الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان صفر شهر من شهور الله

خطبه جمعه بعنوان
صفر شهر من شهور الله

إعداد وتعديل وإلقاء
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 27اكتوبر 2017م
الموافق 7صفر 1439هـ


أما بعد:
أيها المسلمون:
وعند كل حدث لنا كلام                
ومع كل تأريخ لنا وقفه
ومع كل مقام لنا مقال

فلقد دخل علينا في هذه الأيام ضيفٌ كريم
ونزل بساحتنا شهرٌ جديد من شهور الله..

        { ألا وهو شهر صفر }
ولن يمر علينا هذا الشهر الكريم دون ان نضع فيه البصمات ونرسل فيه البرقيات ونجدد فيه ابرز الدروس والنقاط المهمه ...

 فشهر صفر هو من أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية:
 {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ}
                                           
وشهرُ صفر أحدها، وهو الشهر الذي بعد المحرم..
وهو الشهر الذي وقعت في أحداثٌ عظامٌ وتواريخ جليلة، منها:
- غزوةُ الأبواء، وهي أوَّلُ غزوةٍ غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
- وفيه فُتحت خيبر على يدي النبي صلى الله عليه وسلم .
  ولقد تعددت الاجتهادات في سبب تسميه هذا الشهر بصفر؟
- فقيل: لأن الوقت الذي وضعت فيه أسماء الشهور كان في فصل الخريف وأوراق الأشجار صفراء ذابلة، فسُمّي صفرًا..
- وقيل: سُمي بذلك لأن الحَرَم ومكة تخلوان فيه من الحجيج بعد انقضاء موسم الحج فيصيران صِفرًا أي : (خاليين).                                         
- وقيل :  لإصفار مكة من أهلها إذا سافروا..
- وقيل: لأن ديار العرب كانت تَصْفُر أي تخلو من أهلها في هذا الشهر بسبب خروجهم للقتال بعد انقضاء الأشهر الحرم الثلاثة المتواليات…
-  وروى عن رؤبة أنه قال:
سموا الشهر صفرا لأنهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون من لقوا صفراً من المتاع ..

ومهما تعددت أسباب التسميه يبقى أن شهر صفر شهرٌ من أشهرِ الله، وزمانٌ من أزمنةِ الله،
لا يَحصُل فيه إلاَّ ما قضاه الله وقدَّره، فالأزمنةُ
لا دخلَ لها فيما يُقدِّرُهُ الله سبحانه تعالى.

ولقد كان العرب في جاهليتهم وقبل الإسلام
يتشائمون من شهر صفر ويعتقدون أنه شهرُ حلول المكاره ونزول المصائب..
                                             
كذلك  كان المشركون يتشاءمون من شهر صفر لأنهم يعودون فيه إلى السلب والنهب والغزو والقتل بعد الكفِ عنها في الأشهر الحرم،
حتى أنه لا يتزوج من أراد الزواج في هذا الشهر لاعتقاده أنه لا يوفق..
 ومن أراد تجارة فإنه لا يمضي صفقته في شهر صفر خشية ألا يربح...

بل ان التشائم والطيرّه لم يكن حادثًا عند العرب في جاهليتهم فحسب بل كان موجودًا في الأمم التي سبقتهم..
فقوم صالحٍ عليه السلام تشاءموا منه وقالوا:
 ﴿ اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ ﴾..
وأصحاب القرية تشاءموا بالمرسلين
﴿ قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾..
                                            
وآلُ فرعون تشاءموا بموسى ومن آمن معه كما أخبر الله تعالى عنهم بقوله:
 ﴿ فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾

وإذا كان أهل الجاهلية يعتقدون في بعض الأشهر الاعتقادات الباطلة فإن الناظر لحالهم قد يجد لهم عذراً وهو جهلهم وبعدهم عن الهدي الرباني السليم والواضح ..
فهم لا يعلمون ..
وهم لا يؤمنون ..
وهم لا يعقلون ..
وهم لايقفهون ..
وهم صمٌ بكمٌ عميٌ فهم لايرجعون ..
                                           
إذاً فما بالُ فئةٍ من أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- من أهل التوحيد، والهدي الرباني النبوي أبت أنفسهم إلاّ التشبه بأهلِ الجاهلية، والحذو حذوهم في بعض بدعهم والتشاءم بهذا الشهر..

وهل يُِعقل ان يوجد بيننا وفي القرن الحادي والعشرين وفي عصر التطور العلمي والتكنولوجي والشبكات العنكبوتيه من لازال يعتقد بهذه الخرافات والضلالات والبدع ويؤمن بها...

فمن البدع التى نراها ونجدها منتشره عند حلول شهر صفر والتي يعتقدها بعضٌ من الناس –هداهم الله- :
- التوقف عن إقامة حفلات الزواج واقامه الأعراس في هذا الشهر تمسكاً بما عليه أهل الجاهلية من التشاؤم ..
 نعم/.                                    
- من البدع التى لا يقرها شرع ولا يقبلها
عقلُ عاقل ان يعتقد بعض الناس أن من يتزوج في هذا الشهر لا يوفق في زواجه، ومصيره إلى الفشل، والطلاق والفراق والمشاكل ..
فتراهم لا يُقيمون فيه مناسبةً ولا فرحاً،
ولا يعقدون فيه ..

- ومن البدع الُمحدثة في هذا الزمان ما يراه البعض، وهو معتقد بذلك أن من يقرأ في آخر أربعاء قول الله-تبارك وتعالى-
{وَاللّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ
لاَ يَعْلَمُونَ} 13 
من قرأها كذا مره وكذا مرة فإنها تدفعُ الشر، وتُزيل المكاره التي تنزل آخر شهر صفر،
وهذا من الأمور التي لم تثبت في ديننا،
 وليس لها أصل..
                                          
-  وآخرون يتشاءمون بآخر أربعاء من شهر صفر، ويجتمعون بين العشاءين في المساجد، ويتحلقون الحلق ويُكتبُ لهم على أوراق آيات السلام السبعة على الأنبياء كقوله تعالى:
{سَلَامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ}  7
 وقوله: {سَلَامٌ قَوْلًا مِن رَّبٍّ رَّحِيمٍ}... الخ...
 ثم تُوضع تلك الأوراق في أواني فيشربون مائها معتقدين أن هذا الفعل يُذهبُ الشرور والمصائب التي تنزل في هذا الشهر..

- ومن البدع المنتشرة في هذا الشهر:
الاعتقاد أن آخر يوم أربعاء من شهر صفر
يُنزل الله -سبحانه- البليات، والمصائب، والكوارث. حتى وصل الحال لدى بعضهم بأن يكون هذا اليوم هو أصعب أيام السنة وأشدها ومن أراد الخلاص من شرور ذلك اليوم عليه أن يصلي لله –تعالى- أربع ركعات بصفة معينة ثم يختم صلاته بدعاء معين ومنه :
 ((اللهم أكفني شر هذا اليوم وما ينزل فيه
 يا كافي المهمات، ويا دافع البليات ووووو ..الخ ))
وهذه من البدع المُحدثة التي لا أصل لها في الدين الحنيف، والتي لم تثبت عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم- ولا عن أحد من أصحابه –رضوان الله عليهم- منها شيء، ولا يوجد لها أصلٌ في الشرع لا من الكتاب ولا من السنة..
وقد روت أم المؤمنين عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
((مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ))
                                          
- بل ان العجب العجاب أن هؤلاء لم يكتفوا بمخالفتهم الواضحة للهدي النبوي..
 وللدين الإلهي بل تراهم يستدلون على هذه البدع, والخرافات بأحاديث مكذوبة، وموضوعة على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم-
ومن تلك النصوص:
حديث رُوي عن النبي -صلى الله عليه وسلم-
أنه قال:
((من بشرني بخروج صفر بشرته بالجنة))
وهذا الحديث باطل لا أصل له .
وهو كَذِب محض على النبي صلى الله عليه وسلم..
وهو القائل عليه الصلاه والسلام:
( من كذب عليا متعمداً فليتبوأ مقعده من النار )
                                            
بل ان النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-
حارب هذا المعتقد، ونهى عنه..
فقد ثبت عن أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-
عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ:
{لا عدوى ،ولا طيرة ويعجبني الفأل}
فسؤل ما الفأل؟ فقال: الكلمة الحسنه.
فأراد -صلى الله عليه وسلم- بهذا الحديث نفي ما كان يعتقده أهل الجاهلية من الاعتقادات الباطلة التي تؤثر في القلب وتضعف الظن الحسن بالله -
عز وجل- ..

فأبطل النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- بهذا الحديث قضية التشاؤم في شهر صفر..
 وأنه ليس من الدين في شيء..
وهو كبقية الأشهر، ويقع فيه ما قدره الله عز وجل- من المقادير..
                                             
ولا يحصل فيه إلا ما قضاه وقدره الله..
ولم يختص – سبحانه- هذا الشهر بوقوع مكاره ولا بحصول مصائب..
فهو شهر من أشهر الله..
 وأيامه من أيام الله -زتبارك وتعالى..
 وزمان من الأزمنة..
والأزمنة لا دخل لها في التأثير ولا في ما يقدره الله  سبحانه وليس فيها ما يدعيه بعض الجهلة بالدين، من الذين لبّس الشيطان عليهم.

ولذلكم اخوتي الكرام
من تشاءم من ساعات أو أيام أو شهور
أو أصوات أو طيور أو حيوانات أو رؤية أقوام
أو أرقام، أو من نعيق البوم والغراب، أو رؤية الأعور والأعرج والعليل والمعتوه ونحو ذلك فقد انخرم توحيده.
                                            
والمنافقون في هذا العصر يتشاءمون من أهل العلم والخير والصلاح، وينسبون إليهم كلَّ مصائب الأمة..
فتارة ينسبون التخلف إلى تمسكنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
وتارة يتهمون حلق تحفيظ القرآن الكريم بالإرهاب.
ويسمون العلماء والدعاة بالرجعيين..
بل إن أكثرهم والعياذ بالله يتشاءمون من دين الإسلام، ويزعمون أنه سببُ تأخر المسلمين، وسبب تخلفهم ..
فأولئك هم أتباع المشركين الأوائل، يجمعهم العِدَاءُ للتوحيد خاصة، وللدين عامة.
                                            
ونداء اليوم لكل هؤلاء رجالاً ونساءً ممن  لازال لهذا اليوم يعتقد بمعتقدات الجاهليه ويحذوا حذوهم في التشائم من كل شيء من حولهم والتشائم من شهر صفر ورد الشقاء والخسران والفشل والإحباط والمشاكل والهموم الى هذا الشهر ..
أن يتقوا الله -عز وجل- في أنفسهم..
 وأن يراجعوا أنفسهم، وعلاقتهم وإيمانهم بالله -تبارك وتعالى- وأن يعلموا علماً يقينياً حقيقة
قول الله -عز وجل :
 {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} 19 
ويؤمنوا إيماناً صادقاً بقول الله -تبارك وتعالى-: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } 20
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم ونفعني وإياكم بمافيه من الايات والذكر الحكيم
واقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبه الثانيه                           

اما بعد ايها الاحباب الكريم :

الوقوف عند الحدث والتأريخ له اثره في النفوس..

وكما وقفت معكم في شهر ربيع وشهر رجب وشهر شعبان ورمضان وشوال وذي الحجه ومحرم وأرسلنا فيها الرسائل والبرقيات ووقفنا فيها
مع الحدث..

هأنا اليوم أقف في شهر صفر وأرسل لكم منه الرسايل والبرقيات والفوائد والعبر والرموز والدلالات ..
                                            
ورسالهُ جمعهُ اليوم هى لكل سامع وسامعه
ولكل ذكر وأنثى ممن لازال الى الان يسيء الظن ويعتقد ويؤمن باباطيل وخرافات واوهام اهل الجاهليه ..
فيتشائم ويتوقع أن مايقع له فيه من المكروه والسوء والضرر، أنما حدث بشؤم شهر صفر !
ويتطيّر من هذا الشهر  ويتردد على لسانه  :
صفر طفر ..
وصفر لا سفر ..
وصفر لا عمل ..
وصفر لا زواج فيه لان مصيره الفشل والطلاق..
وصفر لا تجارات ولاصفقات لان مآلها الخساره والإفلاس والكساد والبوار ..
                                              
وهذا كُلُّهُ من الطِّيَرَةِ المنهيّ عنها، وهو قادح في التوحيد وربما يوقع صاحبها في الشرك والعياذ بالله..
وهو القائل صلى الله عليه وسلم :
((الْعِيَافَةُ وَالطِّيَرَةُ وَالطَّرْقُ مِنَ الْجِبْتِ ))..
وفي حديث  عمران بن حصين -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
“ليس منا من تطير أو تطير له”
وفي الحديث الذي أخرجه ابن داوود والترمذي وصححه الحاكم ووافقه الذهبي.
عن ابن مسعود رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
 ((الطِّيَرَةُ شِرْكٌ الطِّيَرَةُ شِرْكٌ ..ثلاثاً))

والعبد لا بد أن يعتقد أنه لا خالق إلا الله..
ولا مدبر للكون سواه..
 وأن الرب الذي يرزق، ويشفي، ويحي، ويميت، بأسباب..
وهو قادر على أن يرزق، ويشفي، ويحي، ويميت، من غير أسباب..
 والأخذ بالأسباب ركن من أركان التوكل على الله فلا يضر التصرف في أسباب العيش، والتكسب في أسباب الرزق..
والأخذ بأسباب الشفاء، والنجاة من الهلاك لمن صحّ توكله..
وهذا لا يقدح في مقامه ولا ينقص ذلك من حاله، فالموحد يعلم أن اللّه –تعالى- قد جعل في الأسباب منافع خلقه، ومفاتح رزقه، وخزائن حكمته، ويعلم أنه بهذا مقتد في ذلك بنبيه -
صلى الله عليه وآله وسلم-، ومتبعٌ لسنته.

ولذلكم اخوتي الكرام.                     
اليوم مطلوب منك ان توضح هذا الكلام لأهل بيتك ان تبينه لاصدقاءك ، لمن حولك ، لكل قريب لك لازال يردد مثل هذه الخرافات ويؤمن بها ...

ومطلوب منك كذلك ان تقل  للمتشائمين:
إن الضار والنافع هو الله وحده لا شريك له،
ولا أحد ولا شيء سواه يملك الضر ولا النفع.
قال تعالى-:
(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [يونس: 107]..
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس: “واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف” (الترمذي).

وقل لهم:
إن أقدار العباد كلها من عمر ورزق وأحداث وأحوال وخير وشر مكتوبة قبل خلق الأرض والسماء..
فعن عبد الله بن عمرو بن العاص قال:
سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة” (مسلم)..
وعن جابر قال: جاء سراقة بن مالك بن جعشم قال: يا رسول الله بيِّن لنا ديننا كأنا خلقنا الآن، فيما العمل اليوم؟
أفيما جفت به الأقلام، وجرت به المقادير؟؟
 أم فيما نستقبل؟
قال: “لا، بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير”
قال: ففيم العمل؟
 فقال: “اعملوا فكل ميسر” (مسلم)،
فيا أيها المتشائم:
قد كُتبت -والله- أقدارك فلن يغني عنك تشاؤم، ولن يدفع عنك ضرًا مقدرًا، كما لن يمنع عنك شيئًا من رزقك.

واخيراً ايها الاحباب الكرام
إن افضل واروع وأجمل وأحسن مايفعله
المسلم والمؤمن المحب لدينه وعقيدته هو دفع
البدع والخرافات والضلالات عن حياه الناس..
وأفضل ما سيعمله في شهر صفر ان يحول البدع التى سبق ذكرها الى تفائل وفأل وتوقع للخير...
- فإذا طُلب لزواج في صفر زوّج  لكى تختفي هذه الخرافات من بين أوساط الناس ومجتمعاتهم...
- واذا دُعي َلمناقشه بحث تخرجه طلب بأن يكون مناقشته في صفر لكي يضع درس لكل متشائم بهذا الشهر بأنه شهر الله كبقيه شهور السنه فلاتشائم فيه ولاطيره ..

- واذا تاجر طلب ان تكون صفقه البيع والشراء وكتابه العقود في صفر.........الخ

كل هذا ليفوز بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم:
(( من سن في الاسلام سنه حسنه فله أجرها وآجر من عمل بها الى يوم القيامه )).....
والعكس  بتحمل الأوزار والآثام
(( من سن سنه سيئه فله وزرها ووزر من عمل بها الى يوم القيامه ..))
ولك ان تتخيل حجمُ اوزار وآثآم ضلالات الناس وبدعهم وخرافاتهم  التى تصلك الى قبرك بسبب نشرك لها بينهم وإيمانك بها وموافقتك لهم عليها وسكوتك عن ازالتها وإنكارها.

تخيل ذنب ُ الزوجه واثمُ الولد ووزر الوالد والأخ والأخت والعم والعمه والخال والخاله والجد والجده
ناهيك عن أوزار الاصدقاء والرفقاء والزملاء والجيران وكل من حولك....

والايه واضحه كوضوح الشمس في تحمل اوزار من اضللتهم واغويتهم ...
(( لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ ﴿٢٥ النحل﴾

والله يقول:
(( وليحملن أثقالهم واثقالاً مع أثقالهم وليسئلن يوم القيامه عما كانوا يفترون ...))
                                              
- اللهم  أحفظ لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وواحفظ لنا دنيانا التي فيها معاشنا،
واحفظ لنا آخرتنا التي إليها معادنا.
-  اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مؤمنين غير
خزايا ولا مفتونين.
- اللهم لا تتوفنا الا وانت راضٍ عنا ..
- اللهم لا خير إلا خيرك، ولا طير إلا طيرك،
ولا إله غيرك..
- اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك...

ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال -
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...