🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
رمضان والاستقبال .!
إعداد وتعديل وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب .
ألقيت في 11 مايو 2018 م
الموافق 25 شعبان 1439هـ
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
يا أيها المؤمنون :
في إحدى الايام أطلق احدُ قطارات السفر صافرته مؤذناً بموعد الرحيل ..
صعد كُلُّ الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا ..
لكن من حسن حظه أن القطار لم يفته ..
صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..
توجه إلى المقصورة الأولى …
فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون ويعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. تهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له ..
وقالوا : أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..
فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!!
ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجاً ..
كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا ..
ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك …
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..
فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية ..!
معهم آلات حاسبة ومثلثات وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام ….
ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .!
رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته ..
أهلا بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها ..
فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!
فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!!
كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعداداً لإمتحانات نهاية العام ..!
ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه …
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية :..
فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان … أقرأهما السلام .. !
فتهللوا لرؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور ..
أهلاً بذي الجبين الوضاء ..!
فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟
فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم.
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها :..
فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما معهما خرائط أراضي ومشاريع ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما وأسعار البورصة والأسهم ..
فأقرأهما السلام … فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور ..
أهلاً وسهلاً بك يا شيخنا الفاضل ..!
فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس ؟؟؟
فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الوضاء .. ولكن !!
كما ترى نحن في بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع ..
حديثنا كله عن التجارة والمال ونخشى أن نزعجك أو أن لا تشعر معنا بالراحة ..!
اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..
وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة : ..
وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم ..
لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..
قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام ورحبوا به !
أهلا أيها الشيخ الوقور ..
وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس ..!
طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد ..
أزيحوا هذه الشنط عن الطريق ..
تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له ..
حمد الله ذلك الشيخ الوقور وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار ..
توقف القطار في إحدى المحطات …
وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة ..
فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل ..
أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام ..
وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم.!
كان يريد الجلوس معنا ولكن !!!!!..
صعد بائع العصير إلى القطار فناداه الشيخ الوقور وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه.!
يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم ..
آه كان يريد الجلوس معنا ولكن !!!…
وكلما صعد أي بائع دعاه واشتري منه للأسرة أولا والكل يتحسر علي تفريطهم …!
ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى …
توقف القطار في المدينة المنشودة ..
واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول ..
ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا ..!
وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار ..!
لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله ..
ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور .. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك ..!
فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف وحدائقه الفسيحة..
هنا تحسّرَ الركاب على أنفسهم أيُّما تحسر
هذه هي حسرتهم العظمى وقت لا تنفع حسرة ..
والآن بعد أن استمتعنا سوياً بهذه القصة الجميلة
بقيَ أن أسألكم سؤالاً ؟؟؟
أتدرون من هو هذا الشيخُ الوقور ؟
إنه شهر رمضان الذي يطل علينا بفيوضاته الربانية وروحانياته ونفحاته الإيمانية .!
فمن أحسن استقباله فاز وسَعِدَ في الدارين .!
ومن أساء استقباله خسر وشقي في الدارين.!
هذا هو رمضان وهكذا ينقسم ويتفاوت الناس في استقباله والتعامل معه :ــ
€ فصنف يتعامل معه علي أنه عادة .!
يراه موسماً للسهرات والتلذذ بالمطعومات والمشروبات، وتضييع الأوقات بالملهيات .!
أما أداءُ العبادةِ فيه فهو على سبيل المشاركة الخجولة للآخرين، والإستحياء من الناظرين
ورفعِ الملام عنه من المؤاخذين .!
فلا عبادة تؤدى بخشوع ، ولا خُلق حسن يُكتسب
ولا ذنب يُتاب منه ويُستغفر عنه.
€ وصنف آخر يتعامل معه علي أنه عبادة ظاهرة يؤديها كما اعتاد المسلمون، دونَ اكتسابٍ لفضائله أو تَحرٍ لآدابه ، اوتربيةً للنفس على مكرماته، فلا لسان يُحفظ، ولا بصر يُغض،
ولا سمع يُنزّه، ولا جوارح تُمنع عن الحرام ولا تَحرٍ للحلال وبُعدٍ عن الحرام ..!
فحاله في رمضان كحاله قبله لا فرق إلا بالجوع والعطش.
وهذا الصنف يصدق فيه حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه الجماعه الا مسلم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) ..
وفي الحديث الذي رواه النسائي وابن ماجه والحاكم من حديث اب هريره رضيي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ) .
€ وصنف ثالث نرجو الله تعالى أن نكون منهم : وهم الذين يترقبون رمضان ليصوموه عبادة يُرتجى ثوابها وتربيةً للنفس تُبتغى فضائلها .!
دعاهم ربهم إليه فأجابوا ، وتولاهم فأثابوا ، ووعدهم فما ارتابوا .!
صدورهم بالإيمان منشرحة، وسرائرهم بالذكر مبتهجة.!
وألسنتهم بالشكر قد لَهجَت ، وقلوبهم للوعيدِ
قد وَجِلت .!
وجوارحهم من مراقبة الله قد خشعت .!
وعيونهم لِتَذَكُرِ الذنوب قد دمعت .!
فتجدُ احَدَهم يَسألُ اللهَ العفو عن زلته.!
وآخر يشكو إليه من لوعته .!
وثالث يرجو الله جميل مثوبته .!
إلتزموا كتاب الله تلاوةً وتدبرا .!
وعمرّوا مساجده صلاةً وتبتلا .!
وأحسنوا لعباد الله عفواً وغفرانا .!
وتعاهدوهم صلةً وإحسانا .!
رأوا ماهم عليه من قبيح فعالٍ فهجروها.!
وسيءِ خصالٍ فأصلحوها .!
وأقبلوا على شهرهم يغتنمون اللحظات قبل الساعات .!
اجتهدوا ليتخرجوا من الشهر بشهادة التقوى
زاداً للقاء ربهم كما اراد وأمر:
”وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب”...
ولذلكم
شهر رمضان يظل معنا شهراً كاملاً بخيراته
فمن اغتنمها فاز ومن لم يغتنمها تحسّر .!
وبعدها يرحل إلى مَلِكِ الملوك سبحانه وتعالي حاملاً معه تقريراً مفصلاً وكاملاً عن كل فرد .
وهذا رمضان يا أيها الأحباب الكرام :
لن ينال عطاياه إلا من سيستقبله حق الاستقبال.!
يستقبله استقبال المتنافس على الخير.!
والمتسابق على العمل الصالح .!
ومن سيستقبله استقبال مودع ..
استقبال من يرى انه اخر محطه من حياته .!
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكّرُ المسلمين بقوله الكريم: (صل صلاتك وأنت مودع).
فيصلى عليه الصلاه والسلام صلاه مودع .!
ويصوم صوم مودع .!
ويحج حج مودع ويقول :
( خذوني عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا .))
وهكذا على المسلم أن يصوم رمضان وهو مودع .!
ويقوم رمضان وهو مودع .!
ويقوم بما يقوم به من عمل صالح وهو مودع.!
فيخلص العمل, ويحسن في الأداء.!
ويجتهد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
ولذلكم
لن ينالَ هبات هذا الشهر ولن وتصيبه نفاحاته
إلاّ من يُقبل عليه بصدق.!
لن ينال جوائزه ويظفر بمافيه من عتقٍ وغفران ورضا ورضوان ونعيمٍ وجنان إلاّ من أعطى هذا الشهر حقه من الصيام والقيام وتلاوه القرآن ..
أما من قصر في استقباله وانشغل بالهندسه والجا والجتا وشغلته الزوجه والولد وحازت على قلبه دنياه بمافيها من مشاريع واراضيٍ وعقارات واستثمارات وقضى عمره في لهو ولعب وضياع وتقصير وشرود وانغماسٍ في الشهوات .!
فسوف تفلت عطايا هذا الشهر من يده وتنقضي أيامه وهو لايشعر وتنصرم دون ان يعرف..
ولذلكم احبابي الكرام
روّاد مسجد بلال بن رباح :
١٠٠ ساعه هي عباره عن أيام قليلة ودقائق معدوده ولحظات يسيره ويحط بنا الرحال بعدها على ضفاف هذا الشهر، وليأخذ كل منا إجازة نفسية على الاقل أو مسافة من واقعه وحياته واعماله وظروفه كلها.
١٠٠ ساعه تفصلنا عن حفلٍ سماويٍ ربانيٍ بهيج لهذا الضيف العزيز الذي ينتظره المسلمون قاطبهً بشوقٍ ولهفه..
١٠٠ ساعه تزيد او تنقص قليلاً وبعدها سيُقص على شريط المنافسة والمبادره .!
سيُقصُ على مضمار السباق والسرعة والانطلاق في ميدان الطاعات والقربات في شهر العبادة.
١٠٠ ساعه تزيد او تنقص قليلاً وستنزل بعدها ملائكة الرحمن بسجلاتِ اعمالِ كُلِ واحد منا وستدون فيها كل ما ستخطونه وتعملونه خلال الثلاثين يوماً..
فاستعدوا من الآن على ان يكتب لكم فيها ما يرضي الله وماسيفرحكم ويبيض وجوهكم غداً بين يدي الله..
١٠٠ ساعه ستنقضي وبعدها سيتغير كل شيء :
فمواقيت اعمال الناس تتغير.!
ونومهم واستيقاظهم يتغير .!
ومواعيد أكلهم وشربهم سيتغير .!
ودخولهم وخروجهم سيتغير .!
وموازين الاعمال العباديه ستتغير .!
جنان تفتح ونيران تغلق وشياطين تُصفّد.!
عثرات تُقال , ودعوات تُجاب , ورقاب تُعتق .!
درجات تُرفع ، وأجور تتضاعف .!
ودعوات ونداءات تُجاب .!
وأنآت وصرخات واستغاثات تُسمع .!
ومكاييل من الحسنات تزداد .!
فالحسنه بألف حسنه والفريضه تعدل سبعين فريضه.
من تقدم في هذا الشهر بخصلهٍ من خصال الخير كمن أدى فريضهً فيما سواها ..
فماذا انتم صانعون ؟؟وماذا انتم فاعلون .!؟
وعلى ماذا أنتم عازمون ؟؟!
١٠٠ ساعه ستنقضي وبعدها سيتقاطر مئات
بل عشرات بل آلاف بل أقول ملايين من البشر، المتدفقة كالموج الهائج إلى طاعة الخالق سبحانه..
إنها أمة تعود بمجموعها..
أمة بأكملها تتوب إلى مولاها وتؤوب إلى باريها
وترجع إلى خالقها سبحانه.
ملايين مملينة سترفع أكفّ الضراعة الى الله..
فلا وساوس ولا أفكار ولا إملاءات ولا نزغات فقد صفدت الشياطين والمردة المتعاونين...
أفواج من هذه الأمة من شبابها وشاباتها ونساءها ورجالها ومثقفيها وأدبائها ومعلميها ومهندسيها ودكاترتها و.. و..
كلهم سيدخلون في وقت واحد هذه الجامعة الرمضانية ..!
وكلهم في وقت واحد سيعلنون الصيام للخالق
جل في علاه..
وكلهم سيعلنون الوحده المحمديه بإمساكهم عن الطعام والشراب بغيهَ العتق من النيران والفوز بالجنان من الرحيم الرحمن .
ليس هناك من أمةٍ على وجه الأرض من يسجد أكثر منها، ويركع أكثر منها، ويخشع اكثر منها ، ويقرأ اكثر منها، ويقوم اكثرّ منها ، ويسبح أكثر منها،ويستغفر اكثر منها ، ويدعو اكثر منها، ويتصدق أكثر منها..
نسأل الله العظيم أن يجعلنا من الفائزين برمضان وأن يوفقنا لاستقبال رمضان .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبه الثانيه
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ونحن نستعد لاستقبال الخير والغفران والبركه والخير والدعاء والصبر والتوبه والجهاد رمضان
هناك نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان
ومن لم تكن هذه النيات ضمن أولوياته في رمضان فليقرأ على رمضان السلام ...
وسيخرج من رمضان كما دخله خاوي الوفاض صفر اليدين .!
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة في الحديث القدسي:
(إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة )..
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة.
تهيئة القلب بتوبة نصوح عن كل ما فرطنا فيه في الأحد عشر شهرًا الماضية.
كم من مرة وقعت في غيبة ؟؟
كم من نظرة حرام أطلقت بصرك لها ؟؟
كم من سماع محرم ألقيت له سمعك ؟؟
كم من كلمة خرجت من فمك لا ترضي الله
عزوجل ؟؟
كم من تقصير في عبادتك ؟؟
كم من صلاة فاتتك أو تكاسلت عنها ؟؟
كم من موقف تخاذلت فيه عن نصرة إخوانك من المسلمين ؟؟
كم من أوقات قنطت فيها من رحمة الله ؟؟
كم وكم وكم...
كلنا محتاج للتوبة .!
توبة من الذنوب .! وتوبة من التقصير .!
وتوبة لطلب العون والثبات من الله .!
راجع نفسك واسألها صراحة عن كل ما قصرت فيه وما فرطت فيه، وأعلنها توبة حقيقية لله رب العالمين التواب الغفور...
اصدق الله في توبتك واصدق الله في عزيمتك على طاعته وحسن عبادته تلقى المعونة منه سبحانه بقدر صدقك معه...
إسترجع قلبك الذي اختطفته الدنيا وما فيها من شهوات وزينة ومتاع قليل فان، فإنك بحاجة لقلب سليم نقي تستقبل به شهر رمضان لتصومه وتقومه كما يحب ربنا ويرضى...
يا أمتي استقبلوا شهـرا بروح تقى
وتوبـة الصدق فالتأخيـر إغواء توبوا إلى ربكـم فالذنب داهيـــــــة
ذلت بـه أمـم واحتـــــلهـا الـداء ربـاه عفـوا وتوفــــــــيقـا ومغفـرة
وجد بنصـر فإن النصـر عليـاء
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية العيش في رحاب القرآن الكريم، والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في رمضان، وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة في شعبان لأكثر من جزء في اليوم والليلة، مع وجود جلسات تدبر ومعايشة للقرآن.
تعاهد القرآن .. اتلوه .. رتله .. تصفح في عجائبه وأسراره وبلاغته وبيانه وإعجازه .
ضع لك برنامجاً مع القرآن ..
في وقت محدد او ساعه محدده سمها
( ساعه القرآن ) تتلو فيها كتاب الله ومهما كانت الشواغل..
ولئن تقرأ او تتلوا جزءاً بمافيه من خشوع وتدبر ومواعظ ودروس وعبر وبلاغه وبيان لكان كافياً
بل يغنيك عن ثلاثه او اربعه مصاحف قرأتها سريعاً بلا تأمل او تدبر او خشوع اوتفكر ..
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نيه ان لاتفوتك اوقات اجابه الدعاء في رمضان
وفي مواقيتها المعروفه :
قبل الإفطار وعند الأسحار وعَقِبَ كل صلاه
ادعوا فيها لنفسك ..!
وكم هي الدعوات الكثيره التى تحتاجها لنفسك ؟
تحتاج دعوه ان يثبتك الله بالقول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره .!
تحتاج دعوه ان يصلح لك اولادك .!
تحتاج دعوه ان يفرج عن بلدك ووطنك .!
فانتبه ان تفوتك هذه التواقيت .!
ادعوا فيها لك ولاهلك ولاولادك واحبائك واقربائك ولبلدك ووطنك وامتك .
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نيه تذوق حلاوة الذكر، وطعمه واختر لذلك مواقيت محدده ..
اذكر بلسانك ، واستغفر بيديك ، وسبح بمسبحتك دون ان تكِّل او تَمِل ..
وفي سيارتك وفي عملك وفي بيتك وفي مسجدك وفي طريقك وفي متجرك وفي شركتك .!
وما اروع كلمات سبحان الله !
وسبحان الله وبحمده.!
وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .!
وسبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله واكبر.!
ولاحول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.!
وحسبي الله ونعم الوكيل.!
ولا إله إلا انت سبحانك إنّي كنت من الظالمين.!
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نيه إعداد برنامج لشهر رمضان ويجب ألا يكون هذا البرنامج مكروراًحتى نتطور ونتقدم في بناء شخصيتنا الإيمانية ومن هذه البرامج ؛-
برنامجاً للتواصل مع أرحامنا.!
برنامج للتواصل مع جيراننا.!
برنامج للتواصل مع المؤمنين .!
برنامجاً للتفكر والتدبر .!
برنامجاً لتطوير الذات..!
برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالالتزام به.
برنامجاً لأسرنا التي غالباً ما نغفل عنها..! برنامجا يلحظ نقاط الضعف في حياة كل منا .!
حيث يصبح البرنامج ببركة الشهر فرصة لتقوية الضعيف وتمتين القوي من حياتنا.!
وحذاري ان يكون برنامجنا كما يسعى الاعلام لجعله يقترن كلياً بالمسلسلات والسهرات أمام الشاشات، وأجواء التسلية واللهو وتقطيع الوقت.
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله.
ومن النيات المطلوبة كذلك في هذا الشهر:
= نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب.
ومن النيات المطلوبة ايضاً في هذا الشهر:
= نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس.
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر.
= نية الجهاد بالمال والتفاعل والتجاوب مع نداءات الفقراء والضعفاء، متجاوزًا بمشاعرك
كل الفواصل، متسلقًا بمبادئك كل الحواجز،
تتألم لألمهم، وتحزن لأحزانهم، مبتدئًا بالموالاة والمواساة من بيتك وموطنك ولإخوانك من بني جلدتك وصَحْبك وأقاربك.!
ووكذلك نجسد ملمح التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع حتى يشعر الأغنياء بإخوانهم الفقراء ، فتسود بينهم المحبة والمودة ، ويعيش المجتمع حياة آمنة هادئة ينعم فيها بالأمن والرخاء ، قال تعالى:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمَِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلَِياءُ بَعْضٍ َيأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنََ عنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصََّلاةَ وَيُؤْتُونَالزََّكاةَوَيُطِيعُونَ الَّلهَ وَرَُسوَلهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الَّلهُ إِنَّ الَّلهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[سورة التوبة :71] .
فرمضان هو شهر التكافل والتراحم .!
شهر تتجسد فيه معاني الرحمة والرأفة بالفقراء
والمساكين ، والعطف على اليتامى والأرامل والمحتاجين ، والعملِ على إطعام الجائعين ، وإفطار الصائمين .!
وقد حَّثنا ديننا الحنيف على التضحية والبذل والعطاء في سبيل إسعاد الآخرين وإدخال السرور على قلوبهم ومساعدتهم..!
يقول نبينا (صلّى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه الطبراني حين سئل عليه الصلاه والسلام : (( أَيُّ الَّناسِ أَحَبُّ إِلَى الَّلهِ .؟
وَأَيُّ اْلأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى الَّلهِ؟
فَقَالَ (صَلَّى الَّلهُ عَلَْيهِ وَسَلَّمَ):
(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الَّلهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ اْلأَعْمَالِ إِلَى الَّلهِ سُرُورٌ تُدْخُِلهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَْنهُ كُرَْبةً ، أَوْ تَقْضِي عَْنهُ دَيًْنا،أَوْتَطْرُدُ عَْنهُ جُوًعا،وَلَِئنْ أَمْشِي مَعََ أخٍِ لي فِي َحاَجةٍ أَحَبُّ إِلَيَِّ منْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِيَنةِ...)..
ايها الأحباب الكرام :
سيدخل رمضان على الكثير من البيوت .!
وعلى الكثير من الأسر والعائلات.!
وفيهم من لا يوجد له بيت يؤويه ..
وفيهم اسر تنام على الجوع وتستيقظ على الجوع.
وهناك من لا يجد ما يفطر به أو يتسحر عليه..
وهناك من لا يجد كسرة الخبز ولا حفنة التمر.!
فمن لهم بعد الله غيرك أيها المسلم..؟!
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(من فطر صائماً كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيئا)..
وفي الحديث (حديث مرفوع) عن عبيد الله بن عمر الجُشمي عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من فطّر صائماً في رمضان من كسبٍ حلال
صَلَّتْ عليه الملائكه ليالي رمضان كُلَّهَا ،وصافحه جبريل عليه السلام ليله القدر ومن صافحه جبريل يرق قلبه وتَكثر دموعه "
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أرأيت إن لم يكن ذاك عنده ؟
قال : " فبقبضهٍ من طعام "!
. قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ ؟ قَالَ : " فَفَلْقَةُ خُبْزٍ " .
قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ ؟.
قَالَ : " فَمَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ " .
قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ ؟
قَالَ : " فَشَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ " ...
فهل تريد ان تصلي عليك الملائكه ليالي رمضان كلها..!؟
وهل تريد ان يرق قلبك وتذرف دموع عينيك.؟!
وهل تريد أن تصوم رمضان مرات عديدة في شهر واحد..؟!
فأنفق يُنفق عليك ..!
نعم/
" ملائكه تصلي وأخرى تستغفر وجبريل يصافح
وقلب يرق وعيون تدمع " ..!
هذا الفضل وكل هذا الاجر وكل هذا الثواب.!
وكل هذه المثاقيل من الحسنات .!
في من حتى سقي مسلماً ولو شربهً من ماء.!
فكيف بمن يطعمهم من طعامه !؟
كيف بمن لايشبع حتى يشبع غيره.!
كيف بمن سيتقدم لنا ليتكفل بإطعام أسرتين او ثلاث او اربع !!
كيف بمن يُدخل الفرح والسرور والاطمئنان على المحرومين والجائعين يومياً.!
وكم هي الدعوات التى سترفع لك من بطون شبعت
واكباد ارتوت ونفوسٍ نامت قريره العين كنت انت سبباً في راحتها وسرورها ..
كيف ورسولنا القائل :
( من ادخل السرور على اهل بيت لم يجد الله له جزاءاً غير الجنه )..
بل إن شق تمرة قد تحول بينك وبين النار بإذن الله ...كيف ورسولنا عليه الصلاه والسلام القائل:
( اتقوا النار ولو بشق تمره .!))
مات كثيرٌ من الأثرياء والأغنياء والعظماء
ولا عظيم الا الله ، ولا غني الا الله ولا كبير الا الله
ولاقوي ولا عزيز ولا جبار ولا منتقم الا الله
ولا معطي ولا مانع ولا وهاب ولا كريم الا الله
ولا سلام ولا مؤمن ولا مهيمن الا الله
ولا قابض ولاباسط ولاخافض ولا رافع الا الله
ولا معزّ ولا مذلّ ولا محيى ولا مميت الا الله .
مات كثير من الأغنياء وخلفوّا ورائهم من الأموال والكنوز والذهب والعقارات والسيارات والأراضي الشاسعة متراميه الأطراف ما الله به عليم.!
لكنها صارت وبالاً وحسرةً وألماً وندماً وحزناً
لانهم لما يُعطوا ما أعطاهم الله حقه ..!
اﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ ايميل البستاني ﺃﻧﺸﺄ لنفسه ﻗﺒﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ..
كان ﻟﻪ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﻌﺖ به ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ..
ﺩُﻓِﻌَﺖ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻹﻧﺘﺸﺎﻝ ﺟﺜﺘﻪ ، ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﻩ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻛﻲ ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻲﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟذي بناه!!!
وذاك اليهودي " رود تشلد " ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻘﺮﺽ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺧﺰﻧﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﺩﺧﻞ ﻣﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﺻﺎﺡ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﺼﺮﻩ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺳﺎﻓﺮ .
ﺑﻘﻲ ﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ، ﻓﺠﺮﺡ ﺇﺻﺒﻌﻪ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ :
{ ﺃﻏﻨﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎً ﻭﻋﻄﺸﺎً }
وﻟﻢ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ !
فأي مالٍ هذا الذي ما استطاع صاحبه ان يدفع عن نفسه الموت ..
فالمال نعمه وهبها الله إياك وكثّره في يدك ليقودك الى رضوانه وجنانه ..
لا ان تضيعه بما يفسد دينك وأخلاقك وقيمك ..
رمضانُ أوشكَ أن يُطِلَّ قريبا
ويلوحُ للدُّنيا سَناهُ مهيبا فتفقَّدوا الفقراء يا أحبابنا
فالفقر أضحى في البلاد رهيبا
كم أُسرةٍ تحيا عذاباً دائماً
وتعيشُ بُؤساً مُوجِعاً وكئيبا
من حقّهم ياسادتي أن تجعلوا
في سعيكم للمعدمين نصيبا قبل الصيام تحسسوا أوجاعهم
طوفوا بهم تجدوا الإله قريبا
فبهم وربي تُنصَرون كما حكى
(طه).. ليُرشِدَ للفلاحِ لبيبا
ياربّ وفّقنا لمسح دموعهم
ندعوكَ ربَّاً واسعاً ومُجِيبا
اللهم سلمنا لشهر رمضان وسلمنا فيه .
اللهم ارزقنا في شعبان عملاً متقبلاً ولساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وعيناً دامعاً وجسداً على البلاء صابرا...
اللهم كما بلغتنا رجب وشعبان فبلغنا رمضان
وأعنا فيه على الصيام والقيام وتلاوه القرآن .
ارفع لنا فيه الدرجات وضاعف لنا الحسنات وكفّر عنا السيئات والخطيئات وأعتق لنا الرقاب الموبقات.
اللهم فرج كرباتنا ، وآمن روعاتنا ، وأقل عثراتنا . اللهم انصرنا على من عادانا ، وعلى من بغى علينا وآذانا .
اللهم انصر الإسلام والمسلمين واهزم الكفرة وأعداء الدين .
اللهم ارفع الظلم والبغي عن إخواننا المسلمين في كل مكان ,كن معهم يا الله , ..
اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وابعثنا مسلمين واحشرنا مع زمره الانبياء والمرسلين يا رب العالمين.
اللهم لا تتوفنا الا وانت راضٍ عنا ، مقبلين غير مدبرين محسنين لا مسيئين .
ثبتنا بالقول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره.
واعصمنا من الزيغ والضلاله ومن الغوايه بعد الهدايه ومن الفساد بعد الصلاح .
هذا وقد أمركم ربكم فقال قولًا كريمًا:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين..
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين:
أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
رمضان والاستقبال .!
إعداد وتعديل وتحضير وإلقاء :
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب .
ألقيت في 11 مايو 2018 م
الموافق 25 شعبان 1439هـ
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
يا أيها المؤمنون :
في إحدى الايام أطلق احدُ قطارات السفر صافرته مؤذناً بموعد الرحيل ..
صعد كُلُّ الركاب إلى القطار فيما عدا شيخ وقور وصل متأخرا ..
لكن من حسن حظه أن القطار لم يفته ..
صعد ذلك الشيخ الوقور إلى القطار فوجد أن الركاب قد استحوذوا على كل مقصورات القطار ..
توجه إلى المقصورة الأولى …
فوجد فيها أطفالا صغارا يلعبون ويعبثون مع بعضهم .. فأقرأهم السلام .. تهللوا لرؤية ذلك الوجه الذي يشع نورا وذلك الشيب الذي أدخل إلى نفوسهم الهيبة والوقار له ..
وقالوا : أهلا أيها الشيخ الوقور سعدنا برؤيتك .. فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ؟؟ ..
فأجابوه : مثلك نحمله على رؤسنا .. ولكن !!!
ولكن نحن أطفال صغار في عمر الزهور نلعب ونمرح مع بعضنا لذا فإننا نخشى ألا تجد راحتك معنا ونسبب لك إزعاجاً ..
كما أن وجودك معنا قد يقيد حريتنا ..
ولكن إذهب إلى المقصورة التي بعدنا فالكل يود استقبالك …
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة الثانية ..
فوجد فيها ثلاثة شباب يظهر انهم في آخر المرحلة الثانوية ..!
معهم آلات حاسبة ومثلثات وهم في غاية الإنشغال بحل المعادلات الحسابية والتناقش في النظريات الفيزيائية .. فأقرأهم السلام ….
ليتكم رأيتم وجوههم المتهللة والفرحة برؤية ذلك الشيخ الوقور .!
رحبوا به وأبدوا سعادتهم برؤيته ..
أهلا بالشيخ الوقور .. هكذا قالوها ..
فسألهم إن كانوا يسمحون له بالجلوس ..!!!
فأجابوه لنا كل الشرف بمشاركتك لنا في مقصورتنا ولكن !!!
كما ترى نحن مشغولون بالجا والجتا والمثلثات الهندسية .. ويغلبنا الحماس أحيانا فترتفع أصواتنا ونخشى أن نزعجك أو ألا ترتاح معنا .. ونخشى أن وجودك معنا جعلنا نشعر بعدم الراحة في هذه الفرصة التي نغتنمها إستعداداً لإمتحانات نهاية العام ..!
ولكن توجه إلى المقصورة التي تلينا فكل من يرى وجهك الوضاء يتوق لنيل شرف جلوسك معه …
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التالية :..
فوجد شاب وزوجته يبدوا أنهم في شهر عسل .. كلمات رومانسية .. ضحكات .. مشاعر دفاقة بالحب والحنان … أقرأهما السلام .. !
فتهللوا لرؤيته .. أهلا بالشيخ الوقور ..
أهلاً بذي الجبين الوضاء ..!
فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس معهما في المقصورة ؟؟؟
فأجاباه مثلك نتوق لنيل شرف مجالسته .. ولكن !!كما ترى نحن زوجان في شهر العسل .. جونا رومانسي .. شبابي .. نخشى ألا تشعر بالراحة معنا .. أو أن نتحرج متابعة همساتنا أمامك .. كل من في القطار يتمنى أن تشاركهم مقصورتهم.
توجه الشيخ الوقور إلى المقصورة التي بعدها :..
فوجد شخصان في آوخر الثلاثينيات من عمرهما معهما خرائط أراضي ومشاريع ويتبادلان وجهات النظر حول خططهم المستقبلية لتوسيع تجارتهما وأسعار البورصة والأسهم ..
فأقرأهما السلام … فتهللا لرؤية .. وعليك السلام ورحمة الله وبركاته أيها الشيخ الوقور ..
أهلاً وسهلاً بك يا شيخنا الفاضل ..!
فسألهما إن كانا يسمحان له بالجلوس ؟؟؟
فقالا له : لنا كل الشرف في مشاركتك لنا مقصورتنا بل أننا محظوظين حقا برؤية وجهك الوضاء .. ولكن !!
كما ترى نحن في بداية تجارتنا وفكرنا مشغول بالتجارة والمال وسبل تحقيق ما نحلم به من مشاريع ..
حديثنا كله عن التجارة والمال ونخشى أن نزعجك أو أن لا تشعر معنا بالراحة ..!
اذهب للمقصورة التي تلينا فكل ركاب القطار يتمنون مجالستك ..
وهكذا حتى وصل الشيخ إلى آخر مقصورة : ..
وجد فيها عائلة مكونة من أب وأم وابنائهم ..
لم يكن في المقصورة أي مكان شاغر للجلوس ..
قال لهم : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. فردوا عليه السلام ورحبوا به !
أهلا أيها الشيخ الوقور ..
وقبل أن يسألهم السماح له بالجلوس ..!
طلبوا منه أن يتكرم عليهم ويشاركهم مقصورتهم .. محمد اجلس في حضن أخيك أحمد ..
أزيحوا هذه الشنط عن الطريق ..
تعال يا عبد الله اجلس في حضن والدتك .. أفسحوا مكانا له ..
حمد الله ذلك الشيخ الوقور وجلس على الكرسي بعد ما عاناه من كثرة السير في القطار ..
توقف القطار في إحدى المحطات …
وصعد إليه بائع الأطعمة الجاهزة ..
فناداه الشيخ وطلب منه أن يعطي كل أفراد العائلة التي سمحوا له بالجلوس معهم كل ما يشتهون من أكل ..
أخذت العائلة كل ما تشتهي من الطعام ..
وسط نظرات ركاب القطار الذين كانوا يتحسرون على عدم قبولهم جلوس ذلك الشيخ معهم.!
كان يريد الجلوس معنا ولكن !!!!!..
صعد بائع العصير إلى القطار فناداه الشيخ الوقور وطلب منه أن يعطي أفراد العائلة ما يريدون من العصائر على حسابه.!
يا الله بدأت نظرات ركاب القطار تحيط بهم .. وبدأوا يتحسرون على تفريطهم ..
آه كان يريد الجلوس معنا ولكن !!!…
وكلما صعد أي بائع دعاه واشتري منه للأسرة أولا والكل يتحسر علي تفريطهم …!
ولكن لم تكن هذه هي حسرتهم العظمى …
توقف القطار في المدينة المنشودة ..
واندهش كل الركاب للحشود العسكرية والورود والإحتفالات التي زينت محطة الوصول ..
ولم يلبثوا حتى صعد ضابط عسكري ذو رتبة عالية جدا ..!
وطلب من الجميع البقاء في أماكنهم حتى ينزل ضيف الملك من القطار ..!
لأن الملك بنفسه جاء لاستقباله ..
ولم يكن ضيف الملك إلا ذلك الشيخ الوقور .. وعندما طلب منه النزول رفض أن ينزل إلا بصحبة العائلة التي استضافته وان يكرمها الملك ..!
فوافق الملك واستضافهم في الجناح الملكي لمدة ثلاثة أيام أغدق فيها عليهم من الهبات والعطايا .. وتمتعوا بمناظر القصر المنيف وحدائقه الفسيحة..
هنا تحسّرَ الركاب على أنفسهم أيُّما تحسر
هذه هي حسرتهم العظمى وقت لا تنفع حسرة ..
والآن بعد أن استمتعنا سوياً بهذه القصة الجميلة
بقيَ أن أسألكم سؤالاً ؟؟؟
أتدرون من هو هذا الشيخُ الوقور ؟
إنه شهر رمضان الذي يطل علينا بفيوضاته الربانية وروحانياته ونفحاته الإيمانية .!
فمن أحسن استقباله فاز وسَعِدَ في الدارين .!
ومن أساء استقباله خسر وشقي في الدارين.!
هذا هو رمضان وهكذا ينقسم ويتفاوت الناس في استقباله والتعامل معه :ــ
€ فصنف يتعامل معه علي أنه عادة .!
يراه موسماً للسهرات والتلذذ بالمطعومات والمشروبات، وتضييع الأوقات بالملهيات .!
أما أداءُ العبادةِ فيه فهو على سبيل المشاركة الخجولة للآخرين، والإستحياء من الناظرين
ورفعِ الملام عنه من المؤاخذين .!
فلا عبادة تؤدى بخشوع ، ولا خُلق حسن يُكتسب
ولا ذنب يُتاب منه ويُستغفر عنه.
€ وصنف آخر يتعامل معه علي أنه عبادة ظاهرة يؤديها كما اعتاد المسلمون، دونَ اكتسابٍ لفضائله أو تَحرٍ لآدابه ، اوتربيةً للنفس على مكرماته، فلا لسان يُحفظ، ولا بصر يُغض،
ولا سمع يُنزّه، ولا جوارح تُمنع عن الحرام ولا تَحرٍ للحلال وبُعدٍ عن الحرام ..!
فحاله في رمضان كحاله قبله لا فرق إلا بالجوع والعطش.
وهذا الصنف يصدق فيه حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه الجماعه الا مسلم
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
(مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ) ..
وفي الحديث الذي رواه النسائي وابن ماجه والحاكم من حديث اب هريره رضيي الله عنه
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
(رُبَّ صَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ صِيَامِهِ إِلا الْجُوعُ وَرُبَّ قَائِمٍ لَيْسَ لَهُ مِنْ قِيَامِهِ إِلَّا السَّهَرُ) .
€ وصنف ثالث نرجو الله تعالى أن نكون منهم : وهم الذين يترقبون رمضان ليصوموه عبادة يُرتجى ثوابها وتربيةً للنفس تُبتغى فضائلها .!
دعاهم ربهم إليه فأجابوا ، وتولاهم فأثابوا ، ووعدهم فما ارتابوا .!
صدورهم بالإيمان منشرحة، وسرائرهم بالذكر مبتهجة.!
وألسنتهم بالشكر قد لَهجَت ، وقلوبهم للوعيدِ
قد وَجِلت .!
وجوارحهم من مراقبة الله قد خشعت .!
وعيونهم لِتَذَكُرِ الذنوب قد دمعت .!
فتجدُ احَدَهم يَسألُ اللهَ العفو عن زلته.!
وآخر يشكو إليه من لوعته .!
وثالث يرجو الله جميل مثوبته .!
إلتزموا كتاب الله تلاوةً وتدبرا .!
وعمرّوا مساجده صلاةً وتبتلا .!
وأحسنوا لعباد الله عفواً وغفرانا .!
وتعاهدوهم صلةً وإحسانا .!
رأوا ماهم عليه من قبيح فعالٍ فهجروها.!
وسيءِ خصالٍ فأصلحوها .!
وأقبلوا على شهرهم يغتنمون اللحظات قبل الساعات .!
اجتهدوا ليتخرجوا من الشهر بشهادة التقوى
زاداً للقاء ربهم كما اراد وأمر:
”وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب”...
ولذلكم
شهر رمضان يظل معنا شهراً كاملاً بخيراته
فمن اغتنمها فاز ومن لم يغتنمها تحسّر .!
وبعدها يرحل إلى مَلِكِ الملوك سبحانه وتعالي حاملاً معه تقريراً مفصلاً وكاملاً عن كل فرد .
وهذا رمضان يا أيها الأحباب الكرام :
لن ينال عطاياه إلا من سيستقبله حق الاستقبال.!
يستقبله استقبال المتنافس على الخير.!
والمتسابق على العمل الصالح .!
ومن سيستقبله استقبال مودع ..
استقبال من يرى انه اخر محطه من حياته .!
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكّرُ المسلمين بقوله الكريم: (صل صلاتك وأنت مودع).
فيصلى عليه الصلاه والسلام صلاه مودع .!
ويصوم صوم مودع .!
ويحج حج مودع ويقول :
( خذوني عني مناسككم لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا .))
وهكذا على المسلم أن يصوم رمضان وهو مودع .!
ويقوم رمضان وهو مودع .!
ويقوم بما يقوم به من عمل صالح وهو مودع.!
فيخلص العمل, ويحسن في الأداء.!
ويجتهد ما استطاع إلى ذلك سبيلاً.
ولذلكم
لن ينالَ هبات هذا الشهر ولن وتصيبه نفاحاته
إلاّ من يُقبل عليه بصدق.!
لن ينال جوائزه ويظفر بمافيه من عتقٍ وغفران ورضا ورضوان ونعيمٍ وجنان إلاّ من أعطى هذا الشهر حقه من الصيام والقيام وتلاوه القرآن ..
أما من قصر في استقباله وانشغل بالهندسه والجا والجتا وشغلته الزوجه والولد وحازت على قلبه دنياه بمافيها من مشاريع واراضيٍ وعقارات واستثمارات وقضى عمره في لهو ولعب وضياع وتقصير وشرود وانغماسٍ في الشهوات .!
فسوف تفلت عطايا هذا الشهر من يده وتنقضي أيامه وهو لايشعر وتنصرم دون ان يعرف..
ولذلكم احبابي الكرام
روّاد مسجد بلال بن رباح :
١٠٠ ساعه هي عباره عن أيام قليلة ودقائق معدوده ولحظات يسيره ويحط بنا الرحال بعدها على ضفاف هذا الشهر، وليأخذ كل منا إجازة نفسية على الاقل أو مسافة من واقعه وحياته واعماله وظروفه كلها.
١٠٠ ساعه تفصلنا عن حفلٍ سماويٍ ربانيٍ بهيج لهذا الضيف العزيز الذي ينتظره المسلمون قاطبهً بشوقٍ ولهفه..
١٠٠ ساعه تزيد او تنقص قليلاً وبعدها سيُقص على شريط المنافسة والمبادره .!
سيُقصُ على مضمار السباق والسرعة والانطلاق في ميدان الطاعات والقربات في شهر العبادة.
١٠٠ ساعه تزيد او تنقص قليلاً وستنزل بعدها ملائكة الرحمن بسجلاتِ اعمالِ كُلِ واحد منا وستدون فيها كل ما ستخطونه وتعملونه خلال الثلاثين يوماً..
فاستعدوا من الآن على ان يكتب لكم فيها ما يرضي الله وماسيفرحكم ويبيض وجوهكم غداً بين يدي الله..
١٠٠ ساعه ستنقضي وبعدها سيتغير كل شيء :
فمواقيت اعمال الناس تتغير.!
ونومهم واستيقاظهم يتغير .!
ومواعيد أكلهم وشربهم سيتغير .!
ودخولهم وخروجهم سيتغير .!
وموازين الاعمال العباديه ستتغير .!
جنان تفتح ونيران تغلق وشياطين تُصفّد.!
عثرات تُقال , ودعوات تُجاب , ورقاب تُعتق .!
درجات تُرفع ، وأجور تتضاعف .!
ودعوات ونداءات تُجاب .!
وأنآت وصرخات واستغاثات تُسمع .!
ومكاييل من الحسنات تزداد .!
فالحسنه بألف حسنه والفريضه تعدل سبعين فريضه.
من تقدم في هذا الشهر بخصلهٍ من خصال الخير كمن أدى فريضهً فيما سواها ..
فماذا انتم صانعون ؟؟وماذا انتم فاعلون .!؟
وعلى ماذا أنتم عازمون ؟؟!
١٠٠ ساعه ستنقضي وبعدها سيتقاطر مئات
بل عشرات بل آلاف بل أقول ملايين من البشر، المتدفقة كالموج الهائج إلى طاعة الخالق سبحانه..
إنها أمة تعود بمجموعها..
أمة بأكملها تتوب إلى مولاها وتؤوب إلى باريها
وترجع إلى خالقها سبحانه.
ملايين مملينة سترفع أكفّ الضراعة الى الله..
فلا وساوس ولا أفكار ولا إملاءات ولا نزغات فقد صفدت الشياطين والمردة المتعاونين...
أفواج من هذه الأمة من شبابها وشاباتها ونساءها ورجالها ومثقفيها وأدبائها ومعلميها ومهندسيها ودكاترتها و.. و..
كلهم سيدخلون في وقت واحد هذه الجامعة الرمضانية ..!
وكلهم في وقت واحد سيعلنون الصيام للخالق
جل في علاه..
وكلهم سيعلنون الوحده المحمديه بإمساكهم عن الطعام والشراب بغيهَ العتق من النيران والفوز بالجنان من الرحيم الرحمن .
ليس هناك من أمةٍ على وجه الأرض من يسجد أكثر منها، ويركع أكثر منها، ويخشع اكثر منها ، ويقرأ اكثر منها، ويقوم اكثرّ منها ، ويسبح أكثر منها،ويستغفر اكثر منها ، ويدعو اكثر منها، ويتصدق أكثر منها..
نسأل الله العظيم أن يجعلنا من الفائزين برمضان وأن يوفقنا لاستقبال رمضان .
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبه الثانيه
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ونحن نستعد لاستقبال الخير والغفران والبركه والخير والدعاء والصبر والتوبه والجهاد رمضان
هناك نيات ينبغي استصحابها قبل دخول رمضان
ومن لم تكن هذه النيات ضمن أولوياته في رمضان فليقرأ على رمضان السلام ...
وسيخرج من رمضان كما دخله خاوي الوفاض صفر اليدين .!
ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة في الحديث القدسي:
(إذا تحدث عبدي بأن يعمل حسنة فأنا اكتبها له حسنة )..
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية التوبة الصادقة من جميع الذنوب السالفة.
تهيئة القلب بتوبة نصوح عن كل ما فرطنا فيه في الأحد عشر شهرًا الماضية.
كم من مرة وقعت في غيبة ؟؟
كم من نظرة حرام أطلقت بصرك لها ؟؟
كم من سماع محرم ألقيت له سمعك ؟؟
كم من كلمة خرجت من فمك لا ترضي الله
عزوجل ؟؟
كم من تقصير في عبادتك ؟؟
كم من صلاة فاتتك أو تكاسلت عنها ؟؟
كم من موقف تخاذلت فيه عن نصرة إخوانك من المسلمين ؟؟
كم من أوقات قنطت فيها من رحمة الله ؟؟
كم وكم وكم...
كلنا محتاج للتوبة .!
توبة من الذنوب .! وتوبة من التقصير .!
وتوبة لطلب العون والثبات من الله .!
راجع نفسك واسألها صراحة عن كل ما قصرت فيه وما فرطت فيه، وأعلنها توبة حقيقية لله رب العالمين التواب الغفور...
اصدق الله في توبتك واصدق الله في عزيمتك على طاعته وحسن عبادته تلقى المعونة منه سبحانه بقدر صدقك معه...
إسترجع قلبك الذي اختطفته الدنيا وما فيها من شهوات وزينة ومتاع قليل فان، فإنك بحاجة لقلب سليم نقي تستقبل به شهر رمضان لتصومه وتقومه كما يحب ربنا ويرضى...
يا أمتي استقبلوا شهـرا بروح تقى
وتوبـة الصدق فالتأخيـر إغواء توبوا إلى ربكـم فالذنب داهيـــــــة
ذلت بـه أمـم واحتـــــلهـا الـداء ربـاه عفـوا وتوفــــــــيقـا ومغفـرة
وجد بنصـر فإن النصـر عليـاء
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية العيش في رحاب القرآن الكريم، والتهيئة لتحقيق المعايشة الكاملة في رمضان، وذلك من خلال تجاوز حد التلاوة في شعبان لأكثر من جزء في اليوم والليلة، مع وجود جلسات تدبر ومعايشة للقرآن.
تعاهد القرآن .. اتلوه .. رتله .. تصفح في عجائبه وأسراره وبلاغته وبيانه وإعجازه .
ضع لك برنامجاً مع القرآن ..
في وقت محدد او ساعه محدده سمها
( ساعه القرآن ) تتلو فيها كتاب الله ومهما كانت الشواغل..
ولئن تقرأ او تتلوا جزءاً بمافيه من خشوع وتدبر ومواعظ ودروس وعبر وبلاغه وبيان لكان كافياً
بل يغنيك عن ثلاثه او اربعه مصاحف قرأتها سريعاً بلا تأمل او تدبر او خشوع اوتفكر ..
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نيه ان لاتفوتك اوقات اجابه الدعاء في رمضان
وفي مواقيتها المعروفه :
قبل الإفطار وعند الأسحار وعَقِبَ كل صلاه
ادعوا فيها لنفسك ..!
وكم هي الدعوات الكثيره التى تحتاجها لنفسك ؟
تحتاج دعوه ان يثبتك الله بالقول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره .!
تحتاج دعوه ان يصلح لك اولادك .!
تحتاج دعوه ان يفرج عن بلدك ووطنك .!
فانتبه ان تفوتك هذه التواقيت .!
ادعوا فيها لك ولاهلك ولاولادك واحبائك واقربائك ولبلدك ووطنك وامتك .
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نيه تذوق حلاوة الذكر، وطعمه واختر لذلك مواقيت محدده ..
اذكر بلسانك ، واستغفر بيديك ، وسبح بمسبحتك دون ان تكِّل او تَمِل ..
وفي سيارتك وفي عملك وفي بيتك وفي مسجدك وفي طريقك وفي متجرك وفي شركتك .!
وما اروع كلمات سبحان الله !
وسبحان الله وبحمده.!
وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم .!
وسبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله واكبر.!
ولاحول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.!
وحسبي الله ونعم الوكيل.!
ولا إله إلا انت سبحانك إنّي كنت من الظالمين.!
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نيه إعداد برنامج لشهر رمضان ويجب ألا يكون هذا البرنامج مكروراًحتى نتطور ونتقدم في بناء شخصيتنا الإيمانية ومن هذه البرامج ؛-
برنامجاً للتواصل مع أرحامنا.!
برنامج للتواصل مع جيراننا.!
برنامج للتواصل مع المؤمنين .!
برنامجاً للتفكر والتدبر .!
برنامجاً لتطوير الذات..!
برنامج ملئ بالعبادة والطاعة والجدية بالالتزام به.
برنامجاً لأسرنا التي غالباً ما نغفل عنها..! برنامجا يلحظ نقاط الضعف في حياة كل منا .!
حيث يصبح البرنامج ببركة الشهر فرصة لتقوية الضعيف وتمتين القوي من حياتنا.!
وحذاري ان يكون برنامجنا كما يسعى الاعلام لجعله يقترن كلياً بالمسلسلات والسهرات أمام الشاشات، وأجواء التسلية واللهو وتقطيع الوقت.
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية أن يكون هذا الشهر بداية انطلاقة للخير والعمل الصالح وإلى الأبد بإذن الله.
ومن النيات المطلوبة كذلك في هذا الشهر:
= نية كسب أكبر قدر ممكن من الحسنات في هذا الشهر ففيه تضاعف الأجور والثواب.
ومن النيات المطلوبة ايضاً في هذا الشهر:
= نية تصحيح السلوك والخلق والمعاملة الحسنة لجميع الناس.
ومن النيات المطلوبة في هذا الشهر:
= نية العمل لهذا الدين ونشره بين الناس مستغلاً روحانية هذا الشهر.
= نية الجهاد بالمال والتفاعل والتجاوب مع نداءات الفقراء والضعفاء، متجاوزًا بمشاعرك
كل الفواصل، متسلقًا بمبادئك كل الحواجز،
تتألم لألمهم، وتحزن لأحزانهم، مبتدئًا بالموالاة والمواساة من بيتك وموطنك ولإخوانك من بني جلدتك وصَحْبك وأقاربك.!
ووكذلك نجسد ملمح التكافل والتراحم بين أبناء المجتمع حتى يشعر الأغنياء بإخوانهم الفقراء ، فتسود بينهم المحبة والمودة ، ويعيش المجتمع حياة آمنة هادئة ينعم فيها بالأمن والرخاء ، قال تعالى:
{وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمَِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلَِياءُ بَعْضٍ َيأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنََ عنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصََّلاةَ وَيُؤْتُونَالزََّكاةَوَيُطِيعُونَ الَّلهَ وَرَُسوَلهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ الَّلهُ إِنَّ الَّلهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[سورة التوبة :71] .
فرمضان هو شهر التكافل والتراحم .!
شهر تتجسد فيه معاني الرحمة والرأفة بالفقراء
والمساكين ، والعطف على اليتامى والأرامل والمحتاجين ، والعملِ على إطعام الجائعين ، وإفطار الصائمين .!
وقد حَّثنا ديننا الحنيف على التضحية والبذل والعطاء في سبيل إسعاد الآخرين وإدخال السرور على قلوبهم ومساعدتهم..!
يقول نبينا (صلّى الله عليه وسلم) في الحديث الذي رواه الطبراني حين سئل عليه الصلاه والسلام : (( أَيُّ الَّناسِ أَحَبُّ إِلَى الَّلهِ .؟
وَأَيُّ اْلأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى الَّلهِ؟
فَقَالَ (صَلَّى الَّلهُ عَلَْيهِ وَسَلَّمَ):
(أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى الَّلهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ اْلأَعْمَالِ إِلَى الَّلهِ سُرُورٌ تُدْخُِلهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَْنهُ كُرَْبةً ، أَوْ تَقْضِي عَْنهُ دَيًْنا،أَوْتَطْرُدُ عَْنهُ جُوًعا،وَلَِئنْ أَمْشِي مَعََ أخٍِ لي فِي َحاَجةٍ أَحَبُّ إِلَيَِّ منْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ شَهْرًا فِي مَسْجِدِ الْمَدِيَنةِ...)..
ايها الأحباب الكرام :
سيدخل رمضان على الكثير من البيوت .!
وعلى الكثير من الأسر والعائلات.!
وفيهم من لا يوجد له بيت يؤويه ..
وفيهم اسر تنام على الجوع وتستيقظ على الجوع.
وهناك من لا يجد ما يفطر به أو يتسحر عليه..
وهناك من لا يجد كسرة الخبز ولا حفنة التمر.!
فمن لهم بعد الله غيرك أيها المسلم..؟!
صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :
(من فطر صائماً كان له مثل أجره دون أن ينقص من أجر الصائم شيئا)..
وفي الحديث (حديث مرفوع) عن عبيد الله بن عمر الجُشمي عن سعيد بن المسيب عن سلمان الفارسي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
من فطّر صائماً في رمضان من كسبٍ حلال
صَلَّتْ عليه الملائكه ليالي رمضان كُلَّهَا ،وصافحه جبريل عليه السلام ليله القدر ومن صافحه جبريل يرق قلبه وتَكثر دموعه "
فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أرأيت إن لم يكن ذاك عنده ؟
قال : " فبقبضهٍ من طعام "!
. قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ ؟ قَالَ : " فَفَلْقَةُ خُبْزٍ " .
قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ ؟.
قَالَ : " فَمَذْقَةٌ مِنْ لَبَنٍ " .
قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ لَمْ يَكُنْ ذَاكَ عِنْدَهُ ؟
قَالَ : " فَشَرْبَةٌ مِنْ مَاءٍ " ...
فهل تريد ان تصلي عليك الملائكه ليالي رمضان كلها..!؟
وهل تريد ان يرق قلبك وتذرف دموع عينيك.؟!
وهل تريد أن تصوم رمضان مرات عديدة في شهر واحد..؟!
فأنفق يُنفق عليك ..!
نعم/
" ملائكه تصلي وأخرى تستغفر وجبريل يصافح
وقلب يرق وعيون تدمع " ..!
هذا الفضل وكل هذا الاجر وكل هذا الثواب.!
وكل هذه المثاقيل من الحسنات .!
في من حتى سقي مسلماً ولو شربهً من ماء.!
فكيف بمن يطعمهم من طعامه !؟
كيف بمن لايشبع حتى يشبع غيره.!
كيف بمن سيتقدم لنا ليتكفل بإطعام أسرتين او ثلاث او اربع !!
كيف بمن يُدخل الفرح والسرور والاطمئنان على المحرومين والجائعين يومياً.!
وكم هي الدعوات التى سترفع لك من بطون شبعت
واكباد ارتوت ونفوسٍ نامت قريره العين كنت انت سبباً في راحتها وسرورها ..
كيف ورسولنا القائل :
( من ادخل السرور على اهل بيت لم يجد الله له جزاءاً غير الجنه )..
بل إن شق تمرة قد تحول بينك وبين النار بإذن الله ...كيف ورسولنا عليه الصلاه والسلام القائل:
( اتقوا النار ولو بشق تمره .!))
مات كثيرٌ من الأثرياء والأغنياء والعظماء
ولا عظيم الا الله ، ولا غني الا الله ولا كبير الا الله
ولاقوي ولا عزيز ولا جبار ولا منتقم الا الله
ولا معطي ولا مانع ولا وهاب ولا كريم الا الله
ولا سلام ولا مؤمن ولا مهيمن الا الله
ولا قابض ولاباسط ولاخافض ولا رافع الا الله
ولا معزّ ولا مذلّ ولا محيى ولا مميت الا الله .
مات كثير من الأغنياء وخلفوّا ورائهم من الأموال والكنوز والذهب والعقارات والسيارات والأراضي الشاسعة متراميه الأطراف ما الله به عليم.!
لكنها صارت وبالاً وحسرةً وألماً وندماً وحزناً
لانهم لما يُعطوا ما أعطاهم الله حقه ..!
اﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﻟﺒﻨﺎﻥ ايميل البستاني ﺃﻧﺸﺄ لنفسه ﻗﺒﺮﺍً ﻓﻲ ﺃﺟﻤﻞ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻣﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺮﻭﺕ ..
كان ﻟﻪ ﻃﺎﺋﺮﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﻭﻗﻌﺖ به ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ..
ﺩُﻓِﻌَﺖ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻹﻧﺘﺸﺎﻝ ﺟﺜﺘﻪ ، ﻋﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﻩ ﻓﻘﻂ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﻤﻜﻨﻮﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺜﻮﺭ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﺜﺔ ﻛﻲ ﺗﺪﻓﻦ ﻓﻲﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺒﺮ ﺍﻟذي بناه!!!
وذاك اليهودي " رود تشلد " ﺃﺣﺪ ﺃﻛﺒﺮ ﺃﻏﻨﻴﺎﺀ ﺑﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺎ، ﻣﻦ ﻛﺜﺮﺓ ﺛﺮﻭﺗﻪ ﻛﺎﻥ ﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﻳﻘﺮﺽ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ، ﺧﺰﻧﺘﻪ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻏﺮﻓﺔ ﺑﺄﻛﻤﻠﻬﺎ، ﺩﺧﻞ ﻣﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺧﺰﺍﻧﺘﻪ ﻭﺃﻏﻠﻖ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﺨﻄﺄ ﺻﺎﺡ ﺑﺄﻋﻠﻰ ﺻﻮﺗﻪ ﻟﻢ ﻳﺴﻤﻌﻪ ﺃﺣﺪ ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻗﺼﺮﻩ ﻛﺒﻴﺮ، ﻭﻣﻦ ﻋﺎﺩﺗﻪ ﺃﻥ ﻳﻐﻴﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺼﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً، ﻓﻠﻤﺎ ﻏﺎﺏ ﻋﻦ ﺃﻫﻠﻪ ﻇﻨﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﺳﺎﻓﺮ .
ﺑﻘﻲ ﻳﺼﺮﺥ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﻭﻳﺼﻴﺢ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺩﺭﻛﻪ ﺍﻟﺠﻮﻉ ﻭﺍﻟﻌﻄﺶ، ﻓﺠﺮﺡ ﺇﺻﺒﻌﻪ، ﻭﻛﺘﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺪﺍﺭ :
{ ﺃﻏﻨﻰ ﺇﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻳﻤﻮﺕ ﺟﻮﻋﺎً ﻭﻋﻄﺸﺎً }
وﻟﻢ ﻳﻜﺘﺸﻔﻮﺍ ﻣﻮﺗﻪ ﺇﻻ ﺑﻌﺪ ﺃﺳﺎﺑﻴﻊ !
فأي مالٍ هذا الذي ما استطاع صاحبه ان يدفع عن نفسه الموت ..
فالمال نعمه وهبها الله إياك وكثّره في يدك ليقودك الى رضوانه وجنانه ..
لا ان تضيعه بما يفسد دينك وأخلاقك وقيمك ..
رمضانُ أوشكَ أن يُطِلَّ قريبا
ويلوحُ للدُّنيا سَناهُ مهيبا فتفقَّدوا الفقراء يا أحبابنا
فالفقر أضحى في البلاد رهيبا
كم أُسرةٍ تحيا عذاباً دائماً
وتعيشُ بُؤساً مُوجِعاً وكئيبا
من حقّهم ياسادتي أن تجعلوا
في سعيكم للمعدمين نصيبا قبل الصيام تحسسوا أوجاعهم
طوفوا بهم تجدوا الإله قريبا
فبهم وربي تُنصَرون كما حكى
(طه).. ليُرشِدَ للفلاحِ لبيبا
ياربّ وفّقنا لمسح دموعهم
ندعوكَ ربَّاً واسعاً ومُجِيبا
اللهم سلمنا لشهر رمضان وسلمنا فيه .
اللهم ارزقنا في شعبان عملاً متقبلاً ولساناً ذاكراً وقلباً شاكراً وعيناً دامعاً وجسداً على البلاء صابرا...
اللهم كما بلغتنا رجب وشعبان فبلغنا رمضان
وأعنا فيه على الصيام والقيام وتلاوه القرآن .
ارفع لنا فيه الدرجات وضاعف لنا الحسنات وكفّر عنا السيئات والخطيئات وأعتق لنا الرقاب الموبقات.
اللهم فرج كرباتنا ، وآمن روعاتنا ، وأقل عثراتنا . اللهم انصرنا على من عادانا ، وعلى من بغى علينا وآذانا .
اللهم انصر الإسلام والمسلمين واهزم الكفرة وأعداء الدين .
اللهم ارفع الظلم والبغي عن إخواننا المسلمين في كل مكان ,كن معهم يا الله , ..
اللهم أحينا مسلمين وتوفنا مسلمين وابعثنا مسلمين واحشرنا مع زمره الانبياء والمرسلين يا رب العالمين.
اللهم لا تتوفنا الا وانت راضٍ عنا ، مقبلين غير مدبرين محسنين لا مسيئين .
ثبتنا بالقول الثابت في الحياه الدنيا وفي الاخره.
واعصمنا من الزيغ والضلاله ومن الغوايه بعد الهدايه ومن الفساد بعد الصلاح .
هذا وقد أمركم ربكم فقال قولًا كريمًا:
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب:56].
اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين..
وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء الراشدين:
أبي بكر، وعمر، وعثمان، وعلي وعن الصحابة أجمعين، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وعنا معهم بعفوك وجودك وإحسانك يا أرحم الراحمين.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق