خطبه جمعه بعنوان
قصه ثبات من داخل قصر فرعون
( ماشطه بنت فرعون )
إعداد وتعديل وإلقاء
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 6اكتوبر 2017م
الموافق 16محرم 1439هـ
ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام:-
وقفنا في الجمعه الماضيه مع حدث عاشوراء.
ذلك اليوم الذي نجى الله فيه نبيه وكليمه
موسى عليه السلام من فرعون وبطشه
وصمنا ولله الحمد هذا اليوم العاشر من محرم الفائت شكرًا لله ...
ولأننا لا زلنا نعيش الحدث الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون ..
نعود اليوم مجدداً الى قصر الطاغيه
الى قصر فرعون لاحكي لكم من داخله
في نصف ساعهٍ تزيد او تنقص قليلاً
قصهً لواحدهٍ من اعظمِ قصصِ التأريخِ إيماناً وثباتاً وشجاعهً وصبراً...
ومن اعظم القصصِ تحملاً وتضحيهً وفداء ..
إنها قصه لاحد اؤلئك الذين بذلوا الأرواح والمهج في سبيل نصر الدين ورفع رايه العقيده ....
وقصه اليوم لن تكون كسابقاتها لأحد الرجال
كما تتوقعون او تعتقدون ...
إنما قصه اليوم
قصة بطولية سطرتها امرأة مؤمنة صادقه
إمرأة شريفه طاهره
أمام هذا الطاغية
وامام هذا المتعجرف
وامام هذا المستبد
(( فرعووووووون )))
الذي داس على القيم وداس الأجيال تحت قدميه وسفك دماء الأبرياء، قتل الأطفال، نشر الفساد، أرهب العباد، دمر البلاد،.
فأمام هذا الديكتاتور وامام هذا المستكبر
وامام هذا السفاك المجرم، والإرهابيُ العميل،
الذي قتل النساء، والذي ذبح الأطفال،
والذي دمر الأجيال، والذي استعبد الشعوب،
والذي عاث في الأرض فساداً.
أمام هذا المتعجرف، العُتِل، الجواظ
الذي كان يلقي المحاضرات، على الرعاع
الأغبياء ، البلداء، ويقول لهم:
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
فيصفقون له... ويقول لهم:
(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تحتى))
فيهزون رؤوسهم طرباً، ويسجدون له تذللاً.
حتى قال بعض المفسرين:
كان على قصر فرعون، ستة وثلاثون ألفاً من الحرس، كل واحد منهم يرى أن فرعون إلهه، وخالقه، ورازقه ومحييه، ومميته والعياذ بالله.
نعم
امام كل هذا الجبروووت ، وامام هذا الُملك كله
وما رافقه من حشد وجُند ومال وخدم وحشم وهيلمان وسلطان وعتاد وعُده..
{{ وقفت امرأة }}....
سطرُ الله إسمها بحروفٍ أغلى من الذهب،
وانتشر طِيبُ صنِيعِها في الأرض
وطِيبُ رِيحَها في السماء،
حتى وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
طيب رائحته في رحلة الإسراء والمعراج.
أتدرون بماذا ضحت هذه المرأة ؟؟
لقد ضحت بأعز ما تملك في دنياها:-
(( نفسها ونفس أبنائها ))
وذلك في سبيل إعلاء كلمة الله...
:: لم تكن هذه المرأه (( مَلِكة أو زوجة مَلِكْ ))
بل كانت خادمة تَخدمُ بنتَ مَلِكِ الطاغية.
إلا أن الله -تعالى- حفظ إسمها وأعلى شأنها أكثر من أسماء ملوك وسلاطين كثير من أهل الأرض.
فهل عرفتم من هذه المرأه ؟؟
وهل تبادر الى أذاهنكم إسمٌ من الاسماء؟؟
إنها ماشطةُ بنت فرعون..
هذه القصه ثابتة صحيحة..
صحح إسنادها الشيخ أحمد شاكر بالمسند.
وقال الشيخ الأرنؤوط أن إسنادها حسن.
وهي عند ابن حبان والطبراني وغيرهم.
من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"لما كانت الليلة التي أُسري بي فيها وجدت
رائحة طيبة فقلت:
ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟
قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها.
فقلت: ما شأنها؟
قال: بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها.
فقالت: بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي؟
يعنى لما ذكرت اسم الله قالت بنت فرعون
(( هل هو ابي - او تقصدين ابي ))
فقالت التقيه الزكيه ماشطه بنت فرعون:
لا، ولكن ربي وربُكِ وربُ أبيكِ الله..
فقالت ابنه فرعون : وهل لك رباً غيرُ أبي؟!
قالت: نعم،
قالت: فأعلِمُه ذلك؟
قالت: نعم، فأعْلَمَتْه".
وفي رواية: "فغضبت ابنة فرعون، فلطمتها وضربتها وأخبرت أباها"
"فدعا بها، فقال:
يا فلانة، ألكِ ربٌ غيري؟
قالت: نعم، ربي وربكَ الله"
وفي رواية ابن حبان:
"ربي وربك من في السماء".
"فأمر ببقرة من نحاس" قال ابن الأثير:
شيء يَسع بقَرة تامَّة بِتَوابِلِها،
"فأحميت، ثم أخذَ أولادها يُلقون فيها واحدًا واحدًا..
فقالت: إن لي إليك حاجة، قال فرعون:
وما هي؟
قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفننا جميعا..
فقال: وذلك لك علينا..
فلم يزل أولادها يُلقَونَ في البقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع، فكأنها تقاعست من أجله،
فقال: يا أمه! اقتحمي؛ فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة".
هذه قصة امرأة -يا رجال- قصها علينا أصدقُ خلقِ الله - محمدٌ صلى الله عليه وسلم...
إمرأة نصرَ اللهُ بها الإسلام ودحر الكفر..
إمرأة خالط الإيمان بشاشة قلبها،
فقادها إلى مراتب الإيمان العالية..
وهكذا الإيمان حين يخالط القلوب،
فلا يتقدم عليه دنيا ولا ولد ولا مال ولا جاه.
فالله -جل جلاله- في القلوب أعظم.
والله -جل جلاله- أجلّ.
والله أحبّ.
تصوروا عباد الله، امرأة ضعيفة مسكينة
تعملُ خادمة لتعول اولادها ولتُطعم أبناءها..
يتسلط عليها طاغية ويُهددُ بقتلها وقتلِ أبنائها.
بل بأشد أنواع القتل، إن لم توافقه على كفره وترضخَ لأمره..
- وهكذا كان حال الطاغوت فرعون إذا غلبه الحق!. يُرعد ويُزبد ويتصرف بلا عقل ..
- هكذا كان الطاغيه اذا هُزم امام صخره الايمان.
يسترخص الدماء ويستخف بالارواح
ويستخف بالقيم، يدوس التاريخ بقدميه
يجعل المروءات خلف ظهره لا يقيم للمثل وزناً
ولا قيمة.
كان ينظر إلى نفسه فيرى الدنيا تحت قدميه، فيزداد كبراً وصلفاً.
وهكذا يفعل الطغاة، يوم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوم لا يصلون، ولا يخافون من الواحد الأحد، هكذا يفعل كل فرعون إلى أن تقوم الساعة.
إخوة الإيمان:
إذا كان الذنبُ ذنبُ الأم المسكينه ،،!
فما ذنب أبنائها؟ ما ذنبُ صغارها ؟
ماذا فعلوا؟ وماذا اقترفوا؟ وماذا صنعوا؟
وايُ جريمهٍ ارتكبوا حتى يُؤخذوا بفعل أمهم الإيماني الصادق النبيل ..
ولكنه الظلم والجبروت!
ولذلكم
مع كل تهديديدات وفرعون ووعيده بشتى أنواعه
ترفض تلك الصادقه وتؤثر الإيمان والصبر،
وتنتظر ثواب الله..
فتؤخذ أمام الناس لينفذ عليها القتل،
فيتشبّت بها أبناؤها الصغار..
فيجبذهم الزبانية الطغاة ليرموهم بالنار،
وهم يصرخون ويستنجدون..
سيُقتل أولادها أمام ناظريها واحداً تلو الآخر،
قتلا من أبشع القتل..
قِدر من نحاس ُيحمى حتى يلتهب ويحمر
ويُصبح كالجمر...
وسيُنزع أطفالُها الصغار من حضنها
ليُرموْا في ذلكم القدر في النار.
ثم يُنزع الطفلُ من بين يدي أمه،
ومن بين أحضانها، وهو يصرخ فزِعاً خائفاً،
أمامه النار، واللهيب يَحرقُ وجهها ووجه أطفالها.
فيجبذ أحد الزبانية الطفل ليرميه في ذلك القدر، فيصرخ صرخة لا يصرخ بعدها..
فيذوب اللحم في الحميم في تلك القدر الملتهبة
فلا يبقى منه إلا العظم ..
منظر وحشي مخيف مرعب يحاولون من خلاله إثناء الأم عن موقفها لكنها تزداد ايماناً وصلابه.
- كُلُّ هذه المشاهد والأمُ تنظر..
- كُلُّ ذلك والأمُ تشاهد وترقبُ الحدث عن قرب لأولادها واحداً بعد الاخر ...
الله أكبر على قوّة قلبها!
الله اكبر على صلابه موقفها!
الله اكبر على عمق إيمانها !
الله أكبر على عظيم صبرها!
الله أكبر على عدم استسلامها!
الله أكبر على عظيم فدائها!
لا إله إلا الله! ما أحلم الله!
لا إله إلا الله! ما أعظم صبر الله!.
لك أن تتخيل قلبُ تلك الأمُ في تلك الحالة،
لكن هل استسلمَت؟
وهل رضخت لفرعون وكفرت بربها؟
كلا والله، بل بقيت على إصرارها لتقول له:
(( إنك لست برب خالق، بل أنت عبد مخلوق،
ولو فعلتَ ما فعلتَ،
وسينتقم الله منك ومن أعوانك،
وسيأخذك َاللهُ أخذَ عزيزٍ مقتدر.
ثم يُنزع أبناءها من بين أحضانها واحداً تلو الآخر فيُلقَوا في النار الحميم حتى لا يبقى لها إلا رضيع في حُضنها، فيُجبذ بقوة منها،
فكأنها ترددت شفقة ورحمة بهذا الرضيع،
لا خوفا من الموت،
فيُنْطق الله الرضيع! ليقول لها: يا أماه ، اقتحمي؛ فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة..
نعم/
يُنطق الله هذا الصبي الذي لا ينطِق،
آيةً من آيات الله..
يُثبتُ الله -تعالى- به ولية من أولياء الله،
يُنطقه بحِكْمَة، حِكْمة كم نحن بحاجة لها:
"إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة"، يرددها: "أماه! إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة"
فأسألكم بالله: أين نحن من هذه المرأة؟!.
ألا نستحي من الله -جل جلاله-؟
ماذا قدمنا لديننا، بماذا فدينا أنفسنا من النار؟ ماذا قدمنا بين يدي ربنا نلقاه به يوم القيامة؟
كم ممن يُطلبُ منه ترك محرم فيعتذر أعذارا واهية..
يطلب منه الاستيقاظ لصلاة الفجر،.
أن يصلي ثم يعود فينام..
أن يصلي ثم يعود فينام، فيقول:
لا أستطيع! يغلبني النوم،
ووالله! لو حاول وأحسن مع الله لأفلح واستطاع وأعانه الله، ولكن أبت نفسه إلا العمى والضلال، وإيثار الدنيا والهوى.
اللهم ألهمنا رشدنا، وأيقظنا من غفلتنا..
وأصلح قلوبنا بالإيمان...
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم
واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب عظيم..
الخطبة الثانية:
ثم امابعد
معاشر الرجال، أليس لنا حق في أن نتساءل:
أين نحن من مثل هؤلاء؟!
امرأة تُقتل وهي صابرة على إيمانها ومبادئها..
تتزحزح الجبال الرواسي وهي لا تتزحزح عن موقفها.
أي عظمةٍ هذه؟! وأي سمو؟!.
واي ايمان هذا؟؟؟!
إنه الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب..
إنه اليقين حين يسكن النفس ويمازج الروح
لِتُولد تلك النماذج الربانية،
فتكون أقوى من الجبروت..
وأقوى من الطغيان..
وأقوى من الشيطان وجنوده..
وأقوى من غرائز النفس ورغباتها وطبائعها..
وأقوى من الدنيا بأسرها...
ما أحلم الله على الظلَمة!
ولكن إذا أخذهم، أخذهم أخذ عزيز مقتدر،
أهلك الله الطاغية وجنده، فهم يصطلون في النار غدواً وعشياً، قال -تعالى-:
(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر:46]. نعوذ بالله من حال أهل النار...
ايها الاحباب الكرام
ونحن نسدلُ الستار عن قصه اليوم
اقول إنّ من اروع الدروس والعبر التى نجنيها من قصه ماشطهُ بنتُ فرعون :-
أن مواقف الصبر والثبات والتضحيه لإعلاء كلمه الله لاتقف عند الرجال او تقتصر عليهم فقط
وانما البطوله والشجاعه والإيمان والثبات والتضحيه والفداء لإعلاء كلمه الله ونصره دينه قد تصنعها إمرأه ..
ومتى ما امتلكت العزيمه والإيمان وعاشت
حياه الأم والزوجه والأخت والبنت الصالحه التقيه العابده الذاكره وارتقت بنفسها وجعلت من حياتها
( التربيه الصالحه لأولادها ومواقفها
المشجعه والمعينه والمثبته لزوجها)
فسوف تصنع وتُخرج للأمه نماذج من الصالحين والعلماء والمرشدين والمؤمنين والأبطال كعمر وعلي وعثمان وطلحه والزبير وخالد وسعد..
- ومتى ما نالتها سهام العدو ورضت لنفسها بالسقوط في شباك الغزو الفكري في ان تعيش حياه الهوان والمعصيه وتصبح سلعه رخيصه في متناول الساقطين سقطت وأسقطت أمه بجوارها.
وتصبح حينها كماهو ملاحظ ومشاهد اليوم في عروضات الشاشات ملكه جمال الصابون وملكه جمال الملابس وملكه جمال الفن وملكه جمال الرقص وفُرغت تماماً عن دورها في صناعه الرجال وقاده الأمه .. ...
فالأم هي حجر الزاويه ..
ومربط الفرس
وبيت القصيد
فبها تنهضُ الامم او تسقط ..
وبها تقوم الحضارات او تندثر...
وحيا من قال:
الأم مدرسه اذا اعددتها
أعددت شعباً طيب الاعراقي
وكما قيل :
( وراء كل رجل عظيم إمرأه )
ذلكم النجاح وذلك التوفيق والسداد والإبداع والإنجاز والنهوض لذلك الرجل .....
اذا بحثت عن أسبابه ستعرف ان وراء ذلك في معظم الأحيان امرأه عاقله ، امرأه رزان ، هادئه ، مفكره ، مدبّره ...
تسدد الزوج وتعينه ، تقف خلفه ، ترفع من همته ،
تشاركه همومه ، تسانده في امور حياته ..
- فعقل هذه المخلوقه ان استغل احسن استغلال ابدع وأنجز واثمر وأفلح وأنتج ..
- وان عُطل خرّب ودمر وعبث وحطم وكسر وضيع وشتت وفرق ومزق ....
ولذلكم
هذه المواقف المشرفه قد تصنعها إمرأه بضعفها
واسألوا خوله ورابعه والخنساء وراجعوا سير من خلد القرآن جميل فعالهن كمريم وزوجه فرعون
وغيرهن كثير وكثير ...
فهي قد تساوي بذلك آلآف الشنابات الذين لاوزن لهم في هذه الحياه ولاقيمه ...
وحيا من قال:
فلو كانتِ النساءُ كمثلِ هذه
لفضلتِ النساءُ على الرجال ِ فما التأنيثُ لإسمِ الشمسِ عيبٌ
ولا التذكيرُ فخرٌ للهلال ِ
- ومن الدروس والعبر ايضاً من قصه اليوم:
(( ان لا خوف على المسلم ))..
فإن النفوس بيد الله، والأرزاق في خزائن الله،
فهو الذي يحيى ويميت، ويغني ويعدم،
وينفع ويضر..
بيده مقاليد كل شيء، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
وعليه ان يعتصم بلا إله إلا الله.
التى من أجلها أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل، وخُلقت السماوات والأرض، وأقيمت المعالم،
وبذلت الأموال، وشُهِرت السيوف.
نعم/
لا بد أن نعتصم بها . ولا بد أن نفتخر بها..
ولا بد أن تسيطر على حياة كل واحد منا؛
على الأمير، على الوزير، على القاضي،
على المسؤول، على الصحفي حين يكتب،
على الشاعر حين ينظم، على الأديب حين يبدع
لنعيش عيشه السعداء وننعم بحياهٍ اخرها رضى الله ورضوانه ونعيمه وجنانه ......
هذا واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله أمركم
بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته وثلث بكم معاشر المؤمنين فقال جل من قائل كريم:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} [الأحزاب]
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
قصه ثبات من داخل قصر فرعون
( ماشطه بنت فرعون )
إعداد وتعديل وإلقاء
الاستاذ/ أحمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 6اكتوبر 2017م
الموافق 16محرم 1439هـ
ثم اما بعد ايها الاحباب الكرام:-
وقفنا في الجمعه الماضيه مع حدث عاشوراء.
ذلك اليوم الذي نجى الله فيه نبيه وكليمه
موسى عليه السلام من فرعون وبطشه
وصمنا ولله الحمد هذا اليوم العاشر من محرم الفائت شكرًا لله ...
ولأننا لا زلنا نعيش الحدث الذي نجى الله فيه موسى عليه السلام من فرعون ..
نعود اليوم مجدداً الى قصر الطاغيه
الى قصر فرعون لاحكي لكم من داخله
في نصف ساعهٍ تزيد او تنقص قليلاً
قصهً لواحدهٍ من اعظمِ قصصِ التأريخِ إيماناً وثباتاً وشجاعهً وصبراً...
ومن اعظم القصصِ تحملاً وتضحيهً وفداء ..
إنها قصه لاحد اؤلئك الذين بذلوا الأرواح والمهج في سبيل نصر الدين ورفع رايه العقيده ....
وقصه اليوم لن تكون كسابقاتها لأحد الرجال
كما تتوقعون او تعتقدون ...
إنما قصه اليوم
قصة بطولية سطرتها امرأة مؤمنة صادقه
إمرأة شريفه طاهره
أمام هذا الطاغية
وامام هذا المتعجرف
وامام هذا المستبد
(( فرعووووووون )))
الذي داس على القيم وداس الأجيال تحت قدميه وسفك دماء الأبرياء، قتل الأطفال، نشر الفساد، أرهب العباد، دمر البلاد،.
فأمام هذا الديكتاتور وامام هذا المستكبر
وامام هذا السفاك المجرم، والإرهابيُ العميل،
الذي قتل النساء، والذي ذبح الأطفال،
والذي دمر الأجيال، والذي استعبد الشعوب،
والذي عاث في الأرض فساداً.
أمام هذا المتعجرف، العُتِل، الجواظ
الذي كان يلقي المحاضرات، على الرعاع
الأغبياء ، البلداء، ويقول لهم:
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
فيصفقون له... ويقول لهم:
(أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تحتى))
فيهزون رؤوسهم طرباً، ويسجدون له تذللاً.
حتى قال بعض المفسرين:
كان على قصر فرعون، ستة وثلاثون ألفاً من الحرس، كل واحد منهم يرى أن فرعون إلهه، وخالقه، ورازقه ومحييه، ومميته والعياذ بالله.
نعم
امام كل هذا الجبروووت ، وامام هذا الُملك كله
وما رافقه من حشد وجُند ومال وخدم وحشم وهيلمان وسلطان وعتاد وعُده..
{{ وقفت امرأة }}....
سطرُ الله إسمها بحروفٍ أغلى من الذهب،
وانتشر طِيبُ صنِيعِها في الأرض
وطِيبُ رِيحَها في السماء،
حتى وجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
طيب رائحته في رحلة الإسراء والمعراج.
أتدرون بماذا ضحت هذه المرأة ؟؟
لقد ضحت بأعز ما تملك في دنياها:-
(( نفسها ونفس أبنائها ))
وذلك في سبيل إعلاء كلمة الله...
:: لم تكن هذه المرأه (( مَلِكة أو زوجة مَلِكْ ))
بل كانت خادمة تَخدمُ بنتَ مَلِكِ الطاغية.
إلا أن الله -تعالى- حفظ إسمها وأعلى شأنها أكثر من أسماء ملوك وسلاطين كثير من أهل الأرض.
فهل عرفتم من هذه المرأه ؟؟
وهل تبادر الى أذاهنكم إسمٌ من الاسماء؟؟
إنها ماشطةُ بنت فرعون..
هذه القصه ثابتة صحيحة..
صحح إسنادها الشيخ أحمد شاكر بالمسند.
وقال الشيخ الأرنؤوط أن إسنادها حسن.
وهي عند ابن حبان والطبراني وغيرهم.
من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:
"لما كانت الليلة التي أُسري بي فيها وجدت
رائحة طيبة فقلت:
ما هذه الرائحة الطيبة يا جبريل؟
قال: هذه رائحة ماشطة بنت فرعون وأولادها.
فقلت: ما شأنها؟
قال: بينما هي تمشط بنت فرعون إذ سقط المشط من يدها.
فقالت: بسم الله، فقالت بنت فرعون: أبي؟
يعنى لما ذكرت اسم الله قالت بنت فرعون
(( هل هو ابي - او تقصدين ابي ))
فقالت التقيه الزكيه ماشطه بنت فرعون:
لا، ولكن ربي وربُكِ وربُ أبيكِ الله..
فقالت ابنه فرعون : وهل لك رباً غيرُ أبي؟!
قالت: نعم،
قالت: فأعلِمُه ذلك؟
قالت: نعم، فأعْلَمَتْه".
وفي رواية: "فغضبت ابنة فرعون، فلطمتها وضربتها وأخبرت أباها"
"فدعا بها، فقال:
يا فلانة، ألكِ ربٌ غيري؟
قالت: نعم، ربي وربكَ الله"
وفي رواية ابن حبان:
"ربي وربك من في السماء".
"فأمر ببقرة من نحاس" قال ابن الأثير:
شيء يَسع بقَرة تامَّة بِتَوابِلِها،
"فأحميت، ثم أخذَ أولادها يُلقون فيها واحدًا واحدًا..
فقالت: إن لي إليك حاجة، قال فرعون:
وما هي؟
قالت: أحب أن تجمع عظامي وعظام ولدي في ثوب واحد فتدفننا جميعا..
فقال: وذلك لك علينا..
فلم يزل أولادها يُلقَونَ في البقرة حتى انتهى إلى ابن لها رضيع، فكأنها تقاعست من أجله،
فقال: يا أمه! اقتحمي؛ فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة".
هذه قصة امرأة -يا رجال- قصها علينا أصدقُ خلقِ الله - محمدٌ صلى الله عليه وسلم...
إمرأة نصرَ اللهُ بها الإسلام ودحر الكفر..
إمرأة خالط الإيمان بشاشة قلبها،
فقادها إلى مراتب الإيمان العالية..
وهكذا الإيمان حين يخالط القلوب،
فلا يتقدم عليه دنيا ولا ولد ولا مال ولا جاه.
فالله -جل جلاله- في القلوب أعظم.
والله -جل جلاله- أجلّ.
والله أحبّ.
تصوروا عباد الله، امرأة ضعيفة مسكينة
تعملُ خادمة لتعول اولادها ولتُطعم أبناءها..
يتسلط عليها طاغية ويُهددُ بقتلها وقتلِ أبنائها.
بل بأشد أنواع القتل، إن لم توافقه على كفره وترضخَ لأمره..
- وهكذا كان حال الطاغوت فرعون إذا غلبه الحق!. يُرعد ويُزبد ويتصرف بلا عقل ..
- هكذا كان الطاغيه اذا هُزم امام صخره الايمان.
يسترخص الدماء ويستخف بالارواح
ويستخف بالقيم، يدوس التاريخ بقدميه
يجعل المروءات خلف ظهره لا يقيم للمثل وزناً
ولا قيمة.
كان ينظر إلى نفسه فيرى الدنيا تحت قدميه، فيزداد كبراً وصلفاً.
وهكذا يفعل الطغاة، يوم لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، يوم لا يصلون، ولا يخافون من الواحد الأحد، هكذا يفعل كل فرعون إلى أن تقوم الساعة.
إخوة الإيمان:
إذا كان الذنبُ ذنبُ الأم المسكينه ،،!
فما ذنب أبنائها؟ ما ذنبُ صغارها ؟
ماذا فعلوا؟ وماذا اقترفوا؟ وماذا صنعوا؟
وايُ جريمهٍ ارتكبوا حتى يُؤخذوا بفعل أمهم الإيماني الصادق النبيل ..
ولكنه الظلم والجبروت!
ولذلكم
مع كل تهديديدات وفرعون ووعيده بشتى أنواعه
ترفض تلك الصادقه وتؤثر الإيمان والصبر،
وتنتظر ثواب الله..
فتؤخذ أمام الناس لينفذ عليها القتل،
فيتشبّت بها أبناؤها الصغار..
فيجبذهم الزبانية الطغاة ليرموهم بالنار،
وهم يصرخون ويستنجدون..
سيُقتل أولادها أمام ناظريها واحداً تلو الآخر،
قتلا من أبشع القتل..
قِدر من نحاس ُيحمى حتى يلتهب ويحمر
ويُصبح كالجمر...
وسيُنزع أطفالُها الصغار من حضنها
ليُرموْا في ذلكم القدر في النار.
ثم يُنزع الطفلُ من بين يدي أمه،
ومن بين أحضانها، وهو يصرخ فزِعاً خائفاً،
أمامه النار، واللهيب يَحرقُ وجهها ووجه أطفالها.
فيجبذ أحد الزبانية الطفل ليرميه في ذلك القدر، فيصرخ صرخة لا يصرخ بعدها..
فيذوب اللحم في الحميم في تلك القدر الملتهبة
فلا يبقى منه إلا العظم ..
منظر وحشي مخيف مرعب يحاولون من خلاله إثناء الأم عن موقفها لكنها تزداد ايماناً وصلابه.
- كُلُّ هذه المشاهد والأمُ تنظر..
- كُلُّ ذلك والأمُ تشاهد وترقبُ الحدث عن قرب لأولادها واحداً بعد الاخر ...
الله أكبر على قوّة قلبها!
الله اكبر على صلابه موقفها!
الله اكبر على عمق إيمانها !
الله أكبر على عظيم صبرها!
الله أكبر على عدم استسلامها!
الله أكبر على عظيم فدائها!
لا إله إلا الله! ما أحلم الله!
لا إله إلا الله! ما أعظم صبر الله!.
لك أن تتخيل قلبُ تلك الأمُ في تلك الحالة،
لكن هل استسلمَت؟
وهل رضخت لفرعون وكفرت بربها؟
كلا والله، بل بقيت على إصرارها لتقول له:
(( إنك لست برب خالق، بل أنت عبد مخلوق،
ولو فعلتَ ما فعلتَ،
وسينتقم الله منك ومن أعوانك،
وسيأخذك َاللهُ أخذَ عزيزٍ مقتدر.
ثم يُنزع أبناءها من بين أحضانها واحداً تلو الآخر فيُلقَوا في النار الحميم حتى لا يبقى لها إلا رضيع في حُضنها، فيُجبذ بقوة منها،
فكأنها ترددت شفقة ورحمة بهذا الرضيع،
لا خوفا من الموت،
فيُنْطق الله الرضيع! ليقول لها: يا أماه ، اقتحمي؛ فإن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة..
نعم/
يُنطق الله هذا الصبي الذي لا ينطِق،
آيةً من آيات الله..
يُثبتُ الله -تعالى- به ولية من أولياء الله،
يُنطقه بحِكْمَة، حِكْمة كم نحن بحاجة لها:
"إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة"، يرددها: "أماه! إن عذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة"
فأسألكم بالله: أين نحن من هذه المرأة؟!.
ألا نستحي من الله -جل جلاله-؟
ماذا قدمنا لديننا، بماذا فدينا أنفسنا من النار؟ ماذا قدمنا بين يدي ربنا نلقاه به يوم القيامة؟
كم ممن يُطلبُ منه ترك محرم فيعتذر أعذارا واهية..
يطلب منه الاستيقاظ لصلاة الفجر،.
أن يصلي ثم يعود فينام..
أن يصلي ثم يعود فينام، فيقول:
لا أستطيع! يغلبني النوم،
ووالله! لو حاول وأحسن مع الله لأفلح واستطاع وأعانه الله، ولكن أبت نفسه إلا العمى والضلال، وإيثار الدنيا والهوى.
اللهم ألهمنا رشدنا، وأيقظنا من غفلتنا..
وأصلح قلوبنا بالإيمان...
بارك الله لي ولكم بالقرآن العظيم
واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب عظيم..
الخطبة الثانية:
ثم امابعد
معاشر الرجال، أليس لنا حق في أن نتساءل:
أين نحن من مثل هؤلاء؟!
امرأة تُقتل وهي صابرة على إيمانها ومبادئها..
تتزحزح الجبال الرواسي وهي لا تتزحزح عن موقفها.
أي عظمةٍ هذه؟! وأي سمو؟!.
واي ايمان هذا؟؟؟!
إنه الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب..
إنه اليقين حين يسكن النفس ويمازج الروح
لِتُولد تلك النماذج الربانية،
فتكون أقوى من الجبروت..
وأقوى من الطغيان..
وأقوى من الشيطان وجنوده..
وأقوى من غرائز النفس ورغباتها وطبائعها..
وأقوى من الدنيا بأسرها...
ما أحلم الله على الظلَمة!
ولكن إذا أخذهم، أخذهم أخذ عزيز مقتدر،
أهلك الله الطاغية وجنده، فهم يصطلون في النار غدواً وعشياً، قال -تعالى-:
(النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) [غافر:46]. نعوذ بالله من حال أهل النار...
ايها الاحباب الكرام
ونحن نسدلُ الستار عن قصه اليوم
اقول إنّ من اروع الدروس والعبر التى نجنيها من قصه ماشطهُ بنتُ فرعون :-
أن مواقف الصبر والثبات والتضحيه لإعلاء كلمه الله لاتقف عند الرجال او تقتصر عليهم فقط
وانما البطوله والشجاعه والإيمان والثبات والتضحيه والفداء لإعلاء كلمه الله ونصره دينه قد تصنعها إمرأه ..
ومتى ما امتلكت العزيمه والإيمان وعاشت
حياه الأم والزوجه والأخت والبنت الصالحه التقيه العابده الذاكره وارتقت بنفسها وجعلت من حياتها
( التربيه الصالحه لأولادها ومواقفها
المشجعه والمعينه والمثبته لزوجها)
فسوف تصنع وتُخرج للأمه نماذج من الصالحين والعلماء والمرشدين والمؤمنين والأبطال كعمر وعلي وعثمان وطلحه والزبير وخالد وسعد..
- ومتى ما نالتها سهام العدو ورضت لنفسها بالسقوط في شباك الغزو الفكري في ان تعيش حياه الهوان والمعصيه وتصبح سلعه رخيصه في متناول الساقطين سقطت وأسقطت أمه بجوارها.
وتصبح حينها كماهو ملاحظ ومشاهد اليوم في عروضات الشاشات ملكه جمال الصابون وملكه جمال الملابس وملكه جمال الفن وملكه جمال الرقص وفُرغت تماماً عن دورها في صناعه الرجال وقاده الأمه .. ...
فالأم هي حجر الزاويه ..
ومربط الفرس
وبيت القصيد
فبها تنهضُ الامم او تسقط ..
وبها تقوم الحضارات او تندثر...
وحيا من قال:
الأم مدرسه اذا اعددتها
أعددت شعباً طيب الاعراقي
وكما قيل :
( وراء كل رجل عظيم إمرأه )
ذلكم النجاح وذلك التوفيق والسداد والإبداع والإنجاز والنهوض لذلك الرجل .....
اذا بحثت عن أسبابه ستعرف ان وراء ذلك في معظم الأحيان امرأه عاقله ، امرأه رزان ، هادئه ، مفكره ، مدبّره ...
تسدد الزوج وتعينه ، تقف خلفه ، ترفع من همته ،
تشاركه همومه ، تسانده في امور حياته ..
- فعقل هذه المخلوقه ان استغل احسن استغلال ابدع وأنجز واثمر وأفلح وأنتج ..
- وان عُطل خرّب ودمر وعبث وحطم وكسر وضيع وشتت وفرق ومزق ....
ولذلكم
هذه المواقف المشرفه قد تصنعها إمرأه بضعفها
واسألوا خوله ورابعه والخنساء وراجعوا سير من خلد القرآن جميل فعالهن كمريم وزوجه فرعون
وغيرهن كثير وكثير ...
فهي قد تساوي بذلك آلآف الشنابات الذين لاوزن لهم في هذه الحياه ولاقيمه ...
وحيا من قال:
فلو كانتِ النساءُ كمثلِ هذه
لفضلتِ النساءُ على الرجال ِ فما التأنيثُ لإسمِ الشمسِ عيبٌ
ولا التذكيرُ فخرٌ للهلال ِ
- ومن الدروس والعبر ايضاً من قصه اليوم:
(( ان لا خوف على المسلم ))..
فإن النفوس بيد الله، والأرزاق في خزائن الله،
فهو الذي يحيى ويميت، ويغني ويعدم،
وينفع ويضر..
بيده مقاليد كل شيء، لا إله إلا هو، ولا رب سواه.
وعليه ان يعتصم بلا إله إلا الله.
التى من أجلها أنزلت الكتب، وأرسلت الرسل، وخُلقت السماوات والأرض، وأقيمت المعالم،
وبذلت الأموال، وشُهِرت السيوف.
نعم/
لا بد أن نعتصم بها . ولا بد أن نفتخر بها..
ولا بد أن تسيطر على حياة كل واحد منا؛
على الأمير، على الوزير، على القاضي،
على المسؤول، على الصحفي حين يكتب،
على الشاعر حين ينظم، على الأديب حين يبدع
لنعيش عيشه السعداء وننعم بحياهٍ اخرها رضى الله ورضوانه ونعيمه وجنانه ......
هذا واعلموا رحمني الله وإياكم أن الله أمركم
بأمر بدأ فيه بنفسه وثنى فيه بملائكته وثلث بكم معاشر المؤمنين فقال جل من قائل كريم:
{ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)} [الأحزاب]
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق