🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
{ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ }
( جاءت مناسِبه كدرس بعد الخروج من رمضان)
السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
الخطبه {{ 12 }} الجزء الاول
إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 6 يوليو 2018م
الموافق 22 شوال 1439هـ
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
لعلكم تتذكرون جيداً بأننا كنا قبل حلول شعبان ورمضان في رحاب السلسله المباركه الطيبه
( أحبّ الاعمال الى الله )
وحينما حلت أيامُ البشر بدخول ضيف المسلمين رمضان المبارك ، توقفنا مؤقتاً في الحديث عنها .!
وهانحن نعود اليوم إليكم مجدداً لنجدد الحديث مرة اخرى في سلسله احب الاعمال ..!
ومع عملٍ جديد من تلك الاعمال التى يحبها الله.!
وعملُ اليومِ الذي يُحبه الله جل وعلا يتناسب مع خروجنا من شهر رمضان ووداعنا لشهر الصيام والقيام ..
فياترى ماهو هذا العمل الذي يحبه الله
بعد رمضان ؟؟
ماهو هذا العمل الذي يُحبُ الخالق سبحانه
من عبده ان يقوم به بعد وداعه لشهر العتق والغفران ..؟؟
لا أطيل عليكم أحبتي الكرام ففي الحديث الذي جاء في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
(( أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )) ..
إنّه العملُ الصالح الدائم ، العمل ُالمستمر ،
العمل المتواصل الذي لاينقطع ولايتوقف .!
هو شعائر من الأولياء الصالحين وصفةٌ من صفات المؤمنين الصادقين الذين قال عنهم ربُّ العزه في كتابه :
( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ )
فهم لصلاتهم دائمون وعليها محافظون وبها مستمرون لانها سعادتهم وسر توفيقهم وفلاحهم وخيراتهم وبركاتهم وهي معراجهم الى الله .!
بل إنّه من شعار وسنه سيد المرسلين
صلى الله عليه وسلم ...!!
ففي الحديث المتفق عليه من حديث مسروق قال :
سألت عائشة رضي الله عنها :
( أي العمل كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : الدائم ) ..
وفي صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنهاقالت "كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته" ..!
مامعنى ( أثبته ) يا كرام ؟؟
معنى أثبته : اي داوم عليه، وواظب عليه ، واستمر عليه ..
وكان عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل ويصلي إحدى عشرة ركعة فإذا فاته شيء منها لنوم أو مرض صلاها في النهار اثنتي عشرة ركعة.
كُلُّ ذلك مراعاةً للمداومة وحتى لايدعْ للنفس مجالاً للخمول ومجالاً للكسل ومجالاً للتراجع ومجالاً للفتور عن اداء الطاعه والاستمرار فيها.!
وفي الحديث الذي اخرجه مسلم من حديث عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فاته شيء من ورده أو جزئه من الليل، فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فكأنما قرأه من ليلته) ..!
إنّه لمنهج عظيم وكبير لدرجه انه لو حصل مرض
أو نوم أو عذر لاحدٍ منا عن طاعةٍ او عباده قضاها في وقت آخر ...
بل وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف العشر الأواخر باستمرار في رمضان ثم في إحدى الرمضانات ترك الاعتكاف فقضاه في شوال.
فانظر حتى يوماً واحداً لا يريد أن ينقطع .!
كُلُّ هذا محافظةً على المداومة ومحافظة على الاستمرارية والبقاء على نفس الوتيره من الحماس والجد والنشاط والاجتهاد في الطاعه .!
بل وحذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من منهج الانقطاع بعد الاستمرار والفتور بعد الدوام
فقال كما في الصحيحين :
" يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل".
وظاهرة الفتور بعد الجد في العبادة ..!
وظاهرة الكسل بعد النشاط في الطاعة ..!
وظاهرة الانقطاع بعد الاستمرار في الطاعات !
لهي ظاهرةٌ يصاب بها كثير من المسلمين في كثير
من الأحيان لاسيما بعد مواسم الخيرات كشهر رمضان.
وهانحن هذه الايام للاسف الشديد مع وداعنا لشهر الصوم نجدُ ونرى بدايه انقطاع بعد استمرار .!
وتكاسل بعد جدٍ ونشاط .!!
وتقصير وتراجع بعد إقبالٍ ومنافسه .!
نعم أحبتي الكرام :
اينّ من كانوا بالامس معنا في رمضان ؟
جموع من البشر كالموج الهائج ..!
لاتكاد تعرف أولهم من آخرهم
ولا تكاد تُميز شبابهم من شيوخهم .!!
جموع هائلة كانت تتدفق ليلاً ونهاراً .!
جموع كانت تتحاشد الى المساجد وتتقاطر .!
وفجاءه وفي غمضة عين اختفت .!
وفجاءه تلاشت كأن لم تكن شيئاً مذكوراً .!
وكأنهم ذابوا ذوبان الثلج في الماء.!
بل وكأن الارض انشقت وابتلعتهم ..!
اينّ هم ؟ وايّن أعدادهم ؟!
ايّن جموعهم ؟ وايّن حشودهم ؟!
اينّ نشاطهم ؟ وايّن جدّهم واجتهادهم ؟!
اينّ إقبالهم ؟ واينّ حماسهم ؟!
اينّ سباقهم ؟ واين سرعتهم ؟!
فالمساجد افتقدتهم ..! والصفوف اشتاقت اليهم .!
والمصاحف حنّت الى تلاوتهم ودويّهم .!
وكأنّ أمثال هؤلاء يظنون ان العباده انتهت بانتهاء رمضان .!
وتوقفت بانصرام وانقضاء رمضان .!
وما علموا ان الله جل وعلا لم يجعل للعبادات زمناً محدداً ولا وقتاً من الأوقات تنتهي عنده العبادة .!
بل انه سبحانه أمر بالعبادة والطاعة حتى الموت فقال : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).
قال الحسن البصري :
" إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً إلا الموت "
وهذا معناه أن العبادة والطاعة والجد في الخيرات والإحسان ليس مرتبطاً بشهر رمضان إذا انتهى انتهت تلك العبادات والطاعات ..!
نعم اخواني الكرام :
قد تزيد الطاعة في وقت من الأوقات لكن تنتهي.لا
قد تزيد الصلاة في رمضان لكن تنتهي .. لا ..
قد يزيد الصوم في رمضان لكن ينتهي ..لا ..
تزيد الصدقة في رمضان لكن تنتهي .. لا ..
فإذا انتهت صلاة التراويح فأمامنا صلاة الوتر! وإذا انتهت صلاة التهجد فأمامنا قيام الليل .! وإذا انتهى صيام رمضان فأمامنا صيام الست وثلاثة أيام من كل شهر وعرفة وعاشوراء والاثنين والخميس .!
وإذا انتهت زكاة الفطر فأمامنا أبواب كثيرة للصدقات والخيرات .!
فالخطورة كل الخطورة في الانقطاع وفي الكسل وفي الفتور وفي الرجوع وفي الانتكاس وفي قسوة القلب والبعد الكامل عن الله وفي المعاصي وفي رؤية ما حرم الله .!
فالله الله في الاستمرار على ما كُنْتُمْ عليه وعلى ما انتم عليه الآن ..!
الله الله في الدوام والاستمرار على العبادة سواء زادت في بعض الاوقات او قلت في أوقات أخرى وكما قيل :
" قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع "..
قليلٌ من الطاعات والعبادات والقربات والأعمال الصالحات المستمره التى فيها تخفيف على النفس وترويحٌ لها بلا تنطع ولا مشقةٍ ولا تكلّف
او تشدد او غلو وان كانت قليله يسيره بسيطه لهي خيرٌ من اعمال صالحات وطاعات كثيره منقطعه ..!
نعم أحبتي الكرام :
ركعتين في اخر الليل مستمره وباقيه لهي خيرٌ بكثير من عشر او عشرون ركعه نهايتها الانقطاع!
قليلٌ من تسبيحات مستمره ودائمه لهي خير كثير
من ملايين التسبيحات التى تنتهي بانقطاع
قليلٌ من تلاوات وقراءات لكتاب الله مستمره لهو خير كثير من قراءه اجزاء في اليوم تكون نهايتها الانقطاع والتوقف النهائي.!
قليلٌ من صدقات مستمره لهو خير كثير
قليلٌ من نوافلٍ مستمره ومتواصله لهو خير كثير
قليلٌ من زياراتٍ للأرحام والضعفاء مستمره ومداوم عليها ومواضب عليها لهى خير كثير وثقيلهٌ في ميزان الخالق الذي لايضيع عنده شيء ..
واكرر واكرر القول مرات ومرات :
(( أحبُّ الاعمال الى الله ادومها .....
لزمت درس علم استمر فيه، ودام عليه.!
اخترت درس علم تفاعلت به وانتفعت منةداوم عليه!
إقتطعت من دخلك مبلغ صدقة شهرية داوم عليه.!
لك ماتجود به من خبز لأسره او مالٍ ولو بسيط لحلقه قرآن او لدفع ضرر او لعلاج مريض داوم عليه .!
لك زيارات خاصه لأسر فقيره تتعهدها داوم عليها!
لك صلة رحم لأقربائك ثابتة داوم عليها.!
لزمت ركعتين في اخر الليل داوم عليها .!
لك ركعات وتر بعد العشاء او فى الاخر داوم عليها
لك موعد مع صفحه او صفحتين من كتاب الله تقرأها داوم عليها .!
لك وقفه محاسبه يوميه مع نفسك تزكيها وتربيها وتهذبها وترتقي بها داوم عليها.!
هناك مجالس ذكر تتردد عليها داوم عليها.!
لك وقت مستقطع من يومك للتسبيح والاستغفار داوم عليه ..!
فأحب الاعمال الى الله ادومها ....
أعانني الله وإياكم على الطاعات، وختم أعمارنا بالباقيات الصالحات ، وجمعنا في أعالي الجنات إنه جواد كريم ...
واقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم ..
الخطبه الثانيه
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
المداومة على العمل الصالح له ثمار يعرفها الناس الأخيار وتغيبُ عن اذهان آخرين ..!
وهذه الثمار ليست لمن يتعبد الله مرة ثم ينقطع .!يتصدق لله مرة ثم ينقطع .!
يعتكف مرة ثم ينقطع .!
يحضر مجالس العلم مرة ثم ينقطع .!
يذكر الله في رمضان ثم ينقطع .!
يقرأ القرآن في رمضان ثم ينقطع .!
يَحسنُ سلوكه وأخلاقه في رمضان ثم يسوء بعده.!
انما هذه الثمار لمن يستمر على طاعه ربه ..
ولمن يواظب على عباده مولاه حتى يقبضه اليه ..!
ولو لم يكن من ثمار وآثار وفوائد المداومه والاستمرار على العمل الصالح إلا انّها من احب الاعمال الى عزوجل لكان ذلك كافيا وذلك لان العبد إذا تقرب إلى الله عزوجل بما يحبه أحبه الله عزوجل، فحصلت له سعادة الدنيا والآخرة ..
= فمن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( دوامُ اتصالِ القلب بخالقه )
وهذة حقيقه لمسناها وشعرنا بها جميعاً
وأحسسنا بلذتها في شهر رمضان.!
شعور حقيقي باتصال قلوبنا بالله جل وعلا وتعلقها به سبحانه وكل هذا الشعور الجميل والإحساس بتعلقنا بربنا وحلاوة مناجاته والتلذذ بطاعته والقرب به والاتصال به بسبب :
مواظبتنا على العمل الصالح ودوامنا عليه ..
وجدنا الموده بين الناس وألفه ومحبه واخلاص ووفاء وصدق وايثار وتعاون وحسن تعامل ..
احسسنا بجو إيماني رائع وبأخوه صادقه ليس لها مثيل ..
فهذا يطعمُ الجائع ، وهذا يكسو اليتيم ،
وهذا يغيث الملهوف ، وهذا يسعى على الارمله
وهذا يمسح على رأس يتيم ،
وذاك يقضي حاجة محتاج ،
واخر يقف مع مظلوم ،
واخر يمشى الساعات لأجل نجدة مكروب،
واخر يلقي حديث ،
واخر يلقي محاضره ، وثالث يلقي نصيحه
واخر يجتمع مع آخرين لحل خلاف بين متخاصمين ، وآخرون يجمعون لشراء ادويه لمرضى ارهقهم ثمن الدواء الباهض ..
فما أروعه من زمن وما احلاة من شهر .
وما اجمل ان تظل حياتنا هكذا وعلى هذا النحو من الاستمرار على الطاعه والمواظبه على العباده !
= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
( حُسنُ الخاتمه )
اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمه ..!
كما اسأله سبحانه وهو اعظم من يُسأل وأجود من يُعطِي ان لايتوفانا إلا وهو راضٍ عنا ..!
ولذلكم : حسن الخاتمه من ثمار المداومه والاستمرار على العمل الصالح ..
لأن الذي يداوم على اداء الطاعات ويصبر على المعاصي والسيئات محتسباً الاجر على الله يقوى قلبه وتشتد عزيمته على فعل الخيرات ولايزال يجاهد نفسه فيها فيوفقه الله لحسن الختام ..!
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) [إبراهيم:27]
وياليت شعري كيف يتمنى حُسنَ الخاتمه من انقطع عن الاعمال الصالحه وجعلها خلفه ظهرياً.!
وكيف يوفق لشهادة لا اله الا الله عند الموت وساعه السكرات من ترك الصلاه .!
وكيف يُفسّحُ القبر لمن ترك المساجد .!
وكيف يُثبت في القبر من ارتكب كل ماحرم الله
وكيف يُنّور ويبيض وجهُ من عادى الله وحارب الله وحارب واولياء الله وتعدى حدود الله ..!
يقول ابن كثير رحمه الله :
" لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بُعث عليه".
وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال عليه الصلاه والسلام :
" يُبعث كُلُّ مسلمٍ على ما مات عليه"
وفي روايه للترمذي :
" إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله ,
قيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟
قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه".
فإن عشت على طاعة فإن الله يتوفاك على هذه الطاعة ثم يبعثك على نفس الطاعة ..
تعيش على الصلاه والصيام والذكر والعلم والدعوه والإحسان والأخلاق الفاضله وحسن التعامل وطيبة القلب وكرمِ النفس وطيب المعشر ..
تموت عليها ثم تبعث يوم القيامه عليها وبها .!
وبالعكس تماماً تعيش على السيئات على المنكرات على الموبقات على الجرائم والتعديات والمخالفات
يصدق فيك قول الله :
( فَلا صَدّقَ وَلاَ صَلْى وَلَكِنْ كَذّبَ وَتَولَى )
تموت عليها ثم تبعث يوم القيامه عليها ...
ولذلكم
الدائمون على طاعة الله ، والدائمون على الصيام والدائمون على الصلاة ، والدائمون على العلم الشرعي ، والدائمون على تلاوة القرآن ، والدائمون على الصدقات ، والدائمون على حسن الخلق ، والدائمون على حسن الجوار ، والدائمون على العفة والخلق والإحسان ..
ومن قالوا ربنا الله ثم دموا على طاعته وعبادته وذكره تتنزل عليهم ملائكة الرحمة في ساعة الاحتضار وتطمئنهم أن لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).
= ومن ثمار وفوائد المدوامه على العمل الصالح : .
( أن الله وعد هذا الدائم بالثبات على الدين ومعيته له )
معهم يحميهم ويرعاهم ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ويؤيدهم ويثبتهم ويقويهم ..
قال تعالى(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا.....)
جاهدوا بأداء الصلوات جاهدوا بصبرهم على الطاعات جاهدوا ببذلهم في سبيل الله
جاهدوا بقيامهم في ساعات الليل التى يتنزل فيها ربهم ليسمع شكواهم وتضرعهم ..!
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فإن جاهدت نفسك وداومت على الطاعة والذكر والعلم وتلاوة القرآن فإن الله وعدك بالهداية والثبات وأنه معك حيثما كنت.
= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
( أن الله لا يَردُ المداوم إلى أرذل العمر )
أتدرون ماهو ارذل العمر ؟؟
أرذل العمر:
أردؤه وهو بلوغ حاله الهرم والخرف، والهرف .
وهو عودة الانسان كهيئته الأولى في أوان الطفوله:
سخيف العقل، قليل الفهم ، ضعيف البنية ضعيف الإدراك والتمييز ، ضعيف في أداء الفرائض وعن خدمة نفسه حتى يكون على أهله ثقيلاً بينهم يتمنون موته..
وهذا الخرف والضعف والهرم يصاب به الإنسان في سن معين ..
إلاّ أنه يسلم منه بعض الناس في نفس السن
ويظلون محتفظون بقواهم العقليه ..!
محتفظون بقوة سمعهم وابصارهم وابدانهم وحركتهم وحيويتهم ونشاطهم ..!
( انهم الذين داوموا على اداء الطاعات واستمروا على اداء الصالحات )
ولك ان تتأمل الى كثير من هؤلاء في هذا الزمان ممن بلغوا من العمر ومن الكِبَرِ عتياً ومع ذلك تجدهم في أوج نشاطهم وحيوتهم وصحه سمعهم وابصارهم كُلُّ هذا بسبب مداومتهم على الصالحات ، واستمرارهم على اداء الطاعات
ومواضبتهم على عبادة رب الارض والسموات.
قال تعالى تعالى في سورة التين :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .ثم رددناه أسفل سافلين .)
قال بعض المفسرين ( أسفل سافلين ) معناه
يرد الانسان الى ارذل العمر ..
إلا ان من ينجو من ذلكم هم :
( إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
= ومن فوائد وثمار المداومة على العمل الصالح :
( أن المداومة سبب لدخول الجنة )
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(من أنفق زوجين من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان،
فقال أبو بكر : "ما على من يدعى من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم".
= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لطهارة القلب من النفاق ونجاةُ صاحبه من النار ).
ففي الحديث الذي اخرجه للترمذي من حديث
انس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من صلىّ لله اربعين يوماً في جماعه يدرك التكبيره الاولى كُتبت له براءتان :
براءةٌ من النار ، وبراءةٌ من النفاق "..
= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
( أنها سبب لمحبة الله تعالى للعبد وولايته له )
كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال : (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه،
ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) ..
= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لمحو الخطايا والذنوب )
والادله على هذا كثيره منها ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريره رضى الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أأريتم لو انّ نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟
قالوا : لا .!
قال : فذلك مثلُ الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا ".
وعن ابي هريره رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من قال سبحان الله وبحمده في يومٍ مائةَ مره حطت ذنوبه وإن كان مثل زبد البحر "..
= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لتفريج الكربات وإزالة المصائب والنجاة من الشدائد )
وهذه الثمره ستكون عنواناً لخطبه جمعتنا القادمه
بإذن الله ، سنحط الرحال عندها حيث وفيها الكثير من العبر والدروس ....
وحتى ذلكم الحين أسأل الله عزوجل بمنه وكرمه أن يجعلنا ممن يتبع الصالحات بالصالحات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أسأله سبحانه القبول والإخلاص في العمل. ونسأله أن يوفقنا لمحبته ومرضاته وأن يثبتنا على الطاعة حتى نلقاه وهو راضٍ عنا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين..
اللهم عليك بأعداء الدين ..
اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين.!
اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعل اللهم! الدائرة عليهم وانصر اللهم المسلمين عليهم، يا قوي يا عزيز!
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء، فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره،
واجعل اللهم تدبيره في تدميره،
واجعل اللهم! الدائرة عليه ..
اللهم لاتدع لنا في هذا المقام ذنباً إلا غفرته
ولا هماً الا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا عسيراً
الا يسرته ولا طالباً الا نجحته واعنته ..
اللهم أعن طلابنا وابنائنا وفلذات اكبادنا الذين يخوضون الاختبارات النهائية للشهادتين (...)
اللهم اعنهم ووفقهم .وسهل لهم كل عسير
اللهم لا سهل الا ما جعلته لهم سهلا وانت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ..
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
اللهم اشف مرضى المسلمين .!
اللهم اجعل ما أصابهم زيادة في حسناتهم، وكفارة لسيئاتهم، ورفعة لدرجاتهم ..
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقوم فتنة أن تقبضنا إليك غير مفتونين..
اللهم اغفر لموتى المسلمين،اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
هذا واعلموا ان الله قد أمركم بأمرٍ بدأ نفسه،
وثَنى به ملائكته المسبحة بقُدسه، وثَلّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنّه وإنسه، فقال :
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
---------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
خطبــة جمعـــة بعنـــوان
{ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ }
( جاءت مناسِبه كدرس بعد الخروج من رمضان)
السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
الخطبه {{ 12 }} الجزء الاول
إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 6 يوليو 2018م
الموافق 22 شوال 1439هـ
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
لعلكم تتذكرون جيداً بأننا كنا قبل حلول شعبان ورمضان في رحاب السلسله المباركه الطيبه
( أحبّ الاعمال الى الله )
وحينما حلت أيامُ البشر بدخول ضيف المسلمين رمضان المبارك ، توقفنا مؤقتاً في الحديث عنها .!
وهانحن نعود اليوم إليكم مجدداً لنجدد الحديث مرة اخرى في سلسله احب الاعمال ..!
ومع عملٍ جديد من تلك الاعمال التى يحبها الله.!
وعملُ اليومِ الذي يُحبه الله جل وعلا يتناسب مع خروجنا من شهر رمضان ووداعنا لشهر الصيام والقيام ..
فياترى ماهو هذا العمل الذي يحبه الله
بعد رمضان ؟؟
ماهو هذا العمل الذي يُحبُ الخالق سبحانه
من عبده ان يقوم به بعد وداعه لشهر العتق والغفران ..؟؟
لا أطيل عليكم أحبتي الكرام ففي الحديث الذي جاء في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
(( أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )) ..
إنّه العملُ الصالح الدائم ، العمل ُالمستمر ،
العمل المتواصل الذي لاينقطع ولايتوقف .!
هو شعائر من الأولياء الصالحين وصفةٌ من صفات المؤمنين الصادقين الذين قال عنهم ربُّ العزه في كتابه :
( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ )
فهم لصلاتهم دائمون وعليها محافظون وبها مستمرون لانها سعادتهم وسر توفيقهم وفلاحهم وخيراتهم وبركاتهم وهي معراجهم الى الله .!
بل إنّه من شعار وسنه سيد المرسلين
صلى الله عليه وسلم ...!!
ففي الحديث المتفق عليه من حديث مسروق قال :
سألت عائشة رضي الله عنها :
( أي العمل كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فقالت : الدائم ) ..
وفي صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنهاقالت "كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً أثبته" ..!
مامعنى ( أثبته ) يا كرام ؟؟
معنى أثبته : اي داوم عليه، وواظب عليه ، واستمر عليه ..
وكان عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل ويصلي إحدى عشرة ركعة فإذا فاته شيء منها لنوم أو مرض صلاها في النهار اثنتي عشرة ركعة.
كُلُّ ذلك مراعاةً للمداومة وحتى لايدعْ للنفس مجالاً للخمول ومجالاً للكسل ومجالاً للتراجع ومجالاً للفتور عن اداء الطاعه والاستمرار فيها.!
وفي الحديث الذي اخرجه مسلم من حديث عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فاته شيء من ورده أو جزئه من الليل، فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فكأنما قرأه من ليلته) ..!
إنّه لمنهج عظيم وكبير لدرجه انه لو حصل مرض
أو نوم أو عذر لاحدٍ منا عن طاعةٍ او عباده قضاها في وقت آخر ...
بل وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف العشر الأواخر باستمرار في رمضان ثم في إحدى الرمضانات ترك الاعتكاف فقضاه في شوال.
فانظر حتى يوماً واحداً لا يريد أن ينقطع .!
كُلُّ هذا محافظةً على المداومة ومحافظة على الاستمرارية والبقاء على نفس الوتيره من الحماس والجد والنشاط والاجتهاد في الطاعه .!
بل وحذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من منهج الانقطاع بعد الاستمرار والفتور بعد الدوام
فقال كما في الصحيحين :
" يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل".
وظاهرة الفتور بعد الجد في العبادة ..!
وظاهرة الكسل بعد النشاط في الطاعة ..!
وظاهرة الانقطاع بعد الاستمرار في الطاعات !
لهي ظاهرةٌ يصاب بها كثير من المسلمين في كثير
من الأحيان لاسيما بعد مواسم الخيرات كشهر رمضان.
وهانحن هذه الايام للاسف الشديد مع وداعنا لشهر الصوم نجدُ ونرى بدايه انقطاع بعد استمرار .!
وتكاسل بعد جدٍ ونشاط .!!
وتقصير وتراجع بعد إقبالٍ ومنافسه .!
نعم أحبتي الكرام :
اينّ من كانوا بالامس معنا في رمضان ؟
جموع من البشر كالموج الهائج ..!
لاتكاد تعرف أولهم من آخرهم
ولا تكاد تُميز شبابهم من شيوخهم .!!
جموع هائلة كانت تتدفق ليلاً ونهاراً .!
جموع كانت تتحاشد الى المساجد وتتقاطر .!
وفجاءه وفي غمضة عين اختفت .!
وفجاءه تلاشت كأن لم تكن شيئاً مذكوراً .!
وكأنهم ذابوا ذوبان الثلج في الماء.!
بل وكأن الارض انشقت وابتلعتهم ..!
اينّ هم ؟ وايّن أعدادهم ؟!
ايّن جموعهم ؟ وايّن حشودهم ؟!
اينّ نشاطهم ؟ وايّن جدّهم واجتهادهم ؟!
اينّ إقبالهم ؟ واينّ حماسهم ؟!
اينّ سباقهم ؟ واين سرعتهم ؟!
فالمساجد افتقدتهم ..! والصفوف اشتاقت اليهم .!
والمصاحف حنّت الى تلاوتهم ودويّهم .!
وكأنّ أمثال هؤلاء يظنون ان العباده انتهت بانتهاء رمضان .!
وتوقفت بانصرام وانقضاء رمضان .!
وما علموا ان الله جل وعلا لم يجعل للعبادات زمناً محدداً ولا وقتاً من الأوقات تنتهي عنده العبادة .!
بل انه سبحانه أمر بالعبادة والطاعة حتى الموت فقال : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).
قال الحسن البصري :
" إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً إلا الموت "
وهذا معناه أن العبادة والطاعة والجد في الخيرات والإحسان ليس مرتبطاً بشهر رمضان إذا انتهى انتهت تلك العبادات والطاعات ..!
نعم اخواني الكرام :
قد تزيد الطاعة في وقت من الأوقات لكن تنتهي.لا
قد تزيد الصلاة في رمضان لكن تنتهي .. لا ..
قد يزيد الصوم في رمضان لكن ينتهي ..لا ..
تزيد الصدقة في رمضان لكن تنتهي .. لا ..
فإذا انتهت صلاة التراويح فأمامنا صلاة الوتر! وإذا انتهت صلاة التهجد فأمامنا قيام الليل .! وإذا انتهى صيام رمضان فأمامنا صيام الست وثلاثة أيام من كل شهر وعرفة وعاشوراء والاثنين والخميس .!
وإذا انتهت زكاة الفطر فأمامنا أبواب كثيرة للصدقات والخيرات .!
فالخطورة كل الخطورة في الانقطاع وفي الكسل وفي الفتور وفي الرجوع وفي الانتكاس وفي قسوة القلب والبعد الكامل عن الله وفي المعاصي وفي رؤية ما حرم الله .!
فالله الله في الاستمرار على ما كُنْتُمْ عليه وعلى ما انتم عليه الآن ..!
الله الله في الدوام والاستمرار على العبادة سواء زادت في بعض الاوقات او قلت في أوقات أخرى وكما قيل :
" قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع "..
قليلٌ من الطاعات والعبادات والقربات والأعمال الصالحات المستمره التى فيها تخفيف على النفس وترويحٌ لها بلا تنطع ولا مشقةٍ ولا تكلّف
او تشدد او غلو وان كانت قليله يسيره بسيطه لهي خيرٌ من اعمال صالحات وطاعات كثيره منقطعه ..!
نعم أحبتي الكرام :
ركعتين في اخر الليل مستمره وباقيه لهي خيرٌ بكثير من عشر او عشرون ركعه نهايتها الانقطاع!
قليلٌ من تسبيحات مستمره ودائمه لهي خير كثير
من ملايين التسبيحات التى تنتهي بانقطاع
قليلٌ من تلاوات وقراءات لكتاب الله مستمره لهو خير كثير من قراءه اجزاء في اليوم تكون نهايتها الانقطاع والتوقف النهائي.!
قليلٌ من صدقات مستمره لهو خير كثير
قليلٌ من نوافلٍ مستمره ومتواصله لهو خير كثير
قليلٌ من زياراتٍ للأرحام والضعفاء مستمره ومداوم عليها ومواضب عليها لهى خير كثير وثقيلهٌ في ميزان الخالق الذي لايضيع عنده شيء ..
واكرر واكرر القول مرات ومرات :
(( أحبُّ الاعمال الى الله ادومها .....
لزمت درس علم استمر فيه، ودام عليه.!
اخترت درس علم تفاعلت به وانتفعت منةداوم عليه!
إقتطعت من دخلك مبلغ صدقة شهرية داوم عليه.!
لك ماتجود به من خبز لأسره او مالٍ ولو بسيط لحلقه قرآن او لدفع ضرر او لعلاج مريض داوم عليه .!
لك زيارات خاصه لأسر فقيره تتعهدها داوم عليها!
لك صلة رحم لأقربائك ثابتة داوم عليها.!
لزمت ركعتين في اخر الليل داوم عليها .!
لك ركعات وتر بعد العشاء او فى الاخر داوم عليها
لك موعد مع صفحه او صفحتين من كتاب الله تقرأها داوم عليها .!
لك وقفه محاسبه يوميه مع نفسك تزكيها وتربيها وتهذبها وترتقي بها داوم عليها.!
هناك مجالس ذكر تتردد عليها داوم عليها.!
لك وقت مستقطع من يومك للتسبيح والاستغفار داوم عليه ..!
فأحب الاعمال الى الله ادومها ....
أعانني الله وإياكم على الطاعات، وختم أعمارنا بالباقيات الصالحات ، وجمعنا في أعالي الجنات إنه جواد كريم ...
واقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم ..
الخطبه الثانيه
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
المداومة على العمل الصالح له ثمار يعرفها الناس الأخيار وتغيبُ عن اذهان آخرين ..!
وهذه الثمار ليست لمن يتعبد الله مرة ثم ينقطع .!يتصدق لله مرة ثم ينقطع .!
يعتكف مرة ثم ينقطع .!
يحضر مجالس العلم مرة ثم ينقطع .!
يذكر الله في رمضان ثم ينقطع .!
يقرأ القرآن في رمضان ثم ينقطع .!
يَحسنُ سلوكه وأخلاقه في رمضان ثم يسوء بعده.!
انما هذه الثمار لمن يستمر على طاعه ربه ..
ولمن يواظب على عباده مولاه حتى يقبضه اليه ..!
ولو لم يكن من ثمار وآثار وفوائد المداومه والاستمرار على العمل الصالح إلا انّها من احب الاعمال الى عزوجل لكان ذلك كافيا وذلك لان العبد إذا تقرب إلى الله عزوجل بما يحبه أحبه الله عزوجل، فحصلت له سعادة الدنيا والآخرة ..
= فمن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( دوامُ اتصالِ القلب بخالقه )
وهذة حقيقه لمسناها وشعرنا بها جميعاً
وأحسسنا بلذتها في شهر رمضان.!
شعور حقيقي باتصال قلوبنا بالله جل وعلا وتعلقها به سبحانه وكل هذا الشعور الجميل والإحساس بتعلقنا بربنا وحلاوة مناجاته والتلذذ بطاعته والقرب به والاتصال به بسبب :
مواظبتنا على العمل الصالح ودوامنا عليه ..
وجدنا الموده بين الناس وألفه ومحبه واخلاص ووفاء وصدق وايثار وتعاون وحسن تعامل ..
احسسنا بجو إيماني رائع وبأخوه صادقه ليس لها مثيل ..
فهذا يطعمُ الجائع ، وهذا يكسو اليتيم ،
وهذا يغيث الملهوف ، وهذا يسعى على الارمله
وهذا يمسح على رأس يتيم ،
وذاك يقضي حاجة محتاج ،
واخر يقف مع مظلوم ،
واخر يمشى الساعات لأجل نجدة مكروب،
واخر يلقي حديث ،
واخر يلقي محاضره ، وثالث يلقي نصيحه
واخر يجتمع مع آخرين لحل خلاف بين متخاصمين ، وآخرون يجمعون لشراء ادويه لمرضى ارهقهم ثمن الدواء الباهض ..
فما أروعه من زمن وما احلاة من شهر .
وما اجمل ان تظل حياتنا هكذا وعلى هذا النحو من الاستمرار على الطاعه والمواظبه على العباده !
= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
( حُسنُ الخاتمه )
اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمه ..!
كما اسأله سبحانه وهو اعظم من يُسأل وأجود من يُعطِي ان لايتوفانا إلا وهو راضٍ عنا ..!
ولذلكم : حسن الخاتمه من ثمار المداومه والاستمرار على العمل الصالح ..
لأن الذي يداوم على اداء الطاعات ويصبر على المعاصي والسيئات محتسباً الاجر على الله يقوى قلبه وتشتد عزيمته على فعل الخيرات ولايزال يجاهد نفسه فيها فيوفقه الله لحسن الختام ..!
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) [إبراهيم:27]
وياليت شعري كيف يتمنى حُسنَ الخاتمه من انقطع عن الاعمال الصالحه وجعلها خلفه ظهرياً.!
وكيف يوفق لشهادة لا اله الا الله عند الموت وساعه السكرات من ترك الصلاه .!
وكيف يُفسّحُ القبر لمن ترك المساجد .!
وكيف يُثبت في القبر من ارتكب كل ماحرم الله
وكيف يُنّور ويبيض وجهُ من عادى الله وحارب الله وحارب واولياء الله وتعدى حدود الله ..!
يقول ابن كثير رحمه الله :
" لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بُعث عليه".
وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال عليه الصلاه والسلام :
" يُبعث كُلُّ مسلمٍ على ما مات عليه"
وفي روايه للترمذي :
" إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله ,
قيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟
قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه".
فإن عشت على طاعة فإن الله يتوفاك على هذه الطاعة ثم يبعثك على نفس الطاعة ..
تعيش على الصلاه والصيام والذكر والعلم والدعوه والإحسان والأخلاق الفاضله وحسن التعامل وطيبة القلب وكرمِ النفس وطيب المعشر ..
تموت عليها ثم تبعث يوم القيامه عليها وبها .!
وبالعكس تماماً تعيش على السيئات على المنكرات على الموبقات على الجرائم والتعديات والمخالفات
يصدق فيك قول الله :
( فَلا صَدّقَ وَلاَ صَلْى وَلَكِنْ كَذّبَ وَتَولَى )
تموت عليها ثم تبعث يوم القيامه عليها ...
ولذلكم
الدائمون على طاعة الله ، والدائمون على الصيام والدائمون على الصلاة ، والدائمون على العلم الشرعي ، والدائمون على تلاوة القرآن ، والدائمون على الصدقات ، والدائمون على حسن الخلق ، والدائمون على حسن الجوار ، والدائمون على العفة والخلق والإحسان ..
ومن قالوا ربنا الله ثم دموا على طاعته وعبادته وذكره تتنزل عليهم ملائكة الرحمة في ساعة الاحتضار وتطمئنهم أن لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).
= ومن ثمار وفوائد المدوامه على العمل الصالح : .
( أن الله وعد هذا الدائم بالثبات على الدين ومعيته له )
معهم يحميهم ويرعاهم ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ويؤيدهم ويثبتهم ويقويهم ..
قال تعالى(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا.....)
جاهدوا بأداء الصلوات جاهدوا بصبرهم على الطاعات جاهدوا ببذلهم في سبيل الله
جاهدوا بقيامهم في ساعات الليل التى يتنزل فيها ربهم ليسمع شكواهم وتضرعهم ..!
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فإن جاهدت نفسك وداومت على الطاعة والذكر والعلم وتلاوة القرآن فإن الله وعدك بالهداية والثبات وأنه معك حيثما كنت.
= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
( أن الله لا يَردُ المداوم إلى أرذل العمر )
أتدرون ماهو ارذل العمر ؟؟
أرذل العمر:
أردؤه وهو بلوغ حاله الهرم والخرف، والهرف .
وهو عودة الانسان كهيئته الأولى في أوان الطفوله:
سخيف العقل، قليل الفهم ، ضعيف البنية ضعيف الإدراك والتمييز ، ضعيف في أداء الفرائض وعن خدمة نفسه حتى يكون على أهله ثقيلاً بينهم يتمنون موته..
وهذا الخرف والضعف والهرم يصاب به الإنسان في سن معين ..
إلاّ أنه يسلم منه بعض الناس في نفس السن
ويظلون محتفظون بقواهم العقليه ..!
محتفظون بقوة سمعهم وابصارهم وابدانهم وحركتهم وحيويتهم ونشاطهم ..!
( انهم الذين داوموا على اداء الطاعات واستمروا على اداء الصالحات )
ولك ان تتأمل الى كثير من هؤلاء في هذا الزمان ممن بلغوا من العمر ومن الكِبَرِ عتياً ومع ذلك تجدهم في أوج نشاطهم وحيوتهم وصحه سمعهم وابصارهم كُلُّ هذا بسبب مداومتهم على الصالحات ، واستمرارهم على اداء الطاعات
ومواضبتهم على عبادة رب الارض والسموات.
قال تعالى تعالى في سورة التين :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .ثم رددناه أسفل سافلين .)
قال بعض المفسرين ( أسفل سافلين ) معناه
يرد الانسان الى ارذل العمر ..
إلا ان من ينجو من ذلكم هم :
( إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )
= ومن فوائد وثمار المداومة على العمل الصالح :
( أن المداومة سبب لدخول الجنة )
فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(من أنفق زوجين من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان،
فقال أبو بكر : "ما على من يدعى من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم".
= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لطهارة القلب من النفاق ونجاةُ صاحبه من النار ).
ففي الحديث الذي اخرجه للترمذي من حديث
انس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من صلىّ لله اربعين يوماً في جماعه يدرك التكبيره الاولى كُتبت له براءتان :
براءةٌ من النار ، وبراءةٌ من النفاق "..
= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
( أنها سبب لمحبة الله تعالى للعبد وولايته له )
كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال : (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه،
ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) ..
= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لمحو الخطايا والذنوب )
والادله على هذا كثيره منها ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريره رضى الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أأريتم لو انّ نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟
قالوا : لا .!
قال : فذلك مثلُ الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا ".
وعن ابي هريره رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من قال سبحان الله وبحمده في يومٍ مائةَ مره حطت ذنوبه وإن كان مثل زبد البحر "..
= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لتفريج الكربات وإزالة المصائب والنجاة من الشدائد )
وهذه الثمره ستكون عنواناً لخطبه جمعتنا القادمه
بإذن الله ، سنحط الرحال عندها حيث وفيها الكثير من العبر والدروس ....
وحتى ذلكم الحين أسأل الله عزوجل بمنه وكرمه أن يجعلنا ممن يتبع الصالحات بالصالحات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
كما أسأله سبحانه القبول والإخلاص في العمل. ونسأله أن يوفقنا لمحبته ومرضاته وأن يثبتنا على الطاعة حتى نلقاه وهو راضٍ عنا.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين..
اللهم عليك بأعداء الدين ..
اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين.!
اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعل اللهم! الدائرة عليهم وانصر اللهم المسلمين عليهم، يا قوي يا عزيز!
اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء، فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره،
واجعل اللهم تدبيره في تدميره،
واجعل اللهم! الدائرة عليه ..
اللهم لاتدع لنا في هذا المقام ذنباً إلا غفرته
ولا هماً الا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا عسيراً
الا يسرته ولا طالباً الا نجحته واعنته ..
اللهم أعن طلابنا وابنائنا وفلذات اكبادنا الذين يخوضون الاختبارات النهائية للشهادتين (...)
اللهم اعنهم ووفقهم .وسهل لهم كل عسير
اللهم لا سهل الا ما جعلته لهم سهلا وانت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ..
اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
اللهم اشف مرضى المسلمين .!
اللهم اجعل ما أصابهم زيادة في حسناتهم، وكفارة لسيئاتهم، ورفعة لدرجاتهم ..
اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقوم فتنة أن تقبضنا إليك غير مفتونين..
اللهم اغفر لموتى المسلمين،اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
هذا واعلموا ان الله قد أمركم بأمرٍ بدأ نفسه،
وثَنى به ملائكته المسبحة بقُدسه، وثَلّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنّه وإنسه، فقال :
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
---------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق