الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان/ نعمه العافية

خطبه جمعه بعنوان/         
                نعمه العافية
       
إعداد وإلقاء الاستاذ/ احمد عبدالله صالح  خطيب مسجد بلال بن رباح- محافظه إب.
القيت في 2017/6/1....

عباد الله:-
إن نعم الله سبحانه وتعالى كثيرة ومن كثرتها
 لا نستطيع عدها أو إحصائها يقول الله سبحانه وتعالى:
﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ﴾ [إبراهيم: 34].

واليوم نريد في هذه الجمعة المباركة أن نتحدث عن أجل نعمة أنعم الله بها علينا بعد نعمة الإسلام والإيمان..

نعمه اليوم
- لولاها لما شعرت بلذة محبوب، وطعم موهوب،
- ولولاها  لما طلبت كل شهي ومرغوب،
- ولولاها  لتكدرت حالك وانشغل بالك،
- ولولاها  لم يكن لك قرار وثبات واستقرار،
- ولولاها  لم تتزوج وتطلب المال وترغب في الحياة والعيال،
- ولولاها  لم يدم لك مطعم وشراب ولا ما اشتهيت مما لذ وطاب.

نعمه اليوم لا تصلح الدنيا إلا بها.
 ولا العيش والأمن إلا في أجوائها..

- بها ينال المرء كل مطلوب.
- ويسعد في كل مرغوب.

هي أنس السعداء، ومنّة الصُلحاء..
نعمه اليوم:
تُذهبُ القلق وهموم الحياة وتُزيلُ الشقاء والعناء،

انها سُلَمُ الأمان، وتاج الأبدان،
انها حصانة من الفتن، ووقاية من المحن

انها نعمه جديرٌ بنا أن نتحدث عنها في هذه الأيام التي تنتشر فيها الأمراض وتكثر فيها الأوبئة والأوجاع..

             إنها نعمة العافية.

وما أدراك ما العافية؟!
هي العيشة الرضية الهنية..
والسعادة الأبدية، والراحة الروحانية..
لا عيش أهنأ منها،
ولا لباس أحسن من لباسها،

من أفضل النعم، وأهنأ العطاء والكرم.

إذا فُقدت عُرفَت، وإذا دامت جُهلت.

 بالعافية لذة الحياة والناس، وثوبها أجمل لباس.

انها أهنأ عطية، وأفضل قسمة مرضية،

 لا يعدلها شيء ولا يساويها شيء

هي تاج عظيم على رؤوسنا لن نشعر بقيمتها وفضلها إلا إذا فقدناها ولهذا قالوا
 الصحة تاج على رؤوس الأصحاء
                     لا يعرف قدرها إلا المرضى.


-إذا أردت أن تعرف قدر نعمة الله عليك وعافيته بك فاذهب إلى أقرب مستشفى أو مركز صحي لترى العجب والعجاب..

- فهذا مريض يئن من شدة المرض
- وذاك يصرخ من قوة الألم
- والآخر يبكي بأعلى صوته
- ورابع يعيش في غيبوبة بدون حس ووعي
- وخامس ينزف الدم من جسده
- وسادس لا يستطيع العيش إلا والأكسجين
 على أنفه
- والسابع معاق قد فقد عضواً من أعضائه
- والثامن في غرفة قد سموها غرفة الإنعاش
وقسم الكلمه ستجدها مقطعين ( إن) ( عاش)
الـ إن عاش وهنا ستعلم جيداً أن العافية لا يعدلها شيء.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم
كما في صحيح البخاري
 (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس
الصحة والفراغ).

فالحمد لله أولاً وآخراً وله الحمد
والشكر حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه.

ايها الأحباب الكرام
رواد مسجد بلال وضيوفه:
لقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يسأل ربه العافية في كل يوم من أيامه
فكان يقول صلى الله عليه وسلم من ضمن أذكاره اليومية في الصباح والمساء
(اللهم إني اسألك العافية في الدنيا والآخرة
اللهم إني اسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي..).

بل كان صلى الله عليه وسلم يخصص الدعاء بالعافية لبدنه وسمعه وبصره نظراً لأهمية العافية في هذه المواضع المهمة
فيقول صلى الله عليه وسلم
 (اللهم عافني في بدني اللهم عافني في
سمعي اللهم عافني في بصري لا إله إلا أنت).

يسأل الله العافية في بدنه كله لأنه بالعافية :
يقوم الإنسان ويتحرك لطاعة الله
وبسلامة الأعضاء من الآفات والأمراض :
يتمكن المرء من مزاولة الطاعات وأداء الواجبات.

والعافية هي نعمة الدنيا والآخرة
وهي من أجل نعم الله على العبد

ولباس العافية من أجمل الألبسة وأعلاها وأغلاها
 لذا سأل النبي صلى الله عليه وسلم من ربه العافية في بدنه وسمعه وبصره.

فالبصر نعمة عظيمة يُنعمُ الله بها على عباده
فمن فقدها فقد فقدَ شيئاً كثيراً وسأل ربه العافية في بصره يقول بكر بن عبدالله المزني رحمه الله (يا ابن آدم إذا أردت أن تعلم قدر ما أنعم الله عليك فغمض عينيك).

:: غمّض عينيك دقيقة واحدة
وتخيل أنك أعمى لا ترى شيئاً في حياتك كلها وستعلم فضل الله عليك بالعافية لك في بصرك.

قيل لرجل صالح من الصالحين وكان أعمى
ماذا تتمنى؟
 قال أتمنى أن أبصر فقط لأرى قول الله سبحانه وتعالى: ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية: 17]
 فإني لا أتمنى شيئاً إلا حينما أمر عل هذه الآية واقراؤها
 أتمنى أن أرى لأن الله أمر بتمعن النظر فيها فقال ﴿ أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ ﴾ [الغاشية: 17]
 فتمنيت النظر لأنظر إليها نظرة اعتبار وتفكر!!

فاسألوا الله العافية يا عباد الله
وأكثروا من دعاء الله بالعافية ..
فقد روى أحمد والترمذي عن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله علمني شيئاً اسأله الله
 فقال له النبي صلى الله عليه وسلم :
(سَلِ الله العافية)
 قال العباس فمكثت أياماً ثم جئت فقلت يا رسول الله علمني شيئاً اسألهُ الله
فقال لي يا عباس يا عم رسول الله
سل الله العافية في الدنيا والآخرة.

ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر سلوا الله العافية فإن أحداً لم يُعطى بعد اليقين خيراً من العافية.

يقول أحد الصالحين
أكثروا من سؤال الله العافية فإن المبتلى وإن اشتد بلاؤه لا يأمن ما هو أشد منه وليس المبتلى بأحق بالدعاء من المعافى الذي لا يأمن البلاء.

ويقول سفيان الثوري رحمه الله :
" نحن لا نخاف من البلاء وإنما نخاف مما يبدو منا حال البلاء من السخط والضجر
ثم يقول والله ما أدري ماذا يقع مني لو ابتليت فلعلي أكفر ولا أشعر ".

- إِحمدِ الله سبحانه وتعالى أنك تأكل وتشرب
وتلهو وتلعب وأنت سعيد معافى
ولتتذكر كم من مريض عنده أطيب أنواع المأكولات وأفخر أنواع العصائر والمشروبات
ولكنه لا يستطيع الأكل والشرب بسبب مرارة فمه فحرم بذلك من التلذذ بالطعام والشراب.

فإذا لم تحرم من هذه النعم فاحمد الله واشكره كثيراً على ذلك ولا تفكر في نوعية الطعام أو قيمته ولكن فكر في نعمة العافية التي طيبته.

عباد الله:
 إن الرزق بدون عافية لا يساوي شيئاً
ولو كَثُر.
 وكل شيء بدون عافية لا يساوي شيء
ولو شَرُف.
 لأن مفتاح النعيم هو العافية وباب الطيبات هو العافية وكنز السعادة هي العافية
ومن رزق العافية فقد حاز نفائس الأرزاق كلها.

قال رجل لصاحبه وكانا ينظران إلى الدور والقصور :
فقال له أين نحن حين قُسّمت هذه الأموال ؟
وكان صاحبه أعقل منه وأحكم ..
فأخذ بيده وذهب به إلى المستشفى
وقال له أين نحن حين قسمت هذه الأمراض فسكت الرجل وعلم أن العافية لا يساوي قدرها شيء وكم من إنسان عنده من المتاع والقصور ولكن تنقصه العافية.

فمن حمد الله على عافية بدنه
وأمن قلبه وكفاف عيشه وقوت يومه وسلامة أهله فقد جمع الله له جميع النعم وما عليه إلا أن يكثر من شكر الله سبحانه وتعالى على هذه النعم كلها.

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
( من أصبح منكم آمنا في سربه معافى
في بدنه عنده قوت يومه وليلته فقد حيزت
له الدنيا بحذافيرها).

فاحمدوا الله واشكروه فإن الله تبارك وتعالى
يقول ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم..
♦ ♦ ♦

الخطبة الثانية
الحمدلله على إحسانه والشكر له على توفيقه وامتنانه:
ونصلى ونسلم على الداعي الى رضوانه:/
ثم اما بعد:/

سلوا الله العافية في الإيمان
وسلوا الله العافية في الدين والثبات عليه حتى الممات
وسلوا الله العافية في اليقين والسلامة من الشكوك والوساوس..
وسلوا الله العافية في الجسد..
وسلوه العافية في المال والأهل والولد.

فما طاب طعام الا بالعافيه.
ولا لذ مشروب الا بالعافيه.
 فما طاب شيء إلا بالعافية،

ولذلكم كان الحَجاج -على ما فيه من صلف وتجبر- جوادا كريما لا تخلو مائدته من آكل، فذات يوم كان خارجا للصيد وكان معه أعوانه وحاشيته، ولما حضر غذاؤه قال:
التمسوا من يأكل معنا،
 فتفرقوا كل جهة فلم يجدوا إلا أعرابيا، فأتوا به، فقال له الحجاج: هلم فكل،
 فقال: لقد دعاني من هو أكرم منك فأجبته، قال: من هو؟
قال الله دعاني إلى الصوم،
 قال: تصوم في مثل هذا اليوم الحار؟!
 قال: صمت ليوم هو أشد حرا منه،
قال: أفطر وصم غدا،
فقال الأعرابي: أيضمن لي الأمير أن أعيش إلى غد!
 فقال: إنه طعام طيب،
فقال الأعرابي: والله! ما طيَّبه خبّازُك ولا طباخك؛ ولكن طيبته العافية.

ايها الأحباب :
إننا والله نعيش في غفلة كبيرة جداً عن هذه النعمة العظيمة نعمة الصحة والعافية وسلامة أعضائنا من الآفات والأمراض والعيوب.

ولنتذكر دائماً هذه النعمة الجليلة
ونشكر الله سبحانه وتعالى عليها قبل أن نفقدها يقول النبي صلى الله عليه وسلم
"بادروا بالأعمال سبعاً هل تنتظرون إلا فقراً منسياً أو غنى مطغياً أو مرضاً مفسداً أو هرماً مفنداً أو موتاً مجهزاً أو الدجال فشر غائب منتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر".

وإذا أردنا أن يدوم الله علينا عافيتنا
ويبارك لنا في صحتنا فلنستعمل جوارحنا في طاعة ربنا فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول
 " احفظ الله يحفظك ".

وقد كانوا قديماً يبلغ الواحد منهم مائة عام
 أو أكثر وهو لازال متمتعاً بقوته وعافيته وعقله فقال بعضهم هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحفظها الله علينا في الكبر.

فاغتنموا صحتكم وعافيتكم قبل حلول المرض وتدهور الصحة وذهاب العافية فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول
 "اغتنم خمساً قبل خمس وذكر منها
وصحتك قبل سقمك".

صلوا وسلموا........

---------------------------------
اللهم اجعل ما اكتبه وما أعده وما انشره لأجلك ومن اجل رضاك ولأجل رحمتك ومغفرتك وعفوك ورضوانك ونعيمك وجنانك..
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولأمي إلى ان ترث الارض ومن عليهاا...آآآآآآآمين.......
-------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...