الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان يومُ السُعد الحقيقي في حياتك

خطبه جمعه بعنوان
      يومُ السُعد الحقيقي في حياتك

إعداد وتعديل وإلقاء
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 20 أكتوبر 2017م
الموافق ٣٠ محرم 1439

أما بعــــد :                            
عبـــــاد الله :-   
لو طرحت اليوم عليكم سؤالاً وقلت  
ما هو أسعد يوم في حياة الإنسان ؟

لاشك ان الإجابات ستكون مختلفه من شخص الى آخر....
- فقائل سيقول إن أسعد يوم في حياتي ويوم العمر بالنسبة لي هو :
 يوم التخرج من الثانوية العامة..
- ومن قائلٍ آخر إنه :
يوم التخرج من الجامعة وإتمام الدراسة..
- ومن قائلٍ ثالث أسعد يوم هو :
يوم الزفاف عندما أكملت نصف ديني..
-  وهناك من يقول إن أسعد يوم في حياتي :
عندما رزقني الله بولد ..
- وهناك من سيقول ان اسعد ايام حياته هو:
يوم حصولي على فيزة للسفر إلى دولة أجنبية..
وآخر يقول يوم ترقيته واخر يوم توظيفه....

ولا شك أنها أحداث عظيمة وايام تُدخل البهجة والفرح والسرور إلى نفوس أصحابها،
 لكنها سعادة زائلة وفرح مؤقت يعقبه حزن..

       فما هو أسعد يوم في حياتك ؟
اخوتي الكرام روّاد مسجد بلال :
:: لم يكن ذلك الرجل يعلم أن اليوم الذي أماط فيه الشوك عن طريق الناس كان أفضلَ أيام حياته وأسعدها ....(( إذ غفَر الله له به )) ..
ففي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -
 أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك في الطريق، فأخَّره، فشكر الله له فغفر له) (متفق عليه)

هذا الرجل ﺩﺧﻞ ﺍﻟﺠﻨﺔ ....            
 ﻭﻏَﻔﺮَ ﺍﻟﻠﻪُ ﻟﻪ ﺑﺴﺒﺐ ﻏﺼﻦٍ ﺃﺯﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ..
ﻭﺳﻮﺍﺀً ﻛﺎﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺼﻦ:
 ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ( ﻳﺆﺫﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ ﺭﺅﻭﺳﻬﻢ )..
ﺃﻭ ﻣﻦ ﺃﺳﻔﻞ  ( ﻳﺆﺫﻳﻬﻢ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﺃﺭﺟﻠﻬﻢ )..
ﺍﻟﻤﻬﻢ ﺃﻧﻪ ﻏﺼﻦُ ﺷﻮﻙ ﻳﺆﺫﻱ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ،
ﻓﺄﺯﺍﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ، وﺃﺑﻌﺪﻩ  ، ﻭﻧﺤﺎﻩ،
ﻓﺸﻜﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ ﺫﻟﻚ، ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ.
 ﻣﻊ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻐﺼﻦ ﺇﺫﺍ ﺁﺫﻯ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﺈﻧﻤﺎ ﻳﺆﺫﻳﻬﻢ ﻓﻲ ﺃﺑﺪﺍﻧﻬﻢ، وﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻏﻔﺮ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﺮﺟﻞ، ﻭﺃﺩﺧﻠﻪ ﺍﻟﺠﻨﺔ.
+ فكيف بمن يزيل مشاكل المسلمين وهمومهم .. + كيف بمن يزيح عن الناس قضاياهم التي أرقتهم في بيوتهم وأسرهم ومجتمعاتهم ودولهم وسببت لهم الشقاء والضنك وسوء الحال..
 فيكون أسعد يوم في حياته وهو يوم العمر بالنسبة له يوم أن يتقبل الله منه ويكتب له المغفرة والرضوان.

:: ولم تكن تلك المرأة البغي تتوقع أن يكون
أسعدُ أيامِ حياتها هو ذلك اليوم الذي سقَت فيه كلباً أرهقه العطش فشكر الله صنيعها وغفر لها،
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-
( بَيْنَمَا كَلْبٌ يُطِيفُ بِرَكِيَّةٍ قَدْ كَادَ يَقْتُلُهُ الْعَطَشُ
إِذْ رَأَتْهُ بَغِىٌّ مِنْ بَغَايَا بَنِى إِسْرَائِيلَ فَنَزَعَتْ مُوقَهَا فَاسْتَقَتْ لَهُ بِهِ فَسَقَتْهُ إِيَّاهُ فَغُفِرَ لَهَا بِهِ ) (مسلم).

بينما هي تسير لحاجتها في يوم شديد الحرّ ،
إذ لاحَ أمامها كلبٌ قد أخرج لسانه من شدّة الإعياء واللّعاب يتقاطر منه ، يقف بالقرب من بئر عميقة ، وينظر إلى قعره ، فيتمنّى لو حظي بشربةٍ تُطفئ عطشه ، وتُروي ظمأه .
<> حينها أدركتها الرحمة بهذا المخلوق البائس..  <> أدركتها الرحمة بهذا المخلوق اليائس..
<> أدركتها الرحمه بهذا الحيوان الذي يلهث الثرى من شده العطش ..
<> هزها ضميرها وحن قلبها لهذا الحيوان
في عصرٍ وزمانٍ نُزعت الرحمه من القلوب
فلا ترحم مسكيناً ولا تُشفق لمحتاج
ولا تَحِنًُ لجائع ولا تَرقُ لمديون..

نعم رقَّ قلبُ  المرأه البغي لهذا الحيوان
وفكّرت في نفسها :
كيف يمكنها أن تقدّم لهذا الكلب قليلاً من الماء يدفع عنه ما نزل به من عطش ؟
 فلم تجد أمامها سوى خفّها تملأ به الماء ،
 فنزلت البئر ، وملئت الخف ماءً ، ثم صعدت إلى أعلى البئر وشرب ذلك الكلب،
لكنّ الله سبحانه وتعالى لا يضيّع أجر من أحسن عملاً ،..
فكان صنيعها مع الكلب سبباً للتجاوز
عن سيّئاتها ومغفرة ذنوبها ، كرماً منه وفضلاً..
 كان صنيعها سبباً لمحو سيئاتها وسبباً لغفران ذنوبها، فكان أسعد يوم في حياتها .

نعم هذا الصنيع كان نقطه فارقه في حياتها
فماهي صنعائنا نحن !!؟؟
وكم هي مواقفنا مع بني البشر !!؟
وكم هي خدماتنا مع خلق الله !!؟
وكم هو معروفنا مع عبّاد الله،!!؟

واذا كنت مصمم على ان تبقى على حالك ولاتصنع لك معروف مع خلق الله وعباد الله
فكفّ شرك عنهم ، وكفّ أذاك ، وكفّ سمومك
وكفّ عنهم يدك وكفّ عنهم لسانك التى ما توقفت
يوماً من الخوض في اعراضهم وأكل لحومهم ..
والمصطفى  عليه الصلاه والسلام يقول :-
(( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ))

أيها المؤمنون الكرام :                 
::  وهذا نبيُ الله يوسف عليه السلام،
كان اسعدُ يومٍ في حياته ويوم العمر بالنسبة له يوم أن وقف في وجه إمرأةِ العزيز قائلا:
 (قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ) [يوسف: 23]
فترقي في معارج القرب، وحظي بجائزة:
 (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ) [يوسف:24].
فالعفيف المستعفف، أسعد الناس لأنه عامل الله بالإخلاص والمراقبة فرفعه الله إلى درجة المحبة والمعية، لأنه لم يستسلم لشهواته، ولم يسقط في مستنقع الرذيلة رغم توفر جميع الأسباب، فأصبح مثالا للعفاف والطُهر الى قيام الساعة.

:: ولم يكن يعلم الصحابة الكرام الذين شهدوا بدرًا أنّ يوم العمر لهم هو يومَ  قيل لهم :
"اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم"

:: ولم يكن يعلم الصحابي الجليل طلحه رضي الله عنه الذي طأطأ ظهرَه للنبي عليه الصلاةُ والسلامُ يومَ أحد ليطأه بقدمه ان يوم العمر له
حين قال له الحبيب إكراماً لصنيعه :
"أوجبَ طلحة"
        أي وجبت له الجنة .

:: وهذه نسيبة بنت كعب أم عمارة رضي الله عنها وأرضاها، أسلمت في بيعة العقبة الثانية،
وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنها حبيب بن زيد ما زال صغيراً بجانبها..

 فقدمت للدين وللرسول أعظم الحب والوفاء والتضحية والولاء ..
ففي يوم أحد خرجت مع جيش المسلمين لتسقي الجرحى وتُضمدُ جراحهم ..
فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة قد تكالب عليه الأعداء عن يمينه وشماله وقد كُسرت رباعيته والدماء تنزف منه..
 رمتِ القِراب التي كانت تسقي بها جرحى المسلمين، وأخذت سيفاً تدافع عن النبي صلى الله
فلما رأى منها هذه البطولة وهذه الشجاعة
قال لها صلى الله عليه وسلم في أرض المعركة:
 «من يُطيق ما تُطيقين يا أم عمارة؟!
 سليني يا أمَ عَمَارة، قالت:أسألك مرافقتك في الجنة ؟ قال: أنتم رفقائي في الجنة»،
فلم تكن تعلم أن أسعد أيام حياتها هو ذلك اليوم الذي بشرها رسول الله صل الله عليه وسلم بمرافقته بالجنة.

= بل انظروا إلى ذلك التاجر الذي لم يكن له
من أعمال الخير إلا القليل..
 عاش حياته بيعاً وشراءً واستيراداً وتصدير وصفقات هنا وهناك..
 لكن كان فيه خصلة عظيمة وقيمهً إيمانيه رائعه..
ففي حديث حذيفة رضى الله عنه وأرضاه قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم، فقالوا: أعملت من الخير شيئاً؟  قال: لا.
قالوا: تذكر، قال: كنت أداين الناس، فآمر فتياني أن ينظروا المعسر، ويتجوزوا عن الموسر، قال:
قال الله عزوجل- تجوزوا عنه".
وفي رواية عند مسلم:
 "فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي"
لقد كان يوم السعد في حياته..
 يوم أن تجاوز الله عنه لأنه تجاوز عن عباده،
لم يغش ولم يحتكر، ولم يظلم، ولم يصب بالجشع والطمع، ولم يضيق على عباد الله...

وهذه رساله لكل لتجارنا:
 بأن يتجوزوا عن المعسرين
بأن يخففوا على خلق الله
بأن لا يرفعوا الأسعار ويضيقوا على الناس
بأن يتركوا الغش والاحتكار على عبّاد الله
بأن يقتنعوا بالربح اليسير ليبارك الله لهم في أموالهم وتجارتهم ويرزقهم عفوه وتجاوزه عنهم يوم القيامه ويحشروا مع الشهداء والصديقين ...

ولذلكم أخوتي الكرام.                  
 أسعد يوم في حياة المسلم هو:
:: ذلك اليوم الذي يبتغي بأعماله وجه الله،
 لا يريد جزاءاً ولا شكوراً، ولا يعمل نفاقاً
ولا رياءً ، ويثبت عليها حتى يلقى بها ربه..

بل إن العبد قد يُكتبُ له عِزُ الدهر وسعادةُ الأبد، بموقفٍ يُهيئُ الله له فرصتَه، ويُقدّر له أسبابه حينما يَطلِع على قلب عبده فيرى فيه قيمةً إيمانية أو أخلاقيةً يُحبها فتشرق بها نفسه وتنعكس على سلوكه بموقفٍ يُمثل نقطةً مضيئةً في مسيرته في الحياة، وفي صحيفة أعماله إذا عُرضت عليه يومَ العرض الأكبر.

وما حديث الرجل الذي شهد له الرسول صلى الله عليه وسلم بمجلسه ثلاث مرات بإنه من اهل الجنه عنكم ببعيد ...                                     
 ولما لحقه الصحابي عبدالله بن عمروبن العاص رضى الله عنه ليرى وليعرف ماهي عباداته وماهي طاعاته وماهي اعماله لم يرى منه كثير صلاه
ولا عمل غير انه اذا آواى الى فراشه توضأ ودعا واستغفر ولما اخبره بشهاده رسول الله له بالجنه ثلاث مرات ولم يرى منه شيء قال له:
(( إلاّ ما رأيت .. غير اني اذا آويت الى الفراش
لا احمل في قلبي حسد ولاغل ولا بغضاء على احدٍ من المسلمين ))...
فقال له (( هذا الذي بلغت به ))
فصفاء القلوب ونقاءها من الأحقاد والضغائن طريق موصل الى جنه الله ورضوانه ...
والله يقول عن اصحاب الجنه...:
(( ونزعنا مافي صدررهم من غلٍ إخواناً على
سررٍ متقابلين ))

قلت ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم فاستغفروه .


الخطبة الثانية:                       

 أما بعد:
أيها المؤمنون:
يومُ العمر ويومُ السُعد ويوم الفرح ويوم السرور
ليس هو يوم الزواج وليس يوم التخرج وليس يوم السفر للعمل ببلاد اخرى وليس يوم الارتزاق بمولود وليس يوم الترقيه ولا يوم التوظيف
وليس يوم السعد هو ذاك اليوم الذي تسعد فيه بمؤاذاه جارك واقلاق سكينته وراحته وطمأنينته.

ولايوم السعد هو ذاك اليوم الذي تفتخر فيه بشتم فلان او ضرب فلان او إهانه فلان او أخذ ارض فلان او تشريد فلان او سفك دم فلان او تهديم بيت فلان ...

إنما يوم العمر بالنسبة لنا كمسلمين   
ويوم السعد وأعظم أيام حياتنا:
= هو ذلك اليوم الذي نُقبل فيه على الله تائبين منيبين مستغفرين..
نعم
 اسعدُ سعادةٍ في العمر
وأصدق لحظهٍ في الحياه هي تلك الساعه
التى يقف فيها العبد مع ربه مراجعاً ...
انها وقفه الحساب- وقفه العتاب.
التى يتذكر في العبد ما أصاب ، ايامٌ خلت وليالٍ مضت قد قصر فيها في جنب الله ، لكن سرعان مايزادد الألم والندم اذا تذكر انه الى الله طائر وراجع ومسئول ، وانه مرتحلٌ من هذه الدنيا ليقف بين يديه ربه جل وعلا ..
ثم يسأل نفسه كيف ألقاه وحقوقه ضيعت..!!
كيف ألقاه وحدوده تجاوزت ..!!
كيف ألقاه .!؟ وبأي أيّ وجهٍ ألقاه .!!
وبأيّ قدمٍ أقفُ بين يديه .!؟؟
ثم لايملك إلا ان يرفع يديه الى ربه تائباً نادماً معتذراً قائلاً:
رباه أسأت .. رباه اخطأت.. ربما ظلمت!
رباه أسرفت .. رباه ذنوبي من ارجوا لها سواك
من يفتح الباب ان أغلقته !!
من يعطي العطاء إن منعته !!
فيصلح الحال وتبدل السيئات بإذن الرب الى حسنات ..
فالبدار البدار انتبه يا عبدالله وتيقظ وادخل باب التوبه المفتوح قبل إغلاقه مبادراً منكسراً ليكون يومك هذا اسعد ايام حياتك ..
(( وَاللَّهُ يُريدُ أن يتوبَ عليكم ويُريدُ الذين يتبعونَ الشهواتِ أن تَميلوا ميلاً عظيماً ))

= يوم العمر هو ذلك اليوم الذي اسعدت فيه والديك، وأحسنت إليهما ...
= يوم العمر هو ذلك اليوم الذي اعنت فيه محتاج..
= وفرجت على مكروب ..
= وآويت مشرداً..
= وأشبعت جائعاً ..
= وكسوت عارياً ..
= ورحمت يتيماً...
= ومشيت مع مسلم الى ان قضيت حاجته له ..

= وقد يكون ذلك اليوم الذي جلست تفكر في حال الامة وما وصلت اليه ثم بدأت بخطوات لاستيراد كرامتها وصون دمائها كل واحد حسب قدرته.

= وقد يكون يوم العمر وأسعد أيامك:
هو ذلك اليوم الذي تقف فيه مع الحق والخير
 ولا تتنازل فيه عن القيم والمبادئ العظيمة مهما كان الشبهات والشهوات والاغراءات..

= او يوم العمر هو ذلك اليوم الذي حفظت فيه دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، ولم تلطخ لسانك
ولا يدك في دم امرئ مسلم أو أي انسان دون وجه حق .
=  وقد يكون يوم السعد في حياتك يوم أن نصرت مظلوماً وقلت كلمة حق ، ولم تجامل في دينك أحداً من الناس.

ولذلكم اخوتي الكرام
كل واحد منا مطلوب منه اليوم بعدما سمع ماسمع ان يرجع الى بيته ويجلس معه نفسه ساعات ويراجع صفحات عمره وليبحث في سجل حياته وينظر فى سنينٍ مضت عليه من عمره
- هل فيها عمل صالح لا يطلع عليه إلا الله..
- هل فيها موقف إنساني واحد نفسك راضيه به
- هل فيها صنيع لا زالت نفسك مرتاحه بصنعه ..

نعم  نعم.                                    
إبحث وكرر البحث مراراً وتكراراً فإن لم تجد فعليك ان تبادر من اليوم وليس غداً في ان تضع لك في بقيه عمرك ولو عمل واحد بينك وبين الله لا يطلع عليه احد.
• عمل محمود ليرضى الله به عليك..
• عمل خالص ليُسعدك ، ليُعتقك ، لِيرافقك في رحله الخلود الطويله ، ليُثبتك عند السؤال ، ليؤانسك في لحدك ، ليقف بجوارك يوم تزل الاقدام ، ليكون حاضراً معك عند السؤال بين يدي الملك العلام ...

وهل ترضى لنفسك ان تحشر يوم القيامه صفراً.
هل ترضى لنفسك ان تُبعث خاويه الوفاض
وتُحشر مفلسه ، وتقف فارغه من كل عمل صالح.

وقد كُنتَ في الدنيا أغنى الناس مالاً  !!.
وقد كنت في الدنيا لايشقُ لك غبار..!
ولا يرفض لك امر ..!
ولا يُرفض لك طلب ..!
ولايرد لك كلمه ولايعصى لك قول..!
فاين هيلمان الأمس ؟ وايّن ثراء الأمس؟
وايّن سلطان الأمس؟ وايّن مجد الأمس ؟
وايّن فرح وغبطه وأنس وسرور الأمس ؟

بل ايّن الحشد ؟ وايّن الَركبْ ؟
وايّن المتاع ؟وايّن الخدم ؟
وايّن الحشم ؟ وايّن المرافقون ؟
وايّن القوه ؟ وايّن السلطان ؟
وايّن الهيلمان ؟ وايّن الحسب ؟
وايّن النسب ؟ وايّن الحراس ؟
وايّن البطانه ؟ وايّن الشهره ؟
وايّن السمعه ؟ وايّن الصيت ؟
وايّن الكنوز ؟ وايّن الذهب ؟
وايّن الزبرجد ؟ وايّن الجواهر ؟
وايّن الفرش ؟ واين السُرر ؟
وايّن الزوجات ؟ وايّن الحسناوات؟
واين الضيعات ؟ وايّن الذريّات ؟
وايّن اطايب الطعام والشراب ؟
وايّن القصور الشاهقة ؟
وايّن السيارات الفارهه ؟
وايّن  ؟ وايّن ؟ وايّن ؟
                                            
لم تنسي شيء ماوفرته لك في دنياك لتعيش
عيشَ السعداء ، عيش المنعمين والمرفهين ...
لكنك نسيت ان تضع لحياتك الخالده الباقيه
عملاً صالحاً يكون حجابك من النار .
نعم/
- كم مرّ بك من فقير...
- وكم إلتقى بك في طريقك من سائلٍٍ مُعدم ..
- وكم طرق بابك من محتاج..وكسير ومحروم..
- وكم طرق سَمعكَ عن مريض يتلوى على فراش المرض ألماً ماوجد ثمناً لدواءه وماوجد من يغيثه..
- وكم رأيت من اسر تعيش في العراء وتسكن العشش وتأوى تحت الأشجار ..
- وكم رأيت بيوت معدمه بلا طعام ولاكسره خبز..

* أما انك لو بنيت غرفه لاسره ولوجه الله لوجدت ذلك عند الله ...
* أما انك لو كسوت عارياً ولوجه الله لوجدت ذلك عند الله ..                                            
* ولو انك تكفلت بعلاج مريض لوجه الله لوجدت ذلك عند الله..
* ولو انك كفلت يتيماً لم يجد من يتبناه ويرعاه لوجدت ذلك عند الله..
* ولو انك تكفلت ولو بالأسبوع طعاماً لأسره  افترشت الارض والتحفت السماء لوجدت ذلك عند الله....
لكن
(( قل ان الخاسرين الذين خسروا انفسهم وأهليهم يوم القيامه ألا ذلك هو الخسران المبين ))

((( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً • الذين ضل سعيهم في الحياه الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً • اولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه فحبطت أعمالهم فلانقيمُ لهم يوم القيامه وزناً )))

اخيراً اخوتي الكرام.                  
اما أسعد الأيام على الإطلاق فهو:
يوم أن تكون من أصحاب الجنة قال تعالى:
(أَفَمَن يُلقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَم مَّن يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ القِيَامَةِ) [فصلت:40]
وقال تعالى :
(إِنَّ الذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَليْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) [الأحقاف:13].
وقال تعالى:
(مَن جَاء بِالحَسَنَةِ فَلهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ) [النمل:89].
ولن يتحقق هذا اليوم السعيد :
- إلا بأعمال خالصة لله سبحانه وموافقه لما شرعه رسوله صل الله عليه وسلم..
- وعندما تكون قلوبنا سليمة من الحقد والغل والحسد لبعضنا البعض..
- وتكون ألسنتنا وأيدينا نظيفة من الحرام والدماء والفتن.
اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا غاية رغبتنا واجعل الحياة زيادة لنا من كل خير واجعل الموت راحة لنا من كل شر برحمتك،
 يا أرحم الراحمين.

ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال -
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...