الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان نعمه العقل

خطبه جمعه بعنوان
              نعمه العقل  
 (( ضمن سلسله نعم الله التى لاتحصى))

إعداد وإلقاء الاستاذ/ احمد عبدالله صالح  خطيب مسجد بلال بن رباح- محافظه إب.
القيت في 2017/1/20

ثم امابعد:-

نعم الله تظللنا وتحفنا وتحيط بنا وتلف حوالينا
ويجب علينا ان نُحدث الناس بهذه النعم الربانيه الجليله .
ونُحدثهم بآلائه التي أسبغها على عباده ظاهرة وباطنة ، كيف لا وهو القائل سبحانه وتعالى:
          ((وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ))

وموعدنا اليوم يا أحبتي الكرام كما تعرفون
مع نعمهٍ جديدهٍ من نعم الباري علينا

ونعمه اليوم يا ايها الكرام
 نعمهٌ عظيمه ..
نعمه جليله من أعظم النعم التي أكرمنا الله بها.

انها ُأسُّ الفضائلِ وينبوعِ الآداب..

بها ميّز الله الإنسان عن سائر الأحياء
لكي يستوعب الدين.
ويتمكن من أداء رسالته في هذه الحياة،
بعد أن يتعرف على الغاية من خلقه.
بنعمه اليوم /
- يُكلفُ المرء
- وبها يُشّرَفَ الإنسان
- وبها يَعرِفُ خالقه
- وبها يمتازُ عن الحيوان الأعجم والصخر الصلب.
- وبها يُميِّز  بين الخير والشر
والهدى والضلال
والحق والباطل
والنور والظلمات
والصالح والفاسد
النافع والضار

- اذا استعمل هذه النعمه خير استعمال فقد افلح ونجا وفاز..
وان  عطلها وضيعها وأهملها وأساء استعمالها
فقد خاب وخسر وهلك .

- نعمه اليوم تُعد من أكبر الطاقات البشريه

- نعمه اليوم من جملة كبريات النعم التي أنعم الله بها على الإنسان بشكل عام ..
والمسلم بشكل خاص ..

فهل عرفتم موضوع جمعتنا اليوم؟؟
وهل عرفتم نعمه اليوم؟؟؟

انها نعمة العقل وما اداركم مانعمه العقل؟؟؟

((والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون.))
 وقال سبحانه
(( قل هو الذي أنشأكم وجعل ...قليلا ماتشكرون))

ورد ذكر العقل في مواضع كثيره في القرآن
تزيد على الألف آيه  بصريح اللفظ او بالمعنى.

بل إنك لتعجب من كثرة ما يرد في كتاب الله من الآيات التي تتحدث عن العقل ودوره وأهميته
((لعلكم تعقلون ))و ((لقوم يتفكرون ))
 (( أفلا تعقلون)) (( أولوا الألباب ))
و(( لقوم يفقهون)) ومثل هذا بالعشرات.

العقل/
بمعنى الربط او الحبس والحجر والمنع و الحجز ..
يقال عقلت الناقه بمعنى حبستها..

واعتقل الشخص بمعنى القبض او الحجر..

وسمي العقل عقلا :
لأنه يعقل صاحبه عن التورط في المهالك....

وقيل/ لانه يعقل صاحبه عن ركوب الشهوات
واتيان المكاره..
وله اسماء منها:-
( الحِجَا) من الحجه..لأصابه الحجه به
( اللب). من الألباب وهو صفوه الروح ولبابه
( اخلصه)
( النّهى) لانه ينتهي اليه الذكاء والمعرفه..
( حِجْراً) لانه يحجر صاحبه عن ركوب المناهي..

انه العقل ثم العقل يا ايها الكرام
العقلُ نعمةٌ عظيمةٌ ، ومنةٌ كريمةٌ ،
 لا يعرفُ قيمتَهُ إلا من رأى معتوهاً أو سفيهاً
أو ضالاً أو منحرفاً ،

 لا يعرف قيمه عقله:-
الا من يرى مجنوناً يأكل من سلّات المهملات
او يشرب من مياه راكده ..
 او ينام بين ركامٍ من الاتربه والنفايات..
او يرى سفيهاً يهرف ويسب ويقذف ويلعن
او يرى ضالاً قد انحرف عن فطرته وهدف استخلافه..
وحيا الله من قال:
يُزينُ الفتى في النــاسِ صِحةُ عقلِهِ
                    وإن كان محظوراً عليـه مكاسِـبُـه
يعيشُ الفتى في الناسِ بالعقـلِ إنهُ
                    على العقلِ يجـري علمُهُ وتجاربـُـهُ
وأفضلُ قَسْــــمِ اللهِ للمـرءِ عقـلُـهُ
                 فـلـيـسَ مـنَ الأشـيـاءِ شـيءٌ يُقاربُه
إذا أكمـــلَ الـرحـمـــــنُ للمرءِ عـقـلَــهُ
                    فـقـد كـمُـلـتْ أخـلاقُـــهُ ومــآربُــــه

ايها الأحباب الكرام
يا رواد مسجد بلال بن رباح
قسمَ اللهُ العقولَ بينَ عبادِهِ ، كما قسمَ الأرزاقَ ، وكما قسمَ المعيشةَ :-
- فالسعيدُ من اغتبطَ بعقلٍ ناضجٍ ،
عقلٍ متزن ، عقلٍ هاديءٍ رصين..
يهديهِ بإذنِ ربهِ إلى كلِّ خيرٍ وفوزٍ وفلاحٍ ،
ويهديه الى كل هدايهٍ وتوفيقٍ وصلاح..

- والشقيُّ من ابتُليَ بعقلٍ منكوسٍ ،
يرميهِ في كلِّ هاويةٍ وبليةٍ ،
وفي كلِّ شرٍّ وضلالٍ ..
 وما أروعَ قولُ اللهِ عزَّ وجلَّ في شأنِ الكفارِ:
( وقالوا لو كنا نسمعُ أو نعقلُ ما كنا في أصحابِ السعيرِ ، فاعترفوا بذنبهم فسُحقا لأصحابِ السعير )
وقال تعالى في آية أخرى:
( إنَّ شرَّ الدوابِ عندَ اللهِ الصمُّ البكمُ
الذين لا يعقلون )
 وقال سبحانه:
 ( أم تحسبُ أنَّ أكثرَهُم يسمعونَ أو يعقلون ،
إنْ هُم إلا كالأنعامِ بل هُم أضلُّ سبيلاً )

 فكلُّ هؤلاءِ لا نقول انهم بلاعقول وبلا أسماع
وبلا ابصار وبلا قلوب وبلا افئده....
كلاً والله
انما لهم عقولٌ ، ولهم قلوبٌ ، ولهم آذانٌ ،
 ولهم أعينٌ ،
لكنها قلوب تفقه غير الحق
وآذان تسمع غير الحق
وعيون تبصر غير الحق
وعقول مبرمجه لغير الحق والهدى

لقد عُطِّلتْ عن سماعِ الحقِّ واتباعِهِ ،

 وهذه واللهِ التي أهلكَتْ مَنْ هلكَ  وأزاغتْ من زاغَ.

فهذا العقلُ الذي كرَّسَهُ اللهُ أعلى جسدِكَ ،
وأظلَّهُ اللهُ سقفَ هامتِكَ ،
ما كانَ ليتبوَّأَ هذا المكانَ الشامخَ ،
لولا قيمتُهُ ونفاستُهُ ..
نعم /
إن العقل من أعظم النعم على العبد.
 فإذا تم العقل تم معه كل شيء..

وإذا ذهب العقل ذهب معه كل شيء .
فهو عنوان الرشاد وعمود السعادة.

 العقل ذلك المخلوق العجيب وتلك الآية العظيمة التي تدل على عظمة الخالق.
انه هو مَلِكُ الدارِ ، وأسدُ العرينِ ،
والقائمُ على هذا الإنسانِ ،
 بل القائمُ على الحياةِ الإجتماعيةِ بأسرها
والحياه الانسانيه بأجمعها:-
- ألا ترون ما توصل إليه العقل البشري من إبداع واختراع .
- ألا ترون هذه المركوبات الهائلة من السيارات والطائرات والقطارات والبواخر.
- ألا ترون تلك الأسلحة الفتاكة..
- ألا ترون تلك التقنية العجيبة من الأجهزة الأوتوماتيكية لقد أبدعتها عقول البشر وصنعتها أيديهم ..
نعم/
حينما ترى الطائرةَ وهي تمخرُ الأجواءَ ،
وترى السيارةَ وهي تجوبُ الشوارعَ ،
وتقومُ على خدمةِ الناسِ ،
وترى الصناعاتِ والجوالاتِ والفضائياتِ والمعداتِ والآلياتِ ،
تتعجبُ مِنْ مهارةِ هذا العقلِ الذي في حجمِ قبضةِ اليدِ ،
 تندهشُ مِن هذه الهبةِ الربانيةِ ،
 فهو إنْ توجهْهُ للخيرِ يكن خَيِّراً
 وإنْ توجهْهُ للشرِّ يكُنْ شِرِّيراً ،

- إنْ تُحرِّكْهُ  يُنتجْ ويعملْ ،ويبدع، ويبتكر، ويتقن..
- وإنْ تُعطِّلْه يَنَمْ ، ويَكسلْ ، ويخمُل ، ويذبُل ..

فإذا كان البشر توصلوا إلى مثل هذه المخترعات فكيف بمن أبدعهم وخلقهم وأقدرهم أليس
هو المستحق للعبودية وحده دون سواه، بلى والله.

ولذلكم
اعطاك الله العقل ومنحك إياه
لتعرفه حق معرفته وتعبده على بصيره..

اعطاك الله عقلاً لكي  تعرف من الذي خلقك
واختار لك اسمك واختار جمالك واختار قوامك واختار لك بلدك ،واختار لك أباك ، واختار لك امك ، وروحك الخاصه ، ونفسك الخاصه ،
 ولونك الخاص ، وهيئتك الخاصه..
(( قل هو الذي أنشأكم وجعل لكم السمع والأبصار والافئده لعلكم تشكرون ..))

يقول عليه الصلاة والسلام : ‏
‏(( ما اكتسب رجل مثلُ فضلِ عقلٍ يهدي صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى وما تم إيمان عبدٍ
 ولا استقام دينه حتى يكمل عقله ))

ما اكتسبت شيئاً أفضل من ان تكتسب
عقل تفكر به- عقل تهتدي به.- عقل تعي به.
عقل يقودك الى فوزك وفلاحك ونجاتك..

لا عقل يقودك الى الردى والهلاك والخسران والندامه..

ولذلكم تعرفون ربما الصحابي الذي استطاع ان يشتت امر الأحزاب يوم اجتمعت امه الشرك في يوم الأحزاب على رسول الله صلى الله عليه وسلم

نعم تعرفون الصحاب
(( نعيم بن مسعود ))،
كان زعيم قبيله غطفان..
 في يومٍ من الايام يأتي  على رأس جيش ليحارب النبي عليه الصلاة والسلام في معركة الخندق ،
فطوووق بجيشه مدينه الرسول ...

وفي وقت الظهيره يدخل خيمته ليستريح قليلاً ويأخذ قسطاً من الراحه ..
وحينها وهو مستلقي في خيمته
جرى حوار ذاتي ، حوار داخلي ،
(( حديث النفس للنفس وحديث العقل للعقل..))

 الآن إذا إنسان ركب وسافر وحده ،
ستجده ساكت ، هو ليس ساكتاً
 هناك حوار مع ذاته ،
وكل واحد منكم إذا ماشي بالطريق وهو صامت ، أو جالس ينتظر وهو صامت ،
 لا بد من حوار مع الذات ،
 هذا الحوار مع الذات مهم جداً ،

 فهذا الصحابي الجليل يخاطب نفسه ،
 ويقول ويحك يا نعيم ، أنت عاقل ،
 لمَ جئت تحارب هذا الرجل ،
 هل سفك دماً ، هل انتهك عرضاً ،
 هل اغتصب مالاً ،
أيليق بك يا نعيم ، أن تحارب رجلاً رحيماً ،
(((حاور نفسه))) (( وحَكّم عقله))

كم من إنسانٍ يرتكب أبشع الأغلاط وهو غافل ،
كم من انسان يتعدى على غيره ولا يُعْمِل عقله حينها..
ولا يقف وقفه مع ذاته قبل ان يُقدم على ماهو عليه.
كم من شخص اعتدى ووووو وهو شارد العقل..

نعم / نفوس أزهقت /- بيوت سرقت-/اسر شردت/
أعراض انتهكت/ أموال نهبت-/ أراضي اغتصبت -/ بيوت ظلمت/-

كل هذه وغيرها ما حدثت وما كانت لتحصل
لو كان العقل حينها موجوداً عند صاحبه..

ولذلكم يقول نعيم
أيليق بك يا نعيم ، وأنت العاقل أن تحارب هذا الرجل ، ماذا فعل هذا الرجل ؟
 ماذا فعل أصحابه ؟
 ومازال يحاور نفسه ، ويؤنبها ،
 ويبحث عن الصواب ،
إلى أن وقف واتجه نحو معسكر النبي ،
 ودخل على رسول الله ،
فاندهش النبي وهو يرأى زعيم قبيلة معادية واقف بين يديه وفي وقت حرب،
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم
نعيم ؟!
  قال له نعم ... نعيم ،

فقال يا نعيم ما الذي جاء بك إلينا ؟؟
 قال جئت لأعلن إسلامي ،
 سبحان الله ....
  بساعة تفكير ، بساعه مراجعه.ساعة تأمل...
بل بلحظه  إعمال عقل ، بلحظه حديث مع الذات ،

انقلب من رجل مشرك يحارب الله ورسوله ،
 إلى رجل مؤمن ،
من رجل كان قبل قليل محاصراً
للرسول ولصحابته ولمدينته الى يقدم نفسه فداءً لرسول الله ولدين الله.

فقال له امرني يا رسول الله
 المعركة على وشك أن ينتهي الإسلام ،

الامر جلل.. والأحزاب متجمعه.. والأعداء يحيطون بالمسلمين ..
الإنسان المراقب يوقن أنه بقي للإسلام ساعات..

فلقد اجتمع في الجزيرة عشرة آلاف مقاتل جاءوا ليستأصلوا الإسلام ،

 قال له امرني ، قال له أنت واحد ،
 فقال عليه الصلاة والسلام:
 خَذّل عنا ما استطعت ،
قال له (( مهمتك .. ان تخذلهم..
تعمل على تفريقهم...))

هذا الرجل الواحد استطاع أن يدخل إلى قريش ، وأن يوقع بينها وبين اليهود الذين نقضوا عهدهم مع النبي صلى الله عليه وسلم
فقال لهم:
 اليهود ندموا على نقض عهدهم مع محمد ،
 الآن سيطلبون منكم رهائن كي لا تتخلوا عنهم ، وهذه الرهائن سوف يقدمونها إلى النبي ليقتلهم ، وقال لقريش كلام معاكس ،
 فوقع بين قريش واليهود ما فيه الشقاق ..

والله عز وجل دعم الموقف لأنه أرسل رياحاً عاتية ، قلبت قدورهم ، وأطفأت نيرانهم ، واقتلعت خيامهم  وكفى الله المؤمنين القتال...

طيب هذا إنسان من مقاتل مشرك إلى جهنم ،
 لما أعمل عقله وفكر..وحاسب ..
- وقد جاء في الحكمة :
حُقَّ على العاقل أن يكون له أربع ساعات :-
ساعة يحاسب فيها نفسه
وساعة يناجي فيها ربه
وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه ويصْدُقونه عن نفسه..
وساعة يخلَّى فيها بين نفسه ولذاتها فيما يحل ويجمل وهذه الساعة عون له لهذه الساعات الثلاث قبلها.
ولذلكم قال عليه الصلاه والسلام:
((ما اكتسب رجل مثل فضل عقل يهدي
صاحبه إلى هدى ويرده عن ردى))

         بارك الله لي ولكم##

الخطبه الثانيه
ثم اما بعد :-

أيها المسلمون:
 لعلي أختم بذكر بعض أنواع العقول
أولئك الذين وهبهم الله عقولاً فذة وعبقرية متقدة ففي ماذا صرف كل واحد عقله:-

 النوع الاول من العقول
(عقول ربانية)
 وهؤلاء هم الذين جعلوا همهم الآخرة
إذا قاموا فمن أجل الدين،
وإذا ما قعدوا فمن أجله كذلك
وهذه العقول هي عقول العلماء والدعاة وطلاب العلم ،ومصلحي الأمة ،والكتاب والمفكرين
أولئك الذين استخدموا عقولهم وسخروها فيما يرضي الله جل وتعالى .
وجعلوا كل تفكيرهم فيما ينفع الأمة ،ويصلح من أحوالها ،ويغيّر حالها.

هذه الفئة لاشك أنهم أفضل الناس للناس،
إنهم لا يعيشون لأنفسهم ،إنما يعيشون لغيرهم، وكم هي المنّة من الله والخير لهذا الإنسان الذي قد وهب عقله وسخرها لتعليم آية ،أو بيان حكم
 أو إزالة منكر ،أمر إصلاح وضع.
((إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار))

النوع الثاني من العقول
(عقول حيوانية)
 وهؤلاء قد مُنحوا عقولاً وتفكيراً وذكاءً
لكن اهتماماتهم هي نفس اهتمامات الحيوان الأكل والشرب والتكاثر
((والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل
الأنعام والنار مثوى لهم.))

هذه العقول تعيش لنفسها
ولا تفكر إلا في ذاتها .
تفاعلاتها سلبية مع أوضاع وأحداث الأمة
ونسبة هؤلاء مع كل أسف غير قليل في الأمة ،فاحذر أخي المسلم أن تصنف مع هؤلاء.

النوع الثالث:
(عقول مجرمة)
 وهم الذين قد سخروا عقولهم وذكائهم ونباهتهم في محاربة الدين، والصد عن سبيل الله .
ووقفوا ضد تيار الخير وصلاح الامه.
وهؤلاء على درجات وأصناف منهم المسلم
الحاقد ،ومنهم المسلم الخبيث ،ومنهم المنافق اللئيم يتظاهر بالصلاح والإصلاح وهو من أشد أعداء الإصلاح .
وبين كل درجة ودرجة من هؤلاء أقسام وأقسام
كل بحسبه ..
الجامع بينهم هو تحريك هذه العقول وتوظيفها في مقاومة ومحاربة الدعوة من الانتشار ومنع الصحوة من التمدد ،ولكن ومع كل أسف مع ما أعطوا من عقول فإن عقولهم لم تكشف لهم بعد بأن دين الله لا يغالب وأن مكرهم وكيدهم سينقلب عليهم ،ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ،إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيدا ،فمهل الكافرين أمهلهم رويدا".

اخيراً هناك سؤال
أتدرون من هو أعقل الناس ..؟
من هو احزم الناس؟!
ولكي تعرفوا الاجابه اسمعوا ابن عمر ..

أخرج الإمام الطبراني في الصغير بإسناد حسن عن ابن عمر قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم عاشر عشرة فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، فقال:
من أكيس الناس وأحزم الناس ؟؟
أي من هو أعقل الناس؟
-  وقبل أن نسمع الإجابة من النبي صلى الله عليه وسلم ...

 تعالوا نرى من هو أعقل الناس في نظر الناس:

إن أعقل الناس عند الناس من عنده وظيفة وسيارة وبيت ومال ومنصب وجاه...
وقد ورد في حديث إضاعة الأمانة في البخاري: «يقال له: ما أجلده ما أعقله، ولا يزن عند الله حبة شعيرة».
فتعالوا نسمع إجابة النبي صلى الله عليه وسلم على: من هو أعقل الناس؟
 أكيس الناس وأحزم الناس ؟
قال : أكثرهم ذكرا للموت ، وأكثرهم استعدادا للموت ، أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة ...

نعم أعقل الناس من يعمل لآخرته
والعقل يقتضي أن تعمل للآخرة ،
لذلك العلماء قالوا:
ما من إنسان يعمل للدنيا وينسى الآخرة إلا وهو في الحقيقة مجنون ،
 ولو كان يحمل أعلى شهادة ،
 تفوقه العلمي يسمى ذكاءً ولا يسمى عقلاً ،

 ولكن حينما غفل عن الحقيقة الكبرى في الكون ، وغفل عن الآخرة ، وغفل عن سر وجوده إذاً هو مجنون والآية الكريمة تقول:-
﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ (1) مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (2) ﴾
( سورة القلم: 1 ـ 2)
ولذلكم
 لما رأى النبي مجنوناً في الطريق سأل أصحابه سؤال العارف ، من هذا ؟
 قالوا هذا مجنون
 قال: لا هذا مبتلى ....
المجنون من عصى الله ،
نعم/ العاقل من عرف الله واطاعه وعبده حق عبادته ..
وهذا الذي لا يصلي ، ولا يتعرف إلى الله ،
 وهو غارق في المعاصي والآثام مجنون ،
 ولو كان يحمل أعلى شهادة ،

 وأن هذا الذي يغتصب أموال الناس
هو يتوهم نفسه شاطراً ذكياً ، لا ،
 هو أحمق لأنه سوف يسأل عن كل ذرة.
﴿ (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ)).

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه..
---------------------------------
اللهم اجعل ما اكتبه وما أعده وما انشره لأجلك ومن اجل رضاك ولأجل رحمتك ومغفرتك وعفوك ورضوانك ونعيمك وجنانك..
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولأمي إلى ان ترث الارض ومن عليهاا...آآآآآآآمين.......
---------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...