الجمعة، 27 يوليو 2018

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان        
[ أحبُّ الاعمال الى الله الصلاة على وقتها ] ( ٢ )
        (( عقوبات لمن ترك الصلاة ))
        السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
                   الخطبه {{ 14 }}
إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 27 يوليو 2018م
الموافق 14 ذو القعده 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ                
ايها الأحباب الكرام :
يا ضيوف مسجد بلال بن رباح :
تحدثنا في الجمعة الماضيه عن عملٍ من أحبِّ  الاعمال الى الله وهي الصلاة .!
تكلمنا فيها عن الصلاة وعن بعضٍ من فوائدها
وثمارها وآثارها  .!

واليوم أحبتي الكرام :
اتحدث وإياكم عن عقوبةِ تارك الصلاة في كتاب الله وفي كلام رسوله صلى الله عليه وسلم .!

إنّه بمثابة نداء لمن ترك هذه الفريضة العظيمه .!
نداء بأن يستيقظ من غفلته ويفيق من سباته
وينهض من غفوته ، ويتدارك بقية عمره الذي ضاع بلا صلاة قبل فوات الأوان وقبل الندم ولاساعة مندم..

ياضيوف مسجد بلال .. يا احبابي الكرام :
" تركُ الصلاة "
كبيرةٌ من كبائر الذنوب شاعت وذاعت في المجتمعات الإسلامية،
 يَشبُّ عليها الصغير ويَهرمُ عليها الكبير،
فضاع مفهومها، وفقدت عظمتها، وانحطّت منزلتها، مع أنها عمود الدين، وركنه الرّكين، ووجوبها معلوم حتى لدى الكفار والمشركين .

نعم /
استهان الناس بالصلاة، فأظلمت القلوب، وتفاقمت الكروب، وبحث الناس عن الأسباب، وطرقوا للبحث عن العلاج كل باب،
بحثوا في كل شيء إلا في صلاتهم وهي أقرب الأشياء إليهم :
كالعيسِ في البيداءِ يقتلها الظّما
                         والماءُ فوقَ ظهورها محمولُ

ولا اقصدُ من كلامي هذا إرهاباً ولا تقنيطاً من رحمة الله سبحانه .!
 ولكن إبلاغاً للمسلمين وإعذاراً إلى الله؛
 لأن المسلمين اليوم إتكلوا على رحمة الله وعلى أنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم ،
 وظنوا أن هذا الانتساب بدون عمل يكفي للنجاة من عذاب الله ..
فأصبحوا يرتكبون كلَّ الموبقات وقلوبُهم مطمئنة إلى أنهم مرحومون، وأن مآلهم إلى الجنة في نهاية الأمر .!
 بل حتى أصبح المسلمون يرددون كلاما شبيهاً بكلام النصارى واليهود :
" نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ " [المائدة:18]،
و "لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَةً" [البقرة:80]
فيتكلون على الأماني، ويُمنّون أنفسهم برحمة الله وفضله وإنعامه رَغْمَ أنّهم مفرطون في أهم أركان الدين وأهم دعائم العقيدة .؟

أحباب الحبيب محمدٌ صلى الله عليه وسلم :

كما جعل اللهُ الصََّلاةَ راحةً وسكينةً وبركةً لمؤديها والحريصِ عليها وقرةُ عينٍ لنبيه وللصالحين من عباده ..؟
فإنه سبحانه جعل تاركها والمفرط فيها في همٍّ
وغمٍ وفي تعبٍ وضيقٍ وضنكٍ في دنياه وأخراه.
ولاجل ذلكم :
• تبدأُ عقوبة تارك الصلاة من دنياه :
" فإن حياة المعُرِض عن الصلاةِ حياةُ نكد واضطراب وإن كان من أغنى الناس " ..
يقول سبحانه وتعالى :
 "إِنَّ الإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا • إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا  وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا • إِلا الْمُصَلِّينَ • الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ، إلى قوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ يُحَافِظُونَ " [المعارج: 19-24] ..

فالله سبحانه وتعالى يُبيّنُ في هذه الآيات أن الناس في حالِ الخير وفي حالِ الشر ضائعون، ففي حال الشر جزع وخور وتذمر.!
 وفي حال الخير منع وغفلة وطغيان .!
 فهي حياة لا طمأنينة فيها ولا بركة .!
 ثم استثنى من ذلك ( المصلين ) الذين من أهم صفاتهم :
 المحافظة على الصلاة والمداومة عليها إلى جانب الصفات الحميدة الأخرى المذكورة في الآيات ..
 وهذا أمر طبيعي يا عباد الله :
 لأن البركة والتوفيق وغيرها من أمور الخير والعطايا الإلهية لا تباع في الأسواق، ولا تجلبها الأموال مهما كثرت، وإنما يمنحها الله لمن يشاء من عباده ..
وتارك الصلاة والمتهاون فيها حِبَالُه غيرُ موصولةٍ بالله، فأنَّى له أن يتمتع بهذه العطايا والمنح الإلهية؟!

• ومن عقوبات تارك الصلاة :
" أنه يُعذَّب بعد موته في البرزخ "
 ففي الحديث الذي أخرجه البخاري عن الرؤيا التي رآها رسول الله ، يقول :
 ((وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخر قائم عليه بصخرة، وإذا هو يهوي بالصخرة لرأسه فيثلغ رأسه، فيتدهده الحجر، فيأخذه فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه فيفعل به مثل ما فعل المرة الأولى، قال: قلت سبحان الله ما هذان؟))، فقيل له: ((إنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة)).

فانظروا إلى هذا العذاب الشديد الذي يلقاه المفرط في الصلاة .!
وقد ذكر السيوطي رواية لهذا الحديث في صحيح الجامع :
" أن هذا العذاب يُفعل به إلى يوم القيامة "

• ومن عقوبات تارك الصلاة  :
" انه يُمنع يوم القيامة من السجود عندما يُدعى الناس إلى السجود لله سبحانه " يقول تعالى :
" يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلا يَسْتَطِيعُونَ • خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ [القلم:42]

فالمسلمون الصادقون يخرّون سُجداً لله رب العالمين وهذا دليل صادق على إسلامهم وبرهاناً ساطعاً على إيمانهم بربهم جل وعلا.
ويسجد الصالحون الذين صلوا لله في هذه الحياة الدنيا ، ويحاول تاركُ الصلاة أن يسجد معهم لعله بهذه السجدة يغطي على جرائمه ويغطي على معاصيه ويتستر على مخازيه ويتهرب من أفعاله في الدنيا،
 ولكن هيهات، هيهات فإن ظهره يُصلّب فيصبح قطعةً واحدة كاللوح، ويبقى ظهره قائم كميامن البقر ولو كان من المصلين لأُذن له بالسجود كما أُذن للمصلين.
لكن يُحالُ بينه وبين السجود رغماً عن أنفه
فيسقطون على اقفيتهم ..

 يرى الناس سجوداً وهو لا يستطيع ..!

" فالجزاء من جنس العمل "
فكما انه رفض السجود بين يدي الله في الدنيا
يُمنع من السجود بين يديه سبحانه يوم القيامة.

• ومما توعد الله به المتهاون في الصلاة :
" الويل "  يقول سبحانه وتعالى :
" فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ  الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ"[الماعون:4، 5]
والويل معناه المشقة في العذاب ..
 وقيل : إنه واد في جهنم بين جبلين يَهوِي فيه الهاوي أربعين خريفا..
 وقيل: إنه واد يجري بفناء جهنم من صديد أهل النار، وقيل غير ذلك.
فهذا موعد ينتظر تارك الصلاة ومضيعها..
فكيف يهنأُ عيشُ من هذا موعده؟!
 وكيف يغتر بهذه الحياة القصيرة من هذا مصيره؟!
 وكيف يضحك من هذا مسكنه في الآخرة؟!
إنه والله وعيدٌ عظيم وتهديدٌ شديد لمن كان له عقل يعقل أو قلب يفقه.

• ومن عقوبات تارك الصلاة :
" مرافقته للظالمين والمفسدين في الأرض من كل الأمم "
يقول الله جل وعلا :
( احشروا الذين ظلموا وازواجهم وما كانوا يعبدون )..
احشروا الظالم مع مثيله ومن عمل عمله .!
احشروا الفاجر مع الفاجر ومن احبه .!
احشروا قاطع الصلاة مع مثيله .!
وفي الحديث الذي اخرجه احمد وابن حبّان
من حديث عمروبن العاص رضي الله عنهما
يقول عليه الصلاة والسلام عن الصلاة :
((من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً
 يوم القيامة، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً
 ولا برهاناً ولا نجاةً، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف)) ..

 فهل ترضى يا عبد الله أن يكون هؤلاء الكفرة رفقاءك ؟! وجلساءك .!
هل ترضى ان تكون معهم في موقف القيامه
هل ترضى ان تصطف في صفوفهم ومحشورٌ معهم في مقام واحد ...
 يقول ابن القيم الجوزية:
 "تارك الصلاة يحشر مع مثيله في الصد والامتناع :-
 فهو إما أن يشغله ماله أو ملكه أو رياسته ووزارته أو تجارته..

- فمن شغله ماله عن الصلاه فهو مع قارون .!
- ومن شغله ملكه عن الصلاة فهو مع فرعون .!
- ومن شغله رياسته ووزارته فهو مع هامان .!
- ومن شغله عنها تجارته فهو مع أبي بن خلف". أعاذني الله وإياكم من هذا المصير.

• ويكفي تارك الصلاة عقوبة لو كان له قلب
 أنّه بتركه للصلاة :
- محرومٌ من الوقوفِ بين يدي مولاه ..!
- محرومٌ من الدخولِ عليه ومناجاته ..!
- محرومٌ من الانطراحِ بين يديه وتسليم أمره إليه.!
- محرومٌ من رزقه وبركاته وخيراته  :
وكم هم اولئك الذين يشكون من قلة الرزق
 او انعدامه في احيانٍ اخرى ..
ونسوا انهم السبب في ذلك بتركهم للصلاة
فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول :
" ان العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه "
وايُّ ذنبٍ اعظمُ من تركِ الصلاة .!
ايُ ذنبٍ اعظمُ من هجرِ مساجد الله وبيوت الله .!

فاذا كنت تريد الرزق الوفير ..!
 تريد الرزق الكثير ..!
تريد البركه الدائمه في رزقك ..!!!
عليك بالصلاة فهي جالبةٌ للرزق يقول الله جل وعلا
﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

= فياعجباه لمن تركوا الصلاة التى بها كثرة أرزاقهم والبركه في اقواتهم واحوالهم وحياتهم .!
وهي سببٌ لوقايتهم من عذاب ربهم .!
وسببُ سعادتهم ، وسببُ نجاتهم وفوزهم وفلاحهم في دنياهم وآخراهم .ِ

تركوا خمس صلوات في اليوم والليله ..
تركوا ركيعات لا تتجاوز مدة كل واحده العشر الدقائق..

بينما يقضون الساعات الطوال امام الشاشات والفضائيات والقنوات لمشاهدة المباريات وكأس الانديه الاروبيه وملؤا المجالس والاستراحات
ومن اول النهار الى ثلت الليل الاخر ..!

وآخرون يقضون الساعات لمشاهده فلم وراء فلم .!
وآخرون يقضون معظم أوقاتهم في مشاهدة الحكايات والمسلسلات والاخبار ..!

واخرون يقضون جُلّ يومهم في التصفح في مواقع التواصل الاجتماعي ومن موقع الى موقع اخر ومن شبكةٍ الى شبكه اخرى .!

ومن الفيس الى الواتس ومنه الى الاستغرام ومنه  الى الفايبر ومنه الى الويشات  ومنه الى تويتر .؟
              وهكذا دَوالَيْكْ. ...!

وصلوات لا تستغرق إلاّ دقائق معدودة صارت ثقيلةٌ ورزينه .!
واصبحت عليهم صعبةٌ وشاقه  .! ومتعبه وممله .!
وكأنما يأتي الواحد منهم جبلاً شاقاً اذا أتى للمسجد يصلى ...

ولكن اذا اتى الشهوات ، اذا اتي الملذات .!
إذا اتى المعاصي  ، اذا اتى السيئات .!
اذا اتى المنكرات ، اذا اتى الموبقات ،!
فإنها سهلةٌ وبسيطةٌ لديه .!

ولو علموا ثقل الصلاة في الميزان  .!!
وحاجتهم لها وهم في بطونِ اللحود وتحت طبقات الثرى مغيبون ما تركوها ولو لحظه .!

جاء في كتاب حادي الأرواح الى بلاد الأفراح
أن رجلاً من الصالحين كان كثير التعلق بالله خالقه وكثير الخوف منه ..!
ولاجل ذلكم كان يُكثر من زيارة القبور لكي تذكره بالاخره وتزيل قسوة قلبه ..
يزورها ويصلى ركعتين قبل الدخول ثم يقعد لوقت يذكر الله ويتذكر ويعتبر ..
وفي احدى الايام يصلى ركعتين سريعتين لم يخشعْ فيهما ولم يتدبر فشك بعدم قبولها وصحتها وعند وصوله للقبور لزيارتها اضطجع على احدى المقابر حتى نام وبينما هو كذلك في نومه على ذلكم القبر اذ به يتخيل وكأن صاحب القبر يناديه ويقول له :
يا ايها الرجل قم من على ظهري فو الله لقد آذيتني ، ووالله ان الركعتين اللاتي صليتها وشككت بعدم قبولها وصحتها انها عندنا اهل القبور خيرٌ من الدنيا وماعليها ..

ركعتين ، ركعتين فقط وان كانت قليله الخشوع هي لأهل القبور الذين لايعلم بحالهم الا الله خيرٌ من الدنيا وماعليها ..
فكيف تترك صلاتك التى ركعاتها خيرٌ من جواهر الارض وزينتها .!
كيف تترك صلاتك التى ركعاتها خيرٌ من قصور الارض وأموالها وذهبها ولؤلؤها وياقوتها وبيوتها وعقاراتها ومافي الأَرْضِ جميعاً  ..'

وحتى نستشهد بكلام سيد المرسلين فهو القائل عليه الصلاة والسلام لما رواه مسلم :
" ركعتا الفجر خيرٌ من الدنيا ومافيها "
وهو القائل صلى الله عليه والسلام
" من صلى الفجر في جماعه فهو في ذمة الله "
مصلي الفجر جماعه في حفظ الله ورعايته وأمنه

بل ان مصلي الفجر في جماعه كمن قام الليل كله
 كما قال عليه الصلاة والسلام :
" مَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِى جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ ».
فاينّ انت .! اينّ عقلك .! اينّ سمعك .!
اينّ قلبك .!
من كل هذا وماسبق قوله ؟؟ ..

أتريد ان ازيدك ...؟؟؟؟؟؟

تعال معي لتعرف ما جاء في بعض الكتب في عقوبه تارك الصلاة ومن يتهاون بها ...
لكن في الخطبه الثانيه ....

أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه يغفر لكم، إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية :
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ            
ايها الأحباب الكرام :
جاء في بعض الكتب في عقوبه تارك الصلاة ومن يتهاون بها ...
خمسة عشر عقوبه تلحق تارك الصلاة :
6ست عقوبات في الدنيا ..!
3وثلاث عقوبات عند الموت ..!
3وثلاث في القبر ..!
3وثلاث يوم القيامه عند لقاء ربه..!

= أما الستُ العقوبات التى يُعاقب بها تارك الصلاة في الدنيا :
- فأولاً : تُنزعُ البركه من عمره ..
فلا يفاجأ إلا وهو في عمر الأربعين أو اكثر
ولا ينتبه الا والشيبُ قد غزا وكسا شعر رأسه ونظره بدأ يضعف وقوته بدأت تخار وظهره بدأ يتقوس ، وكل ذلك بسبب انشغاله بالدنيا وشهواتها..

- ثانياً : تُمحى سيما الصالحين من وجهه ..
فلا ترى على وجهه الا السواد والكآبه والظلمه والانحراف وان كانت بشرتهم بيضاء ..!

بهذا السواد تستطيع ان تميّز هذا الشخص
بأنّه تاركٌ للصلاة وقاطعٌ لها ..!

بعكس اهل الصلاة ورواد المساجد ترى على وجوههم سيما النور والبشاشة ويعلو على محياهم الضياء والفرحه والسرور ..
- ثالثاً : كُلُّ عمل يعمله لا يأجره الله عليه ..
وهذا واقع لان العمود والأساس التى هي الصلاة لا وجود لها في حياته ...
لان جميع الأعمال موقوفٌ على الصلاة.
 فكل عمل يعمله وان كان صالحاً بلا صلاه
سيكون هباءً منثوراً وكسراب بقيعه ..!
 فلا يقبل الله تعالى منه  صوماً ولا حجاً
ولا صدقة ولا جهاداً ولا شيئاً من الأعمال.

ولأن العبد يُسألْ أول ما يُسألْ عن الصلاة.
كما فى الحديث الذى رواه أحمد من حديث أنس بن مالك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صَلُحت فقد صَلح له سائر عمله وإن فسدت فسد سائر عمله" ..!

- رابعاً : لا يُرفع له دعاء الى السماء ..
- خامساً : ليس له حظ في دعاء الصالحين ..
- سادساً : تخرج روحه من غير إيمان ...

هذه العقوبات الست التى ترافق تارك الصلاة في الدنيا.
= وأما العقوبات اللاتي تصيبه عند الموت :-
- فأولاً : يموت ذليلاً  ..
" والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا انفسكم اليوم تجزون عذاب الهون "
- ثانياً : يموت جائعاً .
- ثالثاً : يموت عطشاناً ولو سقي بحار الدنيا ماروى عطشه ...

= واما العقوبات اللاتي تصيبه في قبره :-
- فأولاً : يُضيّق عليه القبر حتى تختلف فيه أضلاعه ..
- ثانياً : يوقد عليه القبر ناراً يتقلب على الجمر ليلاً ونهاراً..
- ثالثاً : يُسلط الله عليه في قبره ثعبان يسمى بالشجاع الأقرع :
هو رفيقه - هو معه لايفارقه - هو بجواره لايتركه
هو عذابه الى قيام الساعه .!
- عيناه من نار واظفاره من حديد طول كل ظفر مسيرة يوم وصوته مثل الرعد القاصف يكلم قاطع الصلاة ويقول له :
" انا الشجاع الأقرع أمرني ربي ان أضربك على تضييع صلاة الصبح الى طلوع الشمس واضربك على تضييع صلاة الظهر حتى العصر واضربك على تضييع صلاة العصر حتى المغرب واضربك على تضييع صلاة المغرب حتى العشاء واضربك على تضييع صلاة العشاء حتى الصبح ..!
وكلما ضربه ضربةً يغوص في الارض سبعين ذراعاً فلا يزال في الارض معذباً الى يوم القيامه.

= واما العقوبات اللاتي تصيبه في يوم القيامه :

- فأولاً : شدةُ الحساب .
- ثانياً : سخط الرب عليه .
- ثالثاً : دخول نار جهنم ..
﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 42، 43].
ناهيك كما جاء في بعض الآثار ان تارك الصلاة يحشر يوم القيامه ومكتوبٌ على جبينه ثلاثه اسطر:
السطر الاول : " يا مضيّع حق الله "
السطر الثاني : " يامخصوص بغضب الله "
السطر الثالث : " في ايِّ يوم تجي من رحمه الله"
                               
فالله الله في الصلاة يا اخوتي ...
ليحذر كلٌ منا، وليُبلّغ من وراءِه من أهلٍ وولد

 والله عزوجل لم يخلقنا عبثاً ، ولم يفرض علينا فريضة الصلاة لنكون مخيَّرين بين فعلها أو تركها!

بل إنها أمانةٌ عظيمة، من ضيّعها عرّض نفسه لعقوبةٍ عظيمة، وأَحْبَطَ عمله  ففي حديث ابي الدرداء الذي اخرجه احمد يقول عليه الصلاه والسلام :
((من ترك صلاة العصر متعمداً حَبِطَ عمله)
- بل إن ّمن ضيّعَ او فوّتَ صلاةً من الصلوات كان ذلك كمصيبةِ سلبِ الأموالِ والضّيعاتِ وفَقدِ الزوجة والبنينَ والبنات.
ففي الحديث الذي صححه ابن حبّان قال عليه الصلاة والسلام :
 ((من فاتته صلاة فكأنما وُتر أهله وماله)) ..

إضافةً الى استحقاق غضبِ الله ومقتِه على تارك الصلاة، كما جاء ذلك في الحديث الذي اخرجه البزار يقول النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم :
 ((من ترك الصلاةَ لقي الله وهو عليه غضبان))
ويقول جلّ في علاه :
"وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَى " [طه:81]

وفي الحديث الذي اخرجه الطبراني
يقول رسول الهدى محذِّرًا ومنذِرًا:
 ((لا تتركنَّ صلاةً متعمِّدًا، فمن فعل ذلك فقد برئت منه ذمّة الله وذمّةُ رسوله))

وفي الحديث أخرجه أبو داود عن أبي الجعد
 يقول عليه الصلاة والسلام :
 ((من ترك ثلاث جُمع تهاوناً بها طبع الله على قلبه))

ولذكم أيها الاحباب الكرام :            
سردت لكم فيما مضى من الخطبة عقوبةَ تارك الصلاة والمفرط فيها، وما أنذره به الله ورسوله من عقوبات، وكما قلنا فإننا لا نفعل هذا إرهاباً
ولا تقنيطاً، فلسنا أوصياء على دين الله ..!

فكلنا عبيد الله، وكلنا خطاء، ولا يسلم من الذنب أحد يقول عليه الصلاه والسلام في الحديث الذي أخرجه الترمذي من حديث أنس رضي الله عنه : ((كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون))

 ولكن فعلناه تذكيراً لأنفسنا ولإخواننا بخطورة هذا الأمر وعظمته.
وهذا التذكير يا عباد الله يستوجب التبليغ،
 فكل من لديه أخ أو ابن أو قريب تارك للصلاة فليذكره بالله وليأمره بالصلاة إن كان فعلاً يحبه .

يقول سبحانه موجهاً الخطاب إلى رسوله الخاتم:
" وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا. لا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَّحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى" [طه ]

- وها هو العبد الصالح لقمان يأمر ابنه بهذه الفريضة العظيمة فيقول له :
" يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ " [لقمان:17] ..

 فليوصِ كلٌ منا أهله بالصلاة، وليحضهم على التوبة، فالله يقبل توبة العبد إذا تاب مهما اقترف من ذنوب؛ لأن الذنب من طبيعة البشر ..
 ففي الحديث الذي اخرجه مسلم من حديث ابي هريره رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه
(( والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم ))

فالخسارة والمصيبة ليست في الذنب،.
ولكن الخسارة والخطر والهلاك  :
" في الإصرار على الذنب وعدم الاستغفار منه "
 فتب إلى الله يا تارك الصلاة .!
 ارجع إلى الله يا متهاوناً في هذا الركن العظيم .!
ارجع إلى ربك ومولاك .!
ارجع إلى سيِدكَ ومدبر أمرك .!
اذكره يذكرك، واشكره يزدك .!
 واسجد له يرفعك، وادعوه يسمعك .!
 وأعلُ ذكره يعلُ ذكرك، وتواضع له يزدك عزا.!
 واعلم أنك بالتكبر عليه لن تضرّ إلا نفسك،
 فالعبد لا يصلح إلا أن يكون عبداً،
ومن لم يكن عبداً لله فسيكون عبداً لسواه.

أسأل الله سبحانه أن يجعلنا عباداً أوابين منيبين توابين، وأن يغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا،
وأن يثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين ..
                                                                                                   
اللهم ارزقنا المحافظة على هذه الصلوات حيث يُنادى لها.
 اللهم ارزقنا فيها الطمأنينة والخشوع.
اللهم ارزقنا فيها الإقبال عليك، والخضوع بين يديك.
ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء..

اللهم اسقنا الغيث الهنيءولا تجعلنا من القانطين
اللهم اسقنا الغيث الهنيءولا تجعلنا من المحرومين
اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تجعلنا من اليائسين..

اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تهلكنا بالقحط والسنين..

اللهم لا تجعلها علينا سنيناً كسِنين يوسف...
اسقنا غيث الايمان في قلوبنا وغيث الرحمه في اوطاننا وغيث العافيه في ابداننا .!
   
اللهم انا نسألك رحمهً تهدي بها قلوبنا وتصلح بها أحوالنا وتغفر بها ذنوبنا وتحسن بها ختامنا.

ثم اعلموا انّ الله أمركم بأمرٍ بدأ به نفسه
وثنى به ملائكته المسبحه بقدسه وثلث به عباده
من جنِّه وإنسه فقال :-
(( إنَّ اللّهَ وملائِكتَه يُصلونَ على النَّبي يا أيَّها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ))....
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد،..
 وارضَ اللهم عن خلفائه الراشدين، وعن الصحابة أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك ورحمتك، يا أرحم الراحمين.
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
-----------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------


الجمعة، 20 يوليو 2018

 🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان        
[ أحبُّ الاعمال الى الله الصلاة على وقتها ] ( ١ )
       السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
                   الخطبه {{ 13 }}
إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 20 يوليو 2018م
الموافق 6 ذو القعده 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ            
ايها الأحباب الكرام :                
محبة الله عزوجل للعبد غاية المنى ، والمطلب الأسمى ، والمرغوب الأسنى ، فمن حاز حب الله له فقد حُفظ ، ووقِي ، وكُفي ، وهُدي ، لأن الله يحبه ، وسوف يسدده ، ويحفظه من الانحراف والخطأ والزلل .!
ولاجل ذلكم سلسلتنا المباركه لأحب الاعمال الى الله لازالت مستمره ومتواصله .!
واليوم نحن كذلك على موعد مع عملٍ جديد من تلك الاعمال الفاضله التى يحبها الله عزوجل ..
فَفي الصحيحين من حديث أَبِيْ عَبْدِ الرَّحْمٰنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
 أَيُّ اْلأَعْمَالِ أَحَبُّ إَلىَ اللهِ تَعَالىٰ ؟
قَالَ {الصَّلاَةُ عَلىٰ وَقْتِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ أَي ؟
 قَالَ: بَرُّ اْلوَالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيْ؟
قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ }  .

وسنقف هذا اليوم مع هذه الفريضة المفروضة
على كل مسلم؛ غنيٍ أو فقير، صحيحٍ أو مريض،
ذكرٍ أو أنثى، مقيمٍ أو مسافر، في أمنٍ أو في خوف.
 إنها قرةُ عيونِ المؤمنين، ومعراجُ المتقين،

بل إنّها قبل ذلك قرةُ عينِ سيد المرسلين نبينا محمد عليه أفضلُ الصلاةِ وأزكى التسليم.
القائل ( حُبّبَ إليّ من دنياكم ثلاث :
الطيبُ والنساءُ وجُعلت قرةُ عيني في الصلاة )

انّها أولُ ما فرضَ الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم  من الأحكام.
حيثُ فُرضت في أشرفِ مقامٍ وأرفعِ مكان .!

ولشرفها وفضلها ومكانتَها أوصى بها
 النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو في سكراتِ الموتِ، وفي الرَّمَقِ الأخيرِ، فكان يقول لأصحابه في مرضِه الذي تُوفِّي فيه وهو يُغرغرُ بنفسه :
   (الصلاةَ الصلاةَ، وما ملكت أيمانُكم)

إنّها أعلى الفرائض وأزكاها .!
إنّها أعظمُ شعائرِ الدِّينِ وأهمُّ أركانِ الإسلامِ بعد الشهادتين..!
الصلاة عماد الدين وعصامُ اليقين .!
الصلاة  هي معراج المؤمن الى الله .!
الصلاة ناصيةُ القرُباتِ وعزةُ الطاعاتِ .!
الصلاة  هي اول ما يسأل عنه العبد يوم القيامه
فإن قُبِلت قُبِلَ سائرُ العمل، وإن رُدَّت رُدَّ سائرُ العمل.
الصلاة ملجأ الإنسان ومفزعه عند الشدائد في كل أمر من أمور دينه ودنياه.!
الصلاة مفتاحٌ من مفاتيحِ الجنة.!
الصلاة من أعظم الطاعات والشعائر التى فُضلّت على سائر الأعمال.

أمرَ اللهُ تعالى بها الأنبياءَ جميعاً :
 فهذا إمامُ الحنفاءِ إبراهيمُ عليه السلام  يسأل ربَّه، فيقولُ :
﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ)
وأمر تعالى بها موسى عليه السلام، فقال:
﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي)  .
وأمر الله المسلمين بالمحافظة عليها وإقامتها في أوقاتها فقال سبحانه :
 ( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ (238)

وقال الله تعالى :
( إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً ).
كما جاء الأمر في مواضع كثيرة في القرآن الكريم بإقامة الصلاة وليس بالصلاة فقط :
فقال الله تعالى :
 ( وَأَقِمْ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنْ اللَّيْلِ )
وقال سبحانه :
( إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلاةَ لِذِكْرِي ) وقال العلي القدير  :
 ( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )  وقال سبحانه  :
 ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ) وقال :
( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ )
وقال : ( فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ 4 )

وقال : ( وَأَنْ أَقِيمُوا الصَّلاةَ وَاتَّقُوهُ وَهُوَ. ( 6 )
الَّذِي إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ) وقال :
 ( وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ ) و. قال :
 ( فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ ) وقال :
( فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ) وقال :
( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً 4 ) وقال :
( وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ) وقوله تعالى: ( الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة ) وقال سبحانه :
 ( يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ) وقال :
  ( وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ إِنَّا لا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ )  

والمراد بإقامة الصلاة :
" إتمام قراءتها وإتمام ركوعها، وإتمام سجودها، وحضور القلب فيها وكل ذلك في خشوع وخضوع لله رب العالمين". .
قال الضحاك :
 عن ابن عباس رضي الله عنهما- « إقامة الصلاة إتمام الركوع والتلاوة والخشوع والإقبال عليها »
وقال قتادة :
 « إقامة الصلاة المحافظة على مواقيتها ووضوئها وركوعها وسجودها وتلاوة القرآن فيها والتشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فيها » .

الصلاةُ هي فواتحُ الخيرِ  وخواتمُه،.      
يَفتتحُ المسلمُ بالصلاة نهارَه، ويختمُ بها يومَه، يفتتحها بتكبير الله، ويختِمُها بالتسليم على عبادِ الله.
بها افتُتِحت صفاتُ المؤمنين المفلحين، وبها خُتمت، قال تعالى:
﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ ﴾ [المؤمنون: 1، 2]
ثم قال في آخر صفاتهم:
 ﴿ وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )[المؤمنون: 9 - 11].
فهذه هي الصلاة يا عباد الله - :
وإنّها لكذلك وأكثر من ذلك، ولماذا لا تكون كذلك؟
وهي الصلة بين العبد وربه،
- وهى تنهى عن الفحشاء والمنكر :
 ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ ﴾ [العنكبوت: 45].

- وهي مصدرٌ للقوة ومُبعِدٌ للكسل :  
 ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 153].

- وهي جالبةُ الرزقِ والبركة :
 ﴿ وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى ﴾ [طه: 132].

- وهي مكفرةٌ للخطايا ، ومطهرةٌ للذنوب :
((وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ   الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)).

- وهي بسطةٌ في الرزق وزيادةٌ في الفضل :
( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرّاً وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ) ..

- وهي فوزٌ بالجنه :              
( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ (15) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) ..

وقد أجاد من قال :
ألا في الصلاةِ الخيُر والفضلُ أجمع ْ
                           لأنَّ بها الآرابُ للِه تخضعْ
وأولُ فرضٍ من شريعةِ ديننا
                      وآخرُ ما يبقى إذا الدينُ يرفعْ
فمن قامَ للتكبيرِ لاقته رحمةٌ  
                         وكان كعبدٍ ببابِ مولاه يقرعْ
وصارَ لربِّ العرشِ حين صلاته
                     نجياً فيا طوباه لو كانَ يخشعْ

فهذه هي الصلاه يا كرام :
وهذه منزلتها وهذه مكانتها ومع ذلك :
ما اقل عشاقها وما اكثر قاطعيها وتاركيها ؟!
فإلى الله المشتكى .!
الاسواق تتزين بزوارها وتفتخر بكثرة أعدادهم الذين يزدادون يوماً بعد يوم .!
اسواق الطعام تمتليء  !
 وأسواق الخضروات والفواكه تمتليء .!
وأسواق الملابس تمتليء !
وأسواق القات تمتليء !
والمنتزهات والحدائق تتزين بكثرة أعداد روّادها الذين يزدادون يوماً بعد يوم .!
المصحات والمستشفيات ، النوادي والملاعب
المنتديات والاستراحات ، المسارح والصالات
المحاكم والنيابات ، المدارس والجامعات
المجالس والقاعات ، والمطاعم والكبريهات
كُلِّها تتزين بكثرة أعداد روّادها ونزلائها وضيوفها ومرتاديها والذين يزدادون يوماً بعد يوم .!

والمساجد وبيوت الله تشتكي الى الله من قلّة زوارها ومرتاديها وعمّارها ..!!!

حتى اصبحنا لا نرى في الصفوف إلا العجائز وكبارَ السن والأطفال ..
بينما الوجهاء والعقلاء والساسه والمسئولين
والمتعلمين والمثقفين والمربين لا وجود لهم إلا في الغالب والنادر ...!
اللهم ارزقنا المحافظة على هذه الصلوات حيث يُنادى لها.
 اللهم ارزقنا فيها الطمأنينة والخشوع.
اللهم ارزقنا فيها الإقبال عليك، والخضوع بين يديك.
 وأعِنَّا اللهم ربنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك،وأقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب.

الخطبة الثانية :
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ            
ايها الأحباب الكرام :
ونحن نعيش اليوم مع عمل جديد ضمن سلسله اعمال يحبها الله عزوجل
فإن عمل اليوم الذي يحبه الله هو الصلاه
من حديث عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُوْدٍ رضي الله عنه قَالَ :
سَأَلْتُ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم :
 أَيُّ اْلأَعْمَالِ أَحَبُّ إَلىَ اللهِ تَعَالىٰ ؟
قَالَ {الصَّلاَةُ عَلىٰ وَقْتِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ أَي ؟
 قَالَ: بَرُّ اْلوَالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيْ؟
قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيْلِ اللهِ }  .

فالصلاة لذةٌ ومناجاةٌ تتقاصر دونها جميعُ الملذات
انها صلاحٌ للبدن والروح،  ونورٌ في الوجه والقلب،                                            
نعم احبابي الكرام :            
الصلاة نور ، الصلاة سعاده ، الصلاة أُنس
الصلاة غبطة ، الصلاة سرور ، الصلاة طمأنينه ، الصلاة لذه ، الصلاة مناجاة ، الصلاة هناء ،  الصلاة هدايةٌ ،  الصلاة سلوة خاطر وانشراحُ صدر ، الصلاة معراجٌ الى الله ، الصلاة صلةٌ بالله ،الصلاة قربٌ من الله ، الصلاة رَوحٌ وريحان ونعيمٌ وجِنان .
وحياةٌ بلا صلاة لا حياة .!
بلا صلاة ستعيش في تعاسه ، ستعيش في حِيره
ستعيش في همّ في غم في نكد في بؤس
في ضياع في تيهان في ضيق في قسوه
في ضلام في توجس في قلق في رعب في خوف!
 تخاف من كل شيء . تخاف من نفسك .!
تخاف من ضلك ، تخاف من الريح اذا حركت شيئاً بجوارك ، تخاف من الظلام  .!
تخاف من كل من هم حولك .!      
حتى تصبح حياتك كلها خوف وكلها ضنك :
( ومن اعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكى ..)
فسر المفسرون ذكر الله  بأنها ( الصلاه )
يقول الله في مواضع كثيره :-
( يا ايها الذين امنّوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعهِ فاسعوا الى ذكر الله ...)
( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّه)
( رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ...)
( لاتلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ..)
( ولذكرُ اللهِ اكبر ....)
ولذلكم : " ومن اعرض عن ذكري "
اعرض عن الله ودين الله وشرع الله وكتاب الله
وقطع صلته بالله وهجر بيوت الله ...
" ومن اعرض عن ذكري فإنّ له معيشةً ضنكى ونحشره يوم القيامه أعمى . قال ربِ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيرا . قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى "

ولذلكم                              
تركُ الصلاة ضيقٌ في الصدر وعذابٌ نفسي لايشعر به إلا من تركوا هذه الفريضة العظيمه .!

حتى وان رأيتهم يضحكون .!
حتى وان رأيتهم يلهون ويمرحون .!
او رأيتهم يقهقهون .!
او رأيت السرور والسعاده تعلو على مُحياهم
فإنها سعادة وهميه ، سعادة آنيه .!
سعادة وقتيه ، سعادة لحظاتيه !
سرعان ما تختفي وسرعان ما تنتهى وسرعان ماتذوب لتتحول الى وجعٍ وحسره ، وآناتٍ وألم ، وآهاتٍ وحَزَن .!

ففي دواخلهم من الهم والغم والضيق ما لا يعلمه
إلاّ الله ، وصدق الحسن البصرى وهو يصفهم بقوله :
" إنّهم وان طقطقت بِهمُ البغال او هملجت بهمُ البراذين إلاّ أنّ ذلَّ المعصيه لايفارق قلوبهم
ابىّ اللهُ إلاّ أن يُذلَ من عصاه ".

فكيف يفرح من ترك قرةَ العين !؟
وكيف يضحك وكيف يسعد وكيف يلهو وكيف يمرح وكيف ينعم بحياته وكيف يهنأ بطعامه وكيف يرتوي من شرابه وكيف يتلذذ بنومه وكيف تقرّ عين
وكيف يَغمضُ جفنُ من لا يصلي   ومن لايعرف المسجد ال آلبته .!
نعم /
يا لطولِ حسرةَ من ضيع صلاته .!!!
ويا لحسرته ماذا ضيّع؟!
لقد ضيّع ركن دينه.!!!
فاستحق ان يكون شقياً محروماً .!

ويحه ما أعظمَ خيبته .!
وما أشدّ غفلته .!
فقد حُرِمَ قرةَ العين، وراحة البال، وبردَ اليقين.
أما سمع الزواجر؟؟!
أما قرأ في كتاب الله عن جواب اهل النار في النار والسبب الذي اوصلهم إليها .
فإذا هم يأكلون من زقومها وغلسينها .!
 ويشربون من حميمها وغساقها .!
ويصطلون بسعيرها واغلالها ..!
﴿ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ﴾ [المدثر: 42، 43].
 ﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ارْكَعُوا لَا يَرْكَعُونَ * وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ﴾ [المرسلات: 48، 49].
{ فَخَلفَ مِن بَعْدِهمْ خلَْفٌ أَضَاعوْا الصََّلاةَ واتبعوا الشَهواتِ فَسوفَ يَلْقونَ غَيّاً ....}

بل أما علم ان ترك الصلاة عمداً أعظمُ جرماً من القتل والزنى ..
جاء في كتاب الكبائر لإبن القيم الجوزيه :
انّ إمرأة تدخل على كليم الله موسى عليه السلام تدخل عليه قلقه حيرانه باكيه حزينه وتقول له :
إنى أذنبت ذنباً عظيماً وقد جئت لأعلن توبتي
الى الله فادعوا الله لي ان يقبل توبتي .!
فقال موسى عليه السلام وماذا كان ذنبكِ يا امرأة.؟!
فقالت : زنيت وحملت بطفل ولما وُلد قتلته .
فشطاط موسى كليم الله غضباً وقال :
أبعدَ هذا الجرم وبعد هذا العمل تريدين ان ادعوا الله ان يغفر لكي ويقبل توبتك ..!
اخرجي من هنا حتى لاتنزل نارٌ من السماء فتحرقنا بسببك ..!
فخرجت تلك المرأة حزينه كسيرة منكسره
فنزل جبريل عليه السلام الى نبي الله موسى
وقال له يا نبي الله السلام يقرأك السلام ويقول لك: لِما رددت التائبه ؟ لما رددت التائبه ؟
اما وجدت شراً منها ؟!
فتعجب نبي الله موسى وقال ايوجد شرٌ ممن يزني ويقتل .!! قال جبريل : نعم .!
تارك الصلاة عامداً متعمداً ..!

او تظنُ ان ترك الصلاة سهل !
او تظن ان ترك الصلاة امرٌ بسيط !
او تظن ان ترك الصلاة شيء هين.!

اسمع معي الى مايقوله صلى الله عليه وسلم:((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر ))
وقال صلى الله عليه وسلم -:
((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة)).
وقال صلى الله عليه وسلم -:
" أن الصلاةَ آخرُ ما يَفْقِدُ العبد من دينه، فليس بعد ضياعها والتفريط فيها إسلام "
ويقول فاروق الأمه عمر رضي الله عنه - :
" لا حظَّ في الإسلام لمن ترك الصلاة "

 وقال ايضاً رضي الله عنه -:
" من ضيع صلاته فهو لما سواها أضيع "

فيامن شاب شعره ! ويامن خارت قوته!
ويا من ضَعفَ سمعه وبصره .!
ويامن احدودب ظهره !
ولازال للصلاة تاركاً وللمساجد هاجراً ..!

لا عليك عش ما شئت ، وكلّ ما شَئت ، والهو كما شئت ، واضحك كما شئت ، وافرح كما شئت
فإنك إن ابتعدت عن هذا المسجد وهذا المكان  لتقيم فيه حق الله وغرك مالك وخدعك سلطانك وجاهك ووووو !!!
فإنك ستدخله رَغماً عنك ..!
لكن دخولك هذه المره يختلف ..
ستدخله وانت محمولٌ على أكتاف الرجال ليصلى عليك فيه ...
ولن ينفعك عندها إلاّ ماقدمت !

 اينّ جآهك ! اينّ قوتك ؟ اينّ جبروتك !؟
اينّ حاشيتك !؟ اين بطانتك ؟ اينّ خدمك ؟!

اينّ مالك !؟ اينّ كنوزك !؟
 اين قصورك !؟ اينّ عقاراتك ؟!
اين ثراؤك !؟  اينّ سلطانك !؟
اين ملكك ؟
اينّ كُلَّ هذا ليدفعَ عنك الأجل وليؤخر عنك الموت ولو ليومٍ او يومين !؟
ولو لساعةٍ او ساعتين او لحظةٍ او لحظتين ! :
( فولا اذا بلغت الحلقوم • وانتم حينئذٍ تنظرون • ونحن اقرب اليه منكم ولكن لا تبصرون • فولا إن كُنْتُمْ غير مدينين • ترجعونها ان كُنْتُمْ صادقين .)
                                         
اللهم ارزقنا المحافظة على هذه الصلوات حيث يُنادى لها.
 اللهم ارزقنا فيها الطمأنينة والخشوع.
اللهم ارزقنا فيها الإقبال عليك، والخضوع بين يديك.
ربنا اجعلنا مقيمي الصلاة ومن ذرياتنا ربنا وتقبل دعاء..
اللهم اسقنا الغيث الهنيءولا تجعلنا من القانطين
اللهم اسقنا الغيث الهنيءولا تجعلنا من المحرومين
اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تجعلنا من اليائسين..
اللهم اسقنا الغيث وآمنا من الخوف ولا تهلكنا بالقحط والسنين..
اللهم لا تجعلها علينا سنيناً كسِنين يوسف...
اسقنا غيث الايمان في قلوبنا وغيث الرحمه في اوطاننا وغيث العافيه في ابداننا .!

اسْقِنَا مِنْ فَيْضِكَ الْمِدْرَارِ، وَاجْعَلْنَا مِنَ الذَّاكِرِيْنَ لَكَ في اللَيْلِ وَالنَّهَارِ، الْمُسْتَغْفِرِيْنَ لَكَ بِالْعَشِيِّ وَالأَسْحَارِ.

اللهم اسقِنا غيثًا مغيثًا، هنيئًا مريئًا، مريعًا غدَقًا، مجلِّلاً عامًّا، طبقًا سحًّا دائمًا ..

 اللهم إن بالعباد والبلاد والبهائم والخَلْق من اللأواءِ والجَهد والضنك ما لا نشكو إلا إليك..

 اللهم أنبِتْ لنا الزرع، وأدِرَّ لنا الضرع، واسقِنا من بركات السماء، وأنبِتْ لنا من بركات الأرض،
وَبَارِكْ لَنَا في ثِمَارِنَا وَزُرُوْعِنَا وكُلِّ أَرزَاقِنَا يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

اللهم ارفع عنا الجَهدَ والجوع والعري
واكشف عنا مِن البلاء ما لا يكشفه غيرُك ..

اللهم إنا نستغفِرُك إنك كنتَ غفارًا؛ فأرسلِ السماءَ علينا مِدرارًا ..

 اللَّهُمَّ اجْعَلْ جَمْعَنَا هَذَا جَمْعًا مَرْحُوْمًا، وَاجْعَلْ تَفَرُّقَنَا مِنْ بَعْدِهِ تَفَرُّقًا مَعْصُوْمًا، وَلا تَدَعْ فِيْنَا وَلا مَعَنَا شَقِيًّا وَلا مَحْرُوْمًا.

 اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْهُدَى وَالتُّقَى وَالعَفَافَ وَالغِنَى.

اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَرْزُقَ كُلاًّ مِنَّا لِسَانًا صَادِقًا ذَاكِرًا، وَقَلْبًا خَاشِعًا مُنِيْبًا، وَعَمَلاً صَالِحًا زَاكِيًا، وَعِلْمًا نَافِعًا رَافِعًا، وَإِيْمَانًا رَاسِخًا ثَابِتًا، وَيَقِيْنًا صَادِقًا خَالِصًا، وَرِزْقًا حَلاَلاًَ طَيِّبًا وَاسِعًا، يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.

 اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلاَمَ وَالْمُسْلِمِيْنَ، وَوَحِّدِ اللَّهُمَّ صُفُوْفَهُمْ، وَأَجْمِعْ كَلِمَتَهُمْ عَلَى الحَقِّ، وَاكْسِرْ شَوْكَةَ الظِّالِمِينَ، وَاكْتُبِ السَّلاَمَ وَالأَمْنَ لِعِبادِكَ أَجْمَعِينَ.

 رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفي الآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
رَبَّنَا لا تُزِغْ قُلُوْبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً، إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُوْنَنَّ مِنَ الخَاسِرِيْنَ.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى
فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦).
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
---------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
---------------------------------------

الجمعة، 13 يوليو 2018

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان        
{ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ  }(  2 )
من فوائد المداومه :( تفريج الكربات وإزالة المصائب والنجاة من الشدائد )
  السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
                   الخطبه {{ 12 }} الجزء الثاني
إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 13 يوليو 2018م
الموافق 29 شوال 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ            
ايها الأحباب الكرام :
وقفنا في الجمعه الماضيه حول عمل من احب الاعمال الى الله وهو المداومه على العمل الصالح
كما جاء ذلك في حديث عائشه رضي الله عنها
ان النبي صلى الله عليه وسلم قال :
( أحبُ الاعمال الى الله ادومها وان قل )..
وقلنا ان من فوائد وآثار وثمار المداومه على العمل الصالح :
( دوام اتصال القلب بخالقه - وثمرة حسن الخاتمه - وثمرة الثبات على الدين ومعية الله - وثمرة
ان المداوم لا يرد الى ارذل العمر - وثمرة سلامه القلب من النفاق والنجاة من النار - وثمرة محو الخطايا والذنوب ).
وتوقفنا عند ثمرة :
( ان المداومه على العمل الصالح سببٌ لتفريج الكربات وإزالة المصائب والنجاة من الشدائد )

وكماجاء في حديث ابن عباس الذي رواه الترمذي وأحمد أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لابن عباس "يا غلام إني أعلمك كلمات :
 أحفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك".

وعن أحمد في مسنده بلفظ :
"احفظ الله تجده أمامك تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة".

 فمن داوم على شرع الله والعمل الصالح
 وحفظ أمر الله فإن الله يحفظه عند الشدائد.
ولن يتخلى الله عنه في الشدة والبلاء.
وفي حديث ابي هريره رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من سرّه ان يستجيب الله له عند الشدائد فليكثر الدعاء في الرخاء ".

نعم ايها الأحباب الكرام :
إنَّ سعادةَ الإنسانِ في الدنيا والآخرة منوطةً بالأعمالِ الصالحة التي تقربه إلى الله زلفى،
 وإنَّ ثمارَ هذه الأعمال المباركة يجنيها صاحبَها في الآخرة جنةً وفرحةً وسرورًا، وفي الدنيا سعادةً وسلامةً وسعة.
ومعلومٌ لدينا جميعًا أننا إذا أحاطت بنا الكروب وضاقت بنا المحن فإنه لا مُخلِّص لنا ولا منجّيَ
إلا الله جل وعلا .!
وحيا من قال :
يا صاحبَ الهمِّ ان الهمَّ منفرجٌ
                       ابشر بخيرٍ فإنّ الفارجَ الله
اللهُ يُحدثُ بعد العسر ميسرة
                           لاتجزعنّ فإن الفارج الله

انظروا إلى يونس بنِ متى عليه السلام
وهو يسقطُ في لُجَجِ البحارِ فيبتلعه الحوت،
 فلا أحدٌ يعلمُ مكانه، ولا أحدٌ يسمعُ نداءه،
ولكن يسمعُ نداءه من لا يخفى عليه نداء،
ويعلمُ مكانه من لا يغيب عنه مكان، فدعا يونسُ ربه وهو في الظلمات :
(ان لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)

فيأتي  الجوابُ الإلهي :          
(فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) [الصافات: 143، 144].

ويأتي الفرجُ الرباني والغوثُ الإلهي :
 (وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)
 [الأنبياء: 88]
وليس المراد بقوله: (فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ) تسبيحه في بطن الحوت .!
ولكن المراد كما قال المفسرون :
أنه كان من المسبّحين الذاكرين قبل وقوعه في بطن الحوت .
قال الحسن البصري :
"ما كان ليونسَ صلاة في بطن الحوت، ولكن قدّمَ عملاً صالحًا في حالِ الرخاء فذكره الله في حالِ البلاء".

فالاعمالُ الصالحه والدوامُ عليها نجاةٌ من المصائب ونجاةٌ من الكربات والشدائد :
ولن أُكثرَ من الأدله والشواهد التى تؤيد هذا المعنى إنما سأكتفي اليوم بقصةٍ قصّها علينا المصطفى صلى الله عليه وسلم .!

وهي قصةٌ واقعية حدثت في الأمم قبلنا ،
حدثت في الزمن الغابر، فيها تربيةٌ للنفوس، وإصلاحٌ للقلوب، وتقويةٌ وترسيخٌ  للإيمان .!

 هذه القصه تؤكدُ انّ سعادةَ الإنسانِ الكاملة، وانشراح الصدر وطِيبُ العيش في هذه الدنيا لاتكون إلاّ :
إذا كان مطيعاً لله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ومؤدياً للأعمال الصالحة التي تقربه إلى الله زلفى

كما تُبيَّن لنا هذه القصه أنّ نجاة المسلم. وخلاصه من الكربات والأزمات والمحن بيد علام الغيوب، الذي لا يُضيّعُ عباده أبداً مهما أحاطت بِهمُ الضوائق والشدائد والملمات .

إنها قصةٌ تحكي حالَ ثلاثة نفرٍ ممن سبقنا،
هم أصحابُ قلوبٍ مؤمنةٍ بالله.!
أشخاص لهم رصيد من الأعمال الصالحة؛
أحبوا ربهم، وأطاعوه فيما أمرهم، وبذلوا جهدهم في إرضائه، فابتُلوا بقدرٍ من الله، عاشوا لحظاته بين همٍّ وغَمٍّ، وشِدةٍ وكَربٍ، وضِيقٍ وحُزن؛ ولكن كانت قلوبهم متعلقةٌ بالله .!
متيقنةٌ بأنه لا يكون شيء في هذا الكون إلا بأمره وقَدَره، فلجِئوا إليه، ودعَوه بصالح أعمالهم،
فلبى دعائهم، واستجاب لهم، وفرّجَ عنهم كربتهم، وكانت تلك كرامةً منه تعالى لهم.

نعم أحبتي الكرام :                
ثلاثةُ نفر آواهم المبيت في غار فانطبقت على بابِ غارهم صخرةٌ كبيره فسدت عليهم باب الغار..
فأصبحوا بعد انطباق الصخرة عليهم في حالٍ أشدَّ من حالهم السابقة ...!!!
حيث كانوا يستطيعون الصبر على المطر والمشي تحت قطراته المتساقطة .!
أمّا حالُهم بعد انسدادِ الغار فهي حالةُ موتٍ محقق .!
فعَظُمت حينئذٍ مصيبتهم، وانعدمت بالناس صلتهم.
 أصبحوا محصورين لا يمكن أن يصلوا إلى أحد، أو يصل إليهم أحد، ليست هناك وسائل للاتصال نهائياً .!
لا الآثار ولا الصوت، ولا الاتصال، جميع الوسائل مقطوعة.
لقد أصبح هؤلاء الثلاثة كحالِ قومٍ في سفينةٍ لعبت بها الأمواجُ يمنةً ويسرة في يومٍ عاصف ، ترفعهم تارةً وتخفضهم تارةً أخرى وهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئاً.
بل مَثَلُهم كمثلِ قومٍ في طائرةٍ حلّقت في جو السماء وحصل فيها خلل فأخذت تتأرجح بهم في الفضاء يميناً وشمالاً، ومابين الصعود والهبوط، ينتظرون الموت في كل لحظة، وقائد الطائرة لايملك من الأمر شيئاً.
وهنا علموا أنّه لا نجاةَ لهم إلاّ بالله الذي يرى مكانهم ويعلم بحالهم ويسمع شكايتهم، وهو الذي لا تخفى عليه خافية في الأرض ولا في السماء. فقالوا فيما بينهم :
لا ينجيكم من هذه الورطة، ولايخلصم من هذه الشده ، ولا يُزحزح عنكم هذه الصخرة، إلا القادر على كلِّ شيء الذي يُجيب المضطر إذا دعاه. فادعوا الله بصالح أعمالكم.

وهكذا يتوجه العارفون لله عند حلولِ الشدائد
لعلمهم انه لا يكشف الضر إلا الله؛ لذلك لجئوا إليه، وهذا من تمام التوحيد .!
بخلاف مشركي زماننا، الذين يلتجئون عند المصائب إلى أصحاب القبور والأموات والأضرحة والأولياء الذين لا يملكون لأنفسهم نفعًا، ولا ضرا،
ولا يملكون موتاً ولاحياةً ولانشوراً ..
( ولا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون )

فتقدم أول هؤلاء الثلاثه ليتوسل لله بأفضلِ وارجى اعماله فقال :
" اللهم إنّه كان لي أبوان شيخان كبيران،
وكنت لا أغبق قبلهما أهلا ولا مالاً. أيْ:
لا أقدَّم في الشرب قبلهما أحدا.
فتأخر عليهما ليلة حتى نام أبواه قبل أن يأتي إليهما فلما وجدهما نائمين، انتظر استيقاظهما، والقدح في يده، ولم يرض أن يسقي صبيته قبل أبويه، ولم يستيقظ أبواه حتى برق الفجر .
فاستيقظا فشربا غبوقَهما.
ثم قال : اللهم إن كنت صنعتُ هذا إبتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه.
فانفرجت الصخرة شيئاً قليلاً غير أنهم.
لا يستطيعون الخروج".

فهذا الاول  :                    
توسل إلى اللهِ بعبادةٍ عظيمةٍ أخْلَصَهَا لله .!
توسل ببرِ والديه، وحرصه على راحتهما وعدم تنغيصِ النوم عليهما، بل وإيثارهما على أولاده .

وحبُّ الأولاد طبع، وحبُّ الوالدين شرع.
والنفسُ ربما قَدمتِ الطبع على الشرع،
ولكن هذا الرجل غلّب الشرع على الطبع ،
 وهذا ما لا يستطيعه إلاّ من قوي إيمانه،
وحزم مع نفسه .
فيا من عقَّ والديه أو أحدهما ؟
ماذا أعددت للنوائب ؟؟!
وماذا أعددت للنوازل .!؟
وماذا أعددت للمصائب ؟
أو يُعقل ان تتوسلَ لربك بعقوقك وبتقديم زوجَك وولدَك على والديك  ؟                                    
بل أما علمت أن العقوقَ نفسه سببٌ للمصائب والنوازل .!
نعم أحبتي الكرام :
اسألوهم عن اسباب المشاكل التى طحنتهم طحنا!
واسألوهم عن اسباب الهموم والغموم التى لزمتهم دهراً.!
واسألوهم عن اسباب الامراض التى نزلت على رؤسهم دون ان تفرق بين صغيرهم وكبيرهم  .!
واسألوهم عن الأسباب التي محقت البركه من اموالهم والصحه من أجسادهم ..
ستجدون جواباً لكل هذا وهو بسبب :
        [[ عقوقهم لآبائهم وامهاتهم ]] ..

يقول النبي صلى الله عليه وسلم  :
"اجتنبوا السبع الموبقات، ومنها (عقوق الأمهات )"
وهي رسالة إلى من عقّ والديه وأطاع زوجته وفضّل أولاده على والديه :
أن يتوب إلى الله فيبرّ والديه ويحسن إليهما
ويرجع إليهما قبل فوات الآوان .!

ثم تقدم الثاني متوسلاً لله بأرجى اعماله فقال :
 اللَّهم إنه كانت لي ابنةُ عم ٍكانت أحبَ الناس إليَّ، وفي رواية :
 كنت أحبها كأشد ما يحب الرجال النساء، فأردتها عن نفسها أي؛:
طلبت منها ما يطلب الرجل من زوجته فامتنعت مني، حتى ألمّت بها سنة من السنين قحطٌ، وجوعٌ، وفقرٌ فجاءتني فأعطيتها عشرين ومائة دينار على أن تُخلي بيني وبين نفسها ففعلت، حتى إذا قدرت عليها، وفي رواية فلما قعدت بين رجليها قالت:
" اتق الله ولا تفضنّ الخاتم إلا بحقه "
 فانصرفت عنها، وهي أحب الناس إليَّ، وتركت الذهب الذي أعطيتها .!
" اللَّهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة غير أنهم
لا يستطيعون الخروج منها .."

وهذا الثاني :
 توسل إلى الله بتركه الفاحشة بابنة عمه ، وتَرَكَ الحرام لله بعد أن تمكن منه، ولم يَحِلْ دون ارتكابه حائل إلا حائلُ التقوى، حُرِّك في قلبه فتحرك، وذُكِّر به فتذكر :
( اتق الله ولا تفضَّ الخاتم إلا بحقه ).
- فقام عن الفاحشة، وانصرف عن الزنا ..
خاف مقامه ربه فنهى النفس عن الهوى .
- قام عن الفاحشة تعظيماً لله، ليس انغلاقاً نفسياً، وإعراضاً لا إرادياً، بل قام عن ابنة عمه وهي أحبَ الناسِ إليه .
فأين هذا ممن يبذل ماله ، وفكره ، وجهده ، ووقته وسلامة دينه مقابل ما هو أقل من ذلك من نظرة
أو نظرات محرمة، ويقال له :  ( اتق الله )
 ويخوف بسطوة الله وقرب انتقامه ثم لا يتوبون
ولا هم يذّكرون والله تعالى يقول :
( يَعلَمُ خَائنةَ الأَعينِِ ومَا تُخفِي الْصُدور ).

ثم تقدم الثالث ليتوسل لله بارجى اعماله فقال :      
اللهم إني استأجرت أُجراء وأعطيتهم أجرهم غيرَ رجل واحد ترك الذي له وذهب .قال :
 فثمَّرت أجره حتى كَثُر، فجاء بعد حين يريد أجره. فقلت :
كل ما ترى من إبلٍ وبقرٍ وغنمٍ ورقيقٍ هو أجرك.
فقال: يا عبد الله لا تستهزئ بي !!
فقلت: لا أستهزأ بك، ولكنّه حقك..
 فأخذه كله فاستاقه ولم يدع لي منه شيئاً .!
اللهم إن كنت فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج عنا ما نحن فيه، فانفرجت الصخرة، فخرجوا يمشون.

وهذا الثالث  :
تقربّ وتوسل إلى الله بالأمانة، وحِفْظِ حقّ الضعيف، ولم يأكل عليه ماله بحجة أنه هو الذي تركه ، بل لم يقتصر عمل هذا أن حفظ الأمانة على وجهها، فحسب .!
بل كان محسناً، فنَّمى المال لصاحبه، ولم يأخذ منه شيئاً ولم يتردد بدفعه إليه فغلبَ بهذا شحَّ نفسه :
(ومن يوق شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون).
وهي رساله للذين يعيشون على الرشاوى في معاملاتهم .!
وللذين يأخذون امولاً خداعًا، وكذباً وهم لايستحقونها !!
كماهي رساله الى كل مؤتمن على مال غيره .!
 ولكل قائم على مالِ أيتام .!
ولكل ناظر على أوقافِ أمواتٍ أو أحياء .!
كماهي رسالة إلى من يأكل أموال العمال .!
وإلى من يـأكل أموال المستضعفين  .!

أنّ هذه حقوق بشر وهي امانه ويوم القيامه حسابٌ وعقاب وخزيٌ وندامه ونارٌ تلظى لايصلاها
إلا الأشقى !

فهذه ثلاثهُ اعمال صالحه وأعمال طيبه قدمها هؤلاء الثلاثه النفر .!
صدقوا بها مع الله فصدقهم الله، ولم يضيعهم،
ولم يخزهم، ولم يُسلمهُمْ إلى ما يُعكرُ صفو حياتهم .!
بل تولاهم بفضله سبحانه .!
وأحاطهم برحمته جل جلاله .!
 وأفاض عليهم من جزيل هباته جلت قدرته .!
 فنالوا ولاية الله تعالى وحازوا خيري الدنيا والآخرة.
وهنا لابد لنا من وقفة مع هولاء الثلاثه الذين لجؤا الى الله بأخلص وارجى أعمالهم فكانت سبباً لنجاتهم وخلاصهم.
انِ ابحث يااخي الكريم :
يميناً وشمالاً وفتش في سجل ايامك حتى عمرك هذا الثلاثين او الأربعين او الخمسين او الستين لتجد لك عملاً صالحاً بينك وبين الله فقط .!
لايعرفه احد ولايعلم به بشر .!
ولا تقول لي صلاةً او صياماً او حجاً ..!
انما اريدُ منك أرجى عمل صالح لا يعرفه بشر .!
اريد اخلص عمل صالح لا يدري به مخلوق وعند الشدائد وعند حلول الكربات تلتجأ الى الله وتتوسل به اليه .

وكم هو العدد الهائل لتلك الاعمال التى تفتح ذراعيها للكثير لتكون اعمالاً مدخرهً لهم ولكن الأغلب يغضون الطرف عنها او لايبالون .

- فكم هناك من الشباب الفقراء الذين شاب شعرُ رؤسهم يريدون الزواج وإكمال نصف دينهم واعفاف انفسهم ثم لا يجدون عوناً لهم لاعفافهم ولو بشيء يسير من المال. .
ومن اعانهم سيكون هذا عملاً صالحاً مدخراً عند شدائده ومحنه يدعوا الله ويتوسل به اليه .

- كم هناك من اسرٍ تموت من الجوع لايجدون كسرة الخبز ولاشربه الماء ولاحفنة التمر لاتجد لها كافلاً او معيناً او راعياً وليكون له عملاً مدخراً صالحاً يدعوا الله ويتوسل به اليه عند نزول المصائب والمحن .

- كم هناك من اسرٍ يفترشون الارض يبيتون على العرى لايجدون مسكناً يلفهم ولابيتاً يؤيهم ولو ان احدنا سارع ببناء غرفهً لهم ليستر حالهم بدل ان يحجّ الثلاث او الاربع مرات او يعتمر الخمس والست مرات وليكون هذا عملاً صالحاً مدخرا له يدعوا الله ويتوسل اليه به عند محنه وشدائده.

- كم هناك من السجناء الذين قضوا حياتهم في سجونهم بسبب مديونيه ماليه قد تاقت نفوسهم للحريه يريدون ان يعيشوا كما يعيش الناس وينعموا ببقيه اعمارهم مع أهلهم وبين أولادهم كماينعم غيره ولو ان احدنا تقدم ودفع عنه ذلك
او حتى بشيء بسيط لكان هذا عملاً صالحاً مدخرا ينفعه عند شدائده ومحنه ومصائبه وكرباته...

فأخلِصوا العمل لله، وراقبوا الله، وبرّوا والديكم تحوزوا بذلك أجرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة، ويبعد عنكم مصائب الدنيا، وأهوال الآخرة.                                

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.


الخطبة الثانية :
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ          
ايها الأحباب الكرام :
يقصُ علينا نبينا ورسولنا الله صلى الله عليه وسلم
اليوم قصةَ ثلاثةِ نفر قدموا َحقَِّ الله على مراد أنفسهم وأهوائهم فلم يخذلهم الله..

انها قصةٌ عجيبة يُجملُ فيها النبي صلى الله عليه وسلم أسباب الخروج من الأزمات والنجاة من المهلكات في ثلاثه امور :
ببرُّ الوالدين والإحسان إليهما وطاعتهما...
وباجتناب الفواحش والمحرمات ..
وبحفظ أموال الناس وحقوقهم ...

واذا ماحلت عكسُ هذه الأسباب من عقوقٍ للوالدين وارتكاب الفواحش وأكل أموال الناس وحقوقهم فلينتظر عندها أصحابها سواءً على مستوى الفرد او الجماعه اوعلى مستوى الاسره
او المجتمع او المؤسسه او الدوله الكوارث والمصائب والنوازل والضوائق والشدائد والمحن .!

وأمتنا الإسلامية أحوج ما تكون إلى أن تتدارس أسباب خروجها من أزماتها التي حبكها أعداؤها وأتقنوا حياكتها فمزقوا نسيجها الاجتماعي وازهقوا ارواح ابنائها ودمروا منشئاتها واقتصاد بلدانها.!
 حتى تحقق في الأمة المحمدية الغثائية التي حدّث عنها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
"يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها، قالوا يا رسول الله أمن قلة نحن يومئذ!  قال: لا، أنتم يومئذ كثير، ولكنم غثاء كغثاء السيل ولينزعنّ الله من قلوب عدوكم المهابة منكم وليقذفنّ في قلوبكم الوهن
قالوا : وما الوهن يارسول الله ؟
قال حبُّ الدنيا وكراهيةُ الموت"

ومن أسباب الخروج من ازماتنا وكرباتنا وكل محننا وضوائقنا وشدائدنا ومن ذلك كله إن نحن فعلاً أردنا ذلك بصدق :
بإخلاص العملِ لله وهو أعظم حق لله .!
ثم في حقوق الآدميين وأعظمهم الوالدان، برعايتهما وحسن برهما أحياءً وأمواتاً .!
ثم في حقوق غيرهم بحفظ أعراضهم وعدم التطلع إلى ما حرم الله منهم وتعظيم الفواحش ما ظهر منها وما بطن.
ثم في حقوقهم المالية والمعيشية وقوتهم وقوت أولادهم وعدم التساهل فيما لهم من متطلبات والتزامات بتأخيرٍ أو منع .

فهذه من أعظمِ أسباب الدفع عن الأمة وإعادة هيبتها وكرامتها وعزتها ومجدها، في زمنٍ هانَ المسلمون فيه على الأمم وأصبحت قضاياهم المشروعة عينَ َ الشمسِ محلَ استجداءٍ من الأمم الكافرة في محافلهم ومؤتمراتهم ولكن :
  ( ومن يهن الله فماله من مكرم) .                                  
- اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا إتباعه وأرناالباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ولا تلبسهما علينا فَنَظِلَ ونشقى.
- اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل ونسألك الإخلاص في السر والعلن.
- اللهم تقبل منا أعمالنا الصالحة إنك أنت السميع العليم.
- اللهم أصلحنا واصلح أزواجنا وذرياتنا.
ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين
واجعلنا للمتقين إماماً .
- يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والإكرام اللهم اغفر لوالدينا ولوالدي والدينا يا حي يا قيوم يا أرحم الراحمين .!

- اللهم انصر الاسلام والمسلمين وأعز الاسلام والمسلمين واخذل اعداءك اعداء الدين.
- اللهم لا تجعل للكافرين عليهم سبيلاً
ولا للمنافقين عليهم سبيلاً
ولا للمبتدعة عليهم سبيلاً
- اللهم آمنا في اوطاننا واجعل هذا البلد امناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين .
- اللهم الطف بأهل اليمن، وأخرجهم من محنتهم سالمين، وادفع عنهم كيد الأعداء، وتآمر الأشرار، وأتم عليهم الأمن والأمان في ظل شريعة الإسلام.

هذا وصلوا وسلموا على الحبيب المصطفى
فقد أمركم الله بذلك فقال جل من قائل عليماً:
{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً}(الأحزاب: ٥٦).
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
---------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------




الجمعة، 6 يوليو 2018

🎤
خطبــة جمعـــة بعنـــوان        
{ أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ  }
( جاءت مناسِبه كدرس بعد الخروج من رمضان)
  السلسله الثانيه لأحب الاعمال الى الله
                   الخطبه {{ 12 }} الجزء الاول
 
إعداد وتحضير وإلقاء...
الاستاذ/ احمد عبدالله صالح
خطيب مسجد بلال بن رباح/
الجمهوريه اليمنيه - محافظه إب .
ألقيت في 6 يوليو 2018م
الموافق 22 شوال 1439هـ

أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ
ايها الأحباب الكرام :
لعلكم تتذكرون جيداً بأننا كنا قبل حلول شعبان ورمضان في رحاب السلسله المباركه الطيبه
( أحبّ الاعمال الى الله  )

وحينما حلت أيامُ البشر بدخول ضيف المسلمين رمضان المبارك ، توقفنا مؤقتاً في الحديث عنها .!

وهانحن نعود اليوم إليكم مجدداً لنجدد الحديث مرة اخرى في سلسله احب الاعمال ..!
ومع عملٍ جديد من تلك الاعمال التى يحبها الله.!

وعملُ اليومِ الذي يُحبه الله جل وعلا يتناسب مع خروجنا من شهر رمضان ووداعنا لشهر الصيام والقيام ..
فياترى ماهو هذا العمل الذي يحبه الله
بعد رمضان ؟؟

ماهو هذا العمل الذي يُحبُ الخالق سبحانه
من عبده ان يقوم به بعد وداعه لشهر العتق والغفران ..؟؟

لا أطيل عليكم أحبتي الكرام ففي الحديث الذي جاء في الصحيحين من حديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
(( أَحَبُّ الْأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ )) ..

إنّه العملُ الصالح الدائم ، العمل ُالمستمر ،
 العمل المتواصل الذي لاينقطع ولايتوقف .!

هو شعائر من الأولياء الصالحين وصفةٌ من صفات المؤمنين الصادقين الذين قال عنهم ربُّ العزه في كتابه :
( وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاتِهِمْ دَائِمُونَ )
فهم لصلاتهم دائمون وعليها محافظون وبها مستمرون لانها سعادتهم وسر توفيقهم وفلاحهم وخيراتهم وبركاتهم وهي معراجهم الى الله .!
بل إنّه من شعار وسنه سيد المرسلين
صلى الله عليه وسلم  ...!!
ففي الحديث المتفق عليه من حديث مسروق قال :
سألت عائشة رضي الله عنها :
( أي العمل كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم ؟  فقالت : الدائم ) ..

وفي صحيح مسلم أن عائشة رضي الله عنهاقالت  "كان الرسول صلى الله عليه وسلم إذا عمل عملاً  أثبته" ..!
مامعنى ( أثبته ) يا كرام ؟؟
معنى أثبته : اي داوم عليه، وواظب عليه ، واستمر عليه ..
وكان عليه الصلاة والسلام يقوم من الليل ويصلي إحدى عشرة ركعة فإذا فاته شيء منها لنوم أو مرض صلاها في النهار اثنتي عشرة ركعة.
كُلُّ ذلك مراعاةً للمداومة وحتى لايدعْ للنفس مجالاً للخمول ومجالاً للكسل ومجالاً للتراجع   ومجالاً للفتور عن اداء الطاعه  والاستمرار فيها.!

وفي الحديث الذي اخرجه مسلم من حديث عمر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من فاته شيء من ورده أو جزئه من الليل، فقرأه ما بين صلاة الفجر إلى الظهر، فكأنما قرأه من ليلته) ..!
إنّه لمنهج عظيم وكبير لدرجه انه لو حصل مرض
أو نوم أو عذر لاحدٍ منا عن طاعةٍ او عباده قضاها في وقت آخر ...

 بل وكان عليه الصلاة والسلام يعتكف العشر الأواخر باستمرار في رمضان ثم في إحدى الرمضانات ترك الاعتكاف فقضاه في شوال.

فانظر حتى يوماً واحداً لا يريد أن ينقطع .!
كُلُّ هذا محافظةً على المداومة ومحافظة على الاستمرارية والبقاء على نفس الوتيره من الحماس والجد والنشاط والاجتهاد في الطاعه .!

بل وحذرنا رسولنا صلى الله عليه وسلم من منهج الانقطاع بعد الاستمرار والفتور بعد الدوام
فقال كما في الصحيحين :
" يا عبدالله لا تكن مثل فلان كان يقوم الليل فترك قيام الليل".

وظاهرة الفتور بعد الجد في العبادة  ..!
وظاهرة الكسل بعد النشاط في الطاعة ..!
وظاهرة الانقطاع بعد الاستمرار في الطاعات !

لهي ظاهرةٌ يصاب بها كثير من المسلمين في كثير
من الأحيان لاسيما بعد مواسم الخيرات كشهر رمضان.

وهانحن هذه الايام للاسف الشديد مع وداعنا لشهر الصوم نجدُ ونرى بدايه انقطاع بعد استمرار .!
وتكاسل بعد جدٍ ونشاط .!!
وتقصير وتراجع بعد إقبالٍ ومنافسه .!

نعم أحبتي الكرام :
اينّ من كانوا بالامس معنا في رمضان ؟          

جموع من البشر كالموج الهائج ..!
لاتكاد تعرف أولهم من آخرهم
ولا تكاد تُميز شبابهم من شيوخهم .!!

جموع هائلة كانت تتدفق ليلاً ونهاراً .!
جموع كانت تتحاشد الى المساجد وتتقاطر .!

وفجاءه وفي غمضة عين اختفت .!
وفجاءه تلاشت كأن لم تكن شيئاً مذكوراً .!
وكأنهم ذابوا ذوبان الثلج في الماء.!
بل وكأن الارض انشقت وابتلعتهم ..!
اينّ هم ؟ وايّن أعدادهم ؟!
 ايّن جموعهم ؟ وايّن حشودهم ؟!
اينّ نشاطهم ؟ وايّن جدّهم واجتهادهم ؟!
 اينّ إقبالهم ؟ واينّ حماسهم ؟!
اينّ سباقهم ؟ واين سرعتهم ؟!
فالمساجد افتقدتهم ..! والصفوف اشتاقت اليهم .!
والمصاحف حنّت الى تلاوتهم ودويّهم .!
وكأنّ أمثال هؤلاء يظنون ان العباده انتهت بانتهاء رمضان .!
وتوقفت بانصرام وانقضاء رمضان .!

وما علموا ان الله جل وعلا لم يجعل للعبادات زمناً محدداً ولا وقتاً من الأوقات تنتهي عنده العبادة .!
بل انه سبحانه أمر بالعبادة والطاعة حتى الموت فقال : (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ).

قال الحسن البصري :
" إن الله لم يجعل لعمل المؤمن أجلاً إلا الموت  "

وهذا معناه أن العبادة والطاعة والجد في الخيرات والإحسان ليس مرتبطاً بشهر رمضان إذا انتهى انتهت تلك العبادات والطاعات ..!

 نعم اخواني الكرام :
قد تزيد الطاعة في وقت من الأوقات لكن تنتهي.لا
قد تزيد الصلاة في رمضان لكن تنتهي .. لا ..
قد يزيد الصوم في رمضان لكن ينتهي ..لا ..
 تزيد الصدقة في رمضان لكن تنتهي .. لا ..

فإذا انتهت صلاة التراويح فأمامنا صلاة الوتر! وإذا انتهت صلاة التهجد فأمامنا قيام الليل .! وإذا انتهى صيام رمضان فأمامنا صيام الست وثلاثة أيام من كل شهر وعرفة وعاشوراء والاثنين والخميس .!
وإذا انتهت زكاة الفطر فأمامنا أبواب كثيرة للصدقات والخيرات .!

فالخطورة كل الخطورة في الانقطاع وفي الكسل وفي الفتور وفي الرجوع وفي الانتكاس وفي قسوة القلب والبعد الكامل عن الله وفي المعاصي وفي رؤية ما حرم الله .!
فالله الله في الاستمرار على ما كُنْتُمْ عليه وعلى ما انتم عليه الآن ..!

الله الله في الدوام والاستمرار على العبادة سواء  زادت في بعض الاوقات او قلت في أوقات أخرى وكما قيل :
" قليلٌ دائم خيرٌ من كثيرٍ منقطع "..
قليلٌ من الطاعات والعبادات والقربات والأعمال الصالحات المستمره التى فيها تخفيف على النفس وترويحٌ لها بلا تنطع ولا مشقةٍ ولا تكلّف
او تشدد او غلو وان كانت قليله يسيره بسيطه لهي خيرٌ من اعمال صالحات وطاعات كثيره منقطعه ..!
نعم أحبتي الكرام :
ركعتين في اخر الليل مستمره وباقيه لهي خيرٌ بكثير من عشر او عشرون ركعه نهايتها الانقطاع!
قليلٌ من تسبيحات مستمره ودائمه لهي خير كثير
من ملايين التسبيحات التى تنتهي بانقطاع
قليلٌ من تلاوات وقراءات لكتاب الله مستمره لهو خير كثير من قراءه اجزاء في اليوم تكون نهايتها الانقطاع والتوقف النهائي.!
قليلٌ من صدقات مستمره لهو خير كثير
قليلٌ من نوافلٍ مستمره ومتواصله لهو خير كثير
قليلٌ من زياراتٍ للأرحام والضعفاء مستمره ومداوم عليها ومواضب عليها لهى خير كثير وثقيلهٌ في ميزان الخالق الذي لايضيع عنده شيء ..

واكرر واكرر القول مرات ومرات :
(( أحبُّ الاعمال الى الله ادومها .....
 لزمت درس علم استمر فيه، ودام عليه.!
اخترت درس علم تفاعلت به وانتفعت منةداوم عليه!
إقتطعت من دخلك مبلغ صدقة شهرية داوم عليه.!
لك ماتجود به من خبز لأسره او مالٍ ولو بسيط لحلقه قرآن او لدفع ضرر او لعلاج مريض داوم عليه .!
لك زيارات خاصه لأسر فقيره تتعهدها داوم عليها!
لك صلة رحم لأقربائك ثابتة داوم عليها.!
لزمت ركعتين في اخر الليل داوم عليها .!
لك ركعات وتر بعد العشاء او فى الاخر داوم عليها
لك موعد مع صفحه او صفحتين من كتاب الله تقرأها داوم عليها .!
لك وقفه محاسبه يوميه مع نفسك تزكيها وتربيها وتهذبها وترتقي بها داوم عليها.!
هناك مجالس ذكر تتردد عليها داوم عليها.!
لك وقت مستقطع من يومك للتسبيح والاستغفار داوم عليه ..!
فأحب الاعمال الى الله ادومها ....

أعانني الله وإياكم على الطاعات، وختم أعمارنا بالباقيات الصالحات ، وجمعنا في أعالي الجنات  إنه جواد كريم ...
 واقول قولي هذا واستغفروا الله لي ولكم من كل ذنب انه هو الغفور الرحيم ..

الخطبه الثانيه
أما بعــــــــــــــــــــــــــــــد :ــ    
ايها الأحباب الكرام :
المداومة على العمل الصالح له ثمار يعرفها الناس الأخيار وتغيبُ عن اذهان آخرين  ..!
وهذه الثمار ليست لمن يتعبد الله مرة ثم ينقطع .!يتصدق لله مرة ثم ينقطع .!
 يعتكف مرة ثم ينقطع .!
يحضر مجالس العلم مرة ثم ينقطع .!
يذكر الله في رمضان ثم ينقطع .!
يقرأ القرآن في رمضان ثم ينقطع .!
يَحسنُ سلوكه وأخلاقه في رمضان ثم يسوء بعده.!

انما هذه الثمار لمن يستمر على طاعه ربه ..
 ولمن يواظب على عباده مولاه حتى يقبضه اليه ..!

ولو لم يكن من ثمار وآثار وفوائد المداومه والاستمرار على العمل الصالح إلا انّها من احب الاعمال الى عزوجل لكان ذلك كافيا وذلك لان العبد إذا تقرب إلى الله عزوجل بما يحبه أحبه الله عزوجل، فحصلت له سعادة الدنيا والآخرة ..

= فمن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
      ( دوامُ اتصالِ القلب بخالقه )    
وهذة حقيقه لمسناها وشعرنا بها جميعاً
 وأحسسنا بلذتها في شهر رمضان.!
شعور حقيقي باتصال قلوبنا بالله جل وعلا وتعلقها به سبحانه وكل هذا الشعور الجميل والإحساس بتعلقنا بربنا وحلاوة مناجاته والتلذذ بطاعته والقرب به والاتصال به بسبب :
مواظبتنا على العمل الصالح ودوامنا عليه ..

وجدنا الموده بين الناس وألفه ومحبه واخلاص ووفاء وصدق وايثار وتعاون وحسن تعامل ..
احسسنا بجو إيماني رائع وبأخوه صادقه ليس لها مثيل ..
فهذا يطعمُ الجائع ، وهذا يكسو اليتيم ،
وهذا يغيث الملهوف ، وهذا يسعى على الارمله
وهذا يمسح على رأس يتيم ،
وذاك يقضي حاجة محتاج ،
 واخر يقف مع مظلوم ،
واخر يمشى الساعات لأجل نجدة مكروب،
واخر يلقي حديث ،
واخر يلقي محاضره ، وثالث يلقي نصيحه
واخر يجتمع مع آخرين لحل خلاف بين متخاصمين ، وآخرون يجمعون لشراء ادويه لمرضى ارهقهم ثمن الدواء الباهض ..
فما أروعه من زمن وما احلاة من شهر .
وما اجمل ان تظل حياتنا هكذا وعلى هذا النحو من الاستمرار على الطاعه والمواظبه على العباده !
                                             
= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح  :
              ( حُسنُ الخاتمه )
اسأل الله لي ولكم حسن الخاتمه ..!
كما اسأله سبحانه وهو اعظم من يُسأل وأجود من يُعطِي ان لايتوفانا إلا وهو راضٍ عنا ..!

ولذلكم : حسن الخاتمه من ثمار المداومه والاستمرار على العمل الصالح ..

لأن الذي يداوم على اداء الطاعات ويصبر على المعاصي والسيئات محتسباً الاجر على الله يقوى قلبه وتشتد عزيمته على فعل الخيرات ولايزال يجاهد نفسه فيها فيوفقه الله لحسن الختام ..!
( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ ) [إبراهيم:27]
وياليت شعري كيف يتمنى حُسنَ الخاتمه من انقطع عن الاعمال الصالحه وجعلها خلفه ظهرياً.!

وكيف يوفق لشهادة لا اله الا الله عند الموت وساعه السكرات من ترك الصلاه .!
وكيف يُفسّحُ القبر لمن ترك المساجد .!
وكيف يُثبت في القبر من ارتكب كل ماحرم الله
وكيف يُنّور ويبيض وجهُ من عادى الله وحارب الله وحارب واولياء الله وتعدى حدود الله ..!

يقول ابن كثير رحمه الله :
" لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بُعث عليه".
وفي الحديث الذي رواه مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال عليه الصلاه والسلام :
 " يُبعث كُلُّ مسلمٍ على ما مات عليه"
 وفي روايه للترمذي :
" إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله ,
 قيل: كيف يستعمله يا رسول الله؟
قال: يوفقه لعمل صالح ثم يقبضه عليه".
فإن عشت على طاعة فإن الله يتوفاك على هذه الطاعة ثم يبعثك على نفس الطاعة ..

تعيش على الصلاه والصيام والذكر والعلم والدعوه والإحسان والأخلاق الفاضله وحسن التعامل وطيبة القلب وكرمِ النفس وطيب المعشر ..
تموت عليها ثم تبعث يوم القيامه عليها وبها .!

وبالعكس تماماً تعيش على السيئات على المنكرات على الموبقات على الجرائم والتعديات والمخالفات
يصدق فيك قول الله :
( فَلا صَدّقَ وَلاَ صَلْى وَلَكِنْ كَذّبَ وَتَولَى )
تموت عليها ثم تبعث يوم القيامه عليها ...

ولذلكم
الدائمون على طاعة الله ، والدائمون على الصيام والدائمون على الصلاة ، والدائمون على العلم الشرعي ، والدائمون على تلاوة القرآن ، والدائمون على الصدقات ، والدائمون على حسن الخلق ، والدائمون على حسن الجوار ، والدائمون على العفة والخلق والإحسان ..
ومن قالوا ربنا الله ثم دموا على طاعته وعبادته وذكره تتنزل عليهم ملائكة الرحمة في ساعة الاحتضار وتطمئنهم أن لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون .
( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ. نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).

= ومن ثمار وفوائد المدوامه على العمل الصالح : .
(  أن الله وعد هذا الدائم بالثبات على الدين ومعيته له )
معهم يحميهم ويرعاهم ويحفظهم ويكلؤهم وينصرهم ويؤيدهم ويثبتهم ويقويهم ..
قال تعالى(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا.....)
جاهدوا بأداء الصلوات جاهدوا بصبرهم على الطاعات جاهدوا ببذلهم في سبيل الله
جاهدوا بقيامهم في ساعات الليل التى يتنزل فيها ربهم ليسمع شكواهم وتضرعهم ..!
(وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)
فإن جاهدت نفسك وداومت على الطاعة والذكر والعلم وتلاوة القرآن فإن الله وعدك بالهداية والثبات وأنه معك حيثما كنت.

= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
( أن الله لا يَردُ المداوم إلى أرذل العمر )
أتدرون ماهو ارذل العمر ؟؟
أرذل العمر:
أردؤه وهو بلوغ حاله الهرم والخرف، والهرف .

وهو عودة الانسان كهيئته الأولى في أوان الطفوله:
سخيف العقل، قليل الفهم ، ضعيف البنية ضعيف الإدراك والتمييز ، ضعيف في أداء الفرائض وعن خدمة نفسه حتى يكون على أهله ثقيلاً بينهم يتمنون موته..
وهذا الخرف والضعف والهرم يصاب به الإنسان في سن معين ..
 إلاّ أنه يسلم منه بعض الناس في نفس السن
ويظلون محتفظون بقواهم العقليه ..!
محتفظون بقوة سمعهم وابصارهم وابدانهم وحركتهم وحيويتهم ونشاطهم ..!
( انهم الذين داوموا على اداء الطاعات واستمروا على اداء الصالحات )
ولك ان تتأمل الى كثير من هؤلاء في هذا الزمان ممن بلغوا من العمر ومن الكِبَرِ عتياً ومع ذلك تجدهم في أوج نشاطهم وحيوتهم وصحه سمعهم وابصارهم كُلُّ هذا بسبب مداومتهم على الصالحات ، واستمرارهم على اداء الطاعات
ومواضبتهم على عبادة رب الارض والسموات.
قال تعالى تعالى في سورة التين :
(لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ .ثم رددناه أسفل سافلين .)
قال بعض المفسرين ( أسفل سافلين ) معناه
يرد الانسان الى ارذل العمر ..
إلا ان من ينجو من ذلكم هم :
( إلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )

= ومن فوائد وثمار المداومة على العمل الصالح :
( أن المداومة سبب لدخول الجنة )
 فقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قال :
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(من أنفق زوجين من الأشياء في سبيل الله، دعي من أبواب الجنة وللجنة أبواب، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان،
فقال أبو بكر : "ما على من يدعى من هذه الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم".

= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لطهارة القلب من النفاق ونجاةُ صاحبه من النار ).
ففي الحديث الذي اخرجه للترمذي من حديث
انس بن مالك رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من صلىّ لله اربعين يوماً في جماعه يدرك التكبيره الاولى كُتبت له براءتان :

براءةٌ من النار ، وبراءةٌ من النفاق "..

= ومن ثمار وفوائد المداومة على العمل الصالح :
 ( أنها سبب لمحبة الله تعالى للعبد وولايته له )
كما جاء في الحديث القدسي الذي رواه البخاري في صحيحه من حديث أبو هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال : (من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه،
 ولا يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي عليها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه) ..

= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لمحو الخطايا والذنوب )
والادله على هذا كثيره منها ما جاء في الصحيحين من حديث ابي هريره رضى الله عنه
قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" أأريتم لو انّ نهراً بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات هل يبقى من درنه شيء ؟
قالوا : لا .!
قال : فذلك مثلُ الصلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا ".
وعن ابي هريره رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" من قال سبحان الله وبحمده في يومٍ مائةَ مره حطت ذنوبه وإن كان مثل زبد البحر "..

= ومن ثمار وفوائد المداومه على العمل الصالح :
( انها سببٌ لتفريج الكربات وإزالة المصائب والنجاة من الشدائد )
وهذه الثمره ستكون عنواناً لخطبه جمعتنا القادمه
بإذن الله ، سنحط الرحال عندها حيث وفيها الكثير من العبر والدروس ....

 وحتى ذلكم الحين  أسأل الله عزوجل بمنه وكرمه أن يجعلنا ممن يتبع الصالحات بالصالحات، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

كما أسأله سبحانه القبول والإخلاص في العمل. ونسأله أن يوفقنا لمحبته ومرضاته وأن يثبتنا على الطاعة حتى نلقاه وهو راضٍ عنا.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين..
 اللهم عليك بأعداء الدين ..
 اللهم عليك باليهود الظالمين، والنصارى الحاقدين.!
اللهم شتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعل اللهم! الدائرة عليهم وانصر اللهم المسلمين عليهم، يا قوي يا عزيز!

اللهم من أرادنا وأراد الإسلام والمسلمين بسوء، فأشغله بنفسه، ورد كيده في نحره،
واجعل اللهم تدبيره في تدميره،
واجعل اللهم! الدائرة عليه ..

اللهم لاتدع لنا في هذا المقام ذنباً إلا غفرته
ولا هماً الا فرجته ولا ديناً إلا قضيته ولا عسيراً
الا يسرته ولا طالباً الا نجحته واعنته ..
اللهم أعن طلابنا وابنائنا وفلذات اكبادنا الذين يخوضون الاختبارات النهائية للشهادتين (...)
اللهم اعنهم ووفقهم .وسهل لهم كل عسير
اللهم لا سهل الا ما جعلته لهم سهلا وانت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً ..

 اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى .
اللهم اشف مرضى المسلمين .!
اللهم اجعل ما أصابهم زيادة في حسناتهم، وكفارة لسيئاتهم، ورفعة لدرجاتهم ..

اللهم إنا نسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لنا وترحمنا، وإذا أردت بقوم فتنة أن تقبضنا إليك غير مفتونين..

 اللهم اغفر لموتى المسلمين،اللهم اغفر لهم وارحمهم، وعافهم واعف عنهم، وأكرم نزلهم، ووسع مدخلهم، واغسلهم بالماء والثلج والبرد، ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس.
 ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
 هذا واعلموا ان الله قد أمركم بأمرٍ بدأ نفسه،
وثَنى به ملائكته المسبحة بقُدسه، وثَلّثَ بكم أيها المؤمنون من جِنّه وإنسه، فقال :
﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
---------------------------------------
للتواصل والاستفسار :
جوال ( 00967777151620 )
---------------------------------------
اللهم اجعلها صدقهً جاريهً لي ولوالدتي المرحومه..
وأنفع بها عبادك المسلمين اجمعين ...
واجعلني خيراً مما يظنون واغفر لي مالايعلمون..
------------------------------------


🎤 خطبــة جمعـــة بعنـــوان : [ الإســـتغفـــــــار ] إعـــــــداد وتنظيــــم وإلقـــاء : الاستـــاذ/ احمــــد عبـداللَّـه صــالح خــط...