الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان همُّ الآخرة وهم الدنيا ( خطبتين الاولى لمن جعل همه الاخره. والثانيه لمن جعل همه الدنيا )

 خطبه جمعه بعنوان
         همُّ الآخرة وهم الدنيا
    ( خطبتين الاولى لمن جعل همه الاخره.
        والثانيه لمن جعل همه الدنيا )

الجزء الاول...(( هم الآخره ))

 إعداد وتعديل واضافه
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 2016/10/10

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد:
فاتَّقوا اللهَ عباد الله حق التَّقوى، واعلموا أنَّ تقوى الرحمن سببٌ لِنَوَال محبته، والفوز بِرضْوَانِه وجنته؛ ﴿ بَلَى مَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ وَاتَّقَى فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 76]، ﴿ تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 63].

معاشرَ المسلمينَ:
نَصَحَ أمته، وتَرَكَهَا على البيضاء، رَسَم لها معالم عزِّها وفلاحها، وَبَيَّنَ لها سبب شقائها وخسارتها، بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم.

نقف مع قبسٍ مِن كلامه،
ظاهر البلاغة، مُختَصرَ العبارة،
 عميقٌ في معانيه،
صريحٌ في ألفاظه ومَبَانيه، 

حديث يُتَرْجمُ لنا حقيقة الهمِّ، وعاقبة كل مهموم،

نُبحر مع هذا الحديث في زمنٍ تَشَعبَت فيه الهموم،
وتَمَكَّنَتْ منَ القلوب مغريات الدُّنيا وملذاتها وشهواتها، واللهث المستديم وراء متاعها الزائل.

ومن منا ـ يا ايها الكرام ـ
 يُمضي يومه يتذكّر فيه مصيره؟!
- من مِنا إذا رأى شيئًا في الدنيا ربطه بآخرته؟! - من منا إذا تحدث بحديث جعل للآخرة نصيبًا منه؟!
- من منا إذا فرح فرح للآخرة.
 وإذا حزن حزن للآخرة.
وإذا رضي فللآخرة.
وإذا غضب فللآخرة.
وجعل كل حركاته وسعيه للآخرة؟!

 أسئلة تحتاج إلى تأمل عند إجابتنا عليها.
(( اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا))

- هيا بنا يا ايها الأحبه قبل ان ينسحب بساط الوقت من تحت أقدامنا ...

- هيا بنا على عجاله وفي نصف ساعهٍ قد تزيد
 اوتنقص قليلاً  لنستمع وإياكم إلى قول حبيبنا وهو يذكر صنفين من الناس:
في الحديث الذي اخرجه  الإمام أحمد، والتِرمذي، وابن ماجَهْ، من حديث زيد بن ثابت رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((مَن كانتِ الآخرةُ هَمَّه، جَمَع الله له شَمْله،
وَجَعَلَ غناهُ في قَلْبه، وَأَتَتْه الدُّنيا وهي راغِمة،

ومَن كانتِ الدُّنيا هَمَّه، فَرَّقَ الله عليه شَمْله، وجعل فقره بين عَيْنَيْه، ولم يأتِه منَ الدُّنيا إلاَّ ما قدر له))؛ حديث صحيح.

إخوة الإيمان:
الهَمُّ سلاحٌ ذو حَدَّينِ، وخلجات ذات شطرين،
فإن كان معلقًا بالآخرة ومعها، فهو محمود، وصاحبه مأجور..
وإن كان الهم مُتَعَلِّقًا بالدُّنيا وغرورها،
كان مذمومًا.

جَعَلَ الله لصاحب الهم الأخروي ثلاث نعم ومِنَح؛
يَتَفَيَّأ ظلالها  ويَنعمُ بها:
الأولى: (( أن يجمعَ الله له شمله))

وجَمْعُ الشَّمل: هو الاجتماع بكل ما يعنيه من عموم..
يجمع الله على صاحب الهم الأخروي
قلبه، وفكره، ومقصده، وأهله، وولده، وقريبه، وصديقه، وماله، وتجارته...

 نعم/
يعطيه الله سبحانه وتعالى السكينة والطمأنينة، ويجمع عليه أفكاره ويقلل نسيانه..
ويجمع عليه أهله ويزيد من المودة بينهما..
ويجمع عليه أبناءه وييسرهم له...
ويجمع عليه أقربائه ويبعد عنه الشقاق..
 ويجمع عليه ماله فلا يتشتت بتجارة خاسرة أو تصرف أحمق..
ويجمع القلوب عليه بعد أن يكتب له القبول في الأرض، فلا يراه أحد إلا أحبه..
ويجمع عليه كل ما يحيط به من أمور الخير جميعها.

والنِّعمة الثانية التي يُنَعَّم بها صاحب الهَمِّ الأُخروي:
(( أن يجعلَ الله غناهُ في قلبه))
وهذا هو الغِنَى الحقيقي
 قال صلى الله عليه وسلم:
 ((ليس الغِنَى عن كثرة العَرَض، ولكن الغنى
غنى النَّفس))؛ رواه مسلم في صحيحه.

- غِنى القلبِ عباد الله أن يَرْضَى العبد بما قسم الله له.
وفي الحديث: ((وارْضَ بما قسم الله لك، تَكُن أغنى الناس))؛ رواه الإمام أحمد، وهو حديث حسن.

- غِنَيُ القلب عزيزٌ في دُنيا الناس، شريفٌ بينهم؛ لأنه قدِ اسْتَعَفَّ بِغِنَاه عما في أيدي الآخرين، وفي الحديث: ((وازْهَد فيما عند الناس، يحبك الناس)).

نعم ( غنى النفس ):
هو استغناؤها بما قُسم لها،
وقناعتها ورضاها به بغير إلحاح في طلب
ولا إلحاف في سؤال..
 ومن كفَّت نفسه عن المطامع قرت وعظمت،
 وحصل لها من الحظوة والنزاهة والشرف والمدح. أكثر من الغنى الذي يناله من كان فقير النفس، فإنه يورطه في رذائل الأمور وخسيس الأفعال؛ لدناءة همته.
 فيصغر في العيون ويحتقر في النفوس،
ويصير أذل من كل ذليل".
 أما الغني بالمال الفقير القلب فإنه يلهث كما يلهث الوحش في جمع المال وهو يملك الملايين،
ولكنه غير قانع بما رزقه الله فهو فقير،
فقد اتخذ المال إلهًا من دون الله..

 فالفقير هو الذي يشعر بانعدام المال عنده والحاجة الدائمة إليه.
(اللهم اجعل غنانا في قلوبنا)

وثالث نعمة يُلقَّاها صاحبُ الهمِّ الأخروي هي:        (( مَجِيء الدُّنيا له، وهي راغمة ))
فصاحب همّ الآخرة يهرب من الدنيا وزينتها يخشى فتنتها وزخرفها،
وهذا لا يعني أن ينقطع عنها ويهرب هروب الغلاة والضالين، كلا، بل يأخذ منها قدر ما يبلِّغُه إلى الآخرة،
ومع إعراضه عنها فهو متبع هدي نبيه إذ قال: ((كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل))،
وقوله:
((إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب استظل
تحت شجرة ثم تركها وارتحل))
إلا أنها تأتي إليه صاغرة دون جهد وعناء وهو ليس بحاجة إليها؛ لأنه جعل همه الآخرة، فكفاه الله هم الدنيا، وأتت إليه راغمة.
نعم
تأتيه متوددهً له متحببهً إليه
تطلب وصاله...
تطلب مودته...
تطلب رضاه..
وهو يركضها بقدميه ويرفسها برجليه..

 فتأتيه المره الثانيه والثالثه
( ذليلة حقيرة تابعة له لا يحتاج في طلبها
إلى سعي كثير)
( وتأتيه لينة على رغم أنفها وأنف أربابها).

كما يَأْتيه رِزْقه مِن حيث لا يحتسب،
ويجعل له ربُّه مِن كل أمر يسرًا، فيُوَفَّق في دنياه، من غير مسألة ولا إشراف نفس.

ولذلكم ايها الكرام
صاحب الهم الأخروي كافأه ربُّه بنظير قصده، فلمَّا جَرَّد همه للآخرة، كَفَاهُ الله همَّ دنياه،
(وهل جزاء الإحسان إلاَّ الإحسان).

إخوة الإيمان:
وإذا عاشَ العَبْدُ هَمَّ آخرته، قويَ يقينُه،
وطَارَتْ غفلته، ودامتْ خشيته،
وسعى للآخرة سعيها، وهو مؤمن.

نعم ايها الكرام :
إذا تَغَلْغَلَ همُّ الآخرة في النفوس، وَوَصَلَ سُوَيْداء القلوب:
هانَ على المرء ما ضاعَ من دُنياه.
ورخص عليه ما خسره في تجارته ومربحه.
 لأنه يَسْتَيقِن أن مستقره وبقاءه هناك، في الدار الآخرة، ﴿ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى ﴾ [الأعلى: 17].

ولذلكم
لو مُلئت الصدور بِهَمِّ الآخرة، لَمَا تَكَبَّر بعضنا على بعض، ولما تَحَاسَدْنا وَتَقاطَعْنا مِن أَجْل ظِلٍّ زائلٍ ومتاعٍ عابرٍ.

عباد الله:
- صاحبُ هَمِّ الآخرة يعيش في دنيا الناس مع الناس، يسعى في طَلَب رِزْقه، لا يطغى إن أَقْبَلَتْ إليه الدُّنيا، ولا يغتمّ إن أدبرتْ عنه.

- صاحبُ هَمِّ الآخرة يعيشُ في القِمم،
فلا يرضى بالدُّون، وهو قادرٌ على التَّمام.
ولسان حاله:
وَلَمْ أَرَ فِي عُيُوبِ النَّاسِ عَيْبًا
                     كَنَقْصِ القَادِرِينَ عَلَى التَّمَامِ

- صاحبُ الهَمِّ الأُخْرَوي تراه عالي القدر.
لا يقعد عن المكْرُمات، ولا تَتَوانى همته عنِ الصَّالحات الباقيات.
 لا يفرغ من خير إلاَّ إلى خير.

- صاحب همِّ الآخرة إن كان في العِلم، كُوفئَ باحتياج الناس إليه.
 وإن كان في بذل المعروف، كوفئَ بثناء الناس عليه.
وإن كان فيما كان، كان الله، وكان الناس معه.

- صاحبُ هذا الهَمِّ لا يخلو مِن هُمُوم تعتريه في دنياه، من همِّ عمل، أو مسكن، أو زواج، أو تربية ولد، أو غيرها.
 غير أنها هموم صغيرة، تضيع أمام همه الأكبر، ومقصده الأعظم.
وهدفه الاسمى
( بل تؤثرون الحياه الدنيا .والاخره خيرٌ وأبقى ..)
    
بارك الله لي ولكم.   ##


الخطبه الثانيه
ثم امابعد:-
نتحدث اليوم عن حديث عظيم من احاديث الحبيب عليه الصلاه والسلام.
من حديث زيد بن ثابت رضى الله عنه وأرضاه .
( من كانت الاخره همه ..........)
وسوف نخصص حديث جمعه اليوم
لصاحب هم الاخره..
ليكون موعدنا القادم في جمعه قادمه مع الشطر الثاني من الحديث
( ومن كانت الدنيا همه .........)

ولذلكم إخوة الإيمان:
همُّ الآخرة مبدأٌ رَبَّى عليه النَّبي صلى الله عليه وسلم صحابتَهُ الكِرام..
فكان عليه الصلاة والسلام يغرس في قُلُوب أصحابه هذا الهمِّ:-
- كان إذا رأى شيئًا مِن زينة الدُّنيا يُسْمِع أصحابه:
((لبيكَ إنَّ العيشَ عيش الآخرة)).

- وحينما أهدى له ملك النصارى جبَّة من ديباج، منسوج فيها الذَّهب، تَعَجَّبَ الصَّحابة مِن لين مَلْمسِها وجمالها:
فقال لهمُ النَّبي صَلَّى الله عليه وسلم أمام هذه الدَّهشة:
 ((أَتَعْجَبُونَ مِن هذه الجبَّة، فوالله لمناديل
سعد بن معاذ في الجنَّة أحسن مما تَرَوْن)).

- هذا الهمُّ الأخروي عاشَهُ الحبيب صلى الله عليه وسلم وَسَلَفُنا واقعًا مَحْسُوسًا.

= هذا الهمُّ أيقظ المصطفى صلى الله عليه وسلم مِن منامِه، وهو يقول:
((يا أيها الناس، اذكروا الله، جاءتِ الرَّاجفة، تتبعها الرادِفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت
بما فيه)).

= هذا الهم عاشَهُ الصِّديق رضي الله عنه فكان عظيمَ الخشية، سريع الدَّمعة، إذا أمَّ الناس، غَلَبَه البكاء من خشية الله.

= هذا الهمُّ رسم في وجه الفاروق خَطَّين أسودينِ منَ البُكاء؛ خوفًا من الآخرة.

= هذا الهمُّ جَعَلَ الفاروق يبكي رضي الله عنه حيث سمع ذكر الآخرة من ذلك السائل الذي خاطب عمر فقال:
يَا عُمَرَ الخَيْرَ جُزِيتَ الجَنَّةْ 
                             اُكْسُ  بُنَيَّاتِي وأُمَّهُنَّهْ
           أَقْسَمْتُ باللهِ لَتَفْعَلَنَّهْ
 فقال عمر: فإن لم أفعل، يكون ماذا؟
قال: يَكُونُ عَنْ حَالِي لَتُسْأَلنَّهْ
قال عُمر: متى؟
قال:
يَوْمَ تَكُونُ الأُعْطِيَاتُ مِنَّهْ
                 وَالوَاقِفُ المَسْؤُولُ بَيْنَهُنَّهْ
        إِمَّا إِلَى نَارٍ وَإِمَّا جَنَّةْ

فبكى رضي الله عنه وقال لغلامِه:
يا غلامُ، أعطه قميصي هذا.
لا لِشِعْره؛ ولكن ليوم تكون الأعطيات منَّة،
والواقف المسؤول بينهنَّه، إِمَّا إلى نارٍ وإما إلى جنة.

= هذا الهمُّ عَرَفَه الخليفةُ الثالث، الذي كانت تستحي منه ملائكة الرحمن، عثمان بن عفان، فكان إذا وقف على القبر بكى، حتى تبتل لحيته بالدُّموع، ويقول: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
 ((القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه أحدٌ فما بعده أيسر منه، وإن لم ينجُ، فما بعده أشد)).
وكان يَمْتَثِل قول الشاعر:

فَإِنْ تَنْجُ مِنْهَا تَنْجُ مِنْ ذِي عَظِيمَةٍ
                        وَإِلاَّ فَإِنِّي لاَ إِخَالكَ نَاجِيًا

= وهذا الخليفةُ الصالح العادل في مملكته
عمر بن عبدالعزيز..
 حمل همَّ آخرته، فطار عنه رقاده، وَتَرَقْرَقَتْ من همِّة دمعاته، بكى ذات يوم في السَّحَر، حتى
بكى لبكائِه زوجتُه وأولاده، فسئل عن بكائه، فقال: تذكرتُ منصرف الناس يوم القيامة، فريقٌ في الجنة، وفريق في السَّعير.

إخوة الإيمان:
حَمْلُ همِّ الآخرة لا يعني انعزال العبد عن حياة الناس، فيترك إجابة الدَّعوة، ويهجر زيارة الصديق والقريب، وَيَتَقَوْقَع في صَوْمَعَتِه ورَهْبَنَتِه..

 هذا تَصَوُّر خاطئ قاصِر؛ بل إنَّ صاحبَ الهَمِّ الأخرويِّ، يجتهد في صِلة الرَّحِم، وإجابة الدَّعوة، ومُخالَطة الناس، والصبر على أذاهم،
 ويسعى في إصلاح ما فَسَد؛
 لأنَّه يعلم أنَّ تلك الأعمال درجات وحسنات
في ميزانه يوم الآخرة.

نعم ايها الأحباب الكرام:
حَمْل همِّ الآخرة، لا يعني أن يكونَ صاحبه مكفهر الوجه، دائم العبوس...
-  فهذا قُدوتنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم أعظم مَن همَّ لآخرته، كان يضاحِك ويُمازِح، ويُداعِب ويُلاعِب، ولكل مقام مقال، ومن مأثور قوله: ((وابْتِسامتكَ في وجه أخيكَ صدقة)).

فيا أخي الغافل، وكلنا ذاك الغافل:
اسْتَجْمِع همكَ لآخرتكَ.
واسْتَشْعِر هذا الهم في صبحكَ ومسائكَ..

إذا أظْلَمَ عليكَ ليلكَ، فتَذَكَّر ظُلمة القبور..
وإذا الْتَحَفْتَ فراشكَ فتفكر التحافكَ الأكفان.. وإذا استيقظتَ من رقادكَ، فاستشعر قيام العالمين لرب العالمين.
أعوذ بالله منَ الشيطان الرجيم:
﴿ وَمَنْ أَرَادَ الْآَخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإسراء: 19]، بَارَكَ الله لي ولكم في القرآن العظيم.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه..
_____________________________
-------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...