَ ! وهيتَ لك ! لا يرانا إلاَّ الكواكب !.
= حينَ ينفردُ العبدُ عن الرُّقباءِ والحُرَّاسِ ولا رقيبَ هنالكَ إلاَّ اللهُ وحده لا شريكَ له!.

هنالك تظهرُ حقيقةُ الإيمان الصادق الذي خالط بشاشه القلوب قولاً وعملاً جوارحاً وأركاناً.
الذي يقول حينها صاحبه :
[ مَعَاذَ الَلَهِ إنّه رَبِ أَحْسَنَ مَثْواي ]
وهناك كذلك ينجلي بُرهانُ التوحيد!
هذا هو الميزانُ الدَّقيقُ الصادِق؛
إنَّهُ السرُّ والخَفَاءُ والغيب؛
 رفعَ أقوامًا حينما جَمَّلوهُ بحسناتهم وأعمالهم الصالحة التي أخفوهَا عن العباد..!!!
وقضى على أقوامٍ آخرين حينَ هتكوا محارمَ الله في الأستار والأسحار والخلوات..!!!

ايها الاحباب الكرام :                    
لنتأمل في هذا الحديثَ مرات ومرات حتى لا نكونَ ممَّن فُضحَ حالهم، وبيَّنَ مآلَهم :
 أقوامٌ مسلمون من أمَّة النبي صلى الله عليه وسلم، يأتُون بحسناتٍ عظيمة أمثالَ الجبال عظَمةً في العين، حتَّى إنَّهم ليأخذون من عبادة قيام الليل الشَّاقَّة المتعبة،  ولكنَّهم مع ذلك يُخبرُ صلى الله عليه وسلم أنَّهم حينما تَحَقُّ الحقائق بين يدي الله تعالى أمام الميزان تطيشُ حسناتُهم كالهباء المنثور، تُمَّحي وتزولُ أمام فضيحةٍ كبرى، أفسدت كلَّ خُلُقٍ جميل، وقضت على الإحسان الذي عُرفَ به الإنسانُ بين الأنام؛
 إنَّها فضيحةُ انتهاكِ محارمِ الله في السرْ..!!
انها مصيبةُ موتِ الرَّقابة في الصدر..!!
انها مصيبَةُ سقوطِ القناعِ وظهورِ الوجهِ الحقيقيّ البائسِ التعيس ..!!

من كان هذا حالُهُ من المغرورين جعلَ اللهُ  إحسانَهُ هباءً منثورَا.
من كان هذا حاله جعل الله أعماله كسرابٍ بقيعه .
من كان هذا حاله كان من الخاسرين ..
{{ "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا" }}..
والجزاءُ من جنس العمل يا ايها الكرام :
ذلك أنَّ العملَ في حقيقته خفيفٌ كالهباء،
ولا أحدَ يدخلُ الجنَّةَ بعمله،
إنَّما هو الصّدقُ والإقبالُ والانكسارُ من يبُثُّ الرُّوحَ في الأعمال،
أمَّا تكديسُ الأعمال فارغةً من الحقيقةِ،
خاليةً من الرُّوحِ أمرٌ يطيشُ ولا يصمُدُ يومَ الميزانِ مع الأعمالِ السيّئةِ التي فَضَحتْ حقيقةَ العبد!.

أيها الإخوةُ الاحباب :
أعيذُكم بالله أن تكونُوا ممَّن طابت علانيتُهُ،
 وخابت حقيقتُه :-
إحسانٌ في الظاهر، والتزامٌ للطقوس والمظاهر، وخلفَ الجُدرانِ والسُّتورِ هتكٌ للمحارِمِ بالسمع والبصر والفرج والجوارِح.

من كان هذا حالُهُ استحقَّ البُكاء، وكان هوَ أحقَّ النَّاسِ بالبُكاء على نفسه التي ماتت، والبَحثِ عن وَجْههِ الذي ضاع، ومُستقبلِهِ الذي انهَد !!.

واليومَ عملٌ ولا حساب، وغدًا حسابٌ ولا عمل،
وعندَ اللهِ تنكشفُ الحقائقُ والخبايا!
قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم :
 قال صلى الله عليه وسلم:              
( إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ )..
- وجه مع الصالحين ( مسبحاً مستغفراً تالياً ذاكراً يلبس جلود الظأن من اللين ، لسانه احلى من السكر )..
- ووجه آخر مع الطالحين والعصاه والمجرمين والمنحرفين ( معاصي ومنكرات وموبقات وسهرات وغناء ورقص ومجون وعربده ) ..

- ظاهره الصلاح والإيمان والورع والزهد والتقوى
وباطنه الغش والخداع والتحايل والتزوير والمراباه والاختلاس والسرقه والنفاق..
- اخلاقه مع الناس مهذبه وخُلقه مستقيم ، لين الجانب ، رحب الصدر، طيب القلب ، كريم النفس.
ومع اهله صاد ناد غليظ قاسي ولايرعوي ولايتعظ ولا يعتبر ولاتؤثر فيه الكلمات .
- مع الناس يلبس ثياب التدّين والطيبه والتواضع والحياء والعفاف والطهر .
ومع نفسه مجرم وطاغيه وفاسد وسافل وعربيد.
ولذلكم /                    
 أولئك الرجال الذين نسمع قصصهم بل ونرى آثارهم ومصنفاتهم، ونرى أنهم أحياء بذكرهم وبعلمهم وبنفعهم وإن كانوا في بطن الأرض أمواتاً بتلك الأجساد الطيبة الطاهرة .. فأسأل وتتساءل معي :
فما هو السر في حياة هؤلاء الرجال ؟؟
ماهو السر في بقاء علمهم ونفعهم وذكرهم
مع انهم في بطن الارض امواتاً بتلك الأجساد الطيبه الطاهره ..؟؟
والسر معلوم وواضح  :
وهو توجه قلوب هؤلاء لله جل وعلا، في سرهم وعلانيتهم..
توجهت قلوب أولئك الرجال فنالوا ما نالوا،
ووصل سمعهم إلى عصرنا الحاضر،
فكان القلب عمله وعلمه لله سبحانه وتعالى،
وكان حبه وبغضه، وقوله وفعله وحركاته وسكناته ودقه وجله وسره وعلانيته لله.
 يوم أن كانت الآيات هي الشعارات التي تُرفع، والكلمات التي تتردد في القلب قبل اللسان وفي كل مكان :
((  قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ))[الأنعام:162]
 هكذا كانت الآيات ترفع فامتلأت بها القلوب..
أما اليوم فتعال وانظر لحالنا يا أخي الكريم كأفراد :
 فقلوبنا شذر مذر، ونفوسنا عُجب وكبر، وأفعالنا تَزيّن وإظهار، وأقوالنا لربما كانت طلباً للاشتهار.
همومنا في الملذات، وحديثنا في الشهوات،
وصدق صلى الله عليه وسلم بقوله:
 (إن الله كَرِهَ لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال ) إلا من رحم الله منا.

وانظر لحالنا كأمة :.              
ذل ومهانة وهوان واحتقار، ولا داعي إلى أن أواصل الكلام عن حال هذه الأمة في هذا العصر..
أكانت امتنا ستكون بهذا الذل والمهانة يا كرام
لو كانت القلوب متوجهة إلى الله بصدق؟!
 أقولها ثقة بالله سبحانه وتعالى:
 لا والله، لا يكون هذا الذل وهذا الاحتقار لهذه الأمة لو توجهت قلوب أصحابها وتوجهت قلوب المسلمين جميعاً إلى الله جل وعلا:

رب وامعتصماه انطلقت
                            ملءَ أفواهِ الصبايا اليُتّمِ
لامست أسماعـهم لكنها
                           لم تلامس نخوة المعتصمِ

إذاً..
- فالسر في حياة أولئك هو:
معرفتهم بأن مطلعٌ عليهم وعلى أعمالهم..
- السر هو في ( توحيدهم  لله جل وعلا )
وليس التوحيد قولاً  ..
 فكلنا يقول: (( لا إله إلا الله ))
 ولكنه التوحيد القلبي ؛
يوم أن تكون الأفعال والأقوال وحركات القلب وسكناته كلها لله سبحانه وتعالى..

فيا اخي الكريم :
إذا أغلقت دونك الباب وأسدلت على نافذتك الستار وغابت عنك أعين البشر .!!!
فتذكر مَنْ لا تخفى عليه خافية ..!
تذكر من يرى ويسمع دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء ، جل شأنه وتقدس سلطانه ..!
قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى
 ( يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ )
قال: الرجل يكون في القوم فتمر بهم المرأة، فيريهم أنه يغض بصره عنها، فإن رأى منهم غفلة نظر إليها، فإن خاف أن يفطنوا إليه غض بصره، وقد اطلع الله عز وجل من قلبه أنه يود لو نظر إلى عورتها !!
يقول ابْنُ الْأَعْرَابِيِّ :
" أَخْسَرُ الْخَاسِرِينَ مَنْ أَبْدَى لِلنَّاسِ صَالِحَ أَعْمَالِهِ، وَبَارَزَ بِالْقَبِيحِ مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ"
نسأل الله التوفيق إلى كل ما يحب ويرضى.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب، إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبـــة الثانيـــة :
ثــم أمـــا بـــعــــــد ايها الاحباب الكرام
وقفه اليوم مع حديث عظيم ذو شجون
والله ان قرآته فقط لهي كافيه ان تزلزل الأركان
وان تقشعر له الجلود وتخشع له الجوارح ..!!

"لأعلمن أقواماً من أمتي يأتُونَ يَومَ القِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أمثالِ جِبِالِ تِهَامَةَ بَيْضَاء، فيجعلها الله هَبَاءً مَنْثُورَا!"
من هم هؤلاء يا رسول الله ؟؟
صفهم لنا ؟ جَلَّهم لنا ؟؟
 "أما إنهم إخوانكم ومن جِلدتِكُم، ويأخُذُونَ من اللَّيْل كَمَا تَأْخُذُون، ولكنهم قَوْمٌ إذا خَلَوا بمحارِمِ الله انْتَهَكُوهَا".
- انهم الذين يستحون عند المعاصي من المخلوق ولا يستحون من الخالق..
- انهم الذين يخافون من ان يراهم المخلوق وهم يعصون ولا يخافون من الخالق جل في علاه .
- انهم الذين يستترون من المخلوق ولايستترون من الخالق ..
- انهم الذين يبارزون الله بعظائم الذنوب وهو يكلؤهم على فراشهم ويحفظهم في كل أحوالهم.
- انهم الذين جعلوا الله الخالق أهون الناظرين إليهم..
 - انهم الذين خالفوا أوامر الله ، واستجابوا للشيطان وداعيه ..
- يقول سحنون رحمه الله:
" إياك أن تكون عدوا لإبليس في العلانية صديقاً له في السر"...

وما اكثر اصدقاء ابليس في هذا الزمان:          
= فكم من مسلمٍ محافظٍ على الصلاة، يحضُرُ المسجد في الساعة الأولى، لا تميّزُهُ في الظاهرِ عن المؤمنين، يمشي كمشيِ الصَّالحين من الرَفاق،
 ولكنَّهُ خلفَ الأسوارِ وتحتَ الأنفاق،  ينزِعُ القناعَ لتتنفَّسُ نفسُهُ الحقيقيَّة،
فإذا بهِ قد اعتادَ في السِّرِّ تقليبَ البصرِ في القنوات المُحرَّمة ..!!

= وآخرُ اعتادَ الوُقوعَ في الفاحشة، رُبَّما مع جارةٍ أو قريبة، ولا أحدَ يعلمُ حالَهُم ولا حقيقتَهم،
 ثمَّ العجيبُ أنَّهُ إذا سمعَ النّداءَ اغتسلَ ولم يُفرّط في الصفّ الأوَّل في الصلاة!.
يَخْرُجُ إلى النَّاس يُزيِّنُ لهم حالهُ، ويُظهرُ لهم حُسنَ فِعالِه!

= وآخر موظف يقيم صلاته ، ويحضر الجمع ،
ولكنه يخون أمانة العمل ..!!

= وآخر تاجر عليه سمات الدين ، ولكنه إذا سمحت له الفرصة بعيداً عن الناس يغش في تجارته أو يبخس في ميزانه ..او يحتكر في سلعاته..
وهكذا.. أمثالهم كثير من الناس من الذين  إذا سمحت لهم الفرصة بمحارم الله انتهكوها .

ايها الاحباب الكرام :
 يعلمُ اللهُ تعالى أنَّنا لا نريدُ جرحَ مشاعرِ النَّاس، ولا قراءةَ النَّوايا ولا توزيعَ الاتّهامات،
إنَّما هو الخوفُ على من ذاقَ طعمَ الصلاحِ وعرفَ طريقهُ أن يتلاعبَ بهِ الشيطان، وتتقاذفُهُ الأهواءُ إلى حيثُ لا ينفعُهُ النَّدم.

واللهِ يكفي الواحدَ منَّا أن يستحضرَ ساعةَ احتضارِهِ، ولحظةِ خُروجِ روحه،
 يستحضرُ ذلك بين عينيه،
تلكَ اللحظةُ العظيمةُ التي يكشفُ فيها اللهُ الحقائقَ على الوُجوه، يومَ تبيضُّ وُجوهٌ وتبتسم،
وتسودُّ وُجوهٌ وتكفهر..!
فالحذرَ الحذرَ أن نكونَ ممَّن تسوَدُّ وُجوهُهُم عند خروج الرُّوح، والنَّاسُ في دهشة من ذلك،
قال الإمام ابن رجب -رحمه الله-:
"غالب حوادث سوء الخاتمة يكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لا يطلع عليها الناس، فتلك الخصلة الخفية توجب سوء الخاتمة عند الموت" ..

- اللهم ثبتنا بالقول الثابت في الحياه الدنيا
وفي الاخره ..

-اللهم اعصمنا من الزيغ والضلاله ومن الغوايه بعد الهدايه ومن الفساد بعد الصلاه..

- اللهم لا تتوفنا الا وانت راضٍ عنا مقبلين غير مدبرين ، محسنين لا مسيئين ..

- اللهم لا تفضحنا يوم العرض عليك يوم لامحيا ومنجا ولا ملتجأ منك إلا إليك ..

- اللهم لا تخزنا يوم يبعثون ، يوم لاينفعُ مالٌ ولابنون إلاّ من اتى الله بقلبٍ سليم .

- اللهم اجعل سرنا خيراً من علانيتنا، واجعل ظواهرنا صالحة.

- اللهم اجعل عملنا صالحاً ولوجهك خالصاً ولاتجعل لأحدٍ منه شيئاً ياسميع الدعاء ..

- اللهم طهر أعمالنا من الرياء وألسنتنا من الكذب وأعيننا من الخيانه ..

- اللهم لا تجعلنا من الخاسرين اعمالاً الذين ضل سعيهم في الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً ..
- اللهم بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا بفضلك ومنّك وكرمك رمضان يا كريم يارحيم ياغفار..

- اللهم حبب إلينا الإيمان، وزيّنه في قلوبنا،
وكرّه إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.

ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد،..
 وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
-----------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالديّ
كماهي لوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...