خطبه جمعه بعنوان
يا من خرجت من رمضان عرفت فالزم
إلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 14يوليو 2017م
الموافق 20شوال 1438هـ
ثم امابعد
ايها الكرام:-
ونحن لا زلنا نستنشق هواء شهر شوال العليل
ونرتوي من معينه العذب وسلسبيله الصافي مايعيننا في سيرنا الى رب العزه والملكوت
مستمرين معكم في طرح صايا مغادره شهر الصوم رمضان..
فلقد وقفنا خلال الأسابيع الماضيه وبعد وداعنا لشهر رمضان مع بعض الوصايا المهمه :
كوصيه (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين))
ووصيه (( لاتتبعوا خطوات الشيطان ))
ووصيه(( ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها.....))
واليوم ونحن نقف على عتبات العشر الاخيره
من شهر شوال ..
ونقف عند الوصيه الاخيره والمهمه والتى ينبغي
ان نضعها نصب أعيننا ....
لا أطيل عليكم أحبتي الكرام
فلقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
- كثير التعهد لأصحابه..
- شديد التفقد لهم في أمور آخرتهم..
- كثير الحث لهم على لزوم طاعة أمر الله
جل وعلا..
وفي احدى الايام وبينما هو صلى الله عليه وسلم-
يمشي في طريق إذ لقيه الصحابي الجليل الشاب اليافع ذو العام السابع عشر
( حارثه بن سراقه )..
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((كيف أصبحت يا حارثة؟))؟
كيف أصبحت؟
سؤال كبير وخطير يسأله الإنسان لنفسه
ولمن حوله.
يسأل نفسه كيف أصبح ؟
هل أَصبَحْتُ على إسلامٍ وإيمان؟؟؟
أم أَصبَحْتُ على نفاقٍ وعصيان؟؟؟.
هل أَصبَحْتُ مؤمناً بربي راض بما قدر
وقضى لي ؟؟؟
أم أَصبَحْتُ ساخطاً على ربي غير راض
بقضائه وقدره؟
هل أَصبَحْتُ وقد أديت ما علىّ من فروض وعبادات .؟؟
أم أَصبَحْتُ ولم أُطهر نفسي بماء الوضوء والوقوف بين يدي ربي وأن أبدأ يومي بالصلاة والدعاء لله رب العالمين؟.
هل أَصبَحْتُ سعيداً فرحاً مغتبطاً ومتفائلاً ؟؟؟
أم أَصبَحْتُ مهموماً مغموماً محبطاً ومتشائماً؟؟؟
هل أَصبَحْتُ وأنا أحب للناس ما أحب لنفسي واكره لهم ما أكره لنفسي؟؟؟
أم أَصبَحْتُ أنانياً لا أحب ولا أهتم إلا بنفسي فقط ولا اعمل إلا لنفسي فقط؟؟؟
هل أَصبَحْتُ وهمي الدنيا.. الهث ورائها واقاتل من اجلها واخاصم لأجلها واعبث لسواد عيونها؟؟
أم أَصبَحْتُ وهمي الآخرة... وهمي ماعندالله؟؟
وحيا من قال
ليس من بات قريراً عينُه ***
مثل من أصبح قفراً دارسا
ليس من أُكرمَ بالوصل كمن***
ظل يهذى بلعل وعسى
ليس من أُلبس أثواب التقى ***
مثل الذي أُلبس ثوباً دنسا
ليس من سِيرَ به مثل الذي ***
بات يرعى الحمى مبتئسا
ليس من شاهدَ صُبحاً واضحاً ***
مثل الذي شاهد ليلاً غَلَسا
ليس من بُوئَ روضات الحمى ***
مثل الذي أُسكنَ قفراً يابسا
ليس من أَشبهَ غُصناً يانعاً ***
مثل من أَشبهَ عوداً يابسا
نعم
أسئلة كثيرة أسألها لنفسك كل صباح ..
وهذا ما كان يفعله السلف الصالح -رضوان الله عليهم-.
ولكن كانت إجاباتهم تختلف عن إجاباتنا اليوم كانوا يجيبون على سؤال:
كيف أصبحت؟
بما ينطق به لسان إيمانهم وبما يرضي ربهم وخالقهم.
حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصباح بأسئلهٍ لاصحابه كلها تدل تنم على اهتمامه عليه الصلاه والسلام بترسيغ علاقه أصحابه مع الله وربطهم بخالقهم وعبادته..
ففي حديث ابو هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
قَالَ: فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
قَالَ: فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
قَالَ: فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
((مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ))
رواه مسلم
ولذلكم
((كيف أصبحت يا حارثة؟))
واسمعوا لجواب حارثه .....
قال : اصبحت مؤمنا بالله حقا!..
انه المؤمن الحق الذي لايشبع من الخير ابدااا
انه كلام يكشف عن عمق السؤال الذي كان يرمي له رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وجواب حارثة الذي ينم على عمق الحياة مع الله سبحانه وتعالى ..
فلو أن أحدنا وضع عليه هذا السؤال لكان جوابه عادياً وكما هو معروف:
"أنا بخير والحمد لله"
أو يقول لك "الأمور على ما يرام"
أو نحو ذلك..
وربما لا يُلقِ بالاً لما يجيبك به..
فقد غدا جوابنا على مثل هذا السؤال من قبيل المألوف الذي لا يُحرك في شعورنا ساكناً
ولا يذكرنا بشيء..
أما جواب حارثة (( أصبحت مؤمنا بالله حقا))
يدل على أولى القضايا التي تشغل البال،
وتأخذ بلب القلب..
إنها مسألة الإيمان بالله والحياة مع الله
بعبادته وطاعته والاستجابة لأمره..
ولهذا يقول حارثه :
أصبحت والله مؤمناً حقاً،
فقال -عليه الصلاة والسلام-:
(( انظر ما تقول، فإن لكل شيء حقيقه.
وفي روايه ان لكل قولٍ حقيقة،
فما حقيقة إيمانك؟))؟؟
فقال:
عزِفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت ليلي،
وأظمأت نهاري..
وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً،
وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها،
وإلى أهل النار يتعاوون فيها،
فقال - عليه الصلاة والسلام -:
((عرفت فالزم))(( عرفت فالزم ))
اي اثبت على هذا الإيمان الحقيقي بالله
استمر فى هذا الحب لله وماعند الله
استقم على هذا الطريق ولاتحيد عنه
إلزم الروحانية - إلزم طريق الايمان
إلزم طريق الاستقامة
إلزم طريق الهدايه والصلاح...
(( واستقيموا إليه واستغفروه ))
(( فاستقمت كما أمرت ومن تاب معك ))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم...
الخطبه الثانيه :
ثم امابعد
ايها الاحباب الكرام:
من وصيه الحبيب لحارثه نقتتطفها كوصيه لي ولك.. ولها وله... ولكم ولهم...
وصيه جامعه شامله
نعم (( الشاهد فيهاا /
ومربض الفرس/
وبيت القصيد...
يامن خرجت من رمضان
يا من ذقت فيه حلاوه الايمان
يا من أطعت فيك خالقك ومولاك
يا من كنت فيه :
نعم العبد الصالح المؤمن
نعم العبد الصوّام القوّام
نعم العبد الذاكر الشاكر
نعم العبد المسبح المستغفر
نعم العبد التواب الآواب
نعم العبد القاريء المرتل
نعم العبد المنفق المتصدق
(( عرفت فالزم ))
نعم ايها الاحباب الكرام
/ هذه الوجوه التي سجدت لله في رمضان
عرفتي الطريق الصح فالزمي الطريق...
وعليكى ان تنتبهي ان تتجهي لغير الله بعد رمضان.
/ وهذه البطون التي صامت عن الحلال في رمضان.. عرفتي الطريق فالزمي..
ويجب أن تصومي عن أكل الحرام بعد رمضان.
/ وهذه العيون التي بكت من خشية الله في رمضان .. عرفتي الطريق فالزمي..
ويجب أن تمتنعي عن النظر إلى الحرام
بعد رمضان.
/ هذه الأقدام التي سعت إلى المساجد..
عرفتي الطريق فالزمي...
ويجب ألا تسعى في الفساد والإفساد في
الأرض بعد رمضان.
/ هذه الأيدي التي كانت ممراً لعطاء الله تنفق وتعطي في رمضان .. عرفتي الطريق فالزمي.
ويجب أن لا تبطش وتسرق وتختلس وترتشي
بعد رمضان.
وخذوها مني واضحه ساطعه كالشمس:
(( الانقطاع دليل على عدم القبول ))
يقول كعب - رضى الله عنه -:
مَن صام رمضان وهو يحدِّث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود.
ولمَّا سُئِل بشر الحافي- رحمه الله -
عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون،
فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال:
بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
- فيا من تذوقت حلاوة الإيمان وعرفت فضل الأعمال في رمضان .عرفت فالزم ..
داوم عليها ولازمها ولا تتركها بعد رمضان.
- ويا من كنت لا تحافظ على الصلاة ووفقك الله للصلاة والمحافظة عليها عرفت فالزم وإياك أن تضيعها.
واسمع للحبيب من حديث جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
"إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ". رواه مسلم.
- ويا من عرفت طريق القيام في رمضان وتذوقت حلاوة المناجاة . عرفت فالزم..
فلا تحرم نفسك ولو ركعتين قبل أن تنام ..
واسمع للحبيب من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا محمد عش ما شئت فإنك ميت،
واعمل ما شئت فإنك مجزي به ،
وأحبب من شئت فإنك مفارقه ،
واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ،
وعزه استغناؤه عن الناس" رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن صحيح الترغيب والترهيب - الألباني.
- ويا من فتحت المصحف وعشت في رحابه في رمضان .
عرفت فالزم فلا تغلقه بعد رمضان ..
أترضي أن يشكوك رسول الله إلى ربه يوم القيامة ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].
- ويامن عشت مع الصوم في رمضان
وكنت نعم الصائم
نعم المحب للصيام
لا زال الصيام مشروعاً طوال العام
ولازال أمامنا فرصه اخيره قد لاتعوض للفوز بالآجر والثواب العظيم الذي اخبر به سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال:
(( من صام رمضان واتبعه بست من شوال
كان كصوم الدهر ...)))..
فلا تفوتوا على انفسكم الظفر بالمجيء يوم القيامه بمن صام الدهر كله والعمر كله ...
اسأل الله ان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا علماً ينفعنا ..
وان لايتوفانا الا وهو راضٍ عنا مقبلين غير مدبرين محسنين لا مسيئين ....
ألا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين، كما أمركم بذلك ربكم حيث قال تعالى:
(إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
يا من خرجت من رمضان عرفت فالزم
إلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 14يوليو 2017م
الموافق 20شوال 1438هـ
ثم امابعد
ايها الكرام:-
ونحن لا زلنا نستنشق هواء شهر شوال العليل
ونرتوي من معينه العذب وسلسبيله الصافي مايعيننا في سيرنا الى رب العزه والملكوت
مستمرين معكم في طرح صايا مغادره شهر الصوم رمضان..
فلقد وقفنا خلال الأسابيع الماضيه وبعد وداعنا لشهر رمضان مع بعض الوصايا المهمه :
كوصيه (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين))
ووصيه (( لاتتبعوا خطوات الشيطان ))
ووصيه(( ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها.....))
واليوم ونحن نقف على عتبات العشر الاخيره
من شهر شوال ..
ونقف عند الوصيه الاخيره والمهمه والتى ينبغي
ان نضعها نصب أعيننا ....
لا أطيل عليكم أحبتي الكرام
فلقد كان الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم :
- كثير التعهد لأصحابه..
- شديد التفقد لهم في أمور آخرتهم..
- كثير الحث لهم على لزوم طاعة أمر الله
جل وعلا..
وفي احدى الايام وبينما هو صلى الله عليه وسلم-
يمشي في طريق إذ لقيه الصحابي الجليل الشاب اليافع ذو العام السابع عشر
( حارثه بن سراقه )..
فقال له رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
((كيف أصبحت يا حارثة؟))؟
كيف أصبحت؟
سؤال كبير وخطير يسأله الإنسان لنفسه
ولمن حوله.
يسأل نفسه كيف أصبح ؟
هل أَصبَحْتُ على إسلامٍ وإيمان؟؟؟
أم أَصبَحْتُ على نفاقٍ وعصيان؟؟؟.
هل أَصبَحْتُ مؤمناً بربي راض بما قدر
وقضى لي ؟؟؟
أم أَصبَحْتُ ساخطاً على ربي غير راض
بقضائه وقدره؟
هل أَصبَحْتُ وقد أديت ما علىّ من فروض وعبادات .؟؟
أم أَصبَحْتُ ولم أُطهر نفسي بماء الوضوء والوقوف بين يدي ربي وأن أبدأ يومي بالصلاة والدعاء لله رب العالمين؟.
هل أَصبَحْتُ سعيداً فرحاً مغتبطاً ومتفائلاً ؟؟؟
أم أَصبَحْتُ مهموماً مغموماً محبطاً ومتشائماً؟؟؟
هل أَصبَحْتُ وأنا أحب للناس ما أحب لنفسي واكره لهم ما أكره لنفسي؟؟؟
أم أَصبَحْتُ أنانياً لا أحب ولا أهتم إلا بنفسي فقط ولا اعمل إلا لنفسي فقط؟؟؟
هل أَصبَحْتُ وهمي الدنيا.. الهث ورائها واقاتل من اجلها واخاصم لأجلها واعبث لسواد عيونها؟؟
أم أَصبَحْتُ وهمي الآخرة... وهمي ماعندالله؟؟
وحيا من قال
ليس من بات قريراً عينُه ***
مثل من أصبح قفراً دارسا
ليس من أُكرمَ بالوصل كمن***
ظل يهذى بلعل وعسى
ليس من أُلبس أثواب التقى ***
مثل الذي أُلبس ثوباً دنسا
ليس من سِيرَ به مثل الذي ***
بات يرعى الحمى مبتئسا
ليس من شاهدَ صُبحاً واضحاً ***
مثل الذي شاهد ليلاً غَلَسا
ليس من بُوئَ روضات الحمى ***
مثل الذي أُسكنَ قفراً يابسا
ليس من أَشبهَ غُصناً يانعاً ***
مثل من أَشبهَ عوداً يابسا
نعم
أسئلة كثيرة أسألها لنفسك كل صباح ..
وهذا ما كان يفعله السلف الصالح -رضوان الله عليهم-.
ولكن كانت إجاباتهم تختلف عن إجاباتنا اليوم كانوا يجيبون على سؤال:
كيف أصبحت؟
بما ينطق به لسان إيمانهم وبما يرضي ربهم وخالقهم.
حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يفتتح الصباح بأسئلهٍ لاصحابه كلها تدل تنم على اهتمامه عليه الصلاه والسلام بترسيغ علاقه أصحابه مع الله وربطهم بخالقهم وعبادته..
ففي حديث ابو هُرَيْرَةَ قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ صَائِمًا؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
قَالَ: فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
قَالَ: فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مِسْكِينًا،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
قَالَ: فَمَنْ عَادَ مِنْكُمْ الْيَوْمَ مَرِيضًا،
قَالَ أَبُو بَكْرٍ -رضي الله عنه-: أَنَا،
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-:
((مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ))
رواه مسلم
ولذلكم
((كيف أصبحت يا حارثة؟))
واسمعوا لجواب حارثه .....
قال : اصبحت مؤمنا بالله حقا!..
انه المؤمن الحق الذي لايشبع من الخير ابدااا
انه كلام يكشف عن عمق السؤال الذي كان يرمي له رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وجواب حارثة الذي ينم على عمق الحياة مع الله سبحانه وتعالى ..
فلو أن أحدنا وضع عليه هذا السؤال لكان جوابه عادياً وكما هو معروف:
"أنا بخير والحمد لله"
أو يقول لك "الأمور على ما يرام"
أو نحو ذلك..
وربما لا يُلقِ بالاً لما يجيبك به..
فقد غدا جوابنا على مثل هذا السؤال من قبيل المألوف الذي لا يُحرك في شعورنا ساكناً
ولا يذكرنا بشيء..
أما جواب حارثة (( أصبحت مؤمنا بالله حقا))
يدل على أولى القضايا التي تشغل البال،
وتأخذ بلب القلب..
إنها مسألة الإيمان بالله والحياة مع الله
بعبادته وطاعته والاستجابة لأمره..
ولهذا يقول حارثه :
أصبحت والله مؤمناً حقاً،
فقال -عليه الصلاة والسلام-:
(( انظر ما تقول، فإن لكل شيء حقيقه.
وفي روايه ان لكل قولٍ حقيقة،
فما حقيقة إيمانك؟))؟؟
فقال:
عزِفت نفسي عن الدنيا، وأسهرت ليلي،
وأظمأت نهاري..
وكأني أنظر إلى عرش ربي بارزاً،
وكأني أنظر إلى أهل الجنة يتزاورون فيها،
وإلى أهل النار يتعاوون فيها،
فقال - عليه الصلاة والسلام -:
((عرفت فالزم))(( عرفت فالزم ))
اي اثبت على هذا الإيمان الحقيقي بالله
استمر فى هذا الحب لله وماعند الله
استقم على هذا الطريق ولاتحيد عنه
إلزم الروحانية - إلزم طريق الايمان
إلزم طريق الاستقامة
إلزم طريق الهدايه والصلاح...
(( واستقيموا إليه واستغفروه ))
(( فاستقمت كما أمرت ومن تاب معك ))
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم،
ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، ونفعنا بهدي سيد المرسلين، وبقوله القويم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه، إنه هو الغفور الرحيم...
الخطبه الثانيه :
ثم امابعد
ايها الاحباب الكرام:
من وصيه الحبيب لحارثه نقتتطفها كوصيه لي ولك.. ولها وله... ولكم ولهم...
وصيه جامعه شامله
نعم (( الشاهد فيهاا /
ومربض الفرس/
وبيت القصيد...
يامن خرجت من رمضان
يا من ذقت فيه حلاوه الايمان
يا من أطعت فيك خالقك ومولاك
يا من كنت فيه :
نعم العبد الصالح المؤمن
نعم العبد الصوّام القوّام
نعم العبد الذاكر الشاكر
نعم العبد المسبح المستغفر
نعم العبد التواب الآواب
نعم العبد القاريء المرتل
نعم العبد المنفق المتصدق
(( عرفت فالزم ))
نعم ايها الاحباب الكرام
/ هذه الوجوه التي سجدت لله في رمضان
عرفتي الطريق الصح فالزمي الطريق...
وعليكى ان تنتبهي ان تتجهي لغير الله بعد رمضان.
/ وهذه البطون التي صامت عن الحلال في رمضان.. عرفتي الطريق فالزمي..
ويجب أن تصومي عن أكل الحرام بعد رمضان.
/ وهذه العيون التي بكت من خشية الله في رمضان .. عرفتي الطريق فالزمي..
ويجب أن تمتنعي عن النظر إلى الحرام
بعد رمضان.
/ هذه الأقدام التي سعت إلى المساجد..
عرفتي الطريق فالزمي...
ويجب ألا تسعى في الفساد والإفساد في
الأرض بعد رمضان.
/ هذه الأيدي التي كانت ممراً لعطاء الله تنفق وتعطي في رمضان .. عرفتي الطريق فالزمي.
ويجب أن لا تبطش وتسرق وتختلس وترتشي
بعد رمضان.
وخذوها مني واضحه ساطعه كالشمس:
(( الانقطاع دليل على عدم القبول ))
يقول كعب - رضى الله عنه -:
مَن صام رمضان وهو يحدِّث نفسه أنه إذا خرج رمضان عصى ربه؛ فصيامه عليه مردود، وباب التوفيق في وجهه مسدود.
ولمَّا سُئِل بشر الحافي- رحمه الله -
عن أناس يتعبدون في رمضان ويجتهدون،
فإذا انسلخ رمضانُ تركوا، قال:
بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان!
- فيا من تذوقت حلاوة الإيمان وعرفت فضل الأعمال في رمضان .عرفت فالزم ..
داوم عليها ولازمها ولا تتركها بعد رمضان.
- ويا من كنت لا تحافظ على الصلاة ووفقك الله للصلاة والمحافظة عليها عرفت فالزم وإياك أن تضيعها.
واسمع للحبيب من حديث جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ :
"إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلاَةِ". رواه مسلم.
- ويا من عرفت طريق القيام في رمضان وتذوقت حلاوة المناجاة . عرفت فالزم..
فلا تحرم نفسك ولو ركعتين قبل أن تنام ..
واسمع للحبيب من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال جاء جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"يا محمد عش ما شئت فإنك ميت،
واعمل ما شئت فإنك مجزي به ،
وأحبب من شئت فإنك مفارقه ،
واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل ،
وعزه استغناؤه عن الناس" رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن صحيح الترغيب والترهيب - الألباني.
- ويا من فتحت المصحف وعشت في رحابه في رمضان .
عرفت فالزم فلا تغلقه بعد رمضان ..
أترضي أن يشكوك رسول الله إلى ربه يوم القيامة ﴿ وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا ﴾ [الفرقان: 30].
- ويامن عشت مع الصوم في رمضان
وكنت نعم الصائم
نعم المحب للصيام
لا زال الصيام مشروعاً طوال العام
ولازال أمامنا فرصه اخيره قد لاتعوض للفوز بالآجر والثواب العظيم الذي اخبر به سيدنا
محمد صلى الله عليه وسلم حينما قال:
(( من صام رمضان واتبعه بست من شوال
كان كصوم الدهر ...)))..
فلا تفوتوا على انفسكم الظفر بالمجيء يوم القيامه بمن صام الدهر كله والعمر كله ...
اسأل الله ان ينفعنا بما علمنا وان يرزقنا علماً ينفعنا ..
وان لايتوفانا الا وهو راضٍ عنا مقبلين غير مدبرين محسنين لا مسيئين ....
ألا وصلوا ـ رحمكم الله ـ على سيد الأولين والآخرين وإمام المتقين، كما أمركم بذلك ربكم حيث قال تعالى:
(إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً)
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق