الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان نعمه يسر هذا الدين وسماحته

خطبه  جمعه بعنوان
      نعمه يسر هذا الدين وسماحته

(( ضمن سلسله نعمُ الله التى لا تحصى ))

إعداد وإلقاء الاستاذ/
 احمد عبدالله صالح
 خطيب مسجد بلال بن رباح- محافظه إب.
القيت في 21 يوليو 2017م
الموافق 27 شوال 1438هـ

ثم امابعد :-

قبل ان يحل علينا ضيفنا الكريم شهر رمضان
عشنا سوياً خلال اشهر مضت مع سلسله رائعه اضنكم لازلتم تتذكرونها
انها سلسله نعم الله التى لا تحصى والتى كنا فيها مع جملهٍ من النعم التى انعم الله بها علينا

وها انا اليوم وكما قيل
عودٌ على بدأ        والعود احمد
 اجدد الترحيب بكم لنستأنف الحديث من جديد ومع نعمٍ جديدهٍ من نعم الله المولى علينا

ونعمه اليوم ... نعمه عظيمه خصَّ الله بها ديننا الحنيف وجعلها سمهً بارزه فيه ..

في إن هذا الدين الإسلامي الحنيف الذي
هدانا الله إليه، ومَنَّ علينا به
(( دين السماحة واليسر ))
لا عسر فيه ولا تعسير، ولا عنت فيه ولا مشقة؛
 ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة : 128].

دين لا حرج فيه ولا مشقة، ولا شدّة ..
ولا تعسير، ولا عنت ولا إلتواء ولا إجحاف ..

حَفِلت بنعمه يسر هذا الدين آيات القرآن الكريم في أكثر من موضع  فقال الله:
{يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ}
وقال سبحانه
{سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً}
وقال سبحانه
{وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمْ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً }
وقال سبحانه
 {وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً}
وقال سبحانه
{فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ}
وقال سبحانه
{فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى}
وقال سبحانه
((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا))
وقال سبحانه
(( واتقوا الله ما استطعتم ))

بل وتأملوا - رعاكم الله - نبيُ الرحمة،
وإمامُ الأُمة - صلوات الله وسلامه عليه -
 وهو يبين للأمة يُسْرَ الدين وسماحته،

من حديث جابر..وأبي هريرة ..ومعاذ ..
وأبي موسى ..وأنسٍ ..
وعائشة رضي الله عنهم أجمعين:
1- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه؛
أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 (إِنَّ اللَّهَ لم يَبْعَثْنِي مُعَنِّتًا، ولا مُتَعَنِّتًا، وَلَكِنْ بَعَثَنِي مُعَلِّمًا مُيَسِّرًا) رواه مسلم.
فالله تعالى لم يبعث نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم لَيُضيِّق على الناس ويُدخل عليهم المشقة
ولم يأمره بذلك، ولم يتكلفه هو من قِبَلِ نفسِه؛
إذاً التيسير من أبرز مقاصد ومعالم بعثته صلى الله عليه وسلم للناس.
2- وعن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه؛
عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال:
 (إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ من الدُّلْجَةِ) رواه البخاري.
(والمعنى: لا يتعمَّق أحدٌ في الأعمال الدِّينية، ويترك الرِّفق إلاَّ عجز، وانقطع فيغلب). فتح الباري، لابن حجر (1/ 94).
3- والنبيُّ صلى الله عليه وسلم لمَّا بَعَثَ مُعَاذًا
وَأَبَا مُوسَى إلى الْيَمَنِ؛ قال لهما:
(يَسِّرَا ولا تُعَسِّرَا، وَبَشِّرَا ولا تُنَفِّرَا، وَتَطَاوَعَا
ولا تَخْتَلِفَا) رواه البخاري ومسلم.
4- وعن أَنَسٍ رضي الله عنه؛
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 (يَسِّرُوا ولا تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا ولا تُنَفِّرُوا) رواه البخاري.
5- وعن عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ أنها قالت:
(مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بين أَمْرَيْنِ قَطُّ إلاَّ أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا) رواه البخاري ومسلم.
6- وقوله صلى الله عليه وسلم:
 (إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ، إنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ،
إِنَّ خَيْرَ دِينِكُمْ أَيْسَرُهُ) حسن - رواه أحمد.
أي: الذي لا مشقَّة فيه، والدين كله يسر،
 لكن بعضه أيسر من بعض.
7- وقوله صلى الله عليه وسلم:
 (إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ رَضِيَ لِهَذِهِ الأُمَّةِ الْيُسْرَ،
وَكَرِهَ لَهَا الْعُسْرَ) قَالَهَا ثَلاثَ مَرَّاتٍ. صحيح -
رواه الطبراني.

والتكليف على النفس ومشقتها ليس من ديننا وشريعه ربنا...
ولما وقع بَعْضُ الصَّحَابَةِ في هذا حَذَّرَهُمُ
النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- مِنْهَا..
- فقد ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ:
 ((أَنَّ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم-
 سَمِعَ امرأَةً مِنَ اللَّيْلِ تُصَلِّي،
 فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟
 قِيلَ: فُلاَنَةُ لاَ تَنَامُ اللَّيلَ كُلَّهُ، فَكَرِهَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- حتَّى عُرِفَتِ الكَرَاهِيَةُ فِي وَجْهِهِ، وَقَالَ:
إِنَّ اللهَ لاَ يَمَلُّ حتَّى تَمَلُّوا، وَاكلَفُوا مِنَ العَمَلِ
مَا تُطِيقُونَ))،
 وَفِي رِوَايَةٍ:
 ((لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ طَاقَتَهُ، فَإِذَا تَعِبَ فَلْيَرقُدْ))

- وَوَرَدَ أَنَّ رَجُلاً نَذَرَ أَنْ يَقِفَ فِي الشَّمْسِ،
وَأَلاَّ يَتَكَلَّمَ، وَأَنْ يَحُجَّ مَاشِيًا وَلاَ يَستَظِلَّ،
فَلَمَّا رَآهُ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم-
وَالنَّاسُ حَولَهُ قَالَ: مَا هَذَا؟
قَالُوا: رَجُلٌ نَذَرَ كَذَا وَكَذَا،
فَقَالَ-عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ-:
 ((مُرُوهُ فَلْيَستَظِلَّ وَلْيَركَبْ، فَإِنَّ اللهَ غَنِيٌّ
عَنْ تَعْذِيبِ هَذَا لِنَفْسِهِ))،

- ولما جاءه الثلاثه الرهط الى رسول الله يسألون عن عبادته ويتفاخرون بعبادتهم كره الرسول ذلك منهم ...
ففي الحديث الذي رواه الشيخان
من حديث عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ:
(( جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا - أي رأوها قليلةً بالنسبة لما ينبغي لهم -
 فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ ..
قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا ..
وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ ..
وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا .
وفي روايه. لا آكل اللحم..
فَلما بلغ ذلك الرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قال لهِمْ : أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ..
أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي))
هذا هو منهج ديننا وشريعتنا الغراء
منهج واقعي، متوازن، سهل ، يسير
دين قويم وصراط مستقيم وهدي قاصد،
 لا وكس فيه ولا شطط.
بلا غلو ولا جفاء، ولا إفراط ولا تفريط،
 وإنما هو توسُّط واعتدال؛ قال الله - جل وعلا -: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]

دينُ يسرٍ في شؤونه كلها، وفي أموره جميعها :-
عقائده أصح العقائد وأقومُها..
وعباداته وأعماله أحسن الأعمال وأعدلها..
 وأخلاقه وآدابه أزكى الآداب وأتَمَّها وأكملها..
دين مُتمم في عقائده وعباداته وآدابه وأخلاقه ومعاملاته..

= شريعه جاءت لسعاده الانسان وأمنه وسكينته وطمأنينته فلذلك كانت يسيره.

= جاءت لإنقاذ الانسان من الردى ونجاته من الهلاك وأبعاده من الدمار وإخراجه من الظلام وعتقه من رقَّ الطاغوت فلذلك كانت يسيره .

= جاءت لتنظيم حياته وطهاره نفسه وزكاه قلبه
ونقاء ضميره وشرف أخلاقه وسمو مقصده
وكرم طباعه  فلذلك كانت يسيره..

= جاءت لحفظ روحه وحمايه دمه وتهذيب سيرته وبيان منهجه وتوضيح سبيله فلذلك كانت يسيره.

= شريعه يسيره في فهمها :
 فلا ألغاز ولا رموز ولا أحاجي
ولا اغلوطات ولا صعوبات ولا عسر..
بل سماحه وسهوله ويسر ورحمه ورأفه ولطف..
وهو القائل سبحانه
(( يريدُ الله ان يخفف عنكم ))

مسائل عديده في يسر هذا الدين
= فمثلا في الصلاه:
تتكرر كل يوم وليله خمس مرات في اوقات مناسبه لها ورتب عليها من خير الدين وصلاح الايمان وثواب الله العاجل والآجل ما يوجب للمؤمن ان يستحليها ويحمد الله على فرضه لها على العباد .

إذا لم يستطيع احد من المسلمين ان يؤديها قائماً فليؤديها قاعداً او جالساً او مضطجعاً او على جنب او بالإشارة التى تصل الى الايماء بالعيون.

= وأما الزكاه :
فإنها لا تجب على فقير ليس عنده نصاب زكوي وانما تجب على الأغنياء تتميماً لدينهم وإسلامهم وتنميهً لاموالهم وأخلاقهم ودفعاً للآفات عنهم وعن أموالهم وتطهيراً لهم من السيئات ومواساهً لمحاويجهم .

= وأما الصيام :
فمن لم يستطع الصوم لمرضٍ او عجز يُفطر ويُطعم عن كل يوم أفطره مسكيناً مصداقاً لقول الله
(( وعلى الذين يطيقونه فديهٌ طعام مسكين ))
وأحكام اخرى تتعلق بالحوامل والمرضع والمسافر تجدونها في احكام الصيام مما يدل على تيسير هذا الدين على ابناءه ..

= وأما الحج :
فان الله لم يفرضه الا على المستطيع وفي
العمر مره واحده ...

وغيرها في العبادات كثير وفي الإنفاق والزواج والأقوال والأفعال والمعاملات والأحكام والعلاقات الاجتماعيه والاسريه وفي المطعم والمشرب واللباس

مما يؤكد على ان اليسر والتيسير والتخفيف
سنهٌ ماضيه وقاعده مطرّده وكائنه مجربه
قال فيها رب العزه والجلال
(( يريدُ الله بكم اليسر ولا يريدُ بكم العسر ))

بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم
واقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب عظيم ويا فوز المستغفرين ....


الخطبه الثانيه
ثم اما بعد
ايها الاحباب الكرام
إنّ نعمه مثل نعمه يسر هذا الدين وسماحه هذه الشريعه لهي من اجلَّ النعم التى سنحاسب عليها بين يدي الله ...
كيف لاتحاسب وقد جعل الله لك دينه وعباداته ومعاملاته وعقائده سهله ميسره ..
فلم يكلفك فوق طاقتك ولم يُحمّلك فوق مشقتك..
ومع ذلك انتهجت نهجاً غير نهجه ..
وسلكت طريقاً غير طريقه ..
واعتقدت بشرعٍ غير شرعه ...
وارتضيت بدينٍ غير دينه ..
واخترت سبيلاً غير سبيله ..
وآمنت برسولٍ غيرَ رسوله ...
ولذلكم
الشريعه الاسلاميه شريعه سمحه جآءت يسيره ميسره تحمل السهوله لأبنائها على عكس الشرائع والأديان الاخرى التى:-
- تترك المعاشره والجلوس مع المرأه الحائض ..
- وتُحرم الشحوم بل وتُحرم اللحم مطلقاً ...
- وتُحدد الزواج وتمنع الطلاق ...
- ولا تأخذ الديه بدلاً من القصاص ...
على عكس شريعتنا التى جاءت سهله ميسره
فرخصه بعد عزيمه ...
ولين بعد شده ....
وتيسير بعد تعسير ....
وتبشير بعد تنفير ...

اللهم اجعل لنا من أمرنا رشدا
اللهم اجعل لنا من بعد كل عسرٍ يسراً ومخرجا

اللهم اعنا ولاتعن علينا وانصرنا ولاتنصر علينا
ويسر لنا ولاتعسر علينا وأمكر لنا ولاتمكر بنا.
اللهم اجعل لنا من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً ومن كل عسرٍ يسرا.... اااامين

ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال -
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ....
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...