🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
دروس من مدرسه الصيام [ 1 ]
إعداد وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب .
ألقيت في 18 مايو 2018 م
الموافق 2 رمضان 1439هـ
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ها نحن نعيش أيام رمضان ولياليه المباركة .!
والمسلم والمسلمة إذ يعيشان هذا الشهر الكريم فهما يعيشان في مدرسةٍ وجامعةٍ عريقةٍ في تاريخها، جليلةٍ في مبادئها، عظيمة في مآثرها.
- مدرسةٌ وجامعةٌ فتحت أبوابها لتستقبل أفواج الدارسين في كل أرجاء المعمورة.!
- مدرسةٌ لا يحدها وطن .! ولا يحويها زمن .!
لا تضيق عن استيعاب مريديها .!
ولا تغلق ابوابها في وجوه الدارسين.!
فصولها المساجد والبيوت الإسلامية.!
وكراريسها المصاحف والسنة النبوية .!
إنها مدرسة الصيام التي يتعلم منها المسلمون.!
ومنها يستلهمون الكثير من العبر والدروس النافعة التي تربي النفوس وتقوِّمها في شهرها هذا وبقية عمرها .
نعم
ان الصيام مدرسه ورمضان مدرسه يتعلم منها الصائم دروساً لايستطيع ان يتعلمها في غيره .!
ولكنَّ هذه المدرسه تحتاج إلى إنضباطٍ في الحضور .. وذهناً حاضر .. وسمعاً وإنصات
وخشوعاً وإذعان .. وتأملٍ وتدبر حتى تتحقق الفائده المرجوه من الصيام .!!
فليس الصوم هو الجوع والعطش كمايظنه
او يعتقده الكثير ، فالله غنيٌ عن العالمين :
" إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ "
والله سبحانه وتعالى أمرنا بعدد من العبادات بغرض تهذيب النفوس وتقويم السلوك وتربيه وتنميه الأخلاق ..
حتى يكون المسلم نموذجاً في حياته ومصدراً للسعاده لنفسه ولبني جنسه ..
فليست تكاليف الاسلام وشرائعه وفرائضه عبئاً على الخلق او طقوساً تؤدى بلا اعتبارٍ لمضمون
فإن ذلك وضع الكنائس التى ورثت الدين المحرف
ولكنّ الاسلام دينُ تعامل وتهذيب للسلوك والأخلاق وتقويم للقيم والمباديء ..
وهذه العبادات التى أمرنا الله بها انما هي عوامل تضفي على الانسان نوعاً من السكينه والاطمئنان فتجعله عضواً فاعلاً في جسد أمته يفعل الخير ويدعوا إليه وينهى عن الشر ويجتنبه...
" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " ..
= فهذه الصلاه مثلاً :
ما أمرنا الله بها من اجل ان نؤديها كتمارين رياضيه كأننا فرقه مشاة في معسكر او طلاب في ساحه مدرسه .!
ولكنه أمرنا بالصلاه لإعتبارها صلةٌ بيننا وبينه وبإعتبارها معراج المؤمن الى الله ولذلكم قال :
" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ".!
ومن لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاه له ولم يزدد من الله إلاّ بعداً ..؟
فالصلاة تهذيب .....! :-
وما تنفع صلاةُ مصلٍ في الصف الاول او في الذي يليه وهو بعد ان يخرج من المسجد شيطانٌ رجيم يقترف الإثم ويأمر به ويبتعد عن الخير ويصرف الناس عنه .
ماتنفع صلاه مصلٍ في الصف الاول وهو بعد ان يرجع الى بيته سيىء الأخلاق مع أولاده ومع والديه ومع زوجته ، ومؤذي لجيرانه وكل من حوله .!
= وكذلك الزكاه ..:
ليست نهبٌ للمال وليست فرضٌ لضريبه ولا نوعٌ من الاغتصاب .!!
ولكنه مالٌ يؤدى بطيب نفس وخاطر دون تأففٍ ولاعجرفهٍ ولا تطاول على الفقير والمسكين
او إلحاق الضرر به او المنّ عليه :
" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ "
فالزكاة طهارهٌ لمال الغني وهي تزكيهٌ لنفس الفقير من الغل والحقد الذي يتأجج في صدره .
يقول سبحانه :
" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
فهي بمثابه التأمين على العرض والمال والنفس
وإذا كانت هناك شركات عالميه تقوم على التأمين :
" تأمين على الفله ، وتأمين على الارض ، وتأمين على السياره ، وتأمين على النفس ووووووو .."
فإن الاسلام أقام قبل شركات التأمين
تأمينٌ اجتماعي بدفع الزكاه من الغني للفقير فيصبحُ الغني الذي يعطي ويدفع زكاه ماله مؤمنّاً عند عبّاد الله وهم جميعاً حراس ماله وحراس نفسه وحراس مصالحه دون إلحاق الضرر به..
= والصيام مدرسه ليس الغرض منها الجوع والعطش وانما هو تهذيبٌ للنفس وارتقاءٌ بها
ومن هذه المدرسه يجني المسلمون الدروس
ومنها يستلهمون العظات ويستقون العبر .!
ولعلي سأقف معكم اليوم مع دروس مهمه نتعلمها من مدرسه الصيام .....!!!!
<< واول دروس مدرسه الصيام هو الدرس الأسمى والأعظم والهدف الرئيس من صيام رمضان ألا هو درس :
{{ التقوى }}
التقوى : هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقايه
من الاعمال الصالحه التى تقيك عذاب الله ومقته وغضبه وسخطه ..
التقوى : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل..
التقوى : هي ان يطاع الله فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر ...
يقول سبحانه وتعالى :
( ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ. .... .لماذا ؟؟
هل لعلكم تجوعون ؟؟ ام لعلكم تعطشون .؟!
ام لعلكم تتألمون .؟! ام لعلكم تتعبون .!؟
هل الصيام غايه تعذيبيه ؟؟
هل الصيام غايه عبثيه .!؟
هل الصيام نقلٌ لاحجار الارض ..؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ .... تَتَّقُونَ ﴾
[سورة البقرة : 183]
مامعنى لعلكم تتقون ؟؟!
اي : لعلّكم تطيعون الله عزوجل؟؟!
لعلّكم إذا تركْتُم ما هو مباح تتْركون بعد الإفطار ما هو محرّم .؟!
لعلّكم إذا ألفْتُم صلاة الفجْر في المسجد تسْتَمِرّون عليها طوال العام .؟!
لعلّكم إذا ألفْتم قراءة القرآن تقرؤونه على مدار العام .!؟
لعلّكم إذا ألفْتم إنفاق المال وإطعام البائسين تشعرون بِلَذَّة العطاء .!؟
لعلكم اذا ألفتم وتذوقتم حلاوه الذكر ستتذوقون حلاوته حتى تلقون ربكم ..!!.
(( لعلكم ... تتقون ..))
اي من اجل ان تنغرس شجره التقوى في قلوبكم .
فالتقوى يا ايها الكرام :
ضرورهٌ من الضرورات ومهمهٌ من المهمات يحتاجها المسلم في سلمه وحربه وفي ضعنه وسكنه وفي إقامته وفي حله وترحاله وفي عسره ويسره وفي منشطه ومكرهه .
يحتاجها لنفسه واسرته وبين مجتمعه وفي مختلف المعاملات .!
ولأهميه التقوى فقد أمر الله بها نبيه عليه الصلاه والسلام فقال :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا "
فاذا كان الله يأمر بالتقوى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي غفر له من ذنبه ماتقدم وماتأخر وهو صاحب الوسيلة والفضيله والمقام المحمود واول شافع واول مشفع واول من ينشق عنه القبر واول من تفتح له أبواب الجنه واول من ينال اعلى منازلها ..
فمابالي وبالك اخي الكريم !!
ونحن المخطئون ...! ونحن المذنبون ...!
ونحن المعرضون للمعاصي لليل نهار .!!!
يعترينا الخطأ والنسيان والقصد والخطأ
والغضب والرضا والإقبال والادبار .!
فحريٌ ان تلازمنا التقوى في كل أحوالنا وفي كل شؤون حياتنا ..!
حريٌ يا صائمون ويامن بلغكم ربكم صيام رمضان ان تحققوا التقوى من صيامكم وان تعملوا على الحصول عليها .!
- فو الله ما صمنا لنجلس الليالي الطوال ونسهر الليالي الطوال نتفرج على المسلسلات نتابع المسابقات وننظر في الحكايات وتمضي الساعات دون فائده ودون ذكرٍ او دعاءٍ او تلاوهٍ او تسبيح
او استغفار..!
- ما صمنا لنستمر على العوائد.!
- ولاصمنا لنعمل الموائد .!
- ولا صمنا لنفرش فرشات الطعام الطوال التى تزخر على مائده بأنواع الطعام وأشهى المطعومات وافخر المشروبات التى تكفي الفئام من البشر ثم تكون عرضةً للرمي والناس من حولنا يتضورون جوعاً يفترشون الارض ويلتحفون السماء ولاحول ولاقوة الا بالله !
ونخرج من رمضان وكأننا ما صمنا ثلاثون يوماً
يعود الكذاب الى كذبه .!
ويعود الغشاش الى غشه .!
ويعود هاجر المساجد الى هجره وتركه .!
ويعود المرابي الى مراباته.!
ويعود السارق الى سرقاته .!
ويعود الزاني الى زناه .!
ويعود السكران الى خمره.!
والظالم الى ظلمه .! والمنافق الى نفاقه.!
وشاهد الزور الى شهادته.!
والمحتال الى احتياله .!
والحاقد الى حقده ! والاناني الى انانيته.!
والحاسد الى حسده.! والباغي الى بغيه .!
والعاق الى عقوقه .!
وقاطع الرحم الى هجره وخصومته .!
فما لهذا صمنا ولا لهذا قمنا ولا لهذا صلينا.!
اننا بحاجه يا كرام الى ان يكون رمضان تهذيباً لسلوكنا وغسلٌ لخطايانا وغسل لمعاصينا وتقويمٌ لنفوسنا حتى تتحقق فينا تقوى الله..!
ولو ان كل صائم منا سعى الى تحقيق تقوى الله في نفسه ما رأينا سلوكاً يغضب احد .!
وما رأينا إعتداءً على احد .!
وما رأينا مظهراً من مظاهر الفجور واللهو والعبث.
ذلكم لأن هذه المدرسه طلابها هم المسلمون في شتى بقاع الارض يصومون جميعاً في هذا الشهر بأعتباره ركناً من أركان الاسلام ..
<< ومن دروس مدرسه الصيام :
{{ انّ الصّيام يقوي الإرادة }}
ما الذي يجعلُ المسلمين متخلّفين عن مستوى دينهم ؟
هو ضَعفُ إرادتهم .!
لأنّ الإسلام من فضْل الله عزوجل أصْبحَ ظاهرًا جليًّا ، وهذا الدِّين العظيم أصْبحَ واضِحًا للناس .!
ما الذي يجعلُ الإنسان في مستوى ودينه في مستوى أعلى بِكَثير ؟
ما الذي يُقْعِدُه عن طلب هذا العلوّ ؟
ما الذي يُقْعِدُه عن طلب هذا المجْد ؟
ما الذي يُقْعِدُه عن أن يكون بطلاً من أبطال الدِّين؟
هو ضَعف الإرادة ..!
وما الذي يقوّي الإرادة ؟؟؟
إنَّ الصّيام دَوْرة تدْريبيّة على تقويَة الإرادة ،
لا بدّ من أن تصلّي الفجر في المسجد .!
ولا بد من أن تقرأ القرآن .!
ولا بدّ من أن تغضّ البصَر .!
ولا بدّ من أن تضبط لِسانك .!
لأنَّه لا يُعقل أن تدَعَ الطّعام والشراب ، ويبقى اللّسان طليقًا في الغيبة والنميمة .!
وتبقى العَين طليقة في النّظر إلى النّساء .!!
شيءٌ لا يُقبلُ ؛ تناقضٌ مريع ، مُفارقة حادّة ،
أن تتْرُك الطّعام والشّراب ، وأن تفْعل المعاصي .!
ترْك الطّعام والشراب يحْملُك على غضّ البصر ، وعلى ضبْط اللّسان ، وعلى ضبْط الجوارح ،
إذًا هذا الشّهر العظيم يدْفعُك إلى طاعة الله ، ويدفعُكَ إلى ترْك ما نهى الله عنه عن طريق نهْيِهِ عن المباحات التي أباحها لك في أيّام الفطْر .
<< ومن دروس مدرسة الصيام :
{{ العبوديه لله والإخلاص له والإمتثال لأمره }}
فالصيام يشعرنا بالتعبد لله جل وعلا والإخلاص له والامتثال لأوامره جل وعلا ..
+ وعندما يغيب عند العبد استشعار الإخلاص ويتلاشى استشعار التعبد في شرائع الدين
تتحول الصلوات إلى حركاتٍ بدنية رياضية .!
+ عندما يغيب التعبد يتحول الصوم إلى جوع وعطش وحمية .!
+ عندما يغيب التعبد يتحول الحج إلى نزهةٍ ورحلةٍ ترفيهية .!
+ عندما يغيب التعبد تتحول الزكاة إلى عطايا وهباتٍ دافعها المجاملةُ والمحاباةُ .!
+ عندما يغيب التعبد لا يستسلم الإنسان إلى أمر الله ولا ينتهي عند نهيه .!
وعندما يحضر التعبد فانه يصوم لله ابتغاءَ ثوابه وطلباً لرجائه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) .
وعندما يحضر التعبد فإنه يدع شهوته وطعامه وشرابه لأجل الله، أكلٌ وشربٌ في امتثالٍ لأمر الله: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187]
هكذا يربينا الصيام على كمال الامتثال والتسليم وعلى كمال العبودية لله ..!
أمره ربه أن يأكل في وقت فامتثل ..!
وأن يصوم في وقت فامتثل ..!
والقضية ليست مجرد أذواق وأمزجة ولا مجرد شهوات، إنما هي طاعة لله جل وعلا وتنفيذ لأوامره جل وعلا وهذا كمال العبودية لله تعالى..
فلنحقق صيامنا معشر المسلمين ولنجعله إيماناً واحتساباً لله جل وعلا..
" فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا " (110) الكهف.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم ..
واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ويا فوز المستغفرين ...
الخطبه الثانيه :
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
كثيرةٌ هي الدروس التى نستطيع ان نتعلمها من مدرسه الصيام رمضان .. بحيث يمكن ان يقال:
أنّ هذا الشهر بمثابة مدرسه تعليميه تربويه تطبيقية تُسهمُ بشكلٍ كبير في صناعة الأجيال وإعداد الرجال وتشكيل العقل المسلم وفق الثوابت في ظل المتغيرات ..
ألّا وإنّ عبادةً تبدأُ بِتَرْك الطّعام والشراب ، وتنتهي بتَناوُلِهِ لهي عبادة لا تليق أن تكون عبادةً لله
عزوجل ..
لحيث إنّ وراء ترْك الطعام والشراب أشياء كثيرة ، ورائها مقاصد وغايات وأسرار أهمّها :
الاستقامة على أمر الله ، أهمّها عقْد الصّلح مع الله ، أهمّها التوبة النصوح ..
ولذلكم ذكرت لكم من دروس مدرسه الصيام
(( تحقيق التقوى - قوه الاراده - العبوديه والامتثال لأمر الله جل وعلا ))
<< ومن الدروس التى نتعلمها من مدرسه الصيام
{{ الدقه في المواعيد واهميه الوقت }}
نحن أوقاتنا تضيع سدى ..!!
كم عمرك ؟
الثلاثين الأربعين الخمسين ..؟
انا اسأل نفسي وأسألك ؟؟
ماذا فعلت خلال ثلاثين سنه من عمرك ؟؟
اينّ رصيد الآخره ؟ وايّن رصيد الدنيا؟؟
للاسف الشديد اننا لا اصبحنا من روّاد الدنيا فصعدنا الفضاء ، ولا نحن من روّاد الاخره واذا بنا سجداً ركعاً نرجوا تجارةً لن تبور .!
نعم /
لا في مجال التقدم والصناعي والإبداع تفوقنا
ولافي مجال الدين والدعوه والاخره إرتقينا .!
فنحن بحاجه الى إستغلال أوقاتنا .!
ورمضان يعلمنا الدقه في المواعيد :
وقت الفطور وكل الناس ينتظرون الدقيقة ....
باقي خمس دقائق ، باقي ثلاث دقائق ، باقي دقيقه ...!
إنّها الدقه في المواعيد ..!!
فلماذا لاتكون حياتنا كلها ( باقي دقيقه )!
باقي دقيقه من عمري..!!
باقي خمس دقائق للصلاه .!!
باقي عشر دقائق لزياره صديق.!!
باقي خمس عشر دقيقه لزياره مريض.!!
باقي ساعه من اجل الوفاء بالوعد لفلان.!!
باقي خمسه ايام للزكاه ..!
رمضان مدرسه يعلمنا الحرص على الوقت والانضباط والدقه في المواعيد .!
السحور تنتظر ..!!
خائف من دقيقه تفوت حتى لايبطل صومك
والفطور خائف من دقيقه تتقدم.!
فأنت حريص وزوجتك حريصه واولادك حريصون
وكلهم يتسابقون !!
الأُذن تسمع المؤذن !
والعين تنظر في الساعه !
انها الدقه والانضباط في المواعيد .!
فما اروع وما اجمل لو كانت حياتنا هكذا
دقه وانضباط ..!
سنتعلم الانضباط، وسننجز المهام ، وسنحافظ على العلاقات ، وسنقوم بالواجبات ، وسنوفي بالمواعيد ..!!!
<< ومن دروس مدرسه الصيام :
{{ الرحمه والشعور والإحساس بالآخرين }}
نعم
رمضان مدرسهٌ للرحمه ودعوهٌ الحنان والشفقه والرأفه والإحساس للآلام الآخرين .!
مدرسهٌ لتنميه المشاعر الانسانيه والقيم الاجتماعيه النبيله .
انه مدرسه الرحمه العليا التى تُذكر الصائم بأحوال وأوضاع من هم دونه من خلال مكابده الجوع التى يتلظى بها المئات من الناس والآلاف المؤلفه في العالم على امتداد الدهر .
والرجل الذي اخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حين بلغ به العطش حتى كاد يقتله وبينما هو يمشي إذ وجد بئراً فنزل فيه فشرب حتى روى ثم خرج فإذا بكلبٍ يلهث ويأكل الثرى من شده العطش... فماذا قال ذلكم الرجل ...!!!؟
لقد حركته مشاعره نحو هذا الكلب.!
حركته رحمه قلبه تجاه هذا الحيوان فقال:
لقد بلغ بهذا الكلب مثل الذي بلغ بي ..!
مااجمل ان يحس الانسان لآلام الآخرين .!
يرى جائعاً فتحركه مشاعره فيقول :
لقد بلغ بهذا الجائع مثل الذي بلغ بي..!
يرى عطشاناً يرى محزوناً يرى مكروباً
فتحركه مشاعره فيقول في نفسه :
لقد بلغ بهذا الرجل من الجوع من العطش من الشده من الكرب من الضيق مثل الذي بلغ بي فيمد له يد العون والمساعدة ..!
ولهذا يملأ الرجل خفه بالماء ثم يمسك بفيّ الكلب ويسقيه فشكر الله فغفر له.."
غفر الله له لانه كان يحمل قلباً رحيماً ، قلباً شفوقاً ، قلباً حنوناً ، قلباً رؤوفاً ، !!
فإذا كانت الرحمه بالحيوان هي سبب لنيل مغفرة الله ..!
واذا كانت الرحمه بكلب ضُرب به المثل على من ترك دعوته ورسوله ودينه .!
كلب لاتدخل الملائكه بيتاً فيه كلب .!
كلب حرّم الاسلام اقتناءه لنجاسته المغلظه.
اذا كانت الرحمه بكلب تصنع العجائب !!
فكيف تصنع الرحمه بإنسان يحمل مشاعر وأحاسيس .
كيف تصنع الرحمه بإنسان كرمه الله وصوره وأحسن صورته واسجد له الملائكه ومن اجله ارسل الرسل ...
ولذلكم
الصائم يجوع ولكنه بجوعه يتذكر اخوانه الذين يجوعون طوال العام .!
يتذكر اخوانه الذين ما يوقد في بيوتهم النار.!
يتذكر جيرانه الذين ما يطبخ في بيوتهم الطبخ.!
يتذكر اخوانه الذين يفترشون الارض لايجدون كسره الخبز ولا مذقه اللبن ولاحفنه التمر ولا شربه الماء .!
ولهذا نبي الله يوسف عليه السلام الذي كان يحكم مصر وخزائن الارض تحت يديه لو أرادها نعيماً وترفاً وبطراً وتبذيراً واسرافاً لكانت له كما يريد ولكنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ولما سُئل عن سبب ذلك ( لماذا تكثر من الصيام ؟) قال :
" اخاف اني اذا شبعت سأنسى الجائع ".
إنّ الذين ينامون ملء بطونهم لا يشعرون بأحوال الجوعى.!
إنّ الذي ينامون ملء جفونهم لايحسون بأحوال الذين يتألمون الليل مع النهار .!
إنّ الذين يسكنون ناطحات السحاب لا يشعرون بأحوال الذين ينامون على الارصفه لايجدون المأوى ولا الملاذ الآمن .!
فنحن بحاجه الى استشعار درس الشفقه والرحمه والإحساس بالآخرين :
نتذكر عند الجوع من يجوعون .!
ونتذكر عند الألم من يتألمون .!
ونتذكر عند المرض من هم أمراض على الدوام.!
ونتذكر عند البرد من هم عراه لا تسترهم إلا قطعهٌ من القماش الباليه .
فالرحمه بهؤلاء مطلوبه والشفقه مطلوبه والراحمين يرحمهم الرحمن ومن لا يرحم لا يُرحم ..
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( احفظ الله يحفظك ...))
يحفظك في نفسك في اهلك في اولادك في مالك
يحفظك في حلك في ترحالك في عسرك وفي يسرك...
اليوم انت موجود غداً لست موجود .!!
اليوم انت على ظهر الارض غداً في انت بطنها مغيب لاحول لك ولاقوه .!
اليوم تتكفل بإطعام المحتاجين وتواسي المحرومين
وترعى الأيتام وتتبنى جائعهم ..!
تواسي كل هؤلاء وتطعمهم وتتعهدهم وتعمل على رعايتهم وخدمتهم والسهر من اجلهم ..!
غداً غداً يهيىء الله لك من يتكفل بأولادك .!!
يرعاهم ويحميهم ..!
يحفظهم ويتعهدهم .!
يعمل على خدمتهم ويسعى لادخال السرور
الى قلوبهم والبهجه الى نفوسهم .!
وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل...
اللهم اجعل صيامنا صياماً حقيقياً مقبولاً واجعله إيماناً واحتساباً، إيماناً بما عندك يا ربنا واحتساباً لثوابك يا مولانا.
هذا وقد أمركم ربكم فقال قولًا كريمًا:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين..
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين:
أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
دروس من مدرسه الصيام [ 1 ]
إعداد وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب .
ألقيت في 18 مايو 2018 م
الموافق 2 رمضان 1439هـ
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ها نحن نعيش أيام رمضان ولياليه المباركة .!
والمسلم والمسلمة إذ يعيشان هذا الشهر الكريم فهما يعيشان في مدرسةٍ وجامعةٍ عريقةٍ في تاريخها، جليلةٍ في مبادئها، عظيمة في مآثرها.
- مدرسةٌ وجامعةٌ فتحت أبوابها لتستقبل أفواج الدارسين في كل أرجاء المعمورة.!
- مدرسةٌ لا يحدها وطن .! ولا يحويها زمن .!
لا تضيق عن استيعاب مريديها .!
ولا تغلق ابوابها في وجوه الدارسين.!
فصولها المساجد والبيوت الإسلامية.!
وكراريسها المصاحف والسنة النبوية .!
إنها مدرسة الصيام التي يتعلم منها المسلمون.!
ومنها يستلهمون الكثير من العبر والدروس النافعة التي تربي النفوس وتقوِّمها في شهرها هذا وبقية عمرها .
نعم
ان الصيام مدرسه ورمضان مدرسه يتعلم منها الصائم دروساً لايستطيع ان يتعلمها في غيره .!
ولكنَّ هذه المدرسه تحتاج إلى إنضباطٍ في الحضور .. وذهناً حاضر .. وسمعاً وإنصات
وخشوعاً وإذعان .. وتأملٍ وتدبر حتى تتحقق الفائده المرجوه من الصيام .!!
فليس الصوم هو الجوع والعطش كمايظنه
او يعتقده الكثير ، فالله غنيٌ عن العالمين :
" إِن تَكْفُرُوا أَنتُمْ وَمَن فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا فَإِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ حَمِيدٌ "
والله سبحانه وتعالى أمرنا بعدد من العبادات بغرض تهذيب النفوس وتقويم السلوك وتربيه وتنميه الأخلاق ..
حتى يكون المسلم نموذجاً في حياته ومصدراً للسعاده لنفسه ولبني جنسه ..
فليست تكاليف الاسلام وشرائعه وفرائضه عبئاً على الخلق او طقوساً تؤدى بلا اعتبارٍ لمضمون
فإن ذلك وضع الكنائس التى ورثت الدين المحرف
ولكنّ الاسلام دينُ تعامل وتهذيب للسلوك والأخلاق وتقويم للقيم والمباديء ..
وهذه العبادات التى أمرنا الله بها انما هي عوامل تضفي على الانسان نوعاً من السكينه والاطمئنان فتجعله عضواً فاعلاً في جسد أمته يفعل الخير ويدعوا إليه وينهى عن الشر ويجتنبه...
" كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " ..
= فهذه الصلاه مثلاً :
ما أمرنا الله بها من اجل ان نؤديها كتمارين رياضيه كأننا فرقه مشاة في معسكر او طلاب في ساحه مدرسه .!
ولكنه أمرنا بالصلاه لإعتبارها صلةٌ بيننا وبينه وبإعتبارها معراج المؤمن الى الله ولذلكم قال :
" وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ".!
ومن لم تنهاه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاه له ولم يزدد من الله إلاّ بعداً ..؟
فالصلاة تهذيب .....! :-
وما تنفع صلاةُ مصلٍ في الصف الاول او في الذي يليه وهو بعد ان يخرج من المسجد شيطانٌ رجيم يقترف الإثم ويأمر به ويبتعد عن الخير ويصرف الناس عنه .
ماتنفع صلاه مصلٍ في الصف الاول وهو بعد ان يرجع الى بيته سيىء الأخلاق مع أولاده ومع والديه ومع زوجته ، ومؤذي لجيرانه وكل من حوله .!
= وكذلك الزكاه ..:
ليست نهبٌ للمال وليست فرضٌ لضريبه ولا نوعٌ من الاغتصاب .!!
ولكنه مالٌ يؤدى بطيب نفس وخاطر دون تأففٍ ولاعجرفهٍ ولا تطاول على الفقير والمسكين
او إلحاق الضرر به او المنّ عليه :
" قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ "
فالزكاة طهارهٌ لمال الغني وهي تزكيهٌ لنفس الفقير من الغل والحقد الذي يتأجج في صدره .
يقول سبحانه :
" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ "
فهي بمثابه التأمين على العرض والمال والنفس
وإذا كانت هناك شركات عالميه تقوم على التأمين :
" تأمين على الفله ، وتأمين على الارض ، وتأمين على السياره ، وتأمين على النفس ووووووو .."
فإن الاسلام أقام قبل شركات التأمين
تأمينٌ اجتماعي بدفع الزكاه من الغني للفقير فيصبحُ الغني الذي يعطي ويدفع زكاه ماله مؤمنّاً عند عبّاد الله وهم جميعاً حراس ماله وحراس نفسه وحراس مصالحه دون إلحاق الضرر به..
= والصيام مدرسه ليس الغرض منها الجوع والعطش وانما هو تهذيبٌ للنفس وارتقاءٌ بها
ومن هذه المدرسه يجني المسلمون الدروس
ومنها يستلهمون العظات ويستقون العبر .!
ولعلي سأقف معكم اليوم مع دروس مهمه نتعلمها من مدرسه الصيام .....!!!!
<< واول دروس مدرسه الصيام هو الدرس الأسمى والأعظم والهدف الرئيس من صيام رمضان ألا هو درس :
{{ التقوى }}
التقوى : هي ان تجعل بينك وبين عذاب الله وقايه
من الاعمال الصالحه التى تقيك عذاب الله ومقته وغضبه وسخطه ..
التقوى : هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرضا بالقليل..
التقوى : هي ان يطاع الله فلا يعصى ويذكر فلا ينسى ويشكر فلا يكفر ...
يقول سبحانه وتعالى :
( ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ. .... .لماذا ؟؟
هل لعلكم تجوعون ؟؟ ام لعلكم تعطشون .؟!
ام لعلكم تتألمون .؟! ام لعلكم تتعبون .!؟
هل الصيام غايه تعذيبيه ؟؟
هل الصيام غايه عبثيه .!؟
هل الصيام نقلٌ لاحجار الارض ..؟!
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ .... تَتَّقُونَ ﴾
[سورة البقرة : 183]
مامعنى لعلكم تتقون ؟؟!
اي : لعلّكم تطيعون الله عزوجل؟؟!
لعلّكم إذا تركْتُم ما هو مباح تتْركون بعد الإفطار ما هو محرّم .؟!
لعلّكم إذا ألفْتُم صلاة الفجْر في المسجد تسْتَمِرّون عليها طوال العام .؟!
لعلّكم إذا ألفْتم قراءة القرآن تقرؤونه على مدار العام .!؟
لعلّكم إذا ألفْتم إنفاق المال وإطعام البائسين تشعرون بِلَذَّة العطاء .!؟
لعلكم اذا ألفتم وتذوقتم حلاوه الذكر ستتذوقون حلاوته حتى تلقون ربكم ..!!.
(( لعلكم ... تتقون ..))
اي من اجل ان تنغرس شجره التقوى في قلوبكم .
فالتقوى يا ايها الكرام :
ضرورهٌ من الضرورات ومهمهٌ من المهمات يحتاجها المسلم في سلمه وحربه وفي ضعنه وسكنه وفي إقامته وفي حله وترحاله وفي عسره ويسره وفي منشطه ومكرهه .
يحتاجها لنفسه واسرته وبين مجتمعه وفي مختلف المعاملات .!
ولأهميه التقوى فقد أمر الله بها نبيه عليه الصلاه والسلام فقال :
" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا "
فاذا كان الله يأمر بالتقوى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم وهو الذي غفر له من ذنبه ماتقدم وماتأخر وهو صاحب الوسيلة والفضيله والمقام المحمود واول شافع واول مشفع واول من ينشق عنه القبر واول من تفتح له أبواب الجنه واول من ينال اعلى منازلها ..
فمابالي وبالك اخي الكريم !!
ونحن المخطئون ...! ونحن المذنبون ...!
ونحن المعرضون للمعاصي لليل نهار .!!!
يعترينا الخطأ والنسيان والقصد والخطأ
والغضب والرضا والإقبال والادبار .!
فحريٌ ان تلازمنا التقوى في كل أحوالنا وفي كل شؤون حياتنا ..!
حريٌ يا صائمون ويامن بلغكم ربكم صيام رمضان ان تحققوا التقوى من صيامكم وان تعملوا على الحصول عليها .!
- فو الله ما صمنا لنجلس الليالي الطوال ونسهر الليالي الطوال نتفرج على المسلسلات نتابع المسابقات وننظر في الحكايات وتمضي الساعات دون فائده ودون ذكرٍ او دعاءٍ او تلاوهٍ او تسبيح
او استغفار..!
- ما صمنا لنستمر على العوائد.!
- ولاصمنا لنعمل الموائد .!
- ولا صمنا لنفرش فرشات الطعام الطوال التى تزخر على مائده بأنواع الطعام وأشهى المطعومات وافخر المشروبات التى تكفي الفئام من البشر ثم تكون عرضةً للرمي والناس من حولنا يتضورون جوعاً يفترشون الارض ويلتحفون السماء ولاحول ولاقوة الا بالله !
ونخرج من رمضان وكأننا ما صمنا ثلاثون يوماً
يعود الكذاب الى كذبه .!
ويعود الغشاش الى غشه .!
ويعود هاجر المساجد الى هجره وتركه .!
ويعود المرابي الى مراباته.!
ويعود السارق الى سرقاته .!
ويعود الزاني الى زناه .!
ويعود السكران الى خمره.!
والظالم الى ظلمه .! والمنافق الى نفاقه.!
وشاهد الزور الى شهادته.!
والمحتال الى احتياله .!
والحاقد الى حقده ! والاناني الى انانيته.!
والحاسد الى حسده.! والباغي الى بغيه .!
والعاق الى عقوقه .!
وقاطع الرحم الى هجره وخصومته .!
فما لهذا صمنا ولا لهذا قمنا ولا لهذا صلينا.!
اننا بحاجه يا كرام الى ان يكون رمضان تهذيباً لسلوكنا وغسلٌ لخطايانا وغسل لمعاصينا وتقويمٌ لنفوسنا حتى تتحقق فينا تقوى الله..!
ولو ان كل صائم منا سعى الى تحقيق تقوى الله في نفسه ما رأينا سلوكاً يغضب احد .!
وما رأينا إعتداءً على احد .!
وما رأينا مظهراً من مظاهر الفجور واللهو والعبث.
ذلكم لأن هذه المدرسه طلابها هم المسلمون في شتى بقاع الارض يصومون جميعاً في هذا الشهر بأعتباره ركناً من أركان الاسلام ..
<< ومن دروس مدرسه الصيام :
{{ انّ الصّيام يقوي الإرادة }}
ما الذي يجعلُ المسلمين متخلّفين عن مستوى دينهم ؟
هو ضَعفُ إرادتهم .!
لأنّ الإسلام من فضْل الله عزوجل أصْبحَ ظاهرًا جليًّا ، وهذا الدِّين العظيم أصْبحَ واضِحًا للناس .!
ما الذي يجعلُ الإنسان في مستوى ودينه في مستوى أعلى بِكَثير ؟
ما الذي يُقْعِدُه عن طلب هذا العلوّ ؟
ما الذي يُقْعِدُه عن طلب هذا المجْد ؟
ما الذي يُقْعِدُه عن أن يكون بطلاً من أبطال الدِّين؟
هو ضَعف الإرادة ..!
وما الذي يقوّي الإرادة ؟؟؟
إنَّ الصّيام دَوْرة تدْريبيّة على تقويَة الإرادة ،
لا بدّ من أن تصلّي الفجر في المسجد .!
ولا بد من أن تقرأ القرآن .!
ولا بدّ من أن تغضّ البصَر .!
ولا بدّ من أن تضبط لِسانك .!
لأنَّه لا يُعقل أن تدَعَ الطّعام والشراب ، ويبقى اللّسان طليقًا في الغيبة والنميمة .!
وتبقى العَين طليقة في النّظر إلى النّساء .!!
شيءٌ لا يُقبلُ ؛ تناقضٌ مريع ، مُفارقة حادّة ،
أن تتْرُك الطّعام والشّراب ، وأن تفْعل المعاصي .!
ترْك الطّعام والشراب يحْملُك على غضّ البصر ، وعلى ضبْط اللّسان ، وعلى ضبْط الجوارح ،
إذًا هذا الشّهر العظيم يدْفعُك إلى طاعة الله ، ويدفعُكَ إلى ترْك ما نهى الله عنه عن طريق نهْيِهِ عن المباحات التي أباحها لك في أيّام الفطْر .
<< ومن دروس مدرسة الصيام :
{{ العبوديه لله والإخلاص له والإمتثال لأمره }}
فالصيام يشعرنا بالتعبد لله جل وعلا والإخلاص له والامتثال لأوامره جل وعلا ..
+ وعندما يغيب عند العبد استشعار الإخلاص ويتلاشى استشعار التعبد في شرائع الدين
تتحول الصلوات إلى حركاتٍ بدنية رياضية .!
+ عندما يغيب التعبد يتحول الصوم إلى جوع وعطش وحمية .!
+ عندما يغيب التعبد يتحول الحج إلى نزهةٍ ورحلةٍ ترفيهية .!
+ عندما يغيب التعبد تتحول الزكاة إلى عطايا وهباتٍ دافعها المجاملةُ والمحاباةُ .!
+ عندما يغيب التعبد لا يستسلم الإنسان إلى أمر الله ولا ينتهي عند نهيه .!
وعندما يحضر التعبد فانه يصوم لله ابتغاءَ ثوابه وطلباً لرجائه، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) .
وعندما يحضر التعبد فإنه يدع شهوته وطعامه وشرابه لأجل الله، أكلٌ وشربٌ في امتثالٍ لأمر الله: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ﴾ [البقرة: 187]
هكذا يربينا الصيام على كمال الامتثال والتسليم وعلى كمال العبودية لله ..!
أمره ربه أن يأكل في وقت فامتثل ..!
وأن يصوم في وقت فامتثل ..!
والقضية ليست مجرد أذواق وأمزجة ولا مجرد شهوات، إنما هي طاعة لله جل وعلا وتنفيذ لأوامره جل وعلا وهذا كمال العبودية لله تعالى..
فلنحقق صيامنا معشر المسلمين ولنجعله إيماناً واحتساباً لله جل وعلا..
" فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا " (110) الكهف.
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الآيات والذكر الحكيم ..
واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ويا فوز المستغفرين ...
الخطبه الثانيه :
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
كثيرةٌ هي الدروس التى نستطيع ان نتعلمها من مدرسه الصيام رمضان .. بحيث يمكن ان يقال:
أنّ هذا الشهر بمثابة مدرسه تعليميه تربويه تطبيقية تُسهمُ بشكلٍ كبير في صناعة الأجيال وإعداد الرجال وتشكيل العقل المسلم وفق الثوابت في ظل المتغيرات ..
ألّا وإنّ عبادةً تبدأُ بِتَرْك الطّعام والشراب ، وتنتهي بتَناوُلِهِ لهي عبادة لا تليق أن تكون عبادةً لله
عزوجل ..
لحيث إنّ وراء ترْك الطعام والشراب أشياء كثيرة ، ورائها مقاصد وغايات وأسرار أهمّها :
الاستقامة على أمر الله ، أهمّها عقْد الصّلح مع الله ، أهمّها التوبة النصوح ..
ولذلكم ذكرت لكم من دروس مدرسه الصيام
(( تحقيق التقوى - قوه الاراده - العبوديه والامتثال لأمر الله جل وعلا ))
<< ومن الدروس التى نتعلمها من مدرسه الصيام
{{ الدقه في المواعيد واهميه الوقت }}
نحن أوقاتنا تضيع سدى ..!!
كم عمرك ؟
الثلاثين الأربعين الخمسين ..؟
انا اسأل نفسي وأسألك ؟؟
ماذا فعلت خلال ثلاثين سنه من عمرك ؟؟
اينّ رصيد الآخره ؟ وايّن رصيد الدنيا؟؟
للاسف الشديد اننا لا اصبحنا من روّاد الدنيا فصعدنا الفضاء ، ولا نحن من روّاد الاخره واذا بنا سجداً ركعاً نرجوا تجارةً لن تبور .!
نعم /
لا في مجال التقدم والصناعي والإبداع تفوقنا
ولافي مجال الدين والدعوه والاخره إرتقينا .!
فنحن بحاجه الى إستغلال أوقاتنا .!
ورمضان يعلمنا الدقه في المواعيد :
وقت الفطور وكل الناس ينتظرون الدقيقة ....
باقي خمس دقائق ، باقي ثلاث دقائق ، باقي دقيقه ...!
إنّها الدقه في المواعيد ..!!
فلماذا لاتكون حياتنا كلها ( باقي دقيقه )!
باقي دقيقه من عمري..!!
باقي خمس دقائق للصلاه .!!
باقي عشر دقائق لزياره صديق.!!
باقي خمس عشر دقيقه لزياره مريض.!!
باقي ساعه من اجل الوفاء بالوعد لفلان.!!
باقي خمسه ايام للزكاه ..!
رمضان مدرسه يعلمنا الحرص على الوقت والانضباط والدقه في المواعيد .!
السحور تنتظر ..!!
خائف من دقيقه تفوت حتى لايبطل صومك
والفطور خائف من دقيقه تتقدم.!
فأنت حريص وزوجتك حريصه واولادك حريصون
وكلهم يتسابقون !!
الأُذن تسمع المؤذن !
والعين تنظر في الساعه !
انها الدقه والانضباط في المواعيد .!
فما اروع وما اجمل لو كانت حياتنا هكذا
دقه وانضباط ..!
سنتعلم الانضباط، وسننجز المهام ، وسنحافظ على العلاقات ، وسنقوم بالواجبات ، وسنوفي بالمواعيد ..!!!
<< ومن دروس مدرسه الصيام :
{{ الرحمه والشعور والإحساس بالآخرين }}
نعم
رمضان مدرسهٌ للرحمه ودعوهٌ الحنان والشفقه والرأفه والإحساس للآلام الآخرين .!
مدرسهٌ لتنميه المشاعر الانسانيه والقيم الاجتماعيه النبيله .
انه مدرسه الرحمه العليا التى تُذكر الصائم بأحوال وأوضاع من هم دونه من خلال مكابده الجوع التى يتلظى بها المئات من الناس والآلاف المؤلفه في العالم على امتداد الدهر .
والرجل الذي اخبرنا عنه الرسول صلى الله عليه وسلم حين بلغ به العطش حتى كاد يقتله وبينما هو يمشي إذ وجد بئراً فنزل فيه فشرب حتى روى ثم خرج فإذا بكلبٍ يلهث ويأكل الثرى من شده العطش... فماذا قال ذلكم الرجل ...!!!؟
لقد حركته مشاعره نحو هذا الكلب.!
حركته رحمه قلبه تجاه هذا الحيوان فقال:
لقد بلغ بهذا الكلب مثل الذي بلغ بي ..!
مااجمل ان يحس الانسان لآلام الآخرين .!
يرى جائعاً فتحركه مشاعره فيقول :
لقد بلغ بهذا الجائع مثل الذي بلغ بي..!
يرى عطشاناً يرى محزوناً يرى مكروباً
فتحركه مشاعره فيقول في نفسه :
لقد بلغ بهذا الرجل من الجوع من العطش من الشده من الكرب من الضيق مثل الذي بلغ بي فيمد له يد العون والمساعدة ..!
ولهذا يملأ الرجل خفه بالماء ثم يمسك بفيّ الكلب ويسقيه فشكر الله فغفر له.."
غفر الله له لانه كان يحمل قلباً رحيماً ، قلباً شفوقاً ، قلباً حنوناً ، قلباً رؤوفاً ، !!
فإذا كانت الرحمه بالحيوان هي سبب لنيل مغفرة الله ..!
واذا كانت الرحمه بكلب ضُرب به المثل على من ترك دعوته ورسوله ودينه .!
كلب لاتدخل الملائكه بيتاً فيه كلب .!
كلب حرّم الاسلام اقتناءه لنجاسته المغلظه.
اذا كانت الرحمه بكلب تصنع العجائب !!
فكيف تصنع الرحمه بإنسان يحمل مشاعر وأحاسيس .
كيف تصنع الرحمه بإنسان كرمه الله وصوره وأحسن صورته واسجد له الملائكه ومن اجله ارسل الرسل ...
ولذلكم
الصائم يجوع ولكنه بجوعه يتذكر اخوانه الذين يجوعون طوال العام .!
يتذكر اخوانه الذين ما يوقد في بيوتهم النار.!
يتذكر جيرانه الذين ما يطبخ في بيوتهم الطبخ.!
يتذكر اخوانه الذين يفترشون الارض لايجدون كسره الخبز ولا مذقه اللبن ولاحفنه التمر ولا شربه الماء .!
ولهذا نبي الله يوسف عليه السلام الذي كان يحكم مصر وخزائن الارض تحت يديه لو أرادها نعيماً وترفاً وبطراً وتبذيراً واسرافاً لكانت له كما يريد ولكنه كان يصوم يوماً ويفطر يوماً ولما سُئل عن سبب ذلك ( لماذا تكثر من الصيام ؟) قال :
" اخاف اني اذا شبعت سأنسى الجائع ".
إنّ الذين ينامون ملء بطونهم لا يشعرون بأحوال الجوعى.!
إنّ الذي ينامون ملء جفونهم لايحسون بأحوال الذين يتألمون الليل مع النهار .!
إنّ الذين يسكنون ناطحات السحاب لا يشعرون بأحوال الذين ينامون على الارصفه لايجدون المأوى ولا الملاذ الآمن .!
فنحن بحاجه الى استشعار درس الشفقه والرحمه والإحساس بالآخرين :
نتذكر عند الجوع من يجوعون .!
ونتذكر عند الألم من يتألمون .!
ونتذكر عند المرض من هم أمراض على الدوام.!
ونتذكر عند البرد من هم عراه لا تسترهم إلا قطعهٌ من القماش الباليه .
فالرحمه بهؤلاء مطلوبه والشفقه مطلوبه والراحمين يرحمهم الرحمن ومن لا يرحم لا يُرحم ..
والنبي صلى الله عليه وسلم يقول :
(( احفظ الله يحفظك ...))
يحفظك في نفسك في اهلك في اولادك في مالك
يحفظك في حلك في ترحالك في عسرك وفي يسرك...
اليوم انت موجود غداً لست موجود .!!
اليوم انت على ظهر الارض غداً في انت بطنها مغيب لاحول لك ولاقوه .!
اليوم تتكفل بإطعام المحتاجين وتواسي المحرومين
وترعى الأيتام وتتبنى جائعهم ..!
تواسي كل هؤلاء وتطعمهم وتتعهدهم وتعمل على رعايتهم وخدمتهم والسهر من اجلهم ..!
غداً غداً يهيىء الله لك من يتكفل بأولادك .!!
يرعاهم ويحميهم ..!
يحفظهم ويتعهدهم .!
يعمل على خدمتهم ويسعى لادخال السرور
الى قلوبهم والبهجه الى نفوسهم .!
وكما تدين تدان والجزاء من جنس العمل...
اللهم اجعل صيامنا صياماً حقيقياً مقبولاً واجعله إيماناً واحتساباً، إيماناً بما عندك يا ربنا واحتساباً لثوابك يا مولانا.
هذا وقد أمركم ربكم فقال قولًا كريمًا:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين..
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين:
أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق