الجمعة، 20 يوليو 2018

 🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان        
[ أحبُّ الاعمال الى الله الصلاة على وقتها ] ( ١ )
       السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
                   الخطبه {{ 13 }}
إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 20 يوليو 2018م
الموافق 6 ذو القعده 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ            
ايها الأحباب الكرام :                
محبة الله عزوجل للعبد غاية المنى ، والمطلب الأسمى ، والمرغوب الأسنى ، فمن حاز حب الله له فقد حُفظ ، ووقِي ، وكُفي ، وهُدي ، لأن الله يحبه ، وسوف يسدده ، ويحفظه من الانحراف والخطأ والزلل .!
ولاجل ذلكم سلسلتنا المباركه لأحب الاعمال الى الله لازالت مستمره ومتواصله .!
واليوم نحن كذلك على موعد مع عملٍ جديد من تلك الاعمال الفاضله التى يحبها الله عزوجل ..
فَفي الصحيحين من حديث أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
 أَيُّ اْلأَعْمَالِ أَحَبُّ إَلىَ اللهِ تَعَالىٰ ؟
قَالَ {الصَّلاَةُ عَلىٰ وَقْتِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ أَي ؟
 قَالَ: بَرُّ اْلوَالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيْ؟
قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ }  .

وسنقف هذا اليوم مع هذه الفريضة المفروضة
على كل مسلم؛ غنيٍ أو فقير، صحيحٍ أو مريض،
ذكرٍ أو أنثى، مقيمٍ أو مسافر، في أمنٍ أو في خوف.
 إنها قرةُ عيونِ المؤمنين، ومعراجُ المتقين،

بل إنّها قبل ذلك قرةُ عينِ سيد المرسلين نبينا محمد عليه أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليم.
القائل ( حُبّبَ إليّ من دنياكم ثلاث :
الطيبُ والنساءُ وجُعلت قرةُ عيني في الصلاة )

انّها أولُ ما فرضَ الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  من الأحكام.
حيثُ فُرضت في أشرفِ مقامٍ وأرفعِ مكان .!

ولشرفها وفضلها ومكانتَها أوصى بها
 النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو في سكراتِ الموتِ، وفي الرَّمَقِ الأخيرِ، فكان يقول لأصحابه في مرضِه الذي تُوفِّي فيه وهو يُغرغرُ بنفسه :
   (الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانُكم)

إنّها أعلى الفرائض وأزكاها .!
إنّها أعظمُ شعائرِ الدِّينِ وأهمُّ أركانِ الإسلامِ بعد الشهادتين..!
الصلاة عماد الدين وعصامُ اليقين .!
الصلاة  هي معراج المؤمن الى الله .!
الصلاة ناصيةُ القرُباتِ وعزةُ الطاعاتِ .!
الصلاة  هي اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامه
فإن قُبِلت قُبِلَ سائرُ العمل، وإن رُدَّت رُدَّ سائرُ العمل.
الصلاة ملجأ الإنسان ومفزعه عند الشدائد في كل أمر من أمور دينه ودنياه.!
الصلاة مفتاحٌ من مفاتيحِ الجنة.!
الصلاة من أعظم الطاعات والشعائر التى فُضلّت على سائر الأعمال.

أمرَ اللهُ تعالى بها الأنبياءَ جميعاً :
 فهذا إمامُ الحنفاءِ إبراهيمُ عليه السلام  يسأل ربَّه، فيقولُ :
﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)
وأمر تعالى بها موسى عليه السلام، فقال:
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)  .
وأمر الله المسلمين بالمحافظة عليها وإقامتها في أوقاتها فقال سبحانه :
 ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)

وقال الله تعالى :
( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ).
كما جاء الأمر في مواضع كثيرة في القرآن الكريم بإقامة الصلاة وليس بالصلاة فقط :
فقال الله تعالى :
 ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ )
وقال سبحانه :
( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) وقال العلي القدير  :
 ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )  وقال سبحانه  :
 ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) وقال :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ )
وقال : ( فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ 4 )

وقال : ( وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ. ( 6 )
الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) وقال :
 ( وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ ) و. قال :
 ( فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ ) وقال :
( فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) وقال :
( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً 4 ) وقال :
( وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) وقوله تعالى: ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة ) وقال سبحانه :
 ( يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) وقال :
  ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ )  

والمراد بإقامة الصلاة :
" إتمام قراءتها وإتمام ركوعها، وإتمام سجودها، وحضور القلب فيها وكل ذلك في خشوع وخضوع لله رب العالمين". .
قال الضحاك :
 عن ابن عباس رضي الله عنهما- « إقامة الصلاة إتمام الركوع والتلاوة والخشوع والإقبال عليها »
وقال قتادة :
 « إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها » .

الصلاةُ هي فواتحُ الخيرِ  وخواتمُه،.      
يَفتتحُ المسلمُ بالصلاة نهارَه، ويختمُ بها يومَه، يفتتحها بتكبير الله، ويختِمُها بالتسليم على عبادِ الله.
بها افتُتِحت صفاتُ المؤمنين المفلحين، وبها خُتمت، قال تعالى:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]
ثم قال في آخر صفاتهم:
 ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )[المؤمنون: 9 - 11].
فهذه هي الصلاة يا عباد الله - :
وإنّها لكذلك وأكثر من ذلك، ولماذا لا تكون كذلك؟
وهي الصلة بين العبد وربه،
- وهى تنهى عن الفحشاء والمنكر :
 ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].

- وهي مصدرٌ للقوة ومُبعِدٌ للكسل :  
 ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

- وهي جالبةُ الرزقِ والبركة :
 ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

- وهي مكفرةٌ للخطايا ، ومطهرةٌ للذنوب :
((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ   الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)).

- وهي بسطةٌ في الرزق وزيادةٌ في الفضل :
( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) ..

- وهي فوزٌ بالجنه :              
( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ..

وقد أجاد من قال :
ألا في الصلاةِ الخيُر والفضلُ أجمع ْ
                           لأنَّ بها الآرابُ للِه تخضعْ
وأولُ فرضٍ من شريعةِ ديننا
                      وآخرُ ما يبقى إذا الدينُ يرفعْ
فمن قامَ للتكبيرِ لاقته رحمةٌ  
                         وكان كعبدٍ ببابِ مولاه يقرعْ
وصارَ لربِّ العرشِ حين صلاته
                     نجياً فيا طوباه لو كانَ يخشعْ

فهذه هي الصلاه يا كرام :
وهذه منزلتها وهذه مكانتها ومع ذلك :
ما اقل عشاقها وما اكثر قاطعيها وتاركيها ؟!
فإلى الله المشتكى .!
الاسواق تتزين بزوارها وتفتخر بكثرة أعدادهم الذين يزدادون يوماً بعد يوم .!
اسواق الطعام تمتليء  !
 وأسواق الخضروات والفواكه تمتليء .!
وأسواق الملابس تمتليء !
وأسواق القات تمتليء !
والمنتزهات والحدائق تتزين بكثرة أعداد روّادها الذين يزدادون يوماً بعد يوم .!
المصحات والمستشفيات ، النوادي والملاعب
المنتديات والاستراحات ، المسارح والصالات
المحاكم والنيابات ، المدارس والجامعات
المجالس والقاعات ، والمطاعم والكبريهات
كُلِّها تتزين بكثرة أعداد روّادها ونزلائها وضيوفها ومرتاديها والذين يزدادون يوماً بعد يوم .!

والمساجد وبيوت الله تشتكي الى الله من قلّة زوارها ومرتاديها وعمّارها ..!!!

حتى اصبحنا لا نرى في الصفوف إلا العجائز وكبارَ السن والأطفال ..
بينما الوجهاء والعقلاء والساسه والمسئولين
والمتعلمين والمثقفين والمربين لا وجود لهم إلا في الغالب والنادر ...!
اللهم ارزقنا المحافظة على هذه الصلوات حيث يُنادى لها.
 اللهم ارزقنا فيها الطمأنينة والخشوع.
اللهم ارزقنا فيها الإقبال عليك، والخضوع بين يديك.
 وأعِنَّا اللهم ربنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،وأقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب.

الخطبة الثانية :
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ            
ايها الأحباب الكرام :
ونحن نعيش اليوم مع عمل جديد ضمن سلسله اعمال يحبها الله عزوجل
فإن عمل اليوم الذي يحبه الله هو الصلاه
من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
 أَيُّ اْلأَعْمَالِ أَحَبُّ إَلىَ اللهِ تَعَالىٰ ؟
قَالَ {الصَّلاَةُ عَلىٰ وَقْتِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ أَي ؟
 قَالَ: بَرُّ اْلوَالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيْ؟
قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ }  .

فالصلاة لذةٌ ومناجاةٌ تتقاصر دونها جميعُ الملذات
انها صلاحٌ للبدن والروح،  ونورٌ في الوجه والقلب،                                            
نعم احبابي الكرام :            
الصلاة نور ، الصلاة سعاده ، الصلاة أُنس
الصلاة غبطة ، الصلاة سرور ، الصلاة طمأنينه ، الصلاة لذه ، الصلاة مناجاة ، الصلاة هناء ،  الصلاة هدايةٌ ،  الصلاة سلوة خاطر وانشراحُ صدر ، الصلاة معراجٌ الى الله ، الصلاة صلةٌ بالله ،الصلاة قربٌ من الله ، الصلاة رَوحٌ وريحان ونعيمٌ وجِنان .
وحياةٌ بلا صلاة لا حياة .!
بلا صلاة ستعيش في تعاسه ، ستعيش في حِيره
ستعيش في همّ في غم في نكد في بؤس
في ضياع في تيهان في ضيق في قسوه
في ضلام في توجس في قلق في رعب في خوف!
 تخاف من كل شيء . تخاف من نفسك .!
تخاف من ضلك ، تخاف من الريح اذا حركت شيئاً بجوارك ، تخاف من الظلام  .!
تخاف من كل من هم حولك .!      
حتى تصبح حياتك كلها خوف وكلها ضنك :
( ومن اعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكى ..)
فسر المفسرون ذكر الله  بأنها ( الصلاه )
يقول الله في مواضع كثيره :-
( يا ايها الذين امنّوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعهِ فاسعوا الى ذكر الله ...)
( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّه)
( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ...)
( لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ..)
( ولذكرُ اللهِ اكبر ....)
ولذلكم : " ومن اعرض عن ذكري "
اعرض عن الله ودين الله وشرع الله وكتاب الله
وقطع صلته بالله وهجر بيوت الله ...
" ومن اعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكى ونحشره يوم القيامه أعمى . قال ربِ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "

ولذلكم                              
تركُ الصلاة ضيقٌ في الصدر وعذابٌ نفسي لايشعر به إلا من تركوا هذه الفريضة العظيمه .!

حتى وان رأيتهم يضحكون .!
حتى وان رأيتهم يلهون ويمرحون .!
او رأيتهم يقهقهون .!
او رأيت السرور والسعاده تعلو على مُحياهم
فإنها سعادة وهميه ، سعادة آنيه .!
سعادة وقتيه ، سعادة لحظاتيه !
سرعان ما تختفي وسرعان ما تنتهى وسرعان ماتذوب لتتحول الى وجعٍ وحسره ، وآناتٍ وألم ، وآهاتٍ وحَزَن .!

ففي دواخلهم من الهم والغم والضيق ما لا يعلمه
إلاّ الله ، وصدق الحسن البصرى وهو يصفهم بقوله :
" إنّهم وان طقطقت بِهمُ البغال او هملجت بهمُ البراذين إلاّ أنّ ذلَّ المعصيه لايفارق قلوبهم
ابىّ اللهُ إلاّ أن يُذلَ من عصاه ".

فكيف يفرح من ترك قرةَ العين !؟
وكيف يضحك وكيف يسعد وكيف يلهو وكيف يمرح وكيف ينعم بحياته وكيف يهنأ بطعامه وكيف يرتوي من شرابه وكيف يتلذذ بنومه وكيف تقرّ عين
وكيف يَغمضُ جفنُ من لا يصلي   ومن لايعرف المسجد ال آلبته .!
نعم /
يا لطولِ حسرةَ من ضيع صلاته .!!!
ويا لحسرته ماذا ضيّع؟!
لقد ضيّع ركن دينه.!!!
فاستحق ان يكون شقياً محروماً .!

ويحه ما أعظمَ خيبته .!
وما أشدّ غفلته .!
فقد حُرِمَ قرةَ العين، وراحة البال، وبردَ اليقين.
أما سمع الزواجر؟؟!
أما قرأ في كتاب الله عن جواب اهل النار في النار والسبب الذي اوصلهم إليها .
فإذا هم يأكلون من زقومها وغلسينها .!
 ويشربون من حميمها وغساقها .!
ويصطلون بسعيرها واغلالها ..!
﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 42، 43].
 ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ [المرسلات: 48، 49].
{ فَخَلفَ مِن بَعْدِهمْ خلَْفٌ أَضَاعوْا الصََّلاةَ واتبعوا الشَهواتِ فَسوفَ يَلْقونَ غَيّاً ....}

بل أما علم ان ترك الصلاة عمداً أعظمُ جرماً من القتل والزنى ..
جاء في كتاب الكبائر لإبن القيم الجوزيه :
انّ إمرأة تدخل على كليم الله موسى عليه السلام تدخل عليه قلقه حيرانه باكيه حزينه وتقول له :
إنى أذنبت ذنباً عظيماً وقد جئت لأعلن توبتي
الى الله فادعوا الله لي ان يقبل توبتي .!
فقال موسى عليه السلام وماذا كان ذنبكِ يا امرأة.؟!
فقالت : زنيت وحملت بطفل ولما وُلد قتلته .
فشطاط موسى كليم الله غضباً وقال :
أبعدَ هذا الجرم وبعد هذا العمل تريدين ان ادعوا الله ان يغفر لكي ويقبل توبتك ..!
اخرجي من هنا حتى لاتنزل نارٌ من السماء فتحرقنا بسببك ..!
فخرجت تلك المرأة حزينه كسيرة منكسره
فنزل جبريل عليه السلام الى نبي الله موسى
وقال له يا نبي الله السلام يقرأك السلام ويقول لك: لِما رددت التائبه ؟ لما رددت التائبه ؟
اما وجدت شراً منها ؟!
فتعجب نبي الله موسى وقال ايوجد شرٌ ممن يزني ويقتل .!! قال جبريل : نعم .!
تارك الصلاة عامداً متعمداً ..!

او تظنُ ان ترك الصلاة سهل !
او تظن ان ترك الصلاة امرٌ بسيط !
او تظن ان ترك الصلاة شيء هين.!

اسمع معي الى مايقوله صلى الله عليه وسلم:((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ))
وقال صلى الله عليه وسلم -:
((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)).
وقال صلى الله عليه وسلم -:
" أن الصلاةَ آخرُ ما يَفْقِدُ العبد من دينه، فليس بعد ضياعها والتفريط فيها إسلام "
ويقول فاروق الأمه عمر رضي الله عنه - :
" لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة "

 وقال ايضاً رضي الله عنه -:
" من ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع "

فيامن شاب شعره ! ويامن خارت قوته!
ويا من ضَعفَ سمعه وبصره .!
ويامن احدودب ظهره !
ولازال للصلاة تاركاً وللمساجد هاجراً ..!

لا عليك عش ما شئت ، وكلّ ما شَئت ، والهو كما شئت ، واضحك كما شئت ، وافرح كما شئت
فإنك إن ابتعدت عن هذا المسجد وهذا المكان  لتقيم فيه حق الله وغرك مالك وخدعك سلطانك وجاهك ووووو !!!
فإنك ستدخله رَغماً عنك ..!
لكن دخولك هذه المره يختلف ..
ستدخله وانت محمولٌ على أكتاف الرجال ليصلى عليك فيه ...
ولن ينفعك عندها إلاّ ماقدمت !

 اينّ جآهك ! اينّ قوتك ؟ اينّ جبروتك !؟
اينّ حاشيتك !؟ اين بطانتك ؟ اينّ خدمك ؟!

اينّ مالك !؟ اينّ كنوزك !؟
 اين قصورك !؟ اينّ عقاراتك ؟!
اين ثراؤك !؟  اينّ سلطانك !؟
اين ملكك ؟
اينّ كُلَّ هذا ليدفعَ عنك الأجل وليؤخر عنك الموت ولو ليومٍ او يومين !؟
ولو لساعةٍ او ساعتين او لحظةٍ او لحظتين ! :
( فولا اذا بلغت الحلقوم • وانتم حينئذٍ تنظرون • ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون • فولا إن كُنْتُمْ غير مدينين • ترجعونها ان كُنْتُمْ صادقين .)
                                         
اللهم ارزقنا المحافظة على هذه الصلوات حيث يُنادى لها.
 اللهم ارزقنا فيها الطمأنينة والخشوع.
اللهم ارزقنا فيها الإقبال عليك، والخضوع بين يديك.
ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء..
اللهم اسقنا الغيث الهنيءولا تجعلنا من القانطين
اللهم اسقنا الغيث الهنيءولا تجعلنا من المحرومين
اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تجعلنا من اليائسين..
اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تهلكنا بالقحط والسنين..
اللهم لا تجعلها علينا سنيناً كسِنين يوسف...
اسقنا غيث الايمان في قلوبنا وغيث الرحمه في اوطاننا وغيث العافيه في ابداننا .!

اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.

اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا غدَقًا، مجلِّلاً عامًّا، طبقًا سحًّا دائمًا ..

 اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخَلْق من اللأواءِ والجَهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك..

 اللهم أنبِتْ لنا الزرع، وأدِرَّ لنا الضرع، واسقِنا من بركات السماء، وأنبِتْ لنا من بركات الأرض،
وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

اللهم ارفع عنا الجَهدَ والجوع والعري
واكشف عنا مِن البلاء ما لا يكشفه غيرُك ..

اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفارًا؛ فأرسلِ السماءَ علينا مِدرارًا ..

 اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.

 اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

 اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.

 رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى
فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦).
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
---------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
---------------------------------------

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...