خطبه جمعه بعنوان
الاسراء والمعراج.. دروسٌ وعبر..
إعداد وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 2017/4/28..
الموافق 1شعبان1438...
ثم اما بعد ايها الأحباب الكرام:-
حادثهٌ نتفيأ ضلالها هذه الايام.
ونتفيأ ضلالها في كل عام...
ويحتفي بذكراها المسلمون عاماً بعد عام..
يستلهمون منها الدروس..
ويجنون منها العبر..
تذكرهم بسيره خير البشريه محمدصلى الله عليه وسلم...
حادثه جعلها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم هديه.
وللمؤمنين به إمتحاناً واختباراً وتمحيصاً.
انها ذكرى حادثه (الاسراء والمعراج).
تلك الذكرى التى لاتنقضي عبَرُها..
ولا تفنى عضاتها...
إفتتح الله بها سورهٌ من سور كتابه الكريم
فقال عزّ من قائلٍ عليم :
(( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجدِ الحرامِ الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ...)
فأبتدأت الايه الكريمه بتنزيه المولى عزوجل وبيان عظمته ، ووصفت النبي صلى الله عليه وسلم بصفه العبودية لله ،
لتؤكد أنّ رعايه الله له شامله.
وعنايته سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم مصاحبه.
ثم بينت الايه بعد ذلك السبب الرئيس من وقوع هذه الحادثه فقال سبحانه:
(( لِنُريه من آياتنا ...))
لقد فتحت هذه الحادثه للنبي صلى الله عليه وسلم
آفاقاً إيمانيه فأزدادت معرفته بربه.
وقوى يقينه بوعده..
فبعد ان كان في مكه وبين شعابها مُحَارَباً أذاه أهلها وسلطوا عليه السفهاء.
هاهو يطّلع على العوالم الاخرى
ويرى الايآت الكبرى..
قال سبحانه في سوره النجم:
(( لقد رآى من آياتِ ربه الكبرى))
لقد جمعت هذه الحادثه دروساً إيمانيهً وفكريهً وتربويهً واجتماعيه يستضيء بها المسلم فكراً وعملاً في اي وقتٍ وحين ..
انها تؤكد ان قدره الله مطلقه وان الله لايعجزُه شيء ، وما نواميس الكون إلاّ من صنعه وتدبيره سبحانه وتعالى ، تمضى كما اراد وينقُضها متى شاء .
هذه حقيقه قررها القرآن الكريم في كثيرٍ من الآيات . يقول الله تعالى:
( إنما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون)
ايها الأحباب الكرام:
إنّ العقل البشري ليس من السهل عليه ان يقتنع بهذه الحادثه وقد تعود خلافها في نواميس الكون
إذ كيف يسير رجلٌ من مكه الى بيت المقدس ويُعرج به الى أعالي السموات ويرجع في بِضع ليله.
ولكن !!!!
عندما يكون الخبر من الله.
والأمر امره..
والخلق خلقه ..
والكون بمن فيه خاضعٌ لتدبيره ومشيئته
فإن المؤمن يقول كما قال سيدنا ابراهيم عليه السلام (( أعلمُ ان الله على كل شيءٍ قدير ))
انه درسٌ من دروس الايمان بالغيب
ذلك الركن الذي هو من اهم مقتضيات الايمان.
فقد افتتح الله به صفات المؤمنين بأول سورهٍ بعد فاتحه الكتاب فقال سبحانه :
( آلم . ذلك الكتابُ لا ريب فيه هدىً للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاه ومما رزقناهم ينفقون .)
ولهذا فقد كانت هذه الحادثهُ العظيمه :
امتحاناً واختباراً لذووي الإيمان.
امتحاناً لأهل الدين والعقيده.
هل يُصدقون فوراً؟؟
ام يترددون ويتلكؤن.
(( احسب النَّاسُ ان يتركوا ان يقولوا آمنا
وهم لا يفتننون...))
وكما ان هذه الواقعه تزيد المؤمنين معرفهً بالله فهي كذلك تزيدهم معرفهً بنبيهم صلى الله عليه وسلم وترفع من قدره عندهم.
فقد أكرمه الله فيها أيُّما إكرام:
- فرفعه الى السموات العلى.
- وأمَّ إخوانه الانبياء.
- ووصل الى حيثُ لم يصل مخلوقٌ قط.
فأكدت هذه الحادثه ان قدرَه عليه الصلاه والسلام عظيم ، وان منزلته ساميه.
وهذا تذكيرٌ للمؤمنين ودروسٌ للمناوئين والجاحدين والحاقدين .
ليزداد الذين أمنوا ايماناً ، ويعلم المكذبون انهم يعادون عظيما ويسبون عظيما ويخالفون من له المكانة الرفيعه عند الله.
فلنعرف قدر نبينا يا ايها الكرام ولنبين للعالم اجمع انه عظيم وان دينه عظيم..
ايها الأحباب يا رواد مسجد بلال:
في هذه الحادثه الجليله فُرضت علينا اعظم التشريعات العمليه وأعلاها قدراً وأكثرها اهميه.
إنّها الصلاه ... التي شُرعت والنبي صلى الله عليه وسلم في السموات العلى.
تشريعاً نظرياً وتطبيقاً عمليا.
فقد صلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بإخوانه الانبياء إماماً وائتموا به جماعهً واحده .
وفي هذا دليلٌ على علو ومكانه هذه الشعيره ورفع منزلتها.
كيف لا وهي عمود الدين.
كيف لا وهي مقياس الايمان.
وهي اول مايحاسب عنها العبد بين يدي الله.
من أقامها فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين.
من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاهً من النار يوم القيامه.
ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولانجاهً يوم القيامه وحُشر مع قارون وفرعون وهامان وأبّي بن خلف.
وصانا النبي عليه الصلاه والسلام بها في اخر لحظات عمره فقال وهو على فراش الموت:
(( الصلاه . الصلاه وما ملكت ايمانكم ))
نعم/
الصلاة عماد الدين.
وعصام اليقين .
وسيدة القربات .
وغرة الطاعات .
ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات ..
انها الركن الوحيد المتكرر من أركان الإسلام الذي لا يسقط بحال ..
إنها أس العبادات .
وأصل القربات .
ومبدأ الطاعات .
وهي ركن الأركان .
وأساس البنيان ..
والصلاة التى أرادها الله تعالى ، أجل وأعظم من أن تكون مجرد حركات وسكنات ، وقراءات .
- إنها قرب من الله تعالى :
﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾
[ سورة العلق الآية : 19 ]
- إنها وعي .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾
[ سورة النساء الآية : 43 ]
- إنها عروج .. " الصلاة معراج المؤمن "..
ومع العروج مناجاة ..
فلو شاهدت عيناك من حُسننا الذي رأوه
لـما وليت عنـا لغيرنـا
ولو سـمعت أذناك حسن خطابـنا
لخلعت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولو ذقت من طعـم المحبـة ذرةً
لعذرت الذي أضحى معنَى بحبنا ولـو لاح من أنـوارنا لك لائحٌ
لتركت جميـع الكائنات لأجلنـا
فمن جاءنـا طوعـاً رفعناه رتبةً
وعنه كشـفنا الهمً والغم والعنا
ومن حاد عنا ضل سـعيا ومذهبا
وباء بحرمـان ولم يبـلغ المنى
ولذلكم أيها الأحباب
الصلاه قربه - الصلاه خشوع- الصلاه وعي..
ولن تكون الصلاة قرباً ، وخشوعاً ، ووعياً ، وعقلاً وعروجاً ، ومناجاةً إلا إذا بنيت على معرفة الله تعالى .
فكيف تذكر وتناجي من لا تعرفه ؟
ولن تكون الصلاة كذلك إلا إذا سبقتها استقامةً على أمر الله ، واتباعٌ لسنة نبيه .
فكيف تتقرب ممن تعصي أمره ؟
لذلك تعد الصلاة ، ميزاناً دقيقاً لمستوى معرفتك بالله . ولمستوى عبادتك له .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مثل الصلاة المكتوبة كالميزان ، فمن أوفى استوفى )) [ رواه الإمام أحمد في مسنده ]
أي من أوفى صلاته شروطها ..
استوفى منها ثمارها التي وعد الله بها ..
ولكن ما ثمارها التي وعد الله بها ؟؟
إنها تطهر نفس المصلي ،..
وتنهى صاحبها نهياً ذاتياً ، عن الفحشاء والمنكر على أساس الوازع الداخلي لا على أساس الرادع الخارجي ..
قال تعالى :
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾[ سورة العنكبوت الآية : 45 ]
ايها الأحباب الكرام:
إن في الحياه شدائد وابتلاءات ومحناً وصعوبات
يكون الانسان أحوج ما يكون فيها الى من يعينه عليها ويقف بجانبه فيها ويؤازره ويخفف عنه.
ولقد كانت حادثه الاسراء والمعراج تسليهٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وتسليه عن قلبه وتخفيفاً لآلآمه واحزانه.
نعم/
كانت حادثه الإسراء والمعراج
مسحاً لجراح الماضي ..
وتثبيتاً لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ..
وتطميناً على مستقبل الدعوة ..
وتعويضاً عن جفوة الأرض بحفاوة السماء.
وعن قسوة عالم الناس بتكريم الملأ الأعلى .
اللهم كما غسلت أحزان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ليله الاسراء والمعراج نسألك ان تغسل احزاننا وأحزان كل من نحب وكل من قال من الحاضرين والحاضرات في مسجدنا آمين.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبه الثانيه :
ثم امابعد:-
أيها الأخوة ، حضوراً ، ومشاهدين ، ومستمعين :
ماذا يعلمنا الإسراء والمعراج ؟..
إن في الإسراء والمعراج دلالات كبرى ،
ومنارات جُلَى ، ومواعظ بليغة ،
أكثر من أن تحصى وأجل من تستقصى !...
- إنه يعلمنا أن الدنيا دار التواء ، لا دار استواء.
ومنزل ترح لا منزل فرح ..
فمن عرفها لم يفرح لرخاء..
ولم يحزن لشقاء ..
وأن الله تبارك وتعالى قد جعلها دار بلوى .
وجعل الآخرة دار عقبى ..
فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ..
وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا..
فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ...
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أن للمحن والمصائب حكماً جليلة :-
- منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى وتلبسهم رداء العبودية وتلجئهم إلى طلب العون من الله .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه لا ينبغي
أن تصدنا المحن والعقبات عن متابعة السير
في استقامة وثبات .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه مادام الله هو الآمر فلا شك أنه هو الضامن والحافظ والناصر .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه لولا الجهاد والصبر ما عُبد الله في الأرض ، ولا انتشر الإسلام في الخافقين ، ولما قمنا في هذا المكان نوحد الله ونسبحه وندعوا إليه .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أن اليسر
مع العسر، وأن النصر مع الصبر ،
وأن الفرج مع الكرب .
ومن رحم الظلام يخرج النور.
(( إنّ مع العسر يسرا. إنّ مع العسر يسرا))
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه..
_____________________________
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
الاسراء والمعراج.. دروسٌ وعبر..
إعداد وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 2017/4/28..
الموافق 1شعبان1438...
ثم اما بعد ايها الأحباب الكرام:-
حادثهٌ نتفيأ ضلالها هذه الايام.
ونتفيأ ضلالها في كل عام...
ويحتفي بذكراها المسلمون عاماً بعد عام..
يستلهمون منها الدروس..
ويجنون منها العبر..
تذكرهم بسيره خير البشريه محمدصلى الله عليه وسلم...
حادثه جعلها الله لرسوله صلى الله عليه وسلم هديه.
وللمؤمنين به إمتحاناً واختباراً وتمحيصاً.
انها ذكرى حادثه (الاسراء والمعراج).
تلك الذكرى التى لاتنقضي عبَرُها..
ولا تفنى عضاتها...
إفتتح الله بها سورهٌ من سور كتابه الكريم
فقال عزّ من قائلٍ عليم :
(( سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجدِ الحرامِ الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله ...)
فأبتدأت الايه الكريمه بتنزيه المولى عزوجل وبيان عظمته ، ووصفت النبي صلى الله عليه وسلم بصفه العبودية لله ،
لتؤكد أنّ رعايه الله له شامله.
وعنايته سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم مصاحبه.
ثم بينت الايه بعد ذلك السبب الرئيس من وقوع هذه الحادثه فقال سبحانه:
(( لِنُريه من آياتنا ...))
لقد فتحت هذه الحادثه للنبي صلى الله عليه وسلم
آفاقاً إيمانيه فأزدادت معرفته بربه.
وقوى يقينه بوعده..
فبعد ان كان في مكه وبين شعابها مُحَارَباً أذاه أهلها وسلطوا عليه السفهاء.
هاهو يطّلع على العوالم الاخرى
ويرى الايآت الكبرى..
قال سبحانه في سوره النجم:
(( لقد رآى من آياتِ ربه الكبرى))
لقد جمعت هذه الحادثه دروساً إيمانيهً وفكريهً وتربويهً واجتماعيه يستضيء بها المسلم فكراً وعملاً في اي وقتٍ وحين ..
انها تؤكد ان قدره الله مطلقه وان الله لايعجزُه شيء ، وما نواميس الكون إلاّ من صنعه وتدبيره سبحانه وتعالى ، تمضى كما اراد وينقُضها متى شاء .
هذه حقيقه قررها القرآن الكريم في كثيرٍ من الآيات . يقول الله تعالى:
( إنما امره اذا اراد شيئاً ان يقول له كن فيكون)
ايها الأحباب الكرام:
إنّ العقل البشري ليس من السهل عليه ان يقتنع بهذه الحادثه وقد تعود خلافها في نواميس الكون
إذ كيف يسير رجلٌ من مكه الى بيت المقدس ويُعرج به الى أعالي السموات ويرجع في بِضع ليله.
ولكن !!!!
عندما يكون الخبر من الله.
والأمر امره..
والخلق خلقه ..
والكون بمن فيه خاضعٌ لتدبيره ومشيئته
فإن المؤمن يقول كما قال سيدنا ابراهيم عليه السلام (( أعلمُ ان الله على كل شيءٍ قدير ))
انه درسٌ من دروس الايمان بالغيب
ذلك الركن الذي هو من اهم مقتضيات الايمان.
فقد افتتح الله به صفات المؤمنين بأول سورهٍ بعد فاتحه الكتاب فقال سبحانه :
( آلم . ذلك الكتابُ لا ريب فيه هدىً للمتقين. الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاه ومما رزقناهم ينفقون .)
ولهذا فقد كانت هذه الحادثهُ العظيمه :
امتحاناً واختباراً لذووي الإيمان.
امتحاناً لأهل الدين والعقيده.
هل يُصدقون فوراً؟؟
ام يترددون ويتلكؤن.
(( احسب النَّاسُ ان يتركوا ان يقولوا آمنا
وهم لا يفتننون...))
وكما ان هذه الواقعه تزيد المؤمنين معرفهً بالله فهي كذلك تزيدهم معرفهً بنبيهم صلى الله عليه وسلم وترفع من قدره عندهم.
فقد أكرمه الله فيها أيُّما إكرام:
- فرفعه الى السموات العلى.
- وأمَّ إخوانه الانبياء.
- ووصل الى حيثُ لم يصل مخلوقٌ قط.
فأكدت هذه الحادثه ان قدرَه عليه الصلاه والسلام عظيم ، وان منزلته ساميه.
وهذا تذكيرٌ للمؤمنين ودروسٌ للمناوئين والجاحدين والحاقدين .
ليزداد الذين أمنوا ايماناً ، ويعلم المكذبون انهم يعادون عظيما ويسبون عظيما ويخالفون من له المكانة الرفيعه عند الله.
فلنعرف قدر نبينا يا ايها الكرام ولنبين للعالم اجمع انه عظيم وان دينه عظيم..
ايها الأحباب يا رواد مسجد بلال:
في هذه الحادثه الجليله فُرضت علينا اعظم التشريعات العمليه وأعلاها قدراً وأكثرها اهميه.
إنّها الصلاه ... التي شُرعت والنبي صلى الله عليه وسلم في السموات العلى.
تشريعاً نظرياً وتطبيقاً عمليا.
فقد صلى المصطفى صلى الله عليه وسلم بإخوانه الانبياء إماماً وائتموا به جماعهً واحده .
وفي هذا دليلٌ على علو ومكانه هذه الشعيره ورفع منزلتها.
كيف لا وهي عمود الدين.
كيف لا وهي مقياس الايمان.
وهي اول مايحاسب عنها العبد بين يدي الله.
من أقامها فقد أقام الدين ، ومن هدمها فقد هدم الدين.
من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاهً من النار يوم القيامه.
ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولانجاهً يوم القيامه وحُشر مع قارون وفرعون وهامان وأبّي بن خلف.
وصانا النبي عليه الصلاه والسلام بها في اخر لحظات عمره فقال وهو على فراش الموت:
(( الصلاه . الصلاه وما ملكت ايمانكم ))
نعم/
الصلاة عماد الدين.
وعصام اليقين .
وسيدة القربات .
وغرة الطاعات .
ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسماوات ..
انها الركن الوحيد المتكرر من أركان الإسلام الذي لا يسقط بحال ..
إنها أس العبادات .
وأصل القربات .
ومبدأ الطاعات .
وهي ركن الأركان .
وأساس البنيان ..
والصلاة التى أرادها الله تعالى ، أجل وأعظم من أن تكون مجرد حركات وسكنات ، وقراءات .
- إنها قرب من الله تعالى :
﴿ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ﴾
[ سورة العلق الآية : 19 ]
- إنها وعي .
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ ﴾
[ سورة النساء الآية : 43 ]
- إنها عروج .. " الصلاة معراج المؤمن "..
ومع العروج مناجاة ..
فلو شاهدت عيناك من حُسننا الذي رأوه
لـما وليت عنـا لغيرنـا
ولو سـمعت أذناك حسن خطابـنا
لخلعت عنك ثياب العجب وجئتنا
ولو ذقت من طعـم المحبـة ذرةً
لعذرت الذي أضحى معنَى بحبنا ولـو لاح من أنـوارنا لك لائحٌ
لتركت جميـع الكائنات لأجلنـا
فمن جاءنـا طوعـاً رفعناه رتبةً
وعنه كشـفنا الهمً والغم والعنا
ومن حاد عنا ضل سـعيا ومذهبا
وباء بحرمـان ولم يبـلغ المنى
ولذلكم أيها الأحباب
الصلاه قربه - الصلاه خشوع- الصلاه وعي..
ولن تكون الصلاة قرباً ، وخشوعاً ، ووعياً ، وعقلاً وعروجاً ، ومناجاةً إلا إذا بنيت على معرفة الله تعالى .
فكيف تذكر وتناجي من لا تعرفه ؟
ولن تكون الصلاة كذلك إلا إذا سبقتها استقامةً على أمر الله ، واتباعٌ لسنة نبيه .
فكيف تتقرب ممن تعصي أمره ؟
لذلك تعد الصلاة ، ميزاناً دقيقاً لمستوى معرفتك بالله . ولمستوى عبادتك له .
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مثل الصلاة المكتوبة كالميزان ، فمن أوفى استوفى )) [ رواه الإمام أحمد في مسنده ]
أي من أوفى صلاته شروطها ..
استوفى منها ثمارها التي وعد الله بها ..
ولكن ما ثمارها التي وعد الله بها ؟؟
إنها تطهر نفس المصلي ،..
وتنهى صاحبها نهياً ذاتياً ، عن الفحشاء والمنكر على أساس الوازع الداخلي لا على أساس الرادع الخارجي ..
قال تعالى :
﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ﴾[ سورة العنكبوت الآية : 45 ]
ايها الأحباب الكرام:
إن في الحياه شدائد وابتلاءات ومحناً وصعوبات
يكون الانسان أحوج ما يكون فيها الى من يعينه عليها ويقف بجانبه فيها ويؤازره ويخفف عنه.
ولقد كانت حادثه الاسراء والمعراج تسليهٌ للنبي صلى الله عليه وسلم وتسليه عن قلبه وتخفيفاً لآلآمه واحزانه.
نعم/
كانت حادثه الإسراء والمعراج
مسحاً لجراح الماضي ..
وتثبيتاً لقلب النبي صلى الله عليه وسلم ..
وتطميناً على مستقبل الدعوة ..
وتعويضاً عن جفوة الأرض بحفاوة السماء.
وعن قسوة عالم الناس بتكريم الملأ الأعلى .
اللهم كما غسلت أحزان نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في ليله الاسراء والمعراج نسألك ان تغسل احزاننا وأحزان كل من نحب وكل من قال من الحاضرين والحاضرات في مسجدنا آمين.
اقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم.
الخطبه الثانيه :
ثم امابعد:-
أيها الأخوة ، حضوراً ، ومشاهدين ، ومستمعين :
ماذا يعلمنا الإسراء والمعراج ؟..
إن في الإسراء والمعراج دلالات كبرى ،
ومنارات جُلَى ، ومواعظ بليغة ،
أكثر من أن تحصى وأجل من تستقصى !...
- إنه يعلمنا أن الدنيا دار التواء ، لا دار استواء.
ومنزل ترح لا منزل فرح ..
فمن عرفها لم يفرح لرخاء..
ولم يحزن لشقاء ..
وأن الله تبارك وتعالى قد جعلها دار بلوى .
وجعل الآخرة دار عقبى ..
فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ..
وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا..
فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي ...
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أن للمحن والمصائب حكماً جليلة :-
- منها أنها تسوق أصحابها إلى باب الله تعالى وتلبسهم رداء العبودية وتلجئهم إلى طلب العون من الله .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه لا ينبغي
أن تصدنا المحن والعقبات عن متابعة السير
في استقامة وثبات .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه مادام الله هو الآمر فلا شك أنه هو الضامن والحافظ والناصر .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أنه لولا الجهاد والصبر ما عُبد الله في الأرض ، ولا انتشر الإسلام في الخافقين ، ولما قمنا في هذا المكان نوحد الله ونسبحه وندعوا إليه .
- إن الإسراء والمعراج يعلمنا أن اليسر
مع العسر، وأن النصر مع الصبر ،
وأن الفرج مع الكرب .
ومن رحم الظلام يخرج النور.
(( إنّ مع العسر يسرا. إنّ مع العسر يسرا))
هذا وصلوا وسلموا على من أمرتم بالصلاه عليه..
_____________________________
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق