الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه عيد الفطر المبارك

خطبه عيد الفطر المبارك                  


إعداد وإلقاء الاستاذ/
احمد عبدالله صالح 
خطيب مسجد بلال بن رباح-
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب.
القيت في 2017/6/24
الموافق 1 شوال 1438هـ

الله أكبر تسعاً .
الله أكبر كبيراً ، والحمد لله بكرة وأصيلاً .
الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض وجعل الظلمات والنور ، ثم الذين كفروا بربهم يعدلون .
الحمد لله الذي سخر الليل والنهار ، والشمس والقمر ، كل في فلك يسبحون .
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ، ليحكم بين الناس فيما كانوا فيه يختلفون .
الحمد لله الذي جعل جنات الفردوس نزلاً يتنافس فيه المتنافسون .

أيها المسلمون /عبـــاد الله :-
  هذا يوم عيدكم ،
عيد الفطر المبارك جعله الله لكم ولسائر
المسلمين في أصقاع الأرض يومُ فرحٍ وسرور ...

فهنيئاً لكم أيها الصائمون والقائمون ..
هنيئاً لكم أيها المنفقون ..
هنيئاً لكم أيها الذاكرون لله كثيراً
هنيئاً لكم ايها القارئون لكتابه ...
هذا يوم عيدكم وفرحكم ..

اختصكم به ربكم دون سائر الأمم ..
 وأي فرح أعظم من فرح عبدٍ مؤمن أطاع ربه بما شرع  ..
قال تعالى
( قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) (يونس/58)
 
- ولما لا تفرحون وقد منّ الله عليكم بالهداية
وبلغكم رمضان، ووفقكم للصيام ،
 وأتم الله عليكم نعمته فمنحكم الرحمة،
وتفضل عليكم بالمغفرة، ووعدكم بالعتق من النار ؟!

- لم لا يفرح الصائم وقد أكرمه الله:  
 بأن حباه لساناً ناطقاً يلهج بذكره،
وأمره بالتكبير شكراً وحمداً على هديه
وجعله دليلاً على شكره :
( ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون ) ..

فاشكروا الله على فضله واستقيموا على شرعه
وأكثروا من الدعاء بأن يتقبل الله منكم صيام شهر رمضان وقيامه وسائر العبادات والطاعات فيه.
 فقد وصف الله حال عباده المؤمنين بعد القيام بالعبادات والطاعات بأنهم :
 ( يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى
 ربهم راجعون ) ( المؤمنون 60)
أي يخافون أن ترد أعمالهم ، ..
قال الإمام علي رضي الله عنه :
 " كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل ، ألم تسمعوا إلى قول الحق عز وجل :
( إنما يتقبل الله من المتقين ) ( المائدة 27) ،
                                            
الا وإن من أعظم علامات قبول العمل في رمضان
( التوبة النصوح من جميع الذنوب الماضية ) ..
والعزيمة الصادقة على الاستقامة على الطاعة في الأيام القادمة ،
 فما أحسن الحسنة بعد السيئة تمحها ،
وأحسن منها الحسنة بعد الحسنة تتلوها .
يقول الله تعالى :
 ( وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون
 لعلكم تفلحون )
 ويقول النبي – صلى الله عليه وسلم - :
( إن الله - عز وجل - يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار , ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل , حتى تطلع الشمس من مغربها ) .

- فيا مقصراً في أداء الصلاة مع الجماعة
في المساجد ما أجمل التوبة بعد رمضان .

- ويا أيها العاق لوالديه ما أجمل التوبة بعد رمضان .
- أخي قاطع الرحم ما أجمل التوبة بعد رمضان .
أخي المقصر في حق زوجته ما أجمل التوبة بعد رمضان .
- أخي المقصر في حق أولاده ما أجمل التوبة بعد رمضان .
- أخي المقصر في حق جيرانه ما أجمل التوبة بعد رمضان .
- أخي العاشق للغيبة والحديث في أعراض الناس وأسرارهم ما أجمل التوبة بعد رمضان .
- أخي آكل الربا ما أجمل التوبة وأكل الحلال بعد رمضان .

لله أكبر,الله أكبر, لا إله إلا الله ,الله أكبر
 الله أكبر ولله الحمد
ايها الاحباب الكرام :-            
نتساءل أحيانا ؟!!
ويتساءل الكثير منا اليوم :-
- هل مهمتنا في هذه الحياة تأدية العبادات
من صلاة وصيام وزكاة وحج فقط ؟؟؟
كما ورد في قول الله سبحانه وتعالى
في سورة الذاريات :
(( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ))

وللعلم والإفادة وللإجابه على هذه التساؤلات:
ان العبادة ليس تأدية تلك الفرائض فقط والتي هي شرط لقبول العبادات التعاملية التالية :

(فأنت في عبادة ..)
عندما تساعد الاخرين
(أنت في عبادة ..)
عندما تطعم الـمسكين
(أنت  في عبادة ..)
عندما تصل أرحامك وتبرّ الوالدين                                      
(أنت  في عبادة ..)
عندما تؤدي الأمانة وحقوق الآخرين
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكف لسانك عن الكلام البذيء
(أنت  في عبادة ..)
عندما تبتسم في وجوه الناس ..
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكون لطيفاً في تعاملك مع أهلك
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكتم غيظك
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكون سمحاً في بيعك وشرائك
(أنت  في عبادة ..)
عندما ترفض الرشوة
(أنت  في عبادة ..)
عندما  تحتاط من الخلوة               
(أنت  في عبادة ..)
عندما تغض بصرك
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكون حليماً صبوراً
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكون متواضعاً
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكون صادقاً
(أنت  في عبادة ..)
عندما تكون نظيفاً في بيتك
ومكان عملك وشارعك ..
وعندما  تُصلح  وتُتقن  وتُحسن ..
فأنت في عبادة عظيمة ..
هذه هي العبادات التعاملية هي التي تجعل الآخرين يدخلون في دين الله أفواجاً
       *والدين المعاملة*

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا لله
 الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .

هذا ديننا دين التعظيم والتمجيد للكبير المتعال بموجب أمره تعالى {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا}
وأمره للصائمين بعد نهاية الشهر
 {وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ }

:: فنكبر الله تعالى في أحياننا كلها
- في الأذان .. الله أكبر
- في الإقامة لها .. الله أكبر
- وفي الدخول في الصلاة .. الله أكبر
- وفي التنقل بين أركانها وواجباتها الله أكبر
- وعند الطواف .. الله أكبر
- وعند السعي .. الله أكبر
- وعند نحر الأضاحي والهدي والذبح .. الله أكبر
- وعند رمي الجمار .. الله أكبر
- وعند الجهاد ورفع راية الدين .. الله أكبر

تكبير يملأ القلب بالجلال والإجلال والتعظيم لله العظيم الكبير المتعال..
ليعلم العبد أنه ليس فوق الله أحد ولا أعظم من الله أحد..
فيعبده وحده ويخافه وحده ويدعوه وحده ويطلبه الرزق والصحة والولد وحده ويعلم أن الحكم لله وحده..
إذا امتلأ القلب بهذا التعظيم والتكبير تصاغرت عنده الدنيا بما فيها بعظمائها وملوكها وعروشهم وأموالهم فكلهم أمام عظمة الله هباءً منثوراً ..


بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم
واستغفروا لي ولكم انه هو الغفور الرحيم..

الخطبه الثانيه :-

ثم اما بعد

الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا لله
 الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .
ايها المسلمون والمسلمات :
ها قد رحل عنا شهر الجود والكرم ..
شهر الصيام والقيام والقرآن ، شهر البر والجود والإحسان، ربح فيه من ربح وخسر فيه من خسر، فليت شعري من المقبول منا فنهنيه ، ومن المطرود المحروم منا فنعزيه ؟
أيها الصائمون :
إن يومكم هذا، يوم عظيم ، وعيد كريم،
 في هذا اليوم الذي توج الله به شهر الصيام ؛
في هذا اليوم تعلن النتائج وتوزع الجوائز،
في هذا اليوم يفرح الذين جدوا واجتهدوا في رمضان..
سبق قوم ففازوا، وتأخر آخرون فخابوا..
 في هذا اليوم يفرح المصلون ..
 ويندم الكسالى النائمون والعابثون اللاعبون .

الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله،
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
إن الجوائز الإلهية والمنح الربانية التي توزع اليوم ما هي إلا جزء من الجوائز العظيمة والمنح الكريمة والعطايا الجليلة التي يخص الله بها عباده الصائمين يوم القيامة ..

تصور نفسك أيها الصائم :
حينما تقف بين يدي الديان تبارك وتعالى يوم القيامة..
 فيعرض عليك سجلاتك التي لن تغادر
 صغيرة ولا كبيرة إلا أحصتها...
فتجدها مثقلة بجبال الحسنات التي أكرمك بها جزاءً على صيامك وصلاتك وزكواتك وصدقاتك ،
لكنك مع هذا فإن خوفاً يساورك على ما اقترقت من ذنوب وخطايا ..
وتخشى أن تـأكل حسناتك أكلاً ..
فلا تدري إلا وينبري لك صيامك وقراءتك القرآن فيشفعان لك ويطلبان من العفو الغفور أن يعفو عنك ويتجاوز عن سيئاتك
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال :
 ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد ، يقول الصيام رب إني منعته الطعام والشراب بالنهار فشفعني فيه ، ويقول القرآن رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه ، فيشفعان ) رواه أحمد ،
 فيقبل الله شفاعتهما ..      
 ثم يتفضل المنان عليك بأعظم نعمة وأجلها ،
 وهي العتق من النيران ، والفوز بالجنان ،
 جزاءً وفاقاً على إحسانك ..

اللهم أعد علينا رمضان اعواماً عديده وازمنهً مديده ونحن في صحهٍ وعافيه..
اللهم اجعل شهر رمضان راحلاً بذنوبنا وسيئاتنا وزلاتنا واخطاءنا..
اجعله شاهداً لنا بالطاعات والعبادات ولاتجعله شاهداً علينا بالسيئة ٍت والمعاصي والمنكرات ..

 هذا واعلموا ان الله قد أمركم بأمرٍ بدأ نفسه،
وثَنى به ملائكته المسبحة بقُدسه،
 وثَلّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنّه وإنسه، فقال
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...