الجمعة، 11 مايو 2018

خطبه جمعه بعنوان/ نعمه المال

خطبه جمعه بعنوان/       
          نعمه المال
 (( ضمن سلسله نعم الله التى لاتحصى))

إعداد وإلقاء الاستاذ/ احمد عبدالله صالح  خطيب مسجد بلال بن رباح-
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب.
القيت في 2017/1/13

ثم امابعد ايها الكرام :-
وفي فضاء نعم الله التى لاتحصى نحلق في نصف ساعه جديده مع نعمهٍ جديدهٍ من نعم الباري سبحانه وتعالي علينا..

- ونعمه اليوم نعمه جليله ، نعمه عظيمه..
لايستغنى عنها الانسان ابدا ..
بل ان بنى البشر بأجمعهم يحبونها حباً جماً.

- نعمه اليوم من الضرورات الخمس التى دعا الاسلام للحفاظ عليها..

- نعمه اليوم كما قيل عنها( عصب الحياه ).
وهي أحد أكبر القرب إلى الله عز وجل..
ومفتاح من مفاتيح ابواب الجنه..

- وصفها الله بالقرآن بأنها فتنه...
وبأنها ابتلاءٌ واختبار...

- دعا الله بالوسطيه بالتعامل معها...
يبارك الله سبحانه وتعالى أضعاف لمن يعطي هذه النعمه حقها ..

- ويطوق يوم القيامه طوقاً حامياً في عنقه
من منعته نفسه صرفها في ما امر ربنا سبحانه وتعالى...

أظنكم عرفتم نعمه جمعتنا اليوم ...؟؟؟؟

انها نعمه المال ثم المال يا أحبتي الكرام...

- المال نِعمة يمنُّ الله بها على عباده؛
يقول المولى سبحانه:
      {وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}

- المالُ عَصَبُ الحياة ، وقوام العَيْش ،
وأساس الاستغناء والعفاف .

- المال غُرِست النفوس على حبِّه،
 ورُكِّبت الطباع على طلبه فقال عزَمن قائل:-
        {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا}

- بل ان المال زهرة الحياة، وبهجة الدنيا،
 يقول تعالى:
      {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}


- بالمال تُصان الأعراض، وتُحفَظ الكرامة،
 ويتسابق به المؤمِن في درجات البِرِّ والطاعة..

- المال مع الدِّين والنَّفْس والعقل والعِرْض.
(ضرورات خمس)
جاءتِ الشريعة الإسلامية بحفِظها
ودعت الى سلامتها وصيانتها..


المال غادٍ ورائح، ومقبِلٌ ومدبر،..
وسيلةٌ لا غاية
 وهو سلاحٌ ذو حدَّين...

نعم ايها الأحباب الكرام:

سوره كريمه من سور القرآن الكريم ..
الناظر فيها والمتمعن في آياتها ..
( يجدها ركزت على جانب المال وقسمت الناس
في جانب المال الى صنفين:-
:: الصنف الاول:
صنف استفاد من المال وانتفع به دنيا وآخره فاستحق الفوز والربح والضمان بتيسير حاله وطيب مآله..

هذا الصنف أدى شكر هذه النعمه فأعطى وبذل وأنفق وجاد وكان كريماً سخياً معطاءً لانه يعلم ان ماله هذا  هو مال الله ...
فلم يترك جانباً ولا باباً من ابواب الخير الا وكان له فيه بصمه...
فعلى الفقير أنفق ..
وللمحتاج أعطى ..
وللمعسر اخّر وعذر..
ولليتيم كَفل...
وللانهار أجرى..
وللمصحف ورث...
وللنخيل زرع...
وللآبار حفر ...
للمساجد بنى ...
نعم هذا الصِنْف عرَف فضل الله ومِنَّته يوم أن أسبغَه عليه:-
فأدَّى حقَّ هذا المال، وأنفقه في أبواب البِرِّ والإحسان..
ليلقاها أمامَه يوم لا ينفع إلاَّ الحسنات،
واستحق ان يجنبه الله ناراً تلظى ..
- نار سوداءٌ مظلمه وامواجٌ متلاطمه...
- نار موحشهٍ...
- نار يأكل بعضها بعضا..
- نار يدمر بعضها بعضا..
- ويحطم بعضها بعضا..
هذا هو الصنف الاول ونسأل ان يجعلنا منهم...

:: اما الصنف الثاني :
فهو صِنف آخَرُ ممن نسُوا إنعام المنعِم،
 وتفضُّلَ المكرِم...
فجعلوا هذا المالَ نَهْمةً لإشباع الشهوات والنزوات..
والمنافسة في المظهريات والدِّعايات..
حتى إذا ما دُعوا إلى إطعام مسكين،
 أو نَشْر دِين، أو سدِّ مسغبة،
رأيت الشحَّ والإعدام، والضنّ والإحجام..

فهذا الصنف مسكين مسكين
لا نقول انه فقير ولا يملك ريالاً ...
انما هو صنف محسوب على  الأغنياء:
لكن البخل لا يفارق صاحبه...
والشح لايغادره...
يملك أموال مايعجز البشر عن عدها..
ويحيز دراهم ما لايعرف أولها من اخرها.

لكنه بخيل بخيل..
 اذا دعي للإنفاق :
شكك .. وكذب ...
وربما لايسلم الناس من لسانه وسوء فعاله..

فلاهو شارك مع الناس حيث شاركوا...
ولاهو ساهم حيث الناس ساهموا...
ولاهو تعاون حيث الناس تعاونوا...
ولا هو كفى الناس من شره وحقده ومن
 لسانه المريضه...

وهذا سطّر القرآن عنه آيات تتلى الى قيام الساعه..
فتعالوا معى لنقرأ هذه السوره ولنصغي سويا
 الى آياتها وهى تتحدث عن المال وعن هاذين الصنفين:-
أعوذ بالله من الشيطان الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
(( والليل اذا يغشى والنهار اذا تجلى .
وماخلق الذكر والأنثى . ان سعيكم لشتى.
{فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}  .............الى اخر السوره)...

(وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ)
 يُجعل طوقاً في أعناقهم،
طوقاً حامياً يعذبون بها في نار جهنم،
 كثر المال أو قل يجعل طوقاً في عنقه يوم القيامة.

بل انه يُمثل له ثعبان في قبره ممتلئ بالسم يأخذ بملزمتيه فيلدغه ويخرج ما به من السم ويقول له أنا مالك، أنا كنزك..!
(وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ* يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ)

ولذلكم ايها الكرام
- المال قوام الحياة، والمال محبب للنفس.
- والمال سُلّم ترقى به أو دركات تهوي بها.
- والمال وراءه مسؤولية كبيرة جداً.
- والمال أحد أكبر القرب إلى الله عز وجل.

وليس المال للزهو والافتخار والاستعلاء على الناس.
ليس المال من أجل المتعه.. ولامن أجل الرفاه.

المال ليس من أجل الزهو.. ولامن أجل البذخ..
المال ليس من أجل الاستعلاء.. ولا التسلط..

      هذه كلها أمراض نفسية..

ورد في بعض الآثار:

يحشر الناس يوم القيامة اربع فرق:-
١- فريق جمع المال من حلال -تجارة مشروعة-
وأنفقه على الموائد الخضراء في الليالي الحمراء، فيقال:
خذوه إلى النار...
٢- وفريق جمع المال من حرام:
عنده ملهى، عنده راقصات ومغنون وخمر،
لكن تزوج واشترى بيتا وعاش حياة،
 شراء البيت حلال- وأنفقه في حلال..
أيضاً حسابه سهل جداً- خذوه إلى النار..

٣- الفريق الثالث والعياذ بالله
جمع المال من حرام، وأنفقه في حرام، -
أيضاً حسابه سهل جداً- خذوه إلى النار..

٤- بقي الأخير الفريق الرابع-
 جمع المال من حلال، وأنفقه في حلال،
 قال: هذا قفوه واسألوه...

[ورد في الأثر]
الأول والثاني والثالث الحساب سريع جداً،
أما الرابع فقفوه واسألوه:
 هل تاه بماله على مَن حوله ؟

- الله كبير، إياك أن تزهو بمالك.

تُروى قصة رمزية عن إنسانٍ جلس مع زوجته يأكلان الدجاج، فطرق الباب سائلٌ،
 فهمت الزوجة أن تعطيه قطعة من الطعام،
 فنهرها زوجها، ومنعها..
 وقال: اطرديه...
ومع مرور السنين تسوء العلاقة بين الزوجين،
فطلقها...
ثم جاء مَن يخطبها، وجلست معه..

 وفي وقت من الأوقات كان يأكلان الدجاج..
 فطرق الباب، فذهبت لتفتحه، فرجعت مضطربة،

قال: مَن الطارق ؟ قالت: السائل،
قال: مَن هو؟؟
 فارتبكت، وقالت: زوجي الأول...

فقال: وهل تعلمين من أنا؟
 أنا السائل الأول....

الله كبير، إياك أن تزهو بمالك.
-  المؤمن إذا أغناه الله يزداد تواضعاً لله،
يزداد تواضعاً للفقراء...

 ما أعظم سخاء الأغنياء على الفقراء،
 وأعظم منه عفة الفقراء عن مال الأغنياء..
وفي الحديث
(( ان بدلاء امتى لم يدخلوا الجنه بكثره صلاه وصيام وانما دخلوها بسخاء نفوسهم )).
----------
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم....
-----------

الخطبة الثانية
الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليماً كثيرًا، 
 أما بعد:

اليوم حديثنا يدور حول نعمه اخرى من نعم الخالق علينا :-
    لايستغنى عنها الانسان...

انها نعمه المال .....
اخوتي الكرام:
لو رجعنا للخلف قليلاً  لنعرف كيف كان سلفنا الصالح وصحابه رسولنا الكرام مع المال وكيف تعاملوا معه على انه ملك لله وليس لهم
لوجدنا العجب العجاب :-

:: فهذا ابوبكر وعمر يتسابقا ليس في الجري وليس السباق في البناء كما يستابق اليوم ويتنافس طلاب الدنيا وعشاقها
انما التنافس في الخير...
من سينفق سريعا....
من سيبذل من ماله كثيراً...
فيوم العسره يدعوا الرسول للتجهيز بالمال وإعداد الجيش الاسلامي:-
فيأتي عمر بنصف ماله ويظن انه قد سبق بذلك ابوبكر .....
فيأتي ابوبكر بماله كله ولم يترك لأولاده شيء...
فأي كرم هذا الذي لايخشى صاحبه الفقر...
اي جود هذا..
واي بذل هذا...

حتى اندهش عمر وقال ماسابقتك في شيء
 الا وغلبتني فيه فو الله لا اسابقك ع شيء بعد اليوم ابدا.....

:: وهذا تاجر المدينه الاول ( عبدالرحمن بن عوف)
صارت مدينه الرسول في أيامه تحت كفالته ورعايته...

:: وهذا صهيب الرومي الذي ترك ماله لاجل الله ورسوله ودينه..

وغيرهم كثير ممن ذكر التاريخ من جميل مآثرهم وحسن صنيعهم ..
انه غيض من فيض وقطره من بحر من كرم هولاء وجودهم....

وحيا الله من قال:
الْمَالُ يَذْهَبُ حِلُّهُ وَحَرَامُهُ =
                         يَوْمًا وَتَبْقَى فِي غَدٍ آثَامُهُ
لَيْسَ التَّقِيُّ بِمُتَّقٍ لِإِلَهِهِ =
                      حَتَّى يَطِيبَ طَعَامُهُ وَشَرَابُهُ
وَيَطِيبَ مَا يَحْوِي وَتَكْسِبُ كَفُّهُ =
                وَيَكُونَ فِي حُسْنِ الْحَدِيثِ كَلاَمُهُ
نَطَقَ النَّبِيُّ لَنَا بِهِ عَنْ رَبِّهِ =
                     فَعَلَى النَّبِيِّ صَلاَتُهُ وَسَلاَمُهُ

اللهم أغْنِنا بحلالك عن حرامك،
وبطاعتِك عن معصيتك، وبفضْلك عمَّن سواك، وهبْ لنا غنًى لا يُطغينا، وصحةً لا تُلهينا، وأغْنِنا اللهمَّ بفضلك عمَّن أغنيتَه عنَّا، وأستغفر الله العظيم.

هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه..
---------------------------------
اللهم اجعل ما اكتبه وما أعده وما انشره لأجلك ومن اجل رضاك ولأجل رحمتك ومغفرتك وعفوك ورضوانك ونعيمك وجنانك..
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولأمي إلى ان ترث الارض ومن عليهاا...آآآآآآآمين.......
---------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...